الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من حلف بغداد إلى حلف - الناتو - الأمريكي الإسرائيلي العربي الجديد!

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2022 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تعددت مشاريع الأحلاف العربية والأجنبية المقترحة والمدعومة من دول الغرب القوية وتحديدا المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية؛ فمنها على سبيل المثال لا الحصر حلف بغداد العتيد الذي كانت الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة فكرة إنشائه، وأسس عام 1955 لمواجهة النفوذ الشيوعي في الشرق الأوسط، وتكوّن إلى جانب بريطانيا من العراق وتركيا وإيران وباكستان، لكن العراق انسحب منه بعد ثورة تموز 1958 وفشل، وتم حله في بداية السبعينيات من القرن الماضي.
وحاولت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تشكيل حلف عسكري يجمع أمريكا وإسرائيل ودول عربية من أجل تطويق إيران والمساعدة في مواجهتها. وقال عنه وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو في كلمة ألقاها في الجامعة الأمريكية في القاهرة في 11 كانون الثاني 2019 بصراحة " إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تريد تأسيس حلف استراتيجي شرق أوسطي لمجابهة أكبر خطر في المنطقة (إيران)، ولتعزيز التعاون في الطاقة والاقتصاد، وسيضم الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن."
ولهذا فإن فكرة تشكيل تحالف " ناتو " أمريكي إسرائيلي عربي ليست جديدة، وان التحركات المكوكية والقمم العربية المصغرة التي عقدت خلال الأسابيع الماضية تشير إلى أن الأطراف المعنية متفقة على إن إنشائه الذي قد يتم قريبا؛ والدليل على ذلك هو قول الملك عبد الله الثاني في تصريح لقناة سي إن بي سي الأمريكية " سأكون من أوائل الأشخاص الذين يؤيدون إنشاء ناتو في الشرق الأوسط " مشيرا إلى أن " رؤية مثل هذا التحالف العسكري يجب أن تكون واضحة جدا، ودوره يجب أن يكون محددا بشكل جيد، ويجب ان يكون بيان المهمة واضحا جدا جدا، وإلا فإنه يربك الجميع." وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي عن استعداد دولة الاحتلال للانضمام إليه!
فما الذي ستجنيه الدول العربية من هذا التحالف؟ هل سيساهم في حل الدولتين الذي تطبل له الرسمية الفلسطينية والعربية، وفي حماية الأمن القومي العربي، وحل مشاكل البطالة والفقر؟ من الواضح جدا أن هذا " الناتو " ليس سوى صناعة أمريكية إسرائيلية، وإن أهدافه الرئيسية ليست خدمة المصالح العربية، بل إنها تتمحور حول التصدي لإيران وربما مواجهتها عسكريا، وتعزيز التغلغل العسكري والتجاري والثقافي الإسرائيلي في منطقة الخليج والعالم العربي، وتطبيع المزيد من الدول العربية مع إسرائيل، والتخلي عن القضية الفلسطينية وتصفيتها وفقا للرغبات والمقاييس الإسرائيلية الأمريكية، وقبول إسرائيل كدولة من دول المنطقة على حساب ضياع فلسطين ومصالح ومستقبل الأمة العربية!
لكن يبدو ان الحكام العرب المتحمسين للانضمام لهذا الحلف المشبوه، لا يدركون أن الشعوب العربية تعتبره مؤامرة أمريكية - إسرائيلية هدفها خدمة وحماية المصالح الصهيونية والأمريكية في دول الخليج والعالم العربي ككل ،من خلال محاصرة إيران، وربما مهاجمتها عسكريا لمنعها من الحصول على أسلحة نووية؛ وإنها، أي الشعوب العربية، ترفض التطبيع مع الدولة الصهيونية والاستسلام لها، وتدعم مقاومة الاحتلال والنفوذ الأمريكي الصهيوني في المنطقة، ولا تنظر لإيران كدولة عدوة لأمتنا العربية كما يزعم العديد من الحكام العرب الذين يدورون في الفلك الأمريكي الصهيوني؛ ولهذا فإن هذا " الناتو" سيفشل كما فشل حلف بغداد ومحاولات إقامة أحلاف مشبوهة أخرى في المنطقة، ولن يجني الحكام العرب الذين سينضمون إليه في حالة تشكيله سوى الخيبة وتهديد أنظمتهم وعروشهم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة