الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سِباق التعرُّج 7

علي دريوسي

2022 / 6 / 26
الادب والفن


مساء الفرح،

أعتقد أن الكثير من الأصدقاء يظن أني أكتب لهم قصة خيالية مسلية عن المال والجوائز والمصادفات الإيجابية، وقسم قليل منهم يؤمن بأني أكتب حقائق وتفاصيل حياتية عائلية تحصل معي في الزمن الحاضر، والأقلية دائماً على حق كما تعلمون.

نعود إلى تفاصيل الحياة بعد ورقة اليانصيب الرابحة:

حين فتحت زوجتي حقيبة صديقنا "أبو كلسون" لمحت على الفور نوراً ذهبياً وهَّاجاً، أعماني، أهلكني ذلك البريق، أحسست بدوخة طيرتني إلى مطار بعيد ثم أعادتني مهموماً.
رأينا فيها خمس سبائك، أكثر من ستين كيلو غرام من الذهب عالي النقاوة.

عدت للتدخين بعد انقطاعي عنه لمدة طويلة جداً.
حين استنكرت زوجتي الأمر لما رأت سيجاراً بين شفتي قلت لها بوقار فرويديّ: "لن أتوقف عن التدخين طالما كان فمي قادراً على حمل السيجار."
ردّت زوجتي: "وهل ترغب مثله باستئصال فكك وإحلال فك اصطناعي مكانه؟"
أجبتها ساخراً وواثقاً من نفسي: "ما زال في جعبتي أربعين عاماً حتى أصير في عمره حين استبدلَ فكه".

جارتنا إديلتراوت، يهودية، عندها مع زوجها خمّارة ومحل لتصنيع المشروبات الروحية المقطرة من التفاح والعنب، ولديهم أيضاً عدة شقق سكنية للتأجير.
غداً مساء السبت سنذهب مع إديلتراوت وزوجها لحضور كونسيرت "موسيقى كليتسمر" مع عازف الكلارينيت، اليهودي الأرجنتيني جيورا فايدمان، سنسهر سوية بعد انتهاء الحفل الموسيقي.


في الأسبوع الأول من شهر مايو وأنا في طريقي إلى العمل صباحاً، أدرت الراديو على إذاعتي الألمانية المفضّلة "بث الجنوب الغربي ـ البرنامج الثقافي"، كان ثمة تقرير ممتع عن مذكرات المحللة النفسية آنا فرويد حول أبيها الطبيب سيغموند فرويد بمناسبة ذكرى ميلاده. ما لفت نظري هو حديثها عن تلك الندوات الدورية التي كان سيغموند يعقدها في منزله اللندني داعياً إليها أتباعه وطلابه. كان زواره يستثمرون هذه اللقاءات للتعلم وممارسة التحليل النفسي. دأبوا خلالها على نقد وتحليل ممارسات وسلوكيات وآراء بعضهم البعض بكل صراحة. وكانت الندوات غالباً ما تنتهي بالمودة والاحترام المتبادل. حينها خطر ببالي بأننا نمتلك اليوم منصة كبيرة للنقاش وتبادل الآراء علانية، ما الذي قد يحدث لو حاولنا في فضائنا الأزرق تطبيق فكرة الندوات الفرويدية!؟
الحبل السري الأزرق في يومنا هذا هو شجرة معاوية الأخيرة التي تربط الناس ببعض. علينا ألا نقتلعها.

تعلمنا من إديلتراوت ألا نستثمر ما ربحناه باليانصيب بما تجري الريح من تحته.
تعلمنا منها أن نحوّل كل ما نربحه من نقود ـ مهما كان المبلغ تافهاً ـ إلى ذهب، كما يفعل اليهود في كل أنحاء العالم.
تعلمنا منها أن اليهودي يتأمل صباح كل يوم الذهب الذي يراكمه، يأكل ملعقة عسل كبيرة ثم يفتح محله التجاري قبل الآخرين، وإذا ما نظر إليه جاره غير اليهودي ليصبّحه بالخير عليه أن يسارع بالقول: "لا أراك الله ما أراني ولا أطعمك ما أطعمني". حينها سيرد جاره: "آمين".
تعلمنا منها أننا قد نترتكب حماقة كبيرة حين نساعد إنسان لمدة طويلة، أكثر من ساعة مثلاً، دون مقابل، وحماقة أكبر حين نعطيه فرصة للظهور لا يستحقها بجدارة.
وتعلمنا منها أن نزيّن مدخل بيتنا بأشجار الزيتون والتين.

سأوافيكم بالمزيد من التفاصيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في