الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتجاج بسبب اخبار مضللة

هشام جمال داوود

2022 / 6 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ليس دفاعاً عن أحد وانما من مبدأ قول الحقيقة، فصار لزاماً علينا كوننا متابعين للشأن السياسي محلياً واقليمياً وعالمياً فلذلك نعتقد ان قول الحقيقة والدفاع عنها والوقوف ضد الاخبار الكاذبة والمضللة من اهم واجباتنا.
ومن الأمثلة على ذلك هو قيام بعض الافراد يوم الجمعة ٢٤ حزيران ٢٠٢٢ بالتجمع والتجمهر امام مبنى السفارة الهندية في بغداد بسبب ما ورد في الاخبار وما تناقلته الصحف والمحطات الإخبارية عن إساءة وتجاوز بحق الإسلام والمسلمين والنبي محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله.
وهذا حق طبيعي لكل مسلم ان يدين أي تصرف او تصريح يسيء الى الإسلام او الى النبي الاكرم، ولكن على من يعترض ان يكون ملماً قبل كل شيء بأوليات الموضوع وتفاصيله وان يكون متأكداً من حيثيات الموضوع قبل ان يقرر ادانة هذه الجهة او تلك.
في الحقيقة ان ما جرى بداية الشهر الحالي كان عبارة عن كلام من امرأة تحمل اسم ( نيبور شارما) وهي الناطق الرسمي باسم الحزب الحاكم في الهند (بهاراتيا جناتا) عبر برنامج تلفزيوني استضافها كأحد ضيفين على اثر اندلاع مواجهة بين المسلمين والهندوس في احدى المدن الهندية، فكان تصريحها يمثل رأيها الشخصي بعد حوار متشنج مع الضيف الثاني في ذلك البرنامج ولم تكن في مؤتمر رسمي او خطاب رسمي او بتوصية من حزبها ومن ثم قامت اثناء نقاشها في ذلك البرنامج مع احد المسلمين الهنود بالتجاوز و وصف الإسلام والنبي محمد بكلمات مرفوضة سببت غضب جماهيري في كل البلدان المسلمة في العالم وخاصة في الدول العربية.
ولكن قلة قليلة من الناس بحثوا في صلب الموضوع وتوصلوا الى نتيجة حقيقية وهي ان هذا التصريح لم يكن وفقاً لتوصيات حزب بهارتيا جانتا وانما تصريحاً فردياً وشخصياً وهي وحدها تتحمل عواقبه ونتائجه.
وبالفعل تمت معاقبة هذه السيدة بعزلها من موقعها كناطق رسمي للحزب الحاكم.
الا ان البعض لم يقتنع بهذا الاجراء بل صار يطالب الهند بإرسال اعتذار رسمي للدول الإسلامية وهذا الامر ان فعلته حكومة الهند فمعناه انه اعتراف حكومي بهذا الخطأ، ولكن ولكون التصريح شخصي كما ذكرت فاكتفت الحكومة بطرد ( نيبور شارما) كدليل واضح على ان الهند تحترم جميع الأديان وتمنع الإساءة لأي دين على ارضها او في مكان آخر.
واعتقد ان في العراق بعض الجماعات ممن لم يكتشفوا الحقيقة ولم يتوصلوا الى معرفة الأمور بشكل واضح خصوصاً ان مظاهرة يوم الجمعة امام سفارة الهند ورفع صورة رئيس وزراء الهند (ناريندرا مودي) هو دليل قاطع على عدم معرفتهم بالتفاصيل الدقيقة وراء هذا الموضوع، وشوهد اثناء التظاهر تواجداً لخميس الخنجر أحد السياسيين في العراق ومن ضمن القادة السنة في العملية السياسية ومعه أيضا بضعة رجال من الدين.
نحن هنا في هذه السطور نقول ان الهند تضم أكثر من ٢٠٠ مليون مسلم وان الهند على مدى كل العقود الماضية منذ استقلالها عن بريطانيا عام ١٩٤٧ والى يومنا هذا حريصة كل الحرص على التعايش السلمي بين مكوناتها فكيف لها ان تسيء لنبي الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام واله وتخسر ما يقارب ربع أبناء شعبها؟
لذلك فإن من الضروري ان نكتب هذه السطور على امل ان تصل الى كل من غضب وقام بالخروج مندداً بحكومة الهند ورافعاً صوراً لرئيس وزراء الهند ان يعي حقيقة الأمور وان يعرف بأن الجماعات المتطرفة والمتشددة دائماً ما تقوم بأعمال محرضة تساعد على تأجيج الوضع الداخلي في الهند عن طريق الخطب التي تستهدف مشاعر المسلمين في الهند وتشجعهم على نبذ باقي المكونات غير المسلمة وخاصة الهندوس، ومن الطبيعي معرفة ان أي صراع هناك من شأنه ان يؤدي الى زعزعة الامن والسلم الاجتماعي حتماً سيكون في مصلحة بعض القوى الخارجية.
وختاماً اود ان اذكر بأن تصعيداً حصل في احدى مدن الهند أدى الى استضافة احدى القنوات الفضائية للناطق الرسمي لحزب بهاراتيا جانتا وبدورها أطلقت تصريحها الذي نالت عقابها عليه بالطرد والاقصاء من منصبها، وقرار الطرد هذا يعتبر عقاب شديد في بلد يتحلى بالدمقراطية ويلتزم باحترام كل الأديان، وما من داعي بعد هذا القرار لأي نوع من الاحتجاج ضد حكومة الهند.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟