الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكائن والكينونة والاسطورة

قاسم المحبشي
كاتب

(Qasem Abed)

2022 / 6 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الموجودات في هذا العالم كثيرة ومتنوعة جدا من أصغر ذرة إلى أكبر مجرة؛ جمادات، نباتات، حيوانات، وأشياء من مختلف الإشكال والأحجام والأجسام والأنواع والأصناف جميعها موجودة ومحسوسة وملموسة منذ الابد قبل وجود الأنسان تحيطه به من كل الجهات وقد عاش الإنسان ملايين السنيين مندمجا في الطبيعة في سياق حيوي سحري اسطوري لا يفرق بين الذات والأشياء والفكر والواقع ومنح للظواهر الطبيعية اسماءها الاسطورية. فلقد تصور الأولون المطر إله يصب الماء من إناء بالسماء والريح له إله ينفخها بمراوح والشمس إله لأنها تضيء الدنيا ويشعل النيران والأرض إلهة والموت إلة والجمال إلة والخير إله والشر إله ..الخ ويمكن تصنيف الأساطير في مجموعتين : أساطير الخلق والتكوين وأساطير التبرير والتعليل . تحاول أساطير الخلق أن تفسر أصل الكون وخلق البشر وظهور الآلهة. أما الأساطير التعليلية فإنها تهدف إلى تفسير الظواهر الطبيعية. وقد كان لك شعب من الشعوب اساطيره المحلية التي تمنحه الإيمان والمعنى. إذ تتعلق معظم الأساطير القديمة بكائنات مقدسة هي الآلهة. وهذه الآلهة تتمتع عند المعتقدين بها بقوى خارقة للطبيعة تفوق قوة الإنسان والجماعة . ولكن على الرغم من القوى الخارقة المنسوبة إليها، فإن كثيرًا من الآلهة من الجنسين وكذلك كثيرًا من الأبطال الذين برزوا في الأساطير القديمة (الميثولوجيا) لهم خواصّ إنسانية. فهم ينساقون وراء العواطف كالحُبّ والحسد ويمرون بالتجارب الإنسانية، كالولادة والموت. وهناك عدد من الكائنات الأسطورية تشبه البشر إلى حد بعيد. وفي كثير من الحالات فإن الصفات الإنسانية للآلهة تبرز المُثل السائدة في مجتمع ما. فالآلهة الطيبة ذكورًا وإناثًا تتمتع بصفات يُعجب بها المجتمع، بينما تتمتع الآلهة الشريرة بالصفات التي يمقتها ذلك المجتمع. والانسان فضلا عن جميع ما يصدق عليه من التعريفات كائن تسويغي اعتباطي واعتباطي تسويغي. يعتبط الاراء والقواعد والانظمة والقوانين اعتباطا يوافق منافعه ويطابق أهواءه حسب ما يحميه ويؤمنه ويسوغه ويقويه ويجعل امر التصديق بصحتها والأيمان بها والدفاع عنها فرضا واجبا مقدسا. في العصور القديمة من صيرورة العملية التاريخية كانت خبرات الانسان العملية المباشرة مع البيئة التي كان يعيش وسطها، خبرات بسيطة وردود افعال حسية بدائية, فالخبرة اليومية بالولادة والحياة والموت، لا سيما سر الموت ورهبته، دفعته الى الاعتقاد في عالم سحري ملئ بالارواح وأشباح الموتى، كان الانسان مدمجاً بالطبيعة وكانت الاسطورة هي الافق الممكن للتفكير والمعرفة والحياة, "فالاسطورة كانت النظام الفكري المتكامل الذي استوعب قلق الانسان الوجودي، وتوقه الابدي للكشف عن الالغاز والغوامض والمشكلات التي يطرحها محيطه" ان جسد الانسان الحاس بالمحسوسات هو الوسط الحي الوحيد الذي يجعله على اتصال بالعالم، للحكم على الظواهر والاحداث وتفسيرها. ولم تكن الظواهر والاحداث التي كانت تسيطر على حياة الانسان البدائي الا احداث الطبيعة، المطر والجفاف والحر والبرد والفيضانات والبراكين والاوبئة والكوارث الاخرى.إذّاك لم يكن الناس اصحاب عقلية تاريخية لان الوسط الاجتماعي الذي يعيشون فيه، لا يحدثهم عن التاريخ ولكنه يحدثهم عن الطبيعة، وهذا ما تنبأ عنه اعيادهم الاحتفالية الموسمية.فاعيادهم كانت اياما لم يسجلها التاريخ، بل هي ايام السنة الزراعية التي تتعاقب في كل عام وهذا يصدق على ما قاله المؤرخ الانجليزي (ادوار كار) "يبدأ التاريخ حين يبدا الناس في التفكير بانقضاء الزمن ليس بمعايير السياقات الطبيعية- دورة الفصول، وآماد الحياة البشرية، وانما بوصفه سلسلة من الاحداث المحددة التي ينخرط الناس فيها ويؤثرون فيها بصورة واعية". او كما عبر ايكهارات "التاريخ هو انقطاع مع الطبيعة يحدث استيقاظ الوعي" وهذا ما يراه "اريك فروم" في كتابه "الخوف من الحرية" بقوله: (بدا التاريخ الاجتماعي للانسان ببزوغه من حالة التوحد مع العالم الطبيعي الى وعيه بنفسه كذاتية منفصلة عن الطبيعة والناس المحيطين به)وهذا لا يعني ان الشعوب القديمة هي شعوب بلا تاريخ كما يحلو لبعض الباحثين الذين يصنفون تاريخ البشرية الى شعوب تاريخية وشعوب بلا تاريخ، وهذا ما اشار اليه ليفي شتراوس، في كتابه (الفكر المتوحش) إذ اوضح "ان الفكر البري لا يخلو من أشكال المعرفة التاريخية التي تجد فيه جذورها، كما ان فكرنا منطقي فالفكر المتوحش منطقي ايضا ويبدو ان مدار المعرفة البشرية برمتها مدار منغلق على ذاته" ونحن نميز بين التاريخ من حيث هو مجمل رد فعل الانسان ومجمل تطوره وتكيفه التاريخ من حيث هو نشاط الانسان الساعي لحل مشكلاته وتحقيق اهدافه العملية، ووعي الانسان لهذا النشاط عامة، فالعقل ظهر قبل الوعي، فالانسان القديم كان يصنع التاريخ ولكنه لم يكن يستطيع الانفصال عن هذا الذي يصنعه، كان الانسان مستغرقاً استغراقاً كلياً في تاريخه الطبيعي والاجتماعي، وعلى حد تعبير "بتر مونز". "فان التاريخ كان مدمجاً بالاسطورة، لان رؤية ما حدت فعلاً لا يعرف الا بإيراد وصف تعبيري لما حدث، فيصبح المؤرخ على نحو ما واضع اساطير طوعاً او كرها"
لقد زخرت الذاكرة البشرية بعدد واسع من الاساطير، كاسطورة جلجامش، واسطورة الخلق والتكوين والطوفان ويعد هذا الضرب من التدوين التاريخي شبيه التاريخ الذي لا يسجل ما حدث فعلاً بل ما حسه الناس واحبه او اعتقدوا في اوقات مختلفة بانه قد حدث ويرى علي حسين الجابري "ان الاسلاف قبل خمسة الاف سنة قد تمكنوا من دخول مرحلة العصور التاريخية حينما اكتشفوا الكتابة والتدوين التاريخي، متجاوزين اثار الكوارث والمصاعب الطبيعة ومقدمتها الطوفان حتى بدا لنا كان المعنى الباكر للتاريخ هو الشاهد المدون"لكن تفسير وتعليل الاحداث ظل مشوبا بالخيال السحري والتامل الاسطوري ولقد ظل التاريخ والزمن في الفكر القديم يلفح بالاسطورة وكان الزمان لدى القدماء هو ما يحدث عندما تنضج الثمار او تكبر الماشية" ففي المجتمعات القبلية التي كانت معنية في المقام الاول بالصراع من اجل الظفر برزقها من الطبيعة كان الميزان والايقاع والمقياس لحياتها ميزاناً انسانياً، وتحدد معاني الزمان اساساً حسب حاجات الانسان الحيوية ويرى شبنجلر ان كلمة "الزمان لا معنى لها عند الرجل الفطري، فهو يحيا دون ان يكون في حاجة الى ادراك الزمان، لان كل ادراك انما ينشأ عن الشعور بالحاجة الى المعارضة، بين شي بشي، ومثل هذا الشعور لا مجال لوجوده عند الفطري، لانه لا يزال يتصور الوجود على انه تاريخ ولم يتصوره بعده طبيعة. ولكن ليس معنى هذا ان الفطري ليس له زمان، كلا، انه له زمان ولكن ليس لديه شعور بهذا الزمان. وهكذا فان أكثر المجتمعات القديمة لم تكن لديها أية فكرة ولو غامضة عن الزمن تاريخاً، بل ولم يكن لديها أي مقتضى لاستخدام نوع الزمن المقسم على "ساعات بالصورة المطلقة الموحدة المطردة" الذي تاخذ به حضارتنا مأخذ التسليم البديهي, وخلاصة القول ان الزمان كما تصورته معظم مجتمعات العالم يتصف بخاصيتين:
1- انه كان مقياسا لتعاقب المواسم الزراعية، وأماد الحياة (الميلاد والحياة والموت) استناداً الى المعيار الانساني، ومن ثم كان شعبياً شخصياً ذاتياً.
2- الزمان بوصفه تجربة متميزة في جوهره بالتواتر والتكرار فهو ينطوي على ادوار متعاقبة للاحداث الميلاد والموت والنمو والانحلال بحيث يعكس دورات الشمس والقمر والفصول والوقت المناسب لاداء الاشياء ياتي مرة تلو الاخرى في مدد منتظمة.
لقد تبلورت هذه الخبرات في الاساطير والديانات القديمة في تصور دوري للتاريخ الكوني بأنه محكوم بثلاث حلقات هي "الميلاد والحياة والموت" وهذا ما عبرت عنه ملحمة "اله الطاعون" ايرا بكونها أقدم نص "في فلسفة التاريخ" فالتاريخ عنده يتجسد في نهضه تتبعها مرحلة أنحطاط وسقوط حضاري واضطراب في المعايير والتحلل اجتماعي وغزو اجنبي تليها مرحلة نهوض جديدة وتسقط فيها عوامل التخلف، وتعود الحياة في دورة جديدة"
ويشير البان ويدجيري الى ما تضمنته التأملات الصينية عن الزمان والتاريخ في مفهومي اليان واليانج، الحركة والسكون.
ان البحث عن شي يتصف بالدوام، هو من اعمق الغرائز التي تؤدي بالانسان الى الدين والفلسفة، ولا شك انه مشتق من حب الانسان داره ورغبته في مأوى يسكن اليه من الخطر والجوع والتشرد، والضعف والعجز والموت. قال تعالى (فليعبدوا رب هذا البيت % الذي اطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوفاً) وأول المدنية كهف او مغارة او موطئ قدم يحتله الانسان ويجد فيه اسباب العافية والامن والامان فيدافع عنه وطناً في العراء قبل اللجوء الى الكهوف والمغارات، واول الحضارة هو الاحساس بالخوف من العجز والوحدة. كل هذه الاحساسات التي تنتاب الانسان في جميع الازمنة وفي كل مكان وفي جميع العصور هي فطرة وغزيرة وطبع دفعه للبحث عن حلول عملية لها.
ان البحث عن القوي الدائم الثابت الازلي، البحث عن المعنى حيث لا معنى، البحث عن النظام فيما وراء الفوضى، البحث عن الواحد فيما وراء الكثير، البحث عن الابدي خلف الزمني، البحث عن الخلود فيما وراء الموت والفناء، البحث عن الحاضر فيما وراء الزائل هي من أقوى الدوافع في ذات الانسان, بل ان الظروف الفسيولوجية والحاجة الى الحفاظ على الذات ليست هي الجانب الوحيد في طبيعة الانسان، بل هناك جانب اخر ضاغط بالمثل وهو جانب ليس قائماً في العمليات الجسمانية بل هو قائم في صميم الحالة الانسانية وممارسة الحياة الا وهو الحاجة الى التعلق بالعالم خارج النفس الفردية الحاجة الى تجنب الوحدة، "ان الشعور بالوحدة والعزلة تماما يفضي الى الموت، حتى روبنسون كروزو المنفرد كان يصحبه "فرايداي" بدونه كان من المحتمل ان يموت" ان احساس الانسان بتفاهته وضآلته مقارنة مع بالكون والاخرين يشعره بحاجة الى التوحد بالكون والمجتمع، وما لم يحدث التعلق، ما لم يكن لحياته معنى ما واتجاه ما، فانه يشعر بانه شبيه بذرة التراب الطائرة وتقهره تفاهته الفردية وضعفه وعجزه ومحدوديته, لقد دفع الانسان خوفه الشديد من التغير والزمان الى البحث عن الله الواحد الاحد القوي الثابت قال تعالى: «فلما جن عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي فلما افل قال لا احب الافلين�﴾ فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما افل قال لئن لم يهدني ربي لاكونن من الضالين�﴾ فلما رأى الشمس بازعة قال هذا ربي هذا اكبر، فلما أفلت قال يا قوم اني برئ مما تشركون�﴾ اني وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض، حنيفا وما أنا من المشركين» يقول كولن ويلسون: «والحق ان الدين نفسه استجابة للغز الزمان الاساسي . افتقار الانسان الى إلامن حين يحيا في الحاضر. واعياً بابعاد الماضي والحاضر التي تسحقه في كون لا يمتلك سلطاناً مباشراً عليه والمحاط بخطر الموت والفناء الظاهري. "والحل الذي تقدمه معظم الاديان هو تأكيد على نمط للوجود يتحقق بالخلود والتعالي والابدية، بغير بداية ولا نهاية مبرءاً من الاخطاء ومنزهاً من التغير فالدين يعمد الى ادماج الحاضر الأرضي والطبيعي والإنساني في الماضي والمستقبل" وقد كان الخوف أساس الطوطمة، فتطور حتى أصبح حبا فشعائر وعادة للاسلاف وقد كانت العبقرية اليونانية في تفسيرها للتاريخ والزمان تنطلق من التجربة الإنسانية في التغيرات الجسدية.. من الميلاد والطفولة إلى النضج والانهيار الحتمي للقدرات الجسمية والعضلية في الهرم.فالزمن عندهم هو التغيير، ما كنا عليه وما نحن عليه الان سوف ينتهي، سواء كان جيداً او سيئاً او وسطاً بينهما.و تعد ملحمة جلجامش الرافدية، أهم وأكمل عمل إبداعي أسطوري شعري، دونت بين (2750و2350) قبل الميلاد عن الملك جلجامش الذي عاش في مدينة أوروك «الوركاء» الواقعة في وادي الرافدين على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وقد تشكلت حول شخصه باقة من الحكايات الأسطورية والبطولية، التي تسرد أخبار أعماله الخارقة، وسعيه المستميت إلى معرفة سر الحياة الخالدة. إذ لم تكن ملحمة جلجامش الا تمثيلا لذلك الصراع الازلي بين الموت ورغبة الانسان في الخلود، "الانسان الضعيف المغلوب المقهور في محاولته اليأسة التشبت بالوجود مدفوعاً بغزيرة حب الحياة والحفاظ على البقاء. "ما الذي حملك على هذا السفر البعيد؟: أجاب جلجامش: جئت لاسال عن(لغز الحياة والموت)... وعلام تهيم على وجهك في الصحارى؟ انه "انكيدو" صاحبي وخلي الذي احببته حبا جما لقد انتهى الى ما يصير اليه البشر جميعا فافزعني الموت حتى همت على وجهي في الصحارى...أيكون في وسعي الا ارى الموت الذي اخشاه وارهبه؟ فاجابت العرافة: "الى اين تسعى يا جلجامش" ان الحياة "يقصد الابدية" التي تبغي لن تجد حينما خلقت الالهة العظام البشر قدرت الموت على البشرية واستأثرت هي بالحياة"
وقد كانت "مدينة اوروك" المحصنة بالأسوار العالية تمثل "الحضارة" مقابل "البرية، البداوة" التي كان يمثلها "انكيدو" الذي يجوب البراري والتلال يرعى الكلأ مع حيوان البر ويستقي معها عند موارد الماء ذلك المتوحش القوي، الذي استأنس أول ما استأنس بالمراة "البغي" رمزاً من رموز الحضارة المستقرة، وحينما رقد "انكيدو" على فراش الموت، وادرك قرب نهايته اخذت تتوارد عليه الخواطر والذكريات، فود لو انه ما جاء الى حياة (الحضارة) بل ظل في باديته سعيداً خالي البال يرعى مع الظباء والحيوان، واخذ يكيل اللعنات على من زين له المجئ الى حياة المدينة. وفي الاسطورة اليونانية كان الشاعر "هيزيود" يرى ان الكون كله تحكمه عملية اضمحلال متوالية بدء من عصر ذهبي كانت الالهة هي التي تحكم فيه والناس يعيشون في سلام ووئام يتبعه عصر فضي ثم عصر برونزي واخيراً عصر حديدي يضطر فيه الناس للعيش بعرق جبينهم ويعانون مصيرهم، وكلمة "الزمن" باليونانية "كارونوس" هي اسم الاله الذي التهم اطفاله، واوديب عند "سوفوكليس" كان يعبر عن ذلك بقوله:-
"الزمن يدمر كل شي
لا احد بمأمن من الموت سوى الالهه
الأرض تفنى.. كل شي الى زوال
حتى الثقة بين الناس تذوى، ويحل محلها عدم الثقة
الاصدقاء ينقلبون على الاصدقاء
والمدن على المدن
مع الزمن.. كل شي يتغير البهجة الى مرارة
حتى البغضاء تتحول الى حب"
هذا الوعي بالطبيعة العابرة للحياة الانسانية والتغير والتبدل المستمر الذي يسري على الكون كله كان قد تخلل الثقافة اليونانية والرومانية كلها. وربما كان الفليسوف اليوناني هيراقليطس خير من عبر عن ذلك في شذراته.
"كل شي يتغير لا شي يسكن
في التغير، تجد الاشياء راحتها
الزمن هو طفل يحرك لعبه في يده والقوة الملكية هي قوة طفل
الحرب هو ابو الاشياء جميعا"ً
لكن النظرة الاغريقية للزمن والتاريخ كانت تنطوي على اقتناع راسخ بان الاحداث لا تقع اعتباطاً وانما طبقاً لدورة متكررة من الميلاد والحياة والاضمحلال. ان هذه النظرية الدورية للكون كله.
وهكذا يمكن القول أن التصورات والرموز الاسطورية الدالة على الزمن ذات صدى يمكن ان يكون اقرب الى فهم مجرد للزمان، مثلا ان كارونوس، ( الثعبان) إله الزمان، الذي يبتلع ابناءه له ثلاثة رؤوس أو ابعاد هي: الماضي، والحاضر والمستقبل.. وكلمة "ثعبان" تدل على الحركة والتغيير، والمكر، والانسياب والتخفي بحسب حسام الالوسي.
ختاما: لقد ظلت الأسطورة تهيم على الأفق الفكري والثقافي والأخلاقي في المجتمعات القديمة بما في ذلك الحضارات الشرقية القديمة وربما كانت المأثرة اليونانية الجديرة بالقيمة تكمن في تلك القطيعة الابستمولوجية التي احدثتها الفلسفة مع الأسطورة إذ نظر فلاسفة اليوم إلى الطبيعية وظواهرها المختلفة بعيون إنسانية عقلانيةففي بحثهم في الأصل والتكوين والحركة والتغيير في الكون جاءت إجاباتهم مختلفة كليا عن اجابات الأساطير. إذ فسروا الطبيعة بالطبيعة ولم يفسروها بالسحر والاساطير وهذا أمر يطول شرحه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة