الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/30

أحمد عبد العظيم طه

2022 / 6 / 28
الادب والفن


الأنفاق تختصر الأزمنة، وتستبطن المسافات.. الكتابة كذلك.


*******

رؤىً من حلم/ الفرعون الشيخ/ المتكرر...

...، إذن فقد كانت الأفكار سابقة اللغات بمقدار خمس وعشرين ألف سنة على الأقل، وكانت الأصوات كالإشارات مغلفة ومتفق عليها بهذه المدة القياسية من التاريخ غير المكتوب. وذلك حتى نشأت فكرة الكتابة برأس أحدهم – وكان خارقًا للطبيعة، والأرض غير الأرض، والناس ليست كالناس بشكل يقيني – وقال في نفسه الذي نشأت الفكرة بأفكار رأسه: سأجمع الأصوات من كل حدب وصوب، فيصرن بمخيلتي أشكالاً، أحفرها في الحجارة بسكيني، وأُعلم اثنين من الناس – ربما ثلاث.. أربع.. خمس.. ست.. سبع.. ثمان.. تسع.. عشر.... مائة...........

وعمِلت ألوف الناس لغة من الصوت، فتكلموا... وقالوا فيما بينهم، وقد تعددوا فرقًا، ماذا نصنع باللغة غير هذا الكلام الدائر بالحظ هكذا!؟؟.... فانحفر للفن نهرًا، وللسياسة أخدودًا، وبنيت الأهرام للفكر، وتجدد الأسطول للحرب...

- هل قلت لهم هذا الحديث؟ (الفرعون الشيخ يرفع بصره عن مخطوط، ويحرك بصولجانه في الهواء بينما يتكلم)....
- لم يسعف الوقت ولا تحتمل الناس. (الوزير معت بعد عودته من اجتماعه بمندوبي الزراع الغاضبين)...
- كاذب... (وزغرت ماري من حيث هي شخصية محورية)...
- وشحنات الخشب المكدسة على شواطئ بلاد بونت تنتظر الأسطول التجاري!؟... قلتُ لكَ أن تجد حلاً، وليس مزيدًا من سوء التقدير... (يتحرك الفرعون الشيخ بانفعال...)
- تمثيل أعمى... (يفح الكهل الكسيح كثعبان بعبارة أرادها سامة)...
- بالونة اختبار ..hahaha.. الأمر واضح تمامًا.. (وكان آندي يقترب من مركز الكاميرا ويعمل حركات بهلوانية بوجهه قبل سماع cut متبوعة بصليل قهقهة ذاتية الصدى، جماعية المشهد.)...
- عفوك سيدي الملك.. لن تنفع غير القوة.. فالمعاملة المتعقلة تجعلهم يزيدون وقاحة.. لقد تطاول أحدهم اليوم قائلاً: إذا بنيتم السفن الحربية من أقوات الفلاحين؟ فكيف سترسلون الجائعين للحرب؟...
- وكيف به؟
- أمرت بجلده ثم اقتيد إلى السجن الجنوبي.
- إرهابي.. مصاص دماء.. خائن... (الفتاة والدة الطفل، تتلفظ بشكل مغلول)...
- إسمعوا هذه جيدًا: يُحكى أن المهاويس قد يسودون على العالم، ولكنهم – في الأغلب الأعم – لا يشغلهم اقتنائه. (عاصم المقاول وقد أنضجته التجربة فقض العبارة من صخر عسير، مزيفٌ في غالب الظن؟...)
- أنا أؤيد علم النفس بهذه الحالة.. أعتقد أنني كذلك... (سلمي بائع المخدرات يتحدث بلهجة منمقة فبدا متأثرًا بعاصم المقاول، وضحك الناس على سلمي بائع المخدرات)....
- ما كل هذه الضوضاء بالخارج.. أين رئيس الحرس؟؟... (زعق الفرعون الشيخ بغضب أعمى فطفق رئيس الحرس ولكأنه من العدم)...
- أجنادك سيدي الملك.. بالخارج لفيف من الزراع الغاضبين يريدون أن يُسجنوا قيد سجينهم الذي أمر به الوزير معت.. أجنادك سيدي الملك...
- أووصلت الأحوال إلى هذا الحد المزري!.. اذهب قل لهم هل ترضون بالسجين مندوبًا عنكم.
- أجنادك سيدي الملك... (حانقًا رئيس الحرس)...
- عفوك سيدي الملك.. لا أرى أن مفاوضتهم خيرًا من عقابهم... (متوترًا الوزير معت...)
- النجم يسطع بالسماء ولا ينتظر نظرة من أحد... (هكذا تتشدق السيدة فريال بعبوة بلاغية متداولة)...
- حماسي بزيادة خطرة لشيء كهذا غير صالح... (متطوحًا رائف الجريجي قال هذا)
- معكم إلى أقصى درجة.. بل إلى آخر الدنيا إذا لزم الأمر... (المهندس صابر بإعياء ويأس)
- ..................... (لغط شديد.............)................
- أجنادك سيدي الملك.. قالوا أنه لن يستطيع تمثيلهم فهو زارع قصب ولا يفقه شيئًا في حساب القطن أو الغلال.. أجنادك سيدي الملك...
- اللعنة...
- أعتقد أنهم محقون في ذلك... (أحد الغطاسين الذين أنقذا آندي من الغرق بالحفرة الزرقاء قبل ذلك يُحادث رفيقه تحت الماء عبر جهاز بدلة الغطس)...
- عفوك سيدي الملك.. أرأيت سيدي الملك؟.. كلما تساهلت معـ.................
- ...................................... (أصوات مبهمة تقترب وتبتعد...)..........
- يا ستار العيوب يا رب.. يا لطيف اللطف.. (عبده النحلة لامع العين مبتهجًا)...
- جاهز.. تمام.. إبدأ... (شخصٌ غير معروف اسمه يصرخ في وجه الكاميرا)...
- مـ اااااعت...
- أجنادك سيـ...............
- ...................
- اعتقلوا أولـ..................
- ................

*******

السرجة

...، ههنا كانت تكمن لمسة زائدة على النسق التقليدي لقرية محلية.. لمسة لا تخص كثرة الأبنية الطينية المُتبنة، ولا خوار البهائم، ولا الأطفال الحفاة ومن دون سراويل.. لمسة خفية تأتي مع الهواء.. الهواء قديم.. قديم إلى حد الإحساس بالانتقال.. قديييييييييييييم.........

- يا مرحب
- الله يرحب بيك
- مرحب
- أهلاً
- أهلاً وسهلاً
- اتفضلوا
- شكرا متشكرين
- يا مرحب
- ............
- ........
- ...... يزيد فضلك...

دخلنا جميعًا إلى المضيفة.. كان بيتًا كبيرًا من ذي المضيفة، أو بالأحرى فيلا قروية من طابقين.. وكان باستقبالنا ما يربو على العشرة أنفار من ذوي الجلابيب ذات الأكمام الواسعة، والتلافيع الصوفية.. حتى أنني تخيلتُ للحظة أن القرية كلها تعرف من نحن، ولماذا جئنا إلى السرجة.. أقلقتني كثرة العدد في ظل خطورة وسرية مشوار كهذا، ولكنني عزوتُ الأمر إلى مفهوم العائلة ههنا، وقمتُ بمواصلة الصمتـ....

بضع دقائق جرتْ.. وسرىَ بالأجواء لغط ثنائي وثلاثي متصاعد، تضمن الباشا والاثنين البهوات، الذين لاحظ المضيفين أنهم رأس الفصيل، فأجلسوهم بصدر المضيفة....
اكتفيتُ بالمراقبة وانتابني إحساس شديد بالتوحد، فلم أرد على شكري حين سألني سؤالاً لم أسمعه
.. وصرتُ أقول في نفسي: يارب.. يا رب.. يا رب...
..... دار أحدهم على الحضور بصينية الشاي، فلما جاء دوري نظرتُ بعينيه شاكرًا، وقد تعمدتُ أن ألتقطُ كوبًا كبيراً عن بقية الأكواب، كان الرجل مخيف الحَوَل، وطويل العنق إلى درجة مُلفتة، فلم أستبشر خيرًا، ذلك أنه تبعًا لتشريحه الفيسيونومي، يُعد من الفئة التنفيذية غير المُفكرة، وهذا لا يعني أنه لايفكر على الإطلاق، بل إن تفكيره مقصور على حيز تنفيذ ما أوكل إليه من مهام، ولكن هذه الاندفاعة تشي بوجود option آخر يتمثل بـ... ............................................................

- اتنين من البهوات يتفضلوا معاي يشوفوا الحاجِه...
- لأ.. تلاته.. حييجي معاك تلاته..
- يا سعادة البيه انتم ضيوف عندينا.. ومفيش ضيف ابيحكم على صاحب دار..
- والضيف عشمان إنهم يبقوا تلاته.. هه؟
- ........ يكرم الضيف...
- ......................
- .......

عقب ذلك امتلأ الحوار بالترحاب المبالغ فيه، والامتنان المزيف، ولكن ذلك لم يكن ما أخرجني عن متابعته.. بل كان لومي الشديد لنفسي إزاء إعمال آداة مهمة كالاستقراء، على خلفية من تأثير كبسولة الميراج.. لقد كان المتكلم عن كل هؤلاء الناس ذوي القسمات الغامضة والحدقات الصحيحة، هو الرجل الأحول التنفيذي غير المُفكر.. اللعنة، في الحقيقة أنه أحيانًا ما يحدثُ الذي يجعلك تشعر بأنك تعيش حياة مفبركة عليك.

بعد أن فرغت عدة أماكن، وتبودلت أخرى، ارتصوا – شكري صراف البنك، ومصطفى دكتور النساء والتوليد، وعبد الرؤوف عضو مجلس محلي محافظة – إلى جواري، متهامسين فيما بينهم بترقبٍ وخوفٍ. وكان عبد الرؤوف يلهثُ أثناء تدخين سيجارة سوبر، ومصطفى يُهمهمُ بكل ما أوتي من الاستخشاع – مرحلة اجتلاب الخشوع – وشكري يُذهنُ مقطبًا حينًا ومبتسمًا آخر.. وأنا لا أدري لماذا لا أملُ المراقبة؟.. العمل كعدسة جائلة طوال الوقت؟.. ولكنني سأحتسبُ لنفسي قدرتي المؤقتة على إيقاف التحليل الصوري غير المتسلسل، وذلك تأسيسًا على ارتفاع نسبة الخطأ.. الخطأ يا أخي...

*******

كاتب القدر، أيها الملاك العبقري.

*******
الخروج

.................... ثم صمتتْ الموسيقى التصويرية عند مرآهم يدخلون إلى المضيفة عائدين، فعرفتُ الخبر قبل أن ينطق الباشا بكلمة زائدة.. وأبدًا لن يكون ذلك الوجوم النظامي الطافح على أوجه البهوات بسبب الاختلاف على السعر.. أو أن الصداع قد جاءهم جماعة مثلاً.. لابد أنه الاحتمال الأخير، وكونه أخيرًا لا يتعارض مع أسبقيته في الوجود عن بقية الاحتمالات...

- بقولك ايه يا رفاعي.. مفيش حاجه سليمه عشان نراضي الناس اللي دافعين شرط دول..
- هو دي الموجود عندينا يا بيه...
- يعني بالمختصر المفيد انكم غاويين تشحططوا الناس وخلاص.. انتو مش لسه موريين هو هو نفس الشغل للراجل اسمه ايه دا بتاع اسكندريه.. والكلام ده من حوالي ست شهور عشان تعرف اني متابع السقطه واللقطه فـ الخط كله.. يعني أمور النصب مشـ....
- إلزم أدبك يا بيه.. جسمًا بالله كِلمِه زياده وابندجك وانت وناسك..

وتناول رفاعي من أحدهم قطعة آلية، ثم ضرب دفعة كاملة بالهواء قبل أن يخطو من باب المضيفة، وفي تقديري أنه قد فعل هذا مخافة أن ينساق الباشا وراء نفسه بالانفعال، والذي قد يتطور إلى تهديد في حال لم يُخمد من أوله...
- هي دي الأصول يا حضرات.. مش شايف حد قاله كده عيب وللا ميصحش.. وانت بتضرب نار فاكر حتخوفني!...
- انت الكلامك يضايج وملددش على وداني.. إحسن كلامك وعيده يا بيه
- اسكت يا رفاعي.. (وبدت الصيحة خافتة ولكنها أسكتت رفاعي، كان شيخًا سبعينيًا قصيرًا، ذو لحية بيضاء، ويجلس على الكنبة المواجهة لباب المضيفة)
- حضرتك والده يا شيخنا؟..
- بين البايع والشاري يفتح الله يا ولدي.. خد ناسك واتفضلوا مع السلامه
- وانا عشان خاطرك يا راجل يا كبارا مش حمشي قبل ما الناس دي كلها ترزق من فضل الله.. الحته بتاعتكوا مشغوله كويس وتلزمنا.. حنشيلها على متين وخمسين ألف ابيض، قلت ايه يا شيخنا؟ (خمنت أنه إذا ما تمت الصفقة فالتمثال سيستقر أصليًا بالخليج بعد عدة أسابيع ليس أكثر)...
- مفيش عندينا حاجه للبيع يا سعادة البيه... (عاد رفاعي يتولى المسؤلية بلهجة قاطعة)...
- ...............

الباشا انتفض من جلسته مُبرطِمًا! وتبعه البهوات إلى الخارج!.. عندما نحن مبهوتين بما صار يحدث.. وقد انتفختْ الأوردة الرئيسية بعنق رفاعي في مشهد يريبُ أنه آدمي، وكان ينظر نحو عبد الرؤوف بعينه الحولة أثناء خروجنا جماعة، فخاف شكري صراف البنك جدًا، و........

- ألو...
- إيه الأخبار؟ قفشتو فلوس وللا لسه؟...
- مضروبه يا سامي.. ضلتني فـ توقيت قاتل يابو صاحب...
- عرفت من الدكتور مصطفى.. متزعلش.. انت عارف انها للموعودين مش للحسيبه...
- يبقى مجد سيدك وانسى....
- ..................

*******


كتابة الحقيقة

- كيف يتجرأ المرأ على قول الحقيقة الصافية؟/ كافكا بتصرف...؟
- لا مناص عن الكذب، مهما بلغتَ من الصدق.. لا مناص عن الكذب يا أخي. لذا سأعتمد هذا المدخل الحقيقي كمبررٍ ناجع لقول الحقيقة.
- ستكون كل كلمة أكتبها حقيقية، بيد أن الكذب سيتبدى بالغرض من كتابتها، ولكنكِ لن تلمسيه، ذلك أنه يلبد لكِ في الذرة الكثيفة من حولي يا صديقتي.. صديقتي أنتِ يا ماري!..........

تنويه بعلم الوصول:

- ستأتي النقاط السابقة على ماري/ تعبيرًا عن عدد الأعوام التي أنتوي وضعها كحدٍ أقصى لدوام العلاقة. أما النقاط المعقبة لماري، فستأتي كتقريب مبدئي للأعوام التي أود أن أحياها بالعالم الخارجي. (بعض الأعواد الأمامية من الذرة الكثيفة/ بتصرف)......
- وبالقطع فأنت على علم داخلي، بأن الحقيقة لابد وأن توجه يا أخي، ولتضف إلى علمك بأنه لا شيء طوباوي يحدثُ بهذه الحياة، فكله مُقدَرٌ ومحسوب – مكتوب – بالفعل، والذي قال: يا خالق الكون بالحساب والجبر. لم تكن بغيته أبدًا هي معننتك. ولا أحد يدري إلى اليوم، من ذا الذي أوصله إلى ذلك!.
- ولِما لعاليه من وجاهة استثنائية في قراءة الأشياء، ولمّا تقرر أنه لم يكن محيصٌ عن المتابعة والتسليم، فقد نحيطك علمًا بكل ما تعلمه – وما يعمل في سريرتك من الظن والكراهية والمحبة– وأنت لا تلحظ شيئًا بالقصد. وترفض أن للأشياء مشيئة.. حتى في أمر النقاط............
......................................................................ــونها، كدستور للحقيقة. وشكرًا.


*******

على أثر محادثة هاتفية قصيرة، سيأتي آندي لمقابلتي وماري بإحدى كافتيريات الـLight House، وقال أثناء المصافحة أنه ترك السيدة فريال نائمة بالـ camb معللاً عدم حضورها.. كانت الساعة قد بلغت الحادية عشر ليلاً، وبات الممشى عمومًا معقول الازدحام.. أشرت بعيدًا نحو طاولة شاطئية قريبة من الماء، فبدا انزعاج – أعرفه – على وجه ماري، مما جعلني أعدل سريعًا عن اختياري قائلاً:Or as you like my angel.
- هذه أفضل... "تبعناها نحو أقرب طاولة من وقفتنا..."
- أحيانًا يكون البحر مخيفًا بالليل... (قال آندي المبتسم مفتتحًا الكلام، ومؤشرًا على أنه يفهم الأمور أثناء طيرانها)...
- Sure .. الذي يفهم البحر ليلاً يبتعد عنه hahaha... (قالت ماري وضحكت بسخرية)...
- أصدق هذا hahha .. وحتى نهارًا haha أنا لا أقوى على العوم كثيرًا بسبب نظارتي هذه... )يخلع نظارته الطبية ثم يعيد ارتدائها بأسف)...
- ...........................
- ..........................
- كيف هو حال السيدة فريال بعد يومين في dahab؟ (قلت بعد أن شاركني بطلب البيرة..)
- Very happy.. ولكنها تنام مبكرًا كي يمكنها الاستمتاع بمنظر الشروق، واستغلال اليوم من بدايته، وما إلى ذلك من مهام نشطة.. إنها مثالية إلى حد كبير...
- البوذيات كلهن كذلك.. هاهاهاهـ... (أوجه عيني إلى ماري القلقة)...
- what ever!.. هل لازلتما تمارسان الـ meditation؟... (تسأل ماري)
- بالنسبة لي، الأمر مرتبط بوجود مارتن كمحفز.. But أرى فريال تمارسه كل بضعة أيام...
- Huh .. لم أجد تلميذًا حقيقيًا لمارتن سواي... (زاد معدل السخرية بلهجة ماري)
- جيد جيد.. أنتِ disciple مارتن المخلصة إذن!.. hahaha (حوارية...)
- .......................
- .................
- Mary لديها مفاجأة كبيرة إذا ما قررتما زيارتنا قبل مغادرتكما لدهب... (كانت الزجاجة الثالثة قد لعبت برأسي وأنا أخطط لمشهد جديد يجمع كيد ماري بكراهية فريال...)
- Surprise.. دعني أخمن
- Ok go.
- البناء البوذي.. right؟ (دهشت لذلك ولم تبد دهشة لماري!..)
- كيف علمت به؟...
- إنني astrologer شهير بأميريكا كما تعرف.. hahahaha ألا تعرف عني! hahaha.. أعامل الكثير من كائنات الفضاء وسافرت إلى معظم الكواكب hahahhahahha... (اعتقدتُ أنه يعلم ما يزيد عن البناء البوذي.. كذلك أظهرت تعابيرًا داخلية لماري)...
- Marten.. من الأكيد أنه مارتن...
- Yeah.. أخبرني بإحدى رسائله...
- ......................
- ............................
- ..............
*******

حلم الانقلاب

- فريد عبد القادر حسـ ااااان...
- افنداااام
- قاف شـ اااارق21 .. فايـ ااااد...
- ...................
- ..................

طائرًا فوق الترعة ليلاً.. أتحاشى الاصطدام بأشجار الكافور كلما تعرج مسار الماء.. السرعة رهيبة.. رهيبة بلا مبالغة، وتعطي شعورًا عظيمًا، يمزج ما بين الرهبة ونشوة الجرأة، ذلك بنسب تتفاوت لحظيًا. وكنت لا أبصر جسدي من حدة الانطلاق.. لكنني صرتُ ألمح ثلة متعقدة من الشريط الداخلي الأسود لشريط كاسيت، تأز عن يساري كلما اقتربتْ الترعة من الطريق الزراعي فطفقت أعمدة إنارة، مما يشي بأنها قيد انطلاقي من البدء، وليست طارئ بالطريق...
وحين سأصل أدري بأنني قد وصلت.. الظلام شديد الحلكة وأرى رغم ذلك كعادتي.. لا وقت للتفاصيل.. الأمر عاجل.. أنا أختبأ خلف كافورة ضخمة.. لكن ما الأمر العاجل؟.. نسيته؟.. نسيته!.. هناك بناء غامض مُسور ويشبه الطابية على مبعدة مائتي متر.. نسيت.. لسان الوزرا.. اسم المنطقة.. لا أذكر غيره هو و/...عُلم ويُنفذ يا افنداامـ...

بغتة الحدث يبدأ.. عشرات الأشباح الزرقاء.. يخرجون من وراء الكافور الكثيف هنا.. ويتحركون خفافًا باتجاه الطابية.. موقعي يسمح لي أن أقطع إلى البوابة في خط مستقيم.. البوابة قصيرة جدًا.. العديد منهم يقفزون تباعًا إلى الداخل، بينما ينتظم الباقون في صفوف بمحاذاة السور.. لحظات.. وصار كل اثنين من الداخل يتشاركان بحمل دبابة ويناولانها لاثنين من الخارج.. الدبابات خفيفة ومكتنزة جدًا.. تقريبًا في حجم سيارات الأطفال الكهربائية..
كله يجري كله يجرى جايين من جوه كله يجري.. هكذا صاح بعضهم وهم يتقافزون إلى الخارج بخوف.. كانوا يمرون من خلالي وأنا مشدوه قرب البوابة فعلمت أن لا أحد يراني.. نقاط ليزر حمراء كثيرة تبرقش في الظلمة وانعكست إحداها بعيني مباشرة لكنني لم أحرك ساكنًا.. سقط شبح أزرق أمامي وتبخر من فوره.. Medal / Middle.. اللعنة على النسيان.. الأمر العاجل!.. تذكرته؟.. تذكرته جدًا.. كان علي إخبارهم بأن المكان مفخخ.. مليان حراسات خاصة وغير آمن نهائيًا..
زاد عدد القتلى برغم أنه أين الجثث؟.. إرجع.. أرجع؟.. لا ينفع.. صوت القائد يدوي بأذني صارخًا: قاف شـ اااارق21 .. فايـ ااااد... عريف فلان الفلاني.. بالأمر المباشر.. لا يمكنك العودة إلا بعد سماع/ عُلم وينفذ يا افنداام.

*******

...، وفجأة انهار الجانب الأيمن للحفر، وبدت من خلف طينته رمال بيضاء تنساب غزيرة بالماء وتغطي وجه شعبان، الذي كانت آخر مشاهده الحية هو ضحكة مجلجلة بينما يزيل حجرًا صغيرًا من فوهة خرطوم ماكينة الشفط... ولم ينفع الفزع – أوالحركة السريعة – سليم وإخوته في إنقاذ أخيهم المفقود، فقد انهار الجدار الطيني للبيت المتقاطع مع الزريبة – كأنه فصل عن البيت فصلاً – وعلا صراخ نسوان وأطفالهن، وصارت الأجواء مأساوية بقوة، بموت، و..........

وكنت بشيء من العته والشفقة، أنظر إلى سليم كبير إخوته وهو يناول الشيخ زهدي الكف تلو الآخر صارخًا عليه باللوم والحسرة، وأشهد لطم أنيس نوح صادقًا على خديه... وأقول في نفسي: سبحان مغير الأحوال.

*******
.....

- .....................
- تهيؤات
- عيال بنت تلاتين تلاته...
- تسعين يعني.. هاهاهـــ...
- بيشتغل نفسه وحياة نضارتك ثلاثية الأبعاد يا أستاذنا...
- وما الذي يغضبك بالأمر؟...
- إنت تاني؟ يا عم عارفين إنك واخد الذكاء بالتذكيه.. إركن بقى مش كده عيب.. عيب كده.. عيب.. عيب...
- إذن.. من الذي يغضبك بالأمر؟ أي يأمرك بالغضب؟.. مَن؟ (هكذا كان يحادث نفسه متحليًا بالصبر)
- لا لترقيع الدستور.. لا لترقيع الدستور....
- مش عارف انااااااااااااااااام.. ياخوَانااااااااااا.. نمتو ليييييييييييييه!!!.. أنا مش عارف انااااااااااااام,,,,
- عم يا مغنواتي غني على نفسك... وان حد نافسك يبقى نفسك مش نفيس/ مش طويل/ شعر جامد...
- "السلطة المخولة ورئاسة الحي اللاتيني".. شوفت المقاله فـ الجرنال الاقتصادي.. So هايل يا مان......
- أنا تعبت حقيقي.. حد تعبان غيري؟... طمنوني على نفسي...
- الثوره أولاً وقبل كل شيء.. قبل كل شيء.. أكرر.. قبل كل ترجع إلى الخلف..قبل كل ترجع إلى الخلف..
- واحنا وراك يا عم صبحي السيد.. وراك يا عم صبحي السيد...
- لأ.. ورايا لأ.. محدش ييجي ورايا.. أنا راجع لوحدي...
- إيه ده؟ عباره عن إيه بالظبط؟ هرتله فكريه مثلاً! وللا إبداع موافي؟...
- جوني ديب في ماتريكس الجزء الرابع يا جميلة الجميلات...
- زمان وكان يا مكان يا نجمه...
- هل رأيت كهلاً كسيحًا بالجوار يا مدموازيل؟
- بالجوار وللا بالحوار.. كله بقى محصل بعضه يا أستاذ...
- أنا قتال قتله وبحب سوفوكليس جدًا.. خدوني معاكم أبوس رجليكم.. خدوني معاكم وإلا اخترقت نفسي.....
- في واحد النهارده قالي شكرًا.. أنا شاكك إنه يكون هو.. رأيكوا إيه؟ (وكان الصوت هامسًا تمامًا)...
- أنا بقول نشكل مجلس قيادة ثوره.. ولجان شعبيه.. ووحدات أمن.. و......
- بتهيألي مجلس محلي يكون أفضل في ظروف زي دي ومش بهرج علاولـ..على فكره...
- ..................
- ......................

*******

لأشد ما يزعج العباقرة، أن ينسب حاد الذكاء نفسه إليهم.

*******


Christmas Gifts

………………………………………………………………………………………………
I think that when the world is free from fun (especially between men and women) It will be very tiresome.
Survival will not deserve all this pain.
…………………………………………….
And away from playing (I do not play)
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>…………….
The Truth:-
Now.. these things reached us to this point of truth.
So، one of us Should drive himself fully to the other person، (I will start with myself) With the pledge، that none of us will lose anything، And I was expecting that it will evolve (Only with you) To this extent of unification. Therefore، I tell you the full truth (You deserve it). I always fulfill my promises and I strive to implement them، I hope that you are like me، also.
Entrance :
I hope when you receive this letter، it will draw your spiritually attention (Extraordinary) as you will not exercise the mental analysis of each part separately، because this speech is in the present tense، and it s the only one that is not planned before، and it s the most important message I have sint to you. It contains the full truth for a person who perhaps takes a part of your (Real Thinking).
- I am writing now، without prior processing، from my head to the letter literally & -dir-ectly - If you are that kind of people who can t stop analysing while reading، (Read it twice، once by soul. and another by reason).
The Beginning: -
I think you will remember those few times when I met you in Cairo (Now they are puzzled in your mind somewhat).
Our common friend (Marten) was at the center of attention for both of us (he actually deserves that attention)..، I dare to tell you that during those few times، I was looking at you out of desire، but with too much of understanding. I do not know if you remember the chasing of my eyes?´-or-not?
… But this is not everything، I was reading your face، as many faces، I ve met before. (I gained this ability، But I do not rely on such ability to understand the others، just I use it to distinguish between lies and truth). so I see people from inside – the internal personality – any how – I am joking of course – but I saw how much of grief and distraction that you suffer from. I missed to be close to you so much (just motivated by desire towards you) so that I made use of strange events happened between us –Telepathy – I did so to pay your attention towards me. I used to asking Marten about you repeatedly، And tried to know the minute details. Marten has known the final target of that attention، But he always informs me that language is an importance، and an obstacle as well. For me the current events are considered very reasonable in this period of time. therefore I forgot – temporarily – what I was thinking about you. But when I have seen you the last many times (while we were sitting in the café، and we were talking about Telepathy) I was concentrating on your eyes as you were talking. in this exact time، I saw your eternal look in my memory. I saw your look in my face، and I noticed your eyes twinkle – the end of the scene –.
And I have known through Marten – after your leaving for Dahab – that you were suffering from some troubles (past and recent ones، e.g. some matters concerning Overseas Creatures). And for all that have been mentioned above، I was not able to stop engaging in you even for one moment، But in that time I was very buzzled، and suffers many circumstances (psychological، economic، social) when I recognized you as a new target (as well as old target). I wished to make you as (a character in a novel) in one of my intended to be written novels on day. I can t deny I had thought about you like any national man towards foreign woman، who thinks that any foreigner is just a naive creature genetically، and very wealthy as well. But this thinking wouldn’t reach the level of a goal. (apologize، if you must to forgive the local people in general for this diseased perception towards the foreigners as most of people live in a state of terrible decline morally and terrible misery.)…
of course، you know I speak briefly – I am not skillful in the narrative memories – and I do not know if you still remember that phone call before just one day from your travelling to Dahab. When I told you (I love you).. it wasn’t an innocent call (I wasn’t in love with you in that time).
also، you understand that I mean that kind of love which fall between a male and a female، and I don’t mean love in it s general sense – humanitarian –.
The central stage: -
Of course – Of course not – you will remember (whether in general sense) the beginnings of telephone messages، when you were showing feelings of understanding and sympathizing for me – they were full of uncertainty at the same time –... During this phase I began to discover how intelligent you are in your feelings and how clever you are in testing the others – a scorpion female – so I did my best to formulate these messages، to enjoy the unfamiliar replies (I love intelligence. and I am lucky to meet many of those who have keen intelligence، but I distinguished you as the most delicate one) I tried hard to make that experience exciting. and I had concluded from your messages، how you are from this type of people who care much for surprises. ... But I couldn’t continue for a long time because of my bad financial state (I was forced to sell my cell phone one day)…..
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
* brief auto biography of (Fareed extraordinary)
First of all، I wanna say that I don’t consider myself one of the extraordinary persons (I am just a cultured person and intelligent somehow).. I consider that all what distinguishes me in comparison with others، that I have effective characteristic to dive in the psychological depth of the other، the spiritual depth in sometimes.
also I don’t claim that I have already discovered myself. Therefore، I don t prefer to claim that I am much cultured than the others – unless they oblige me to do that – in the same time I think that all the human beings are one person، contain the same basic components. (for example، like a set of machines. which have the same components، and the same operating system، but the only difference lies in what every machine produce solely، according to its technician which is mind) It is possible to say that I may claim I have very special sense in receiving wisdom، which-limit-ed its production in a very narrow realm of real wisemen and saints.. and I have special obstracted tybe of life –´-or-it is native ability – when I close my eyes، and drowning in my inner self، so my existence to become a nothingness…
You should put in mind that we are similar in the unfamiliar matters which happen to each one of us.. I sometimes feel that the sky calls me – in real – and It wasn t a matter of fantasy´-or-pseudo-imagination، but it is a matter of difficulty to interpret´-or-to illustrate and it was on the verge of leading me to madness since along time)…
I don’t follow any way of the spiritual ways of Buddha (But I am a stranger on the ways) and also، i don t practice any of its rituals in a believing way (an experimental way only) this doesn’t mean slighting´-or-disregarding´-or-disdain، but I claim that I have my unique way of meditation and existence، I am trying to reach true happiness، only with individual effort (I live to think)…
just I write poetry as means of beautifying ideas، But I don’t prepare myself to be a poet، that I am a thinker creature in its primitive sense (the spirit also thinks،´-or-it is ultimately mere ideas)…
Telepathy
it is a truth for me that I believe in the existence of super humans in the realm of ordinary humans، but on the other hand i believe that i am not of them – This doesn’t prevent me from assuring you، that I see you sometimes، mentally (very silent you are to be) during practicing my special meditations، but its a mere photographic motionless image، and changing in its physical expression and clothing every time.
I do not see your mental state، but I conclude your state of mind according to the available facts، and I use my intuition (I have an effective one) I trust that you feel me in a telepathic way (But I am not convinced)
………………………………………………………………………………………………………………
The other dimensions_-
I have many experiments to be done with the above mentioned subtitle (I am very venerable person، according to those creatures) t isn t only my opinion، but it is also the same opinion of many magicians whom I met with in the past experience of prospecting monuments. with the knowledge that I have not seen a creature invisible in my life.
The last stage/ I hope not to be alone
We have completely different interests these days، And I observe that there are some things that escalate between us concerning the mental harmony، and the streaming feelings (this is not necessarily to be due to love) and according to this، I will show you the truth in order، without increase´-or-decrease، without any aesthetic filtering of blots.
1- Mary was right in her sceptical point towards me، because I wasn t free of materialistic goals.
2- Mary has dealt with the game very intelligently، and she recognizes how much intelligent she is، as it is very clear in her first telephone messages in the very beginning of the game.
3- Each day accompanied with silence and parting had a very cruel effect on me، and I think the same happened with mary.
4 - I think that Mary did not come out of the logic of the game up to now (a great logic for a game).
5 - I am writing these points after I have changing the final target (the truth becomes the target).
6 - I think that Mary must come out of this logic (tantalizing one) after reading these points.
7- I ask mary not to deal with this speech with the tools of spiritual intelligence (the pure reason is prefered)
8 - These days، I feel Mary entirely away but I can t illustrate that (Any illustration will be imperfect) for the human feeling couldn t be defined by extraordinary phenomena.
9- I know what befell to me any more... is it true love?´-or-is it a kind of strong admiration? I know any more...
10-I experienced some emotional conditions beforehand (but I don t claim I know the nature of love)
11- It is a truth for me that the period we stayed together let me gain over a ten years experience in living such ordinary life.
12- I told Mary before that (I have a plan) this letter is the end of the plan.
13- I consider that (human thinking) is an independent world.. I hope we are true citizens.
14- Here is myself without any intrusions، hoping that truth won t be the cause of loss.
Peace at the end.
Fareed


هدايا عيد الميلاد

أعتقد أنه عندما يخلو العالم من اللهو (خاصة بين الرجال والنساء) فسوف يصبح الأمر بالغ الضجر.

البقاء سوف لَنْ يَستحقَّ كُلّ هذا الألمِ.
....................................
وبعيدًا عن اللعب (لَستُ ألعب)
.....................

الحقيقة:-
الآن.. تلك الأشياء قد ساقتنا إلى هذه النقطة من الحقيقة.
لذا فقد وجب على أحدنا تسليم نفسه بالكامل إلى الشخص الآخر. (أنا سأبدأ بنفسي) مع التعهد بأنه لا أحد منا سوف يفقد أي شيء.. لقد كنتُ متوقعًا لأن يتطور الأمر (فقط معكِ) إلى ذلك المدى من التوحد.
بناءً عليه، سأخبركِ بالحقيقة كاملة (فأنتِ تستحقينها يا ماري). وأنا أحترم وعودي وأعمل على الوفاء بها، متمنيًا أن تكوني شبيهتي في ذلك أيضًا.

مدخل:-
أرجو عند تسلمكِ لهذه الرسالة أن يحضر انتباهكِ الروحي (خارقًا) فأنتِ لن تمارسي التحليل العقلي لكل جزءٍ على حدة. ذلك أن هذا الخطاب المضارع، هو الوحيد الذي لم يُخطط له. وهو الأكثر أهمية من بين رسائلي إليكِ. فقد جاء بالحقيقة التامة لشخصٍ ربما استولى على جزءٍ من اهتمامك (تفكيرك الحقيقي).
أنا أَكْتبُ الآن، دون معالجة مسبّقةِ، مِنْ رأسي مباشرة - فإذا كنتِ مِنْ النوعِ الذي لا يَستطيعُ أَنْ يُوقفَ التحليلَ أثناء القراءة فاقرئيه مرّتين (مرة مِنْ الروحِ، وأخرى مِنْ العقلِ).

البداية:-
أعتقد أنكِ ستتذكرين تلك المرات القليلة التي قابلتكِ خلالها بالقاهرة (الآن هي مُشوشة في عقلك بعض الشيء).
كان صديقنا المشترك (مارتن) هو محور اهتمام كلانا (وهو بالفعل يستحق هذا الاهتمام) أقول أنه في تلك المرات القليلة، كنتُ أراكِ بنظرة ملؤها الاشتهاء بما هو أكثر من اللازم للفهم. لا أدري إذا كنتِ تتذكرين ملاحقة عيناي حينئذٍ؟ أم لا؟.
لكن هذا لَيسَ كُلّ شيء، فأنا كُنْتُ أَقْرأُ وجهكِ، كأوجه عديدة لاقيتها من قبل (اكَتسبتُ هذه المقدرةِ بمرور الزمن، ولكنني لا أُعوّلُ عليها في فهم الآخرين، فقط أنا استخدمها لفصل الكذب عن الحقيقة) إذن أنا أرى الناس من دواخلهم – الشخص الداخلي – أيًا من كان – بالطبع أمزح – ولكنني رأيتُ مدى ما تعانين من الحزن والتشتت. أنا كنتُ شديد الافتقاد إلى الاقتراب منكِ (فقط رغبة بكِ) لذا فقد قمتُ باستغلال الأحداث الغريبة التي وقعت فيما بيننا – ما يشبه التخاطر – لكي أجذبُ انتباهكِ إليّ.

كنتُ أسأل عنكِ مارتن بشكلٍ متكرر، كما حاولتُ معرفة التفاصيل الوافية حولكِ. مارتن كان يعرف الغرض النهائي لهذا الانشغال، لكنه دائمًا ما كان يخبرني أن اللغة تمثل أهمية كبيرة، بل وعائقًا أساسيًا بمسألة التواصل.
وكان في رأيي أن ما يجري يُعد معقولاً جدًا بهذه الفترة، ومن ثم فقد نسيت – مؤقتًا – ما كنت أفكر به تجاهكِ.
ولكن عندما رأيتكِ آخر المرات (بينما كنا نَجْلسُ بالمقهى ونَتكلّمُ في موضوعِ التخاطرِ) أنا كُنْتُ أَنْظرُ بعينيكِ متىَ كُنتِ تَتكلّمين.. عندئذٍ رَأيتُ النظرةَ الخالدة بذاكرتي، لقد رأيتُ نظرتكِ في وجهي، ولمحتُ بريق عينكِ الاستثنائي – نهاية المشهد – .

ولقد علمت من مارتن بعد مغادرتكِ إلى دهب بفترة، كيف كانت معاناتكِ لبعض المتاعب (قديمة وحديثة، مثل بعض الأمور المتعلقة بمخلوقات ما وراء البحار) ولكل ما سبق، لم تكن لدى القدرة على إيقاف التفكير بك ولو للحظة واحدة. ولكنني كنت مشتتٌ جدًا، وأعاني بسبب بعض الظروف المختلفة في ذلك التوقيت ( نفسية – اقتصادية – اجتماعية) حينما رأيت فيكِ هدفًا جديدًا(بالإضافة إلى الهدف القديم)، كنت أود جعلكِ (شخصية روائية) بإحدى الروايات التي أنتوي كتابتها في يوم من الأيام.
كما لا أنكر أنني في بعض الأحيان، كنت أفكر بك كما يفكر رجل محلي بامرأة أجنبية؛ معتقِدًا أن الأجانب هم مجرد جنس من المخلوقات الساذجة جينيًا، وشديدة الثراء في الوقت ذاته، لكن هذا التفكير لم يكن يرقىَ إلى مرتبة الهدف (عذرًا إذا كان لابد من أن تسامحي المحليين بشكل عام على ذلك الشعور المريض إزاء الأجانب، فالأكثرية تعيش في ظل حالة من الانحطاط الأخلاقي الفظيع، والبؤس الأشد فظاعة)...
حتمًا أنتِ تلحظين أنني أتكلم بشكل تلخيصي – أنا لست ماهرًا بسرد الذكريات القصصية – ولا أعرف إذا مازلتِ تتذكرين أم لا تلك المكالمة الهاتفية قبيل سفرك إلى دهب بيومٍ واحد؟ عندما قلتُ لكِ (أنا أحبكِ).. هي لم تكن مكالمة بريئة الغرض (لم أكن أحبك حينئذ).
كذلك أنت تفهمين أنني أعني ذلك الحب الذي ينشأ بين الذكر والأنثى، ولا أعني الحب بمفهومه العام – الإنساني – .

* المرحلة المركزية:
بالطبع – بالطبع لا– أنتِ سوف تتذكرين (ولو بشكل عام) بداية المراسلة الهاتفية فيما بيننا، عندما كنتِ تمنحينني الكثير من أحاسيس التفهم والتعاطف – المليئة بالحيرة في الوقت ذاته – أثناء هذه المرحلة بدأت اكتشاف كم أنتِ ذكية المشاعر وماهرة في اختبار الآخر– أنثى عقرب– لذا فقد أوليتُ المزيد من الاهتمام لصياغة هذه الرسائل، كي استمتع بالردود غير المألوفة (أنا أعشق الذكاء، وعندي حظ جيد في مقابلة العديد من شديدي الذكاء، ولكنني ميزت أنكِ من النوع الفاخر) لذا حاولتُ أن أجعل التجربة مثيرة قدر الإمكان.
ولقد استنتجتُ من خلال رسائلكِ كيف أنكِ من هذا النوع من الأشخاص الذين يعتنون للمفاجئات كثيرًا... ولكنني لم أكن أستطيع الاستمرار لفترة طويلة بسبب حالتي المالية السيئة ( لقد اضطررت إلى بيع هاتفي بيوم من الأيام)...

*سيرة ذاتية قصيرة لـ (فريد الاستثنائي):
أولاً، أود القول بأنني لا أعد نفسي عبقريًا فذًا (فقط أنا شخص مثقف وعلى درجة من الذكاء) وأعتبر أن كل ما يميزني بالنسبة للآخرين، هو وجود هذه الخاصية الفاعلة بالغوص إلى الأعماق النفسية للآخر، الروحية في بعض الأحيان.
كما لا أدعي بأنني قد استكشفتُ نفسي كلية. لذلك، لا أحبذ ادعاء المعرفة على الآخرين – إلا إذا ألزموني بذلك – وفي الوقت ذاته أعتقد أن الأنفس الإنسانية جميعها هي نفس واحدة، ذات مكونات عمومية واحدة (على سبيل المثال كمجموعة من الآلات، ذات مكونات واحدة، وطريقة عمل واحدة، ولكن الاختلاف يكمن في جودة ما تنتجه كل آلة على حدة، بناءً على مهارة قائدها ألا وهو العقل) ومن الجائز أن أدعي أن لدي حساسية فائقة في استقبال الحكمة، والتي يقتصر إنتاجها على حيز محدود من الحكماء الحقيقيين والقديسين.. كما أن لدي نسقًا تجريديًا خاصًا بالحياة – أو أنها مقدرة فطرية!– حين أغمض عيني، وأغرق بذاتي، فيتحول وجودي إلى عدم...

وليكن بعلمك أننا متشابهان فيما يحدث لكلينا من أمور غريبة.. فلقد شعرتُ ببعض الأحيان أن السماء تندهني – بشكل حقيقي – ولم يكن الأمر على محمل الفانتازيا، أو الخيال المريض، ولكنه صعب الإيضاح أو التفسير (وكاد يقودني إلى الجنون منذ وقت طويل)...

أنا لا أتبع أي طريقة روحية من طرق البوذية (ولكنني عابر سبيل بالطرق)، كما أنني لا أمارس أيًا من طقوسها على نحو اعتقادي (فقط هو محمل التجريب) ولا يكون ذلك من قبيل الاستخفاف، أو التجاهل، أو الازدراء، بيد أنني أدعي امتلاكي لطريقتي الفريدة بالتأمل والوجود. أحاول أن أصل إلى سعادة حقيقية، إنما بجهدٍ فردي (أنا حي لأفكر)...

أنا لا أكتب الشعر إلا كنوع من تجميل الأفكار، ولكنني لا أعد نفسي كي أكون شاعرًا، فأنا كائنٌ مفكر بالأساس (والروح أيضًا تفكر، أو أنها أفكار بالنهاية)...

*التخاطر:
من الأكيد أنني مؤمن بوجود أصحاب قوىً خارقة فيما بين البشر، لكنني لستُ مؤمنًا بأنني قد أكون أحدهم – وهذا لا يمنعني من طمأنتكِ، بأنني أحيانًا ما أراكِ بصورة ذهنية ( صامتة جدًا تكونين أنتِ) أثناء ممارستي لتأملاتي الخاصة، ولكنها صورة فوتوغرافية غير متحركة ومتغيرة التعابير والزي بكل مرة. أنا لا أرى عقلكِ، إنما أستنتج حالتكِ بالاعتماد على الحقائق المتوفرة لدي، وأيضًا باستخدام حدسي (لدي حدس قوي) أنا أصدق بأنك تشعرين بي بكيفية تخاطرية (ولكنني لستُ مقتنعًا).
* الأبعاد الأخرى:
عندي بعض الاختبارات القوية بهذا الشأن (أنا شخص شديد الهيبة بالنسبة لتلك المخلوقات) وهذا ليس رأيي أنا، بل هو رأي العديد من السحرة الذين تقابلت معهم في تجربة التنقيب عن الآثار. مع العلم بأنني لم أر مخلوقًا غير مرئي في حياتي.
* المرحلة الأخيرة / أتمنى ألا أكون وحدي:
لدينا اهتماماتنا المختلفة بالكامل هذه الأيام، وألاحظ أن هناك أمورًا تتصاعد فيما بيننا من ناحية التوافق الفكري، والمشاعر المتدفقة ( ليس بالضرورة أن يكون حبًا) واستنادًا إلى ذلك سوف أرتب لكِ الحقيقة بلا زيادة أو نقصان، ودون أية تنقية جمالية للشوائب.
1- ماري كانت محقة في شكها تجاهي، ذلك أنني لم أكن أخلو من أهداف مادية.
2- ماري تعاملت مع اللعبة بشكل ذكي جدًا، وإنها تدري كم هي ذكية، كما كان يتضح من رسائلها الهاتفية الأولى، عند بداية اللعب.
3- كل يوم مر بفترة الصمت والقطيعة، كان وقعه عليّ شديد القسوة، وأعتقد أن الأمر كان كذلك بالنسبة لماري أيضًا.
4- أعتقد أن ماري لم تخرج بعد عن منطق اللعبة (المنطق الكبير على لعبة).
5- أنا أكتب هذه النقاط بعد تغييري للهدف النهائي ( فقد أصبحت الحقيقة هي الهدف).
6- أعتقد أن ماري لابد أن تخرج من ذلك المنطق (اللاعب) بعد قراءة هذه النقاط.
7- أطالب ماري بألا تتعامل مع هذا الخطاب بأدوات الذكاء الروحي (يفضل العقلي البحت).
8- في هذه الأيام أستشعر أن ماري بعيدة تمامًا، ولا أستطيع إيضاح ذلك (أي إيضاح سيكون قاصرًا) فالشعور الإنساني لا يمكن التعبير عنه بالظواهر الخارقة.
9- لم أعد أعرف ما أصابني.. هل هو حبٌ حقيقيٌ؟ أم هو نوع من الإعجاب القوي؟ لم أعد أعرف...
10- مررت بعدة تجارب عاطفية من قبل، ولكنني لا أدعي معرفة بطبيعة الحب.
11- الأكيد بالنسبة لي هو أن تلك الفترة التي قضيناها سويًا قد أكسبتني خبرة تتجاوز مدة عشرة أعوام من خبرة العيش بالحياة العادية.
12- قبل ذلك كنت قد قلتُ لماري (لديَّ خطة).. هذا الخطاب هو نهاية الخطة.
13- أنا أعتبر أن (الفكر الإنساني) هو عالم قائم بذاته.. أتمنى أن نكون مواطنان صادقان.
14- تلك هي نفسي بلا أية تداخلات.. راجيًا ألا تكون الحقيقة سببًا للفقد.
والسلام ختام
فريد
*******

مقطع النهاية من حلم/ الفرعون الشيخ/ المتكرر...

...... وكان عملاً يجري على أقدام وسيقان كثيرة.. وكان أناس يضبطون مصابيح النار، بينما آخرين يروحون ويأتون بخطوات متسارعة.. وكانت أصوات مضطربة تعلو وتخفت.. وقد صار يبدو أن البعض يأخذون أماكنهم أو ماشابه.. ثم أن هنالك عزف قيثارة لعين يرتفع لحنه...

- ......................
- ...........................
- لأنني لم أكن هناك.. صار العالم كذلك.
- ...........
- سأجتثُ الجميع اجتثاثًا بائنًا.. ما لزم وما لم. (هكذا صاح في قلبه)...
- .........................

....، وكان ولد الفتاة من الملك، يتحدث في سريرة ذاته، فقالت أمه بنفسها: لربما...
ثم صارت تتذكر ما كان، حزينة عليه، ضائعة لأجله. إذ كيف استرقها الملك من عريسها الحقيقي لمتعة نفسه.. كيف استبدلها رئيس الكهنة مذعنًا، بصنمٍ حجري لأنثى، حُفرت فوق متنها إجابات الزواج المُقدس.. كيف أرادا أن يفيض النيل على أثر الدخول المزيف.. كيف لم يقرأ الملك السحاب الأسود ليلة العرس، وقد كانت السماء واضحة العبارة!...

*******
شيء 111
الاختلاف بين ما أكتبه – لأنها كتابة بالنهاية؟–.. وما يكتبه البعض – أكاد أجزم أنني كاتب – هو أنه لا يمكن رصده معرفيًا بمعزل عن اللغة التي تمت المعرفة عن طريقها – ذلك أن تلك – ذلك أن تلك الباطنية الموكولة لجوهر الأصوات – كالمعانى المتغيرة بالكلمة الواحدة – تأتي زائدة – مخدرة حسابيًا – حيث السماح – تطبيقيًا – بتشكل المعنى بمحاذاة الصوت – متشكلاً خارج حدود الصوت النغمية، الغالبة، المألوفة/ وليس في خلال هذه الحدود/ أي عندما يتشكل المعنى في نطاق الصمت المحيط، على أطراف الصوت المرسل– على مستوى الفهم – مع الانتباه – بدرجاته المتعددة – إلى أن تكون الاستجابة المعنوية المغايرة – بالحيز الوهمي الجديد– متسقة مع ما سبقها وما يعقبها من أصوات... هكذا تجري بالضبط الكتابة.

وما سبق بالتأكيد لا يعني أنه قد يعني شيئًا بالنسبة للغة – فالحروف جمادات بالنهاية كذلك – ولكن من الجائز جدًا أن ما سبق قد يعني الكثير بالنسبة للصوت على سبيل المثال.

وهكذا سترى أن الحكاية شديدة الواقعية، ذلك أنها للأمانة قد صارت، رغم كونها لم تصر...
..............................................................................................
- مالـ هذا الكلام غير الكلام (الشيخ محمود أبو زهرة يمضغ علكة كبيرة)
- بالنهاية كلام (الكهل الكسيح متحركًا بعصبية فوق كرسيه المتحرك)
- يا سلام! (أليسون بينما تتقافز مستعجبة على أنغام موسيقى صخبة)
- صدام (رائف الجريجي متطوحًا من فرط شرب البيرة)...
- همام (أحدهم ضاحكًا بهستيريا...)
- شمام شمام شمام (المديري ذو البشرة الصفراء صاحب الـ cyber)…
- تقفية.. ليه؟... (أحدهم بجدية...)
- من قفا والقافيه حكمت (أحدهم يرتدي زي المهرج كالذي بالفيلم مهرجًا)
- ميحكووووومشييييييي (إحداهن تسفر عن مهارة محلية دفينة)
- هيتحكم؟.. (سيرينا بينما تقضم بطيبة في شطيرة شاورما)
- طهبعًا!.. (رمزي شخص قذر...)
- اعذروني... مش حقدر اعيش معاكم النهارده (تتقنع إحداهن مغادرة المكان بتسارع مضطرب)...
- العواف على جميع المواجيد والراحلين والأحياء من بعد... (السيدة فريال تهذي بمكان معتم يبدو كالقبو.. وكان صوتها يضج بالسكينة)...
- الماريجوانا لحست دماغه يا ولاد... (عبده النحلة زاعقًا بالخلاء ليلاً)...
- إنت اللي كده بتموت نفسك.. إرحم نفسك وارجع احسنلك.. بقولك ارجع (المهندس صابر بنهنهة عيال صغيرة)...
- وتعالى على حجري (صوت خارجي مفاجئ)...
- يا رمان (30) (أصوات خارجية تعلو بين المرح والشماتة)...
- وادحرج واجري (cut بصوت صارخ)...
- يا رمان (300)
- ................. (3000)
- .............................
- ...................................... (~)
- اللعنة...

*******
الفوضى هي نظام شديد التعقيد في حد ذاتها – إذا الذات حُدت.

*******
حلم المقبرة المنهوبة
أنا أراني أنزل سلالم المقبرة المنهوبة.. كنت مصرًا على رؤيتها قبل مغادرة المكان.. وقلت لحسن بسطان وسامي جوهر تعاليا معي.. ولكنهما رفضا بحجة أن الوقت قد تأخر.. نحن في الغروب.. ومن الممكن أن تمشي السيارات وتتركنا.. أنا أشعل الشمعة الغليظة عند حافة الظلام وأتقدم مضطربًا ومنتشيًا بذلك الخوف الثمين.. غير مكترث للضياع في جوف الصحراء الغربية إذا السيارات غادرت.. فالمهم أن أرى.. لن يُنهب شيء كهذا ولا أرى الحوائط التي احتوته لزمن عظيم، عظيم..
هناك مشهد من فيلم تسجيلي عن المقابر الملكية يُلح على تفكيري بغزارة.. هو شديد الشبه بمشهدي وأنا أمشي بالممر ممسكًا الشمعة.. الفارق هنا أن الممر أطول كثيرًا.. أنا أخطو بسرعة تحسبًا للوقت.. الممر طويل جدًا.. وحين ألتفت خلفي أرى خيالي طاعنًا بالعتمة إلى حد بعيد.. لم يعد هناك مجالاً للتراجع.. أتقدم وفي نفسي يكون الخوف شعورًا طبيعيًا جدًا ومألوفًا إلى حد أنه لم يزعجني وجوده.. ظهر الباب الرئيسي فجأة.. وأمامه تتناثر القطع المتكسرة للعجنة.. أُقرب الشمعة لأبصر بعض الكلمات المحفورة فوق القطع.. لا أعرف منها غير.. الأبدية.. السماء.. طائر... ابن آوي.. التاسوع.. ثم "مفتاح الحياة"...
المقبرة مضاءة بشموع غليظة كالتي بيدي وتلتصق بالحوائط من أسفلها.. لا أندهش.. فهم لم يغادروا إلا منذ قليل.. النقوش تآكلت تمامًا وبدت كنقاط عشوائية مختلفة اللون.. لاسيما أن زركشة السقف بدت ملحوظة في بعض المواضع.. ولكن... هناك نقش وحيد سليم.. بغرفة الدفن أراه من وقفتي بباحة المقبرة.. أقترب بشمعتي.. حثيثًا.. لست خائفًا.. متهيبًا؟.. من الجائز.. التاج له كوبرا.. فرعون.. الدولة الوسطى.. لا يشبه واحدًا ممن أعرفهم.. أفكر.. الباحثون المتخصصون سيُجهدون بقوة قبل إرجاعه إلى أسرته الحقيقية.. أقرر.. جلسته الملكية الباسمة تنم عن الثقة والكثير من الإحساس المريض بالعظمة... من هذه؟.. لا تاج لها.. ليست ملكة.. ولكن عين الفرعون مسلطة عليها.. بالتأكيد أن الابتسامة لها كذلك.. فرياااال!!!..
ولكنها مقبرة ملكية وليست جاليري أنتيكات يا سيدة فريال!...

- إخرس.. مين فهمك انت أصلاً في الحاجات دي؟
- أنا اللي بنبش في المعموره كلها وبعرف سكة الطالع فين يا سيده فريال...
- وانا اللي بشتري وببيع.. عرفت الفرق بيني وبينك؟...
- إنتي مجرد وسيطه.. وبدل الوسيط في عشره وبيشتغلوا مع أحسن المكاتب في العالم زي ما حضرتك عارفه...
- تسدق انك متستهلش الـ commission اللي انا ضاعفتهولك بإيدي في الورقه...
- عمومًا أنا لسه ما قبضتش حاجه.. لو تحبي تاخديه كله خديه.. وزي ما انتي شايفه.. الحاجه اتكفنت من غير ما بص عليها بصه.. ودا ماكنشي اتفاقي معاكي يـ...
- استنى عندك.. إحنا متفقناش.. إنت قولتلي وانا قولتلك هشوف..
- خلاص.. يبقى متستكتريش عليّ اني انزل أشوف المكان.. دي أهم حاجه عندي ودا اللي انا بضيع عمري عليه.. مش تقوليلي ضاعفتلك ومضاعفتلكش.. وكلام فارغ...
- خليك مؤدب ومتسوقشي فيها وإلا هتندم...
- إيييييه!.. هتندهيلي الأمن زي الكهل الكسيح في السينما وللا إيييه؟؟
- لآخر مره بقولك.. بص بصتك واطلع اركب أي عربيه وامشي.. نتكلم بكره عندي في البيت.
- بقولك انتي إيه.. انا ممكن دلوقتي أفورك خالص.. هكحتك بضوافري من على الحيطه واخلي الراجل الطيب ده قاعد لوحده هنا...
- راجل!.. هههههـ.. في حد يصاحب مارتن ويبقى راجل..
- ياما قولت انك حافظه مش فاهمه.. مره مومس زائد شوية أنتيكات... بس ملحوقه يا سيده فريـالـ..
- إنت عارف لو قربتلي...
- لأ مش عارف حاجه...
- خلي بالك المسدس معايا ومش هتوانـ......

في انقضاضة مباغتة منه.. يشرع في تمزيق ملابسها بأظافره وهي تصرخ.. مما حفزه على كشطها.. وكانت تخفي وجهها بذراعها الحرة خوفًا من التصوير وتغرس إصبعها في رأسها من قسوة الكشط...

*******
strange music
Tuesday، January 2، 2007 5:24 PM
From: marten"
Add sender to Contacts
To: [email protected]، [email protected]، [email protected]،[email protected] [email protected]، [email protected]، [email protected]، [email protected]، [email protected]، [email protected]، [email protected]، [email protected]، dinatonlo008@ yahoo.fr... more، [email protected]، [email protected]، [email protected]، [email protected]، [email protected]، [email protected]، [email protected]، [email protected]، [email protected]، [email protected]، matilda_ trueman@ excite.com، [email protected]، [email protected]، [email protected]، [email protected]، rajinder_quohal@ rain-maker.com، [email protected]، [email protected]،
Cc: Alexas_gery@ eulalos.com
Message contains attachments
Horndance_005_excerpt.mp3 (1580KB)، dancers_ready.jpg (34KB)، Cernunnos.jpg (285KB)، cernunnos2.jpg (11KB)، sarnath_sermon.jpg (56KB)


Something that might amuse you.

(For those who don t already know:) In my dark past I composed a sonata for clarinet and piano، based on the melody played for a fertility festival celebrated in a village (Abbot s Bromley) near where I grew up، every year on the day after the first Sunday after my birthday، in which six men perform a confrontational dance through the village wearing huge deer antlers، and a black-handed man bestows pregnancy on the village women by groping their groins.

The seventh and final movement، here excerpted، is the first where the tune appears -dir-ectly. (All the others just hint at seventh and final movement.) The sound file is the product of its dedicate Alex South s new found interest in recording software. The recording is 10 years old of a performance - I think in Peterhouse College in Cambridge. The soloists are Alex on the clarinet and me at the piano. I ve asked him to send the entire thing as listening to it again felt like the return of an old friend.

Read about the dance at: http://www.sacred-texts.com/neu/eng/osc/osc68.htm . The attached pictures are of the dance، the god Ceremonies and the first sermon of the Buddha at the Deerpark in Sarnath.

Love،

Marten .


To Enlightenment
For the Sake of All Sentient Beings

موسيقى غريبة
من: مارتن
إلى: فلان وعلان وترتان...
التاريخ: 2/ 1/ 2007

شيء ما لربما يسليك

(لأولئك الذين لا يعلمون من قبل:) في ماضيَّ المظلم ألفت سوناتا للمزمار والبيانو، على خلفية اللحن الذي عزف من أجل مهرجان المواليد الذي أقيم في قرية ريفية (قرية رئيس الدير بروملي) قريبًا حيث نشأت، كل عام في اليوم الذي يعقب الأحد الأول بعد عيد ميلادي، يؤدي ستة رجال رقصة تقابلية بأرجاء القرية مرتدين قرون الأيائل، ورجل أسود ذو يد معيبة يمنح الحمل لنساء الريف من خلال تلمس الطريق إلى أربيتهم.
الحركة السابعة والنهائية، المقتطفة هنا، هي الأولى حيث يظهر اللحن مباشرة. (فقط كل الحركات المتبقية تشير إلى الحركة السابعة والنهائية) الملف الصوتي المرفق مع الرسالة هو نتاج الاهتمام المكرس المتوفر مؤخرا لدى أليكس ساوذ ببرمجة التسجيل. التسجيل عمره عشر سنوات على الأداء – أعتقد أنه تم في كلية بيترهاوس في كامبريدج. العازفون المنفردون هم أليكس على الناي وأنا على البيانو. أنا سألته أن يرسل إلي العمل بأكمله حيث أن الاستماع إليه مرة أخرى يشعرني بعودة صديق قديم.

اقرأ عن الرقصة في موقع http://www.sacred-texts.com/neu/eng/osc/osc68.htm
الصور المتعلقة بتلك الرقصة، طقوس الإله وأول موعظة لبوذا في ديربارك في سارناث

مع وافر الحب،

مارتن.

إلى الاستنارة. من أجل كل المخلوقات ذات الأحاسيس.

*******

....، وقد أتى الواقع مباغتًا لسرده – بلا مبالغة في الثبات – واستمرت الأحداث كالرؤى، مشوشة وغير محكومة التدافع، إذ هوت الحقيقة فوق ماري كالبناية الضخمة، فبيننا لم يدر كلام– مدة يومان– سوى بالحيز العادي للكلام..

- Good morning
- Good morning
- ...........
- ..............
- Good night
- Good night

كنتُ أرقب وجهها في تقلباته المختلفة طوال اليوم، وألحظ هذا اللغط النفسي المستتر لا ينفك شارخًا كل التعابير بكل الأوقات.. عند تدخينها لسيجارة حشيش، وعند قراءة كتاب الظارما، وأثناء قولها أنها تنتوي الذهاب لمقابلة إحدى صديقاتها، وحتى أثناء ممارستها للتأملات الصباحية..
كانت حالتها النفسية بعد تركها العمل بـSharm Ecole قد استحوذت عليها تمامًا، إضافة إلى توقف أعمال التشطيب بمعبدها الذي على البحر، بعد نفاد ما كان مخصصًا من المال للانتهاء منها.. وشكوكها بعاصم قد أضحت يقينًا بعد تبينها لأسعار العديد من الخامات التي تم استعمالها في البناء، مما أثر عميقًا في علاقتها بريتا.. و.....
كل هذا التشوش كان قد انعكس على ما بيننا في مقتل، خاصة إذا ما وضع بالحسبان كم الإحباط الذي أصابني لدى تأكدي من أنها تزمع الإقامة بدهب فعليًا على نحو نهائي.. كذلك كان إيقاف نشاطي اليومي على الكتابة – لأسبوعين متصلين – من العوامل التي ساعدت على إيقاظ غيرة ما بجوف انفعالاتها، هي غيرة الأنثى من شيء يأخذ اهتمامًا موازيًا لما تأخذه هي.. وما دعاني إلى التصريح لها بالحقيقة على هذا النحو الكتابي، سوى إشفاقي عليها – وعلى نفسي – من ذلك الإهدار اليومي لمشاعر وانفعالات قاسية الوجود، تقف اللغة عائقًا ما بين استقبالها وفهمها على وجهها المجرد..
لقد صرتُ إلى أحاسيس لا أعرف كنهها حقيقة، ولا أستطيع القول أنها ليست حبًا، أو أنها ليست ضربًا من الوهم، أو ليست شيئًا على الإطلاق... كما أنني رأيت بالأمس نجمًا يسقط...

- ........................
- .................................
- .....................................................
- إذن كان هذا هو كل الموضوع.. فقط رغبة.. just رغبة تحطم من أجلها قلبًا.. فقط رغبة؟ (كانت دموعها حاضرة فلم تتأخر في جلبها غزيرة)...
- كنت know أن استقبالك لحقيقة ما أضمرته تجاهك سيكون عنيفًا هكذا.... كنت know..
- وماذا تنتظر مني؟ أن أصفق لك ؟ لقد خدعتني... أنت كذبت علي.. lie...
- ولم أشأ الاستمرار في خديعتك.. لم أتحمل الكذب.. أنا أخطأت بحقِك واعترفتُ بجرمي ومدى سفالتي.. ولك كل الحق فيما تفعلين.. ولكن تذكري أنني الآن أحبك بالفعل، وأريد مساعدتك إما بالاستمرار معك أو بتركِك لحالك...
- هكذا ببساطة.. أنت لم تمن عليّ بشيء إذا قلت الحقيقة! وأنا لستُ forced على تصديقك مرة أخرى...
- إذن ماذا تريدين now؟... (فكرت ماذا عساها فاعلة إن علمت عن أليسون)...
- suicide.. أريد الانتحار... الموت.. أحب الموت.. أحب الموتى..
- بل تريدين الحياة.. ولكنها الحياة لابد أن تكون مبنية على أرض من المصارحة.. ما فعلته أنا كان إصلاحًا لشيء يثقل فوق روحي.. لم أكن مضطرًا لذلك also.. ولأسـ...
- .. Human beings huh.. تبًا للناس.. حتى مارتن كان يعرف أنني مجرد دمية في يدك.. مرشدي الروحي huh.. من قال أنني كنتُ ألعب.. من قال ذلك أيها الناس...huh.. huh hahahahahah……..
- ماذا قال لكِ هذا الـ Poof الدنيء؟ What.. تكلمي..
- حدثني عن الخطة.. ألم تضع لي plan؟ هل ستنكر ما قلت؟ أتريد الكذب مرة أخرى!...
- ..............

أكاد أحتضنها فتدفع قبضتها بصدري لتبعدني، ثم ترتمي على أقرب وسادة منغمسة في بكاء هيستيري/ لقد سقط الدمع غزيرًا...
توقفتُ عن الكتابة عند هذا الحد، وارتميتُ إلى جوارها، ممسكًا برأسها بين يدي.. نظرتُ بحدقتيها شديدتي الزرقة من وراء الدموع... ثم اقتربتُ مقبلاً تلك الدموع الطاهرة....

- ورأيتُ الكهل الكسيح يخرج من الحائط، ورسمي يأتي من مسرة على صهوة حصان أسود، والسيدة فريال تصفق الباب خلفها، وسلمي بائع المخدرات يُخرج من جوربه سلوفانة بطول السبابة.. ثم إنه يصفع كلاريبل من جامايكا فتضحك!.. وأليسون.. أليسون ظهرت وصارت تتقافز بحجرة الشاليه الوحيدة كقردة.. هي سعيدة بالظهور على ما تنحو حركاتها البلهاء.. أليس كذلك على أقل تقدير.. ليس مرة أخرى.. اللعنة... هه!.. فماذا؟...
- وأنا أحتضن ماري بشدة.. بشدة.. وأقاوم بكاء سيرينا الرقيقة بينما ترتدي الطرحة الحريرية ذات التكوينات الغامضة، وصوت رائد بونزارع يعلو مناديًا من الخارج، وكان آندي يقرب المايك من فمه لقول شيء مهم يعقبه بـ hahhaha.................فريد الوهمي...
- ....................................
- لقد جن الوجود.. جن الوجوووووووووود.. ها؟ ما رأيك؟ أعتقد أنك تحب هذه الثيمة...
- .....................
- تكلم تكلم.. أنت لا تنام حتى! فكيف تفقد الوعي؟.. انظر بوجهي.. أنت بخير بخير.. بخير.. تكلم...
- ................................
- أنا مش مجنون.. مش مجنووووون.. مخضوض شويه جايز.. ودا له سبب منطقي جدًا.. أول مره أشوفك مغمض عنيك من ساعة ما عرفتك يا أخي.. هه؟...
- ....................................
- إنط اااااااق.. الناس هتاكل وشنا يا أخي.. مينفعش تسكت فجأه كده ولسه في ناس معرفتش حاجه لحد وقتنا هذا.. إصحاااااااااااااااااااا..........
- .................................
- فين اللعنه وتبًا وسحقًا ولينسحل.. فين راحت الاستنكارات الانفجاريه يا أخي.. راح فين الكر والفر وبقية فنون الحرب يا أخي.. وللا لازم يعني انا اللـ................ انطااااااااااااق.............
- ..............................
- .................. ويـ............. تـ........ جـ..... قـ.. ؟؟....
- (cut...)..............
- ..................

*******
الأطروحة الكبيرة

لم تأتِ الأحلام حملاً على عاتق الرواية – هناك رواية – فيما ما أعتقد، ذلك رغم كونها من الثيمات المتكررة فنيًا، إلى حد يكاد يكون قد بات استهلاكيًا بصورة كبيرة – زيادة على أنني لا أميل إلى التكرار أبدًا كما يفيض نفيس علم سيادتكم – بيد أن ما حملني على تضمينها في هذا السياق الخدمي للرؤية العمومية، هو أنها قد وردت في غالبيتها العظمى بالضبط كما تمت صياغتها، أي أنه – البطل – قد رآها فعليًا أثناء الغفوات التي كانت تصيبه بين الحين والآخر على مدار الأحداث، أو بمجال الوجود – أي التصورين أقرب – وبعيدًا عن فضاءات التأويل المتعددة، والتي أخمن أنك الآن تحسبني داخلاً إليها – للعمل من خلالها – فأنا أزعم أنها – الأحلام – لا تحتاج إلى محلل نفسي ولا معبر للرؤيا، بقدر ما تحتاج إلى نفي غربتها عن المستوى الدفين للتلقي، وليس المستوى الظاهري للقراءة – فقد أتت متوائمة مع الأخير تمام الموائمة كما تدري يا أخي – وبناءً عليه، فإن هذا ما أردته كمدخل جيد لما أود طرحه، ألا وهو الجبرية الطبيعية لوجود حلم واقعي لدى الكاتب– أي كاتب – وقد كان الحلم الواقعي لدي كاتب ما، هو التأصيل – البدائي – لمنهج جديد في كيفية المروق على الأشكال النصية المتعارف عليها، الروائية منها بأهمية خاصة – ومرت السنين، تلتها أعوام – وذلك بالانتباه المركزي الدائم على ربك بنيتها الخارجية أثناء عملية بنائها، مما سيترتب عليه نشوء البعد الجديد لتشكيل بنية نصية مطورة – البعد النظامي – فمن غير الممكن إيجاد شكل مرتبك دون الاستعانة بمنهج منظم...
ومثالاً على ما ورد، سيمكننا افتراض وجود ثلاث مستويات لبناء ناطحة سحاب غير هندسية الشكل – شديدة الثبات بالوقت ذاته – ويكون المستوى الأول هو مساحة الأرض غير المهندَسة بداهة، والثاني هو الخامات والمعدات، والثالث هو الأيدي العاملة والأحوال الجوية.. فاستدعى مالك الأرض أمهر العمال المهرة، والمهندسين ذوي المكاتب الهندسية اللامعة – من كل حدب وصوب – لتشييد هذا الصرح غير المسبوق، ولم يتسرع في جلب الخامات والمعدات إلا بعد سماعه لوجهة نظرهم فيما يخص تصوره الهيولي للبناء، كان يفعل مثلما فعل السلطان عبد الحميد الثاني في بناء تركيا الحديثة إبان استفحال الإمبراطورية العثمانية وسيطرتها على كافة أقطار الشرق الأدنى – كيف تتفهم باطن هذه العبارات التاريخية يا أخي؟ لا أدري!– ومن ثم فقد جهز معسكرًا لائقًا للعاملين يبتعد بضعة كيلومترات عن موقع البناء، وخيمة طبية متقدمة في محيط الموقع، وابتدأ العمل صيفًا على أن ينتهي شتاءً – ولم يكن يبيت النية على التخلص من عمال ومهندسي السراديب السرية أسفل المبنى، والواصلة بينه وبين العديد من المقابر الأثرية الفارغة – فلما صار البناء إلى ثلثه الأخير، كان بعض العاملين قد أصابهم الجزع من الضخامة التي آل إليها – وقد كان الحيز الذي يشمله بالفراغ مرعبًا على أقل تقدير– وأصاب البعض الآخر رهط من المشاعر الإنسانية النادرة في اجتماعها، أو ما يمكن دعوته بالحماس الجنوني، وكانت تلك الأحوال المتباينة قد ألمت أيضًا بالمالك إنما بصورة استثنائية – فقد شغل التصور مخيلته لأزمان بعيدة، ولكنه قطعًا كان يختلف في كل مرة – كما شغله ترصد قلق لانفعالات العاملين خلال تناولهم للوجبة الساخنة مساءً بالمعسكر، فقد صارت تصرفاتهم شديدة النزق والخيلاء – وكان هذا من فرط إحساسهم بعظمة وغرائبية ما ينجزونه – وفي مرة من ذات المرات وكان الليل قد أوغل، والكثير من العاملين مازالوا بموقع العمل يشهدون – في ظل إضاءة قوية لكشافات النيون – الأوناش خيالية الارتفاع وهي ترفع كتلة تزن عشرة أطنان من حجر الشست الأخضر باهظ الثمن وشديد الحساسية... قال لهم: توقفوا... توقفواااااااااااااا... كفايه كده.. لن ننجز شيئًا آخر.. أريد البناء على هذا النحو غير المنتهي.. إن ذلك لأبدع مما كنت أصبو إليه.. ومقاولين الباطن كل واحد يحاسب الناس اللي معاه ويجيبلي ورقـ....

- ومن قال أننا سنوافق على هذا الكلام الأجوف، أنا أتحدث عن لسان المهندسين...
- تكلم عن لسانك فقط.
- بل هو على حق.. أنا أؤيده.. وأنا وأنا وأنااااانااااااااناااااااااااااااااااا.........
- وانا بتكلم بإسم كل نجار مسلح جدع............ (أيدته طائفته كاملة كذلك)
- وأنا بإسم كل ممرضه ودكتوره حره في وردية بالليل
- وانا باسم الـ...........
- وانا بـ........................
- .........................
- وعلوم الكلام كلها مانا فاهم حاجه بس لازم أقول أي حاجه. (وكان يتكلم بسماحة حتى لَيبدو من بعيد كراهبٍ بوذي، إنما من النوع المقلد بالطبع)...
- ............................
- وما علاقة ذلك بما ذكرته آنفًا عن نسق شكلي جديد يخص النصـ... (تكلم وهو يفرك سبابته في جانب أنفه بشراسة)
- وأطروحه ومش أطروحه وهرتله للركب يا مان...
- إهيي!...........
- سأقول لك رأيي.. أنت من دور عيالي.. اتركها لهم وارحل نهائيًا.. سيأكلونك حيًا...
- اصمد أيها الشرير.. أنت شرير فاصمد...
- قاتلهم بالحسنى (وقال قائل بنفسه: كيف يعني أيها الشخص البليغ؟!)
- هه!.. كلب ومسك عضمه.. حاجه عاديه جدًا. (وكان صوته عاليًا فبدا كالنباح بعيدًا بعيدا)
- إكذب إكذب إكذب حتى يصدقك الناس
- مريض.. (وكان شخصًا يضرب عيناه بسقف كنيسة السيستاين ذاهلتين، حتى خلته ينتظر حقيقة من السماء أمرًا)...
- نهاية سيئة!
- سيئة جدًا!!!.. لذلك أتشكك كونها مقصودة السوء... (EXCELLENT MADAM)
- صارت الروايات اكتراثات.. يا نجي الألطاف نجنا مما نخاف...
- مشوه... (وقد كاد ضبه ينفتق على أثر رعونة جانبية مؤقتة فيما بدا منه عندي)
- افعلوا شيئًا للدنيا... (حاتم يكرر تلقين أحدهم بينما يسبسب لحيته بأصابع مضطربة)...
- ليس شيئًا حقيقيًا والنعمة الشريفة..
- قل أنت الحقيقي إذن بالنعمة الشريفة!
- خالف تعرف.. هه!.. وبعدين ضربوا الاعور على عينه قالك عالم وسـ......
- دوافع انتقامية.. الأمر واضح كالشمس.
- كذب شديد التساوي.. وهو أفضل من الصدق المبعثر كما يروى المثل الشعبي و.....
- حفظ ماء الوجه الذي انسكب على قارعة التاريخ وإنه سوف لن يبـ.............. (ظهرت كميات رائعة من الفن الجديد بالمرحلة الأخيرة)...
- مصاص دماء.. الحذر ليلاً واجب شرعي أيتها الفاتنات.. وفي السابعة والنصف نستمع إلى برنـ...........................
- إنه الرويبضاااااااااا.. أكرر.. إنه الرويبضاااااااااااااااااا... (وكان يندفع مفتونًا بسيفه! أو أنه كان مسيوفًا بالفتنة على أية حال!)...
- الفراعنه باعتين المسا ده.. والهنا ده... يعنـ.............. هاهاهاهـ... (وكان يتطوح من فرط الكحول والثقل)...
- اللعنة..... (هناك من تحشرج بها صوته/ من الأكيد أنه يقطن خلف كل هذا الهراء/ أليس كذلك على أقل تقدير؟!)...
- الملك العاري! بس بس جبتها جبتها مسروقه مسروقه الملك العاري الملك العاري.. وبـ..
- شششـ اصمت عن هذا.. امحه فورًا.. سيتلبس دور الطفل تلقائيًا لا محيص يا صاح!...
- لأ.. أنا شايفه غرينوي أحسن.. صح؟ أحسن؟ صح! صح أحسن صح؟!....
- من الأكيد أن هناك من فعل هذا قبل ذلك.. قولوا لي اسمًا إذا سمحتم يا سادة.. ويفضل أن يكون أجنبيًا كي أزيد في حبكة ما أريد قوله.. ليس لدي وقت للبحث أيها السادة المضارون فليلاً تمثل الصحيـ...... (وكان كلامًا وكان كثيرًا)...
- ثوره ثوره حتى النصر.. ثوره فـ كل مناحي القصر هههـ... (وبدا مزاحها سمجًا للسامعين غير التواقين للمزح تمامًا تماما)...
- على فكره إنت بتختار اللي على مزاجك.. وكده مش هينفع أبدًا.. أبدًا.. خلاص...
- لم تكُ تكفيه عشرة مجلدات سب وقذف.. مالكم لا تتألبون جيدًا أيها الناس؟!...
- ...، فحية الجرس وتسمى "طريشة" باللغة الدارجة هي من النـ...
- أناكوندا أيفت وايفت... (وكان أحد عمال "الراعي الصالح" يتكلم بلغة الممر/ وعندهم لغة للزبائن مخصوصة/ وليس للزبون لغة هناك).
- وانا بتكلم بالأصاله عن نفسي يا ناس.. أنا مكنتش مجرد سواق بيوديكوا ويجبكوا.. أنا ارتبطت بالمكان ده ومش من حق أي ابن................... أو إنه يـ....... حتى لو كان صاحب العماره الحمار بنفسه.... عشان الـ........... خالص بتاتًا....
- وكان يتعامل مع الحروف بطريقة عجائبية غريبة... أليس كذلك على أقل تقدير؟
- بل بطريقة غرائبية عجيبة.. أنا أعلم منك بهذه الأمور فصِه أيها الأنتَ... هه!. ما رأيك؟!
- كأن في حاجه عماله تزن جمب وداني وانا بقرا!!!...... (شخص يتنمرد على طبيعته)
- خفة الوزن شيء مهم كذلك.. أنا كذلك.... (وكانت لاعبة السيرك المتقاعدة تصعد بصعوبة إلى دراجتها ذات العجلة الواحدة)...
- كان يحبها إلى درجة الجنون. فعل ما فعل من أجلها.
- فعلا اللي عمله دا جنان رسمي!..
- في واحد اسمه رسمي هنا.. صفحه رقم .... رقم....!....
- القصة حقيقية.. أنا عارف انا بقول إيه ومفيش حد يزايد على حد....
- إلتفاف على الحقيقة.. أكرر إلتفاف على الحقيقة.. إلتفاف .. إلتفافـ.. yes.. اللعنة.. وجدتُها عملتُها وجدتُها... (وكاد المريب يقول: أبصروني ابصروني/ متعمدًا تكرار الصوت/ لكأنها لعبة لاعبة يا أخي!)...
- سيبك من أساليبك اصاحبي حوارات فكسانه كلها.. قشطه؟ ثم احنا افتكسنا الكُفت قبل كدا من غير سياح ولا نخربَه فخدها سأسأه كدا يا فِخِم وتنك راجع استريت...
- لجوء سياسي. (وإنه قد تكلم بجدية مفزعة)...
- على إيه يا عمر... طب قول قراطيس لب وسوداني أصدقك من فوري... (وكانت تُشرشِح المرأة، بينما راغبة بالبكاء لازالت)...
- هيوووووووووووووووووليييييييييييييييييييييييييييييـــ...
- ما بُني على باطل فهو باطل وزمار الحي لا يطرب و(سيل هَطول من العبوات البلاغية)
- كل واحد يشوف هو جاي من أنهي داهيه وعلى بلدهم عدل يا فنانين.. بلا دوشه ههـ...
- لا أرى أن الحكاية برمتها تستدعي كل هذا التهاتر.. تا ها تر.. التفاهة للجميع هاهاهـ....
- سمك لبن تمر هندي.. لا أتوقع فائدة لليخنات بهذا الظرف الدقيق من الوقت!...
- صورة صبيانية للحقيقة.. صبياني خالص ما شاء الله عليه دا...
- تبًا.. ماذا بعد هذا؟!............
- الاختصار عباده... (حكمة شعبية جديدة/ يتم تداولها هذه الأيام)...
- أصل الفكره فـ إيه عشان تبقى فاهم من وجهة نظري يعني ألا وهو إنه كتير من الأحيان يجوز يبقى مع تقديري لكل وجهات النظر المخالفه اللي هو عارف كداا لما يبقـ.........
- تريدون المستحيل... مستحيل........... يستحيل................
- فقط هنا تحتسب الأهداف من وضعية التسلل........................
- يا عم كل واحد فـ نفسه سلطان.. مش عارف انا انتم زعلانين من إيه؟.. ألا صحيح انتم زعلانين من إيه!............... (هو شخص لعين/ أوافقك الرأي تمامًا)...
- الروايه فيها كل حاجه... كل حاجه. (وكان يتكلم بتأكيد غبي لأغبياء.. فاللعنة بكثير)...
- آلة الزمن..............
- الصفر المطلق...........
- الأسدمة الأسدمة ومفردها سديم.......... (وكانت تهيم حولها غلالة من الفهم والتمني)
- مجرة من الاحتمالات........................ (المجد للغة)...
- قال كزنتزاكس أنه إذا ما كانت الدودة تستطيع إنتاج الحرير، فما بالك بالإنسان.........
- المجد لكزنتزاكس...
- لكأنه معنا يا أخي/ ................... .......................
- واحنا وراك يا عم صبحي السيد.. وراك يا عم صبحي السيد... (!!!!!!)
- على فكره انا لسه جديد هنا بس انا نقار خشب محترف حتى انت من الأكيد حتعرفني إسمي فيشه يدوب حتحط الفيشه حتلقاني شحال لحلوبه لحاية ما حتشيل الفيحه وحححـ..
- واحد أخرس عايز يقول لواحد أعمى أبوك مات!.........
- سأتزوجكِ وأطلقكِ وشكرًا.......
- هل نصعد نحو السقوط؟ أم أننا لسنا أقوياء بما يكفي للتقدم؟ أنا أحبك من قلب جحيم المعركة الفاصلة بين الوجود والموت.. وأنتِ تمشين باتجاه الخصم.. تتلفتين وراءكِ باكية بين الحين والآخر.. ولكنكِ مصرة على الانضمام........... الوهمي.
- هذي لا طائل من ورائه/ فيلم عربي مُفلتر بامتياز.. هه! لا أعرف هل أضحك أم أبكي!.. هه! (وصار يبحث عن دوره ببطء/ فبدا شديد الأهمية من وراء تلك المسوح الأجنبية الرثة)...
- عمالين تتعبقروا تتعبقروا.. فين الطريق يا اخوانا........... (شخص لا أعرفه)...
- الكلام غرقان كلام غرقان كلام... (طائر أدمن على الموت نهارًا والفناء ليلاً)
- بتهيألي سيزيف أنسب.. صح؟.. أنسب؟.. صح..؟ صح؟ أنسب!.. (وكانت سيدة في بكاء ذي نشيج وتعول بصوت مرتفع بين فينة وأخرى)...
- إنت مجنون يابني؟؟؟؟؟............ (هو ينظر بكمية استنكار مذهلة تطفح من خلف عينيه الغبيتين، لكأنه يُقر الغيب، لكأنه يفهم كل شيء!!!)
- ما عيبها الأفكار أن تصاغ أماثيلاً وفنًا أيها الحمقى!؟... (وكان بورخيس يقذف نظارته السميكة بالحائط المواجه ليتفتت زجاجها قطعًا، ثم ها هو يذرع رواق المكتبة متحسسًا بعصاه البلاط كي يجمعها مرة أخرى)...
- بيضة ديناصور حفظها الزمان الكون الحي و... (هي بيضة لشيء في نهاية الأمر)...
- حد يأدنله فـ ودنه يا اخوانا.. يا اخوانااااااااا.. نمتو لييييييه.............
- سنعيش بهذه الحياة هكذا تباعًا.. إهيهيهيـ... (لا تعرض نواجذك اللبنية للهواء الطلق ليلاً مرة أخرى يا صاح)....
- علاج الهوى بالأعشاب/ الطريقة: نصف خردلة من زيت الحبة/ أية حبة + ثلاثة آلاف طن من عطن الأزمنة المتعاقبة على هذه الأرض/ التي لا تستحق لها ذلك أبدًا؟ + ساعة رملية لحساب المواقيت + المزيد من التنطع المعرفي الهائل +.....+....... ثم يقلب جيدًا.
- هده الأمل فتسلق الحياة ثم قفز... (جملة عبقرية يا هذه ولكن الحياة تسلقته ثم قفزت.. فقط للعلم بالشيء)...
- سحرتك الألوان أيها الضعيف... (الألوان جيدة)...
- كان لازم يعني قماش انجليزي.. طب قابل يا ناصح بقى.. فاكر لما قولتلك خليك فـ الجاهز وسيبك مـ التفصيـ....... (شخص عبقري.. صرت شديد الاقتناع بذلك)...
- ........................................................................................................................................................................................
- 1408...
- ............................ (وكان شخص محلي بالغ وامرأة أجنبية جعدة يهمان بالممر المؤدي إلى الغرف ويدفعان أمامهما عربة طفل صغير شديد الصراخ بينما جون كوزاك وصامويل جاكسون لا يزالان يتحدثان بالمصعد ولم يأتيا بعد إلى هنا)...
- .................................
- ......................................
- انا بفهم كل حاجه.. وفـ كل حاجه.. شوف اللعبه دي يا مومبي.. الفيل فـ العلبه كهكهكهـ... هي قديمه بس أحيانًا بتجيب نتايج هايله كهكهكهـ.. بجيب التايها ها.. تعرف! أنا ساعات ممكن أقول مش عارف عشان ابان فاهم.. مع إني بفهم كل حاجه.. وفـ كل حاجه.. دا حقيقي أصلي أنـ.... (الإسهاب – الجهالة – للتمويه والإقناع)...
- حد شبهنا كده.. لله في لله................. (مرحبًا بالجميع)
- أكهكذا يكون مدخل القصيد رجسًا وفجورًا يا بُني؟!.. (إذا الأمر كذلك قد كان – وإنها لم تكن من رواية مذهلة بأحداثها الهيولية – فما الذي رمى بك إلى هنا إذن يا أبتاه؟! ولا تقل أنها الشهادة وحدها أيها الشخص الجليل).....
- كده! كدا الأشياء اللي زي الفلّ.. كده!.. عاملي فيها زوربا وبتعلمهم الرقص.. كده!... على فكره انا داخل الجمعيه بدورين رغم ان كده مش كويس أبدًا أيها الوغد.. أيها الوغد.. – الأولاني والأخراني هه.. سامعني – .. كده! كدا الأشـ........ (ومن الأشياء ما هو غير قابل للكسر كالمصفحات التراكمية شديدة الإتقان)....
- أنت تجاوزت القانون... (وأنت؟.. ما من أحدٍ يتجاوز القانون جبليًا.)
- إن الحلم هو كيان ذو مادة عدمية شديدة التمدد بالأساس، لذا ليكن حذرك ساطعًا بأقصى المجرة، خشية أن يجذبك أحدهم إلى مداره قسرًا، إذا تنحبس أنفاسك انبهارًا فتنأسر روحك بالإثم............................ الوهمي.
- ها كالعنقاوات ننبعث من رمادنا لنشتمـ............... (!!!!!)...
- وأنا سوف أمزعك مزعًا هكذا أيهـ............................ (!)...
- ونحن كلنا جميعًا كيد واحدة على الباطل الذيـ................. (؟)...
- .........................................................................................................
- يكفي هذا.... اللعنة........................................
- cut.................................

فإذا عكسنا الأمر على اللغة – أرأيت؟– التي هي الخامة الرئيسية في تشكيل أي بناء نصي –كالطوب بناطحة السحاب – سنجد أنه من الممكن جدًا حملها على ثلاث أبعاد كذلك – لن تنفع مستويات مع اللغة – فيكون البعد الأول صوريًا – ويشمل شكل الكلمة وصوتها – ويكون الثاني توجيهيًا – فمن البديهي أن لكل مقام مقال، ولكل كلمة مقصد واضح يصيغه ما سبقها وأعقبها – ويكون الثالث إحاليًا / تأويليًا – حيث تكون الكلمة شديدة المرونة في إبطال العمل أو تفعيل الحجاب – وهكذا ستجد أن الأمور قد سكنت إلى بعد دفن به معناه، واستتبت الحياة من خلاله فأخبتت ما حوله، ثم كان ما حذر منه إليكسس كاريل بكتابه المخيف "الإنسان/ ذلك المجهول/ النسخة الصوتية"، إذ انفجر المفاعل في الرابعة عصرًا من كانون الثاني، وعملت الرياح عملتها التي عملت، فكان عيش الغراب من كل الاتجاهات هيئته تنداح جدًا، وتنفس البحر الميت من الغبار النشط، وإنها نشأت كيانات متباينة الرأس.. متمددة البطن.. رفيعة السيقان – وأخرى مثلثة بعيدة – وكانت تتكاثر في سرعة مخيفة وسيولة مجحفة بالانقسام الثنائي البسيط – ولم يكن مركبًا أو سفينة وإلا لأبحرنا في البحر المعقد حتى نجونا جميعًا أو غرقنا فرادى– ثم صارت تتضخم، وتتشكل، وتتفصل، فكانت، وكان، وكنت، وكانوا... وصار مالك البناء الهيولي – المنقوص – يقول في نفسه: عرفتُ أنه إذا ما استمر العمل فلن ينتهي أبدًا.. ستكون دورة لا نهائية من الحركة، فالماكيت غير الهندسي ليس محكومًا بخطوط محدِدة – إنما بنقاط وهمية في الفراغ – وإنه يمكنه التفاقم في البعد، وذلك بإقامة الدعائم التأسيسية، لإلحاق أنساق فرعية، تصبح مركزية بمجرد تماسها مع البناء في طوبة كاللغة.

- .......................
- ............................
- إنها حركة دائرية.. الدائرة شكل هندسي...
- الدائرة ليست شكلاً هندسيًا.. فما الهندسة في الدوار لاسيما القيء يا أستاذ؟
- تفكيكيًا سنقول أن الكتابة متشظية بطبيعتها.. ولا حاجة لنا إلى تفكيكها هذه الأيام...
- ولكن أين الـ أين؟ وما الـ وما؟.. (وكان يهرطق بالأيام هرطقة فصارت كممارسة الدوام بالعمل)...
- "من قال لا أعلم فقد أفتى"....
- لا أعلم.
- كيف لا تعلم؟.......... (سأل وهو يفرك سبابته في جانب أنفه بشراسة)
- لا أعلم.. صدقني لا أعلم.
- ولكنك صاحب الماكيت!
- سراب.. لا أعرف عما حدث غير ما حدث.
- كيف حدث؟
- قلت لا أعلم.. كان هناك من يُسير الأمر بيده.
- ....
- ...............
- الخرافة.
- الحضارة.
- الإنسان!.
- ليس وحده...
- ...........................................
- تصميم ذكي هذا التصميم الذكي.....................
- Voluntary (أحترم هذا الرجل المفكر باخضرار المجاهيل/ الخضراء.)
- التحجر أم السيولة؟ (البناء لا يكون سوى بالماء يا أبي)...
- سارق الماس؟!؟... (القياس العكسي خطأ. الفن ليس سبة في جبين أحدٍ من العالمين. إلا بتلك الحوزة الهزلية من العالم)...
- أأنت! هو؟... (وقد كادت تخرق الزجاج بمخلبها الحاد. وقلت في نفسي: اللعنة على كل "فرويد" تلألأ فوق هذه الأرض فطفق مقتولاً بانفجار قمقم زجاجي إذ يمسده بلطف)...
- إجادة ماهر بالطريق العام.. الأحلام. (أو أنه حظ مجنون/ للمجانين حظوظًا فوق العادة).
- ولوج الحداثة ليس كإيلاجها.. كيف تدكون أصنامنا بهذه البساطة؟ أين القيم الراسخة لمجتمع وثني محترم يُقدس موتاه الأوائل أيها السادة؟ ذلك أنهم سباقين بالموت، ولا يجوز تدنيس وصاياهم بتعريضها للحياة أبدًا. كذا فإنه نهائـ............... (لا تجتهد بإظهار محفوظات السنون – الأوثان لا تعلم أحدًا أيها الوثن التليد – إنها صنعة الزمان والجهل)...
- حتى إذا جاء كائن فضائي – بهذه الأقاليم واطئة الوجود من العالم – هو لن يستطيع تغييرًا إعجازيًا.. لقد بطل تأثير الخوارق بتلك المناطق منذ أمد بعيد يا هذا... (لا دخل لأحدٍ بإعجاز شيء.. هو فقط يعمل.. هو فقط يكون)...
- أنا أرف حول خلاء اللوحة فلا أدخلها... (أهلاً وسهلاً)...
- لقد كان ظهورًا تاريخيًا على أقل تقدير... (هذا كلام حقيقي، بيد أنه حقيقة ليس له أدنى صلة بذلك في الحقيقة)...
- جملة اعتراضية شارحة بسياق متصل من اللغو الفارغ وغير الفارغ... (ليكن رغم كونه لم يكن مغرضًا في ذلك الغرض الشريف)...
- الأنذال.. إنهم يريدون اغتصاب هويتنا لكنما هيهات هيها... (الأنذال – بنفس الإيقاع – .. إنما من يكونون؟ وما تكون هويتك بالأصل أيها التائه بتلك البقاع!)...
- كيلا ننسى قال نيتشة: إن التعصب هو ملجأ المتردد والضعيف من الحياة. (لقد كان يُحادث نفسه بالمصح العقلي.. ولكنك سمعته!.. صدقني.. أنا أعرفه بطريقة أفضل)...
- شيء ذميم أن تكون هكذا سحيقًا كمحيط!.. ما جدوى ذلك بالظاهر؟ (لا أعلم.. فقط هو حدث.. فقط أنا صرت)...
- ما من شك أنها ثورة في مجال الاتصالات اللاسلكية هاهاهاهـ.... (اللعنة)...
- لا مانع من القول بأن ذلك يُعد نوعًا من السلاطة الديماجوجية والتي تتقبلها المعدة على مضض فالجماعة التأسيـ.............. (قل أن ذلك ليس فنًا.. فقط قل.. لأحترمك)..
- سيضعون الكثير من القاذورات فوق قبري. لكن رياح التاريخ كفيلة بكنس كل هذا الهراء/ ستالين. (هكذا زعق الرفيق نابكوف ثم أعقب بقوله: لقد نطق بالحكمة. مجتزأ من فيلم تسجيلي عن معركة ستالينجراد)...
- ..........................
- ..............................
- تهانينا....
- أشكارنا.......
- أهنئك...
- شكرًا....
- أسفهك...
- شكرًا جدًا!...
- إحنا آسفين ياولاد الوسخه... (وكان أناس يشر من أعينهم ضغينة معدية يقولونها جماعة)
- إحنا مش آسفين ياولاد الوسخه... (فصرت أقولها وحدي، إنما بلا ضغينة)
- ............................
- دفن بالشرق. (اللعنة على الشرق إذا لا يشرق إلا بالقتلى ثم يخبو/ لكأنه سفاح)...
- ............................
- هل نراك مرة أخرى؟.......
- ......................................
- بالمنزل الرهيب؟..........
- ...............................................
- سنكملها نحن.. لعلمك.. هاهاهاهـ...!!!..
- ................................
- Huh!...........
- .....................................................
- ناطحة السحاب؟..............
- ..............................
- الرواية؟..............
- ........................
- الأسطورة..!!!!..............
- ............................
- الكذبة.
- ............................................
- الحلم.
- ......................
- ............................
- ....................
- مالك لا تنطق؟..
- ......................
- انخرس
- ..............................
- سُخط قردًا
- .........................
- مات
- ................ (زغاريد جنونية، ونشيج جنوبي ثقيل، يتبعان نعشًا ثقيلاً/ الصبي بتصرف)...
- ........................................................................................................

وعندما قال: لا أعلم.. صدقني لا أعلم. كان حقيقيًا إزاء سرابه إلى أقصى درجة، فلم يكن يعلم شيئًا عن أحدٍ، أو أحدًا عن شيءٍ.. ولا كيف استمعوه بينما كان يكلم نفسه يا أخي.

لم تأتِ الأحلام حملاً على عاتق الرواية، ولا الأشياء غير كاملة النضج قد فعلت، فمنذ متى كانت الحياة كاملة النضج؟ غير طائشة في الأحياء كالحريق بالمسرح!.. وكان منظرها نيئ جدًا– الحياة – برغم هذا السواد الفحمي يصم قشرتها الخارجية........................................ فريد

إن ما شكل حملاً حقيقيًا – بعدًا ثالثًا – كان هو ذلك الخيط الصوفي المشدود ما بين نقيضين فريدين كالحياة والخلود.


فريد الوهمي
الأحراش
الرابعة فجرًا
عام البرزخ
♫♪♫♫♪
موسيقى من الكمانات
والرباب
فقط..
.................
وسلامًا لك...
يا أخي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع


.. سر اختفاء صلاح السعدني عن الوسط الفني قبل رحيله.. ووصيته الأ




.. ابن عم الفنان الراحل صلاح السعدني يروي كواليس حياة السعدني ف


.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على




.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا