الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأصول الفني للشعر الجاهلي

عطا درغام

2022 / 6 / 27
الادب والفن


هناك شبه إجماع علي أن الأصول الفنية لتي قام عليها شعرنا العربي في العصر الجاهلي ظلت هي الأصول القائمة لشعرنا العربي علي امتداد عصوره ،وتوالي أزمانه وهي في الوقت ذاته تمثل الوجدان العميق لأمتنا العربية.
فارتكز علي هذه الأصول، واستمد منها كيانه الفني كان شعرًا ساميًا وفنًا راقيًا لا يكاد يختلف فيه رأي النقاد" قدامي ومحدثين" ،إذ أن هذه العراقة المقدسة التي ارتضاها الفن الشعري لنفسه، وبني عليها في مختلف العصور لا تزال تمثل المقومات الأصيلة التي تعطي الشعر مكانة وجلالة،وتهبه رونقه وبهاه، وكل انحراف عنها أو خروج عليها يهز هذه المقومات هزًا يُثير الناقد الأدبي؛ فيقبله أو يرفضه.
وهنا تتشعب الآراء ،وتختلف المذاهب،وتقوم المعارك وتؤلف الكتب في الانتصار للجديد ،أو العدوان عليه، في الحنين إلي القديم أو الحفاظ به،فإن ذهبت تنخل هذه الآراء فاحصًا وموازًنا ألفينا جلها يرعي القديم وقدره رعاية وتقديرًا تختلف درجتهما قوة أو ضعفًا،ولكنه تقدير علي أي حال.
فأين الشاعر الذي يُقيم صرح قصيدة علي فراغ لا يقوم علي سابق بناء ؟ إن كان فبناؤه منهار قبل أن يقوم.
وأين الشعر الذي يتنكر للقديم- بعض التنكر- ثم يجد طرييقه سهلة إلي قلوب السامعين فتقبله دون تردد، وإلي موازين النقاد فلا نقبل به لا سيما إذا وضعنا في مقابلة شعرًا يرعي القديم ويسير علي أصوله.
سنجد ذلك إزاء ما صنع زهير ومدرسته في العصر الجاهلي، وما صنع جرير والفرذدق في الهجاء،وجميل وعمر بن أبي ربيعة في الغزل- عصر الأمويين،وما أضاف مسلم وأبو تمام والمتنبي وأبو العلاء في سيما اللفظ أو عمق الفكرة عصر العباسيين،وما انشعب إليه الشعر في بيئاته الجديدة بالشام والعراق،وبلاد المغرب ومصر،وفي الأندلس وفيما وراء النهرين سنجد ذلك كله يربطه بالقديم أقوي وشائج.
بل إن هذه الثورة التي حمل لواءها زعماء المجددين من التقليدين والرومانسيين والواقعيين في العصر الحديث،وما انتهت إليه من إبداع للشعر الحر في العراق والشام ومصر،والتي استشري خطرها في أقاليم الوطن العربي وما أثارت من احتجاج،وما ظفرت به من تأييد جماهيري في مشاعر السامعين أو الناقدين أفكارهم.
وما أطلقت هذه الثورة من أفكار وأقلام تراءت في الخطب والمناظرات والمقالات والمؤلفات، وإن تقييم هذا الشعر-علي اختلاف سماه وتنوع اتجاهاته-وما أُثبر حوله خير شاهد علي جلال الشعر القديم ،وأصالة ما يسير علي دربه،وينسج علي منواله ويرعي أصوله في كل محاولة للإبداع في مجال هذا الفن الرفيع.
وبعد دراسات رائعة في الشعر الجاهلي للأساتذة الرافعي وطه حسين وشوقي ضيف وجورجي زيدان وأحمد الحوفي وغيرهم، تأتي دراسة الدكتور سعد إسماعيل شلبي بعنوان (الأصول الفنية للشعر الجاهلي" ونهج فيها الكشف عن الأصول الفنية لأشعار الجاهليين لانها تمثل نقطة الارتكاز التي بدأ بها الشعر الجاهلي ،ونسج حولها ما تلاه من عصور ،ولأن أهميتها وأصالتها تحتمان أن يصدر كتاب خاص بها.
وجاءت الدراسة بتمهيد يكشف عن الحياة الطبيعية ،والاجتماعية،و الثقافية عصر الجاهليين، ثم يعرض هذه الأصول في بابين ،يستقل أولهما بالأصول الفنية السائدة،والآخر الاتجاهات الفنية المتميزة.
ويأتي الباب الأول في فصول متوالية: للطبع والصنعة،والألفاظ والأساليب،والمعاني والأفكار، والتصوير والخيال،وموسيقا الشعر،وبناء القصيدة.
أما الباب الثاني فسيعرض في فصول متوالية أيضًا: شعر الطبيعة وشعر النساء،ثم وصف الناقة عند طرفة، والاعتذار للنابغة،ونزعات إنسانية عند عروة بن الورد..
وقد قام الكاتب بتحليل النصوص التي استشهد بهه..واختتم الباب الأول بنماذج متكاملة تصور الأصول الفنية السائدة
وكذا ختام الباب الثاني بنماذج متكانلة أيضًا توضح الاتجاهات الفنية المتميزة – للوقوف علي الأصول الفنية السائدة والمتميزة في الشعر الجاهلي مجتمعة في نص واحد وتصور عنله مستقلًا عن الآخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق