الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تمر ازمة النظام بسلام؟

صوت الانتفاضة

2022 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تتفاقم يوما بعد آخر ازمة القوى البورجوازية الحاكمة، والمتمثلة بالقوى الإسلامية والقومية، فمنذ الانتخابات التي جرت في 10-10-2021 والى اليوم وهذه القوى في دوامة الصراع على المغانم، هذا الصراع رغم "سلميته" الى حد ما، وبالتأكيد المؤقتة، الا انه يخفي طابعا "تناحريا مميتا"، فالعلاقة بين أطراف الحكم باتت شبه عسكرية، فكل طرف هيأ قواه المسلحة.

لا يمكن غض النظر عما يجري، فالمشهد رغم "هزليته وسخافته" الظاهرة وطابعه "الكاري كاتيري"، "ثمانية أشهر منذ الانتخابات، استقالة نواب التيار الصدري، صعود بدلا عنهم بتقاسم للحصص"، رغم ذلك المشهد المضحك، الا ان الوقائع تشير الى ان الحلول والخيارات محدودة جدا امام هذه القوى، فلا يعقل ان تمر قضية استقالة نواب التيار الصدري مرور الكرام، وهم اللاعب الأساس في العملية السياسية، بل هم من يقع على عاتقهم اجهاض كل الحركات الاحتجاجية، وليس اخرها انتفاضة أكتوبر 2019.

انه لذو دلالة عظيمة ان نرى هذه القوى البغيضة وهي تختنق في أزمتها، ونقترب شيئا فشيئا من مدى رؤية نهايتها؛ وانه لصحيح جدا ان وحدتهم، تطابقهم، تشابههم، هي أشياء عابرة، نسبية، وهذا اتضح بشكل جلي على مدى الأعوام الماضية، فهذه "الوحدة" كانت دائما تخفي داخلها صراعا من نوع ما، هو غير مميت لهذه القوى، الا انه يساعد كثيرا على تفككها وتشرذمها وتشتتها، ويبقى من يوجه لهذه القوى التبعية والذيلية الضربة القاضية هي القوى الجماهيرية الناهضة والمنظمة.

ان الوسيلة الوحيدة والمثمرة لتعميق تناقضات هذا النظام هي في ادامة الحركة الاحتجاجية، وفي كل اشكالها، وهذه الحركة هي موجودة وبفاعلية على ارض الواقع، فالبنية الاجتماعية والاقتصادية التي خلفتها حكم القوى الإسلامية والقومية متهالكة تماما؛ البطالة مليونية ولا حلول، نهب الثروات والسرقة والفساد قائم وبأعلى وتيرة، الخدمات وبكل أنواعها انتهت او كادت، وهذه هي العوامل الموضوعية الأكثر جلاء لتفجر الأوضاع؛ ويبقى العامل الذاتي، المتمثل بقدرة الطبقات المضطهدة على حسم هذا الصراع، بالإجهاز على هذا النظام.

ملاحظة:
يكتب لينين يقول: "اللامبالاة تأييد صامت للقوي"، وهذه العبارة البالغة الدقة نراها متجسمة عند الكثيرين، الذين اصابهم الإحباط واليأس، خصوصا بعد "غروب، خفوت" الانتفاضة، وكأن الممارسة السياسية وقفا على الانتفاضة فقط، فتسربت اللامبالاة وعدم الاكتراث بين صفوف الشبيبة، و"أجل" الكثير منهم النضال ضد هذا النظام، واتجهوا الى إقامة مهرجانات للشعر والادب والفن، وهي في التحليل الأخير مهرجانات "للنواح" على من رحل، مع ان الوقت جدا ملائم للعمل السياسي والتنظيمي الحقيقي.
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نواب في الحزب الحاكم في بريطانيا يطالبون بتصنيف الحرس الثوري


.. التصعيد الإقليمي.. العلاقات الأميركية الإيرانية | #التاسعة




.. هل تكون الحرب المقبلة بين موسكو وواشنطن بيولوجية؟ | #التاسعة


.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. المتحدث باسم البنتاغون: لا نريد التصعيد ونبقي تركيزنا على حم