الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يجب أن تكون أحلامنا كبيرة

شريف حتاتة

2022 / 6 / 29
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


--------------------------------------------
أمشي في شـوارع " بورتو اليجـرى" مدينة الجنوب فى البرازيل ، أختـرق المساحات الخضراء تتخلل المدينة في كل مكان. تمتـد عشرات الكيلومترات إلى جوار نهر " جاكوى" تنـدفع مياهه قوية حمراء في الدلتا العريضة. تذكرني بميـاه النيل في سنين الشباب. كنـت أراهـا مـن شـرفات مستشفى "فؤاد الأول" (قصر العيني). عينت نائبا مقيماً فيها بعد التخرج من كلية الطب. أستعيد أجسـام المرضى النحيلة، يختلط اليأس بالأمـل فـي عيـونـهم عندما ينظرون إلىّ.
لكن هنا الأمل يطل في كل العيون، في كل الكلمات وقودا للرؤية، ودافعا للخيال، يشحذ الفكـر، ويصـنع المعجزات، يجعل الإنسان قادرا على تجاوز الهزيمـة، وعذابات الحياة. علـى مواجهـة الطغاة يحكمـون بالسجون، والبوليس، بالأكاذيب اليومية في شاشـات التليفزيون، وصحف الصباح.
الأمل هو الشعاع الذي التقطته في "بورتو اليجـرى". جعـل "فرجينيا فارجاس" البرازيلية تقول: "يجب أن تكـون أحلامنـا كبيرة... كفانا أحلاماً صغيرة... كفانا "البرجماتية" التـي أغرقتنـا فيها الأحزاب. فلنثق في قدرة الشعوب إذا لجأنا إليها، ولتنبثق اليوتوبيا في حياتنا من جديد بعد أن ظلت محطـا للسخرية منذ سنين ".
لكن التفاؤل والأمل الذين سادا في "المنتـدى الاجتمـاعي العالمي لسنه 2003 في أنشطته العديدة، والمتنوعة ، لم يحولا دون أن يتم نقاش جاد، وعميق حول العيوب، والثغرات التـي بدأت تتضح رغم ما تحقق من نجاحات وانجازات خلال السنوات الثلاث الماضية ، والتي تجسدت في تكوين حركة للمجتمع المـدنـي لـم تكن بهذه القوة، أو بهذا الاتساع في أي وقت مضى.
لقد انبعث الجيل الأول لمنظمات القطاع المدني خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي في مصر. شهدنا مظـاهرات ينـايـر سـنه 1977 التي أطلق عليها "السادات" "انتفاضة الحرامية" ، والتـي كانت أول تحرك شعبي واسـع ضـد سياسات الرأسمالية الليبرالية الجديدة، وهي مظاهرات تمت بعيدا عن الأحزاب، كما شهد عديد من بلاد العالم مظاهرات، وتحركات مختلفة شاركت فيها تيارات يسارية شبابية جديدة.
ارتبط الجيل الأول لمنظمات القطاع المدني بهذه الفترة أو بالسنين التي جاءت بعدها. اتخذت شكل المنظمـات غيـر الحكومية التي يتعلق نشاطها بحقوق الإنسـان، أو قضـايا المرأة، أو مشاكل السكان، أوالبيئة. لكن الآن، وفي كثير مـن البلدان تم تجاوز هذه الحركات الخاصة بالقطاع المدني. تحولت إلى إشراك وتعبئة للجماهير واسعة النطاق. تعود هذه الظاهرة إلى جهود جيل جديد من النشطين ظهر إلى الوجـود ، خـلال المعارضة المتزايدة للعولمة الرأسمالية النيوليبرالية.
التقى هذان الجيلان الآن، وهما يعملان سويا على بلـورة أنشطة مشتركة قائمة على قــواسم مشـتركة تتصـل بالعدالـة الاجتماعية، والمشاركة الديمقراطية المبنية علـى المسـاواة، وعلى التضامن في مواجهة هجوم الرأسمالية النيوليبرالية على مصالح الشعوب. وتعود هذه التعبيـرات المتنوعـة للقطـاع المدني غالباً إلى أزمة المصداقية العميقة التي نشأت حول أساليب التمثيل السياسي، حول الأحـزاب، والمؤسسـات السياسية، وحول السياسة كما تمارس في مختلف البلاد. لكن إحدى المشاكل التي لم يستطع المنتـدى الاجتمـاعي العالمي إيجاد الحلول المناسبة لها ، هي هذه الهوة القائمة بـين الأحزاب والمؤسسات السياسية وبين منظمات القطاع المدني. ربما يكون السبب هو غياب الحوار بينهم. هذا الغياب يشـكل عقبة مهمة في الممارسة الديمقراطية، عقبة لابد من التصدى لها في الصراع الدائر لإيجاد نظم ديمقراطية حقيقية في العالم. فالمجتمع المدني ليس دوره أن يحل محل الأحزاب السياسية، ولا يستطيع أن يفعل ذلك، لكن عليه أن يدفع هـذه الأحـزاب، والمؤسسات السياسية المختلفة في الاتجاه الذي أخذت منظمات القطاع المدني تفتحه أمامنا، طريق التمثيل الديمقراطي الحـر لكل رأى، ولكل اتجاه في الفكر، والعمل. فمنظمـات القطـاع المدني ليست معنية بالوصول إلى السلطة، أو ممارستها، قدر ماهي معنية بالتأثير عليها، أي على مؤسساتها، وآلياتها بحيث تمارس أسلوب المشاركة الديمقراطية الواسعة. وإذا لم يحدث هذا التقارب وهذا الحوار بين القطاع المدني وبين الأحـزاب والمؤسسات السياسية ، ستظل السلطات العامة في المجتمع بين أيدى القوة المتسلطة القديمة التي عفى عليها الزمن، والتـي ليست لديها لا القدرة، ولا الرغبة في أن تفتح الباب أمام قـوة جديدة في المجتمع أو تساعد على انبعاثها.
يوم 25 يناير عنـدما ألقيـت كلمتـى عـن "الأصـولية والتعصب" في صالة "جيجانتينو" أشرت إلى هذا الموضوع. ذلك أن حياتي في السياسة جعلتني أتساءل كثيـرا حـول سـلامة الأساليب التي كانت تتبع ، ومازالت تتبع إلى حد كبير في مختلف الهيئات والمؤسسات السياسية . وهي تساؤلات أصبحت تطرح على نحو يزداد الحاحا. فقد ارتفعت أصـوات عديـدة أثنـاء المنتدى محذرة من تغلغل قوة سياسية إليه، قوة سياسية تعودت الأساليب الحزبية القديمة قبل أن تنتقل إلى هذا المجال الجديد. إنها قوة تجند الاتجاهات "الإصلاحية "، وتسعى إلـى أن تصبح ممثلة في المنظمات الدولية كالبنك الـدولي، ومنظمـة التجارة العالمية، وغيرها، كما تسعى إلى فرض قيادتها علـى حركات القطاع المدني وعلى الأخص في بلاد الجنـوب باسـم مساعدة منْ لا خبرة لهم، والى العمـل فـي إطـار "المنتـدى الاجتماعي " أو بالتعاون معه. هذه الاتجاهات تأتى أساسا مـن بعض المنظمات المدنية في أوروبا مثل "أتاك " ، وهي منظمـة كان هدفها عندما أنشئت فرض ضريبة على المعاملات المالية الدولية تستخدم حصيلتها لصالح المواطنين، والمواطنات، ثـم تفرعت أنشطتها. وأتذكر أن أحد مندوبيها حضر إلى القاهرة في السنة الماضية وتحدث في إجتمـاع منظمـة "المجموعـة المصرية المناهضة للعولمة"، فظل يتكلم لمدة تزيد عن ساعة ونصف ، ونحن جالسون نستمع إليه كأنه أستاذ جليل جاء يعلمنا ، بـدلاً من أن يستمع إلى تجربتنا الناشئة التـي كـانـت تخطـو أول خطواتها على الطريق.
في كلمتي حكيت هذه القصة دون ذكر أسماء، وتساءلت عن العلاقة بين الاتجاهات "الإصلاحية" والتيارات الأكثر ثورية والمرتبطة بالجماهير الفقيرة في البرازيل وغيرها من البلاد. كيف يمكن أن يتقاربوا، أن ينسـقوا نشـاطهم، وأن يوزعـوا الأدوار فيما بينهم لصالح مستقبل الحركة المناهضة للعولمـة النيوليبرالية.
كان من الملاحظ أيضاً غياب الشباب والشابات والنساء ، بين منْ تم اختيارهم للتحدث في الندوات، والاجتماعات التـي عقدت في إطار المنتدى ، بينما كانوا يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه الأنشطة وفي المظاهرات التي طافت شوارع "بورتو اليجري" ضد الإمبريالية الأمريكية والحرب. وجودهم بأعـداد كبيرة كان علامة النجاح الذي حققه "المنتدى" ، ومبعـث الأمـل الذي شعرنا به، فهم قوة المستقبل يرون مالا تراه الأجيـال السابقة عليهم.
كذلك المرأة، لم يكن دورها بارزاً في "المنتدى" رغـم أن النساء كن يشكلن الأغلبيـة بـيـن الجمـاهير التـي حـضـرت "المنتدى" ، ورغم أنهن هدف أساسي لاستغلال النيوليبراليـة ولاضطهاد الأصولية، ولا يمكن إقامة حركة فعالـة مناهضـة للدولة الرأسمالية بدونها. فهي قوة دافعه مهمة للقضاء علـى سيطرة النظام الأبوى الطبقي السائد في النظم الاجتماعية على نطاق العالم.
رئيس جمهورية البرازيل اليساري الذي انتخب في بداية سنة 2003.
المنتدى الاجتماعي العالمي في بورتو اليجري والمنتديات الاجتماعية الأقليمية لها أهمية كبيرة لأنهـا تفـتـح ميادين واسعة للحوار وتبادل الرأي، لتطوير الفكر السياسـي والاجتماعي، ووسائل تعينـة النـاس فـي معـارك لتدعيم الديموقراطية حتى يصبح بناء عالم جديد ممكنا. مازال هنـاك طريق طويل لابد من اجتيازة بين الوضع الحالي، وبين تحقيق قدرة هذه الحركة على النفاذ إلى مؤسسات الحيـاة السياسية لتطويرها. ذلك أن منظمات القطاع المدني تفتقد إلى حد كبيـر المضامين السياسية التي يجب إضفاؤها على نشاطها بحيـث يصبح أكثر فعالية وقدرة على تغيير الأوضاع، كما تفتقد الخبرة السياسية التي لابد لها من اكتسابها.
توجد في المنتدى الاجتماعي العالمي ثلاثـة اتجاهـات رئيسية. اتجاه يركز على إدانة العولمة النيوليبرالية، واتجـاه ثان يسعى إلى التعبير عن الأفكار المختلفـة حـول أوضـاع وقضايا العالم، ووسائل تداولها، واتجاه ثالث يريد أن يصل إلى مقترحات محددة خاصة بالأنظمة، والأهداف البديلة التي يمكن أن تحل محل الأنظمة والأهداف السائدة حاليا.
كان الاتجاه الثالث أساساً هو محور للمناقشات الواسعة التي دارت في ندوات واجتماعات المنتدى . حيث رأى عدد كبير من المشاركين والمشاركات في "المنتدى" أنه يجب إعطاء أهمية أكبر لمشكلة "الكيف" . فالنجـاح فـي إشراك مائة ألف من الرجال، والنساء، في مداولات، وأنشـطة المنتدى كان إنجازا عظيما. لكن كان ينبغي إلى جانـب ذلـك إيجاد مجالات وآليات أكثر سهولة تمكـن هـذه الحركة من الأهداف البعيدة للمنتدى، ووسائل تحقيقهـا. هذا إلى جانب الأهداف الآنية والجزئية التي تم التركيز علـى دراستها ومناقشتها حتى الآن . بمعنى آخر علـى المنتـدى الاجتماعي العالمي أن يكون قادرا على تقديم مقترحات محددة للتغيير. ذلك أن عدد الندوات والاجتماعات، وورش العمـل في المنتدى وصل إلى 1710 مما حال دون أن يخرج من كل هذا النشاط المتعدد، والواسع بشكل لم يسبق له مثيل في أي تجمع سابق ، بنوع من الفهم الجمـاعي، والـوعى المشـترك، والأهداف المتفق عليها التي يمكن نشرها علـى المنتـديات الأخرى، وعلى الناس في كل مكان ، بهدف تعبئة أوسع جهـود جماهيرية ممكنة حولها. وفي هذا السياق لوحظ أن "المنتـدى الاجتماعي الآسيوي" الذي حضره 14.400 من المشاركين، والمشاركات ظلت أفكاره، ومداولاته محصـورة فـي الـذين حضروه، ولم يتم نقلها إلى الآخرين. ومعنى هذا أن المنتديات الاجتماعية مازالت تعانى قدرا كبيرا من العزلة عن الناس.
إن المناسبات التي تخرج فيها "المنتديات" عن هذا الحصار هي تلك المتعلقة بالمشاركة في المظاهرات المناهضة للعولمة، والحرب، والتي تنضم إليها جماهير عريضة خارج إطارهـا. لكن المظاهرات هي أحداث متفرقة، لا تتسم بطابع متصل يؤدى إلى تراكم في التعبئة. لذلك لم تؤد حتى الآن إلى تغيير في سياسات البنك الدولي، أو منظمة التجارة العالمية، في سياسات الشركات العابرة للأوطان أو في الأنظمة التي تحكم سواء في بلاد الشمال أو الجنـوب، بل تزداد الأحـوال السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية للشعوب سوءا يوما بعد يوم.

إن التوسع في إشراك كل التيارات والمجالات لاشك يمثـل تراث، وإبداع "المنتدي الاجتماعي العالمي"، ويختلف تماما عن أساليب التضييق التي تهواها الأحزاب، والذين ينشطون في اطاره يبذلون جهدا جبارا لجـذب جميع الاتجاهات والآراءالفردية، والجماعية . لكن تجمع أعداد ضخمة من النـاس فـي مكان واحد ليس كافيا في ذاته. لابد من أن يحدث تطـور فـي المعرفة، وفي الوعي، وتطور في آليات التعبئة والعمل. لذلك فإن المنتديات الإقليمية، والمحلية تكتسب أهمية متزايدة . لقد حضر إلى المنتدى العالمي الاجتماعي" لسنه 2003 مشاركين ومشاركات من 121 بلدا، ومن 4962 منظمة في القطاع المدني. وتم تسجيل 29,704 مندوب، ومندوبة عـن هذه المنظمات. عقد 1710 ندوة ، واجتمـاع، ونـدوة، وورشة عمل. تجمع مائة ألف من الرجال والنساء في الأماكن الست التي خصصت للمنتدى، وأكثر من هذا العدد في المظاهرة الختامية. تم كل هذا في جو مرح خالي من أي تـوتر وسـط وجوه مشرقة تضحك، وتبتسم. كانت كل المشاكل تحل بيسـر، وسهولة، وبذوق فيه حساسية. إنجاز شعبي عظيم ذلك الـذي شهدناه طوال الأيام الست للمنتدى.
أثناء "المنتدى" تم تنظيم عدد من الاجتماعات والنـدوات الخاصة دعيت إليها شخصيات معروفة. عقدت كلها في صـالة اسمها "جيجانتينو" تعنى بالبرتغالية "العملاق الصغير". صـالة ضخمة تشبه الاستاد المغلق تتوسط المنتزه التي تمتد مسـافة ست كيلومترات إلى جوار نهـر "جـاوي". كـان مـن بـين المتحدثين والمتحدثات " ناعوم تشومسكي" أسـتاذ اللغـات والمناضل الأمريكي المعروف بمواقفه ضـد الحـرب، وضـد عدوان الحكام في بلاده على الشعوب ودفاعـا عـن حقـوقالإنسان، و" آرونداتي روي" الروائية الهندية الحاصلة علـى جائزة "بوكر" الإنجليزية، والمناضلة في مجال البيئة، ومن أجل السلام، و " بونافنتورا سانتوزدى سوزا" الفيلسوف البرازيلـي، والأستاذ في جامعة وسكونسين الأمريكية، و"نوال السعداوى" الروائية المصرية والمناضلة من أجل حقوق الإنسان والمرأة بالـذات، و سمير أمين" الكاتب والباحث المصرى، و"طارق على" الكاتب الباكستاني المقيم في لندن ورئيس تحرير مجلة "نيوليفت" (أي اليسار الجديد) التي تصدر في أمريكا، و"سوزان جورج" أستاذة الاقتصاد ونائبة رئيس منظمة "أتاك" وغيرهم .
أما الموضوع الذي طلبوا مني التحدث فيه فكان "الأصولية والتعصب " . وكان معي في هذا الاجتماع "دينيس بروتس" وهو أستاذ جامعة ناضل طويلا في حزب المؤتمر الوطنى لجنـوب أفريقيا، "وراجي صوراني" رئيس منظمة حقوق الإنسان في غزة. أحسست بالرهبة عندما وجدت نفسي جالسا على المنصة أمام حشد من الناس وصل عددهم إلى ما يقرب مـن خمسـة عشر ألف رجل وامرأة. لكن الحرارة التي استقبلت بها عنـدما تعرضت رئيسة الجلسة بكلمات مختصرة إلى تـاريخ حيـاتي ، جعلت الكلمات تخرج منى بسهولة معبرة عن التجربة الطويلة التي عشتها.
قبل أن أدخل في موضوع "الأصولية والتعصب" تحـدثت باختصار عن الحركة المناهضة للعولمة فـي مصـر، وعـن التساؤلات التي تثيرها في أذهان الشباب والشابات المنضمين إليها، عن خطواتها الأولى المتعثرة في مواجهة نظام يخشى أي تحرك شعبى مهما صغر، ويحمـى نفسـه بترسـانـة مـن القوانين، وبنظام بوليسي يحاصر الناس فـي كـل اللحظـات وتحدثت عن فلسطين، والحرب ضد العراق.
وعند الحديث عن "الأصولية والتعصب" تعرضت إليهـا كظاهرة عالمية مرتبطة بالظروف التي يعاني منهـا الرجـال والنساء نتيجة التسلط الاستعماري الجديد، والفقـر والبطالـة وعدم الأمان في الحياة، ونتيجة الضياع الذي يشعرون به فـي غيبة حركات اجتماعية ديمقراطية تنير أمامهم طريقا للمستقبل مما يجعلهم فريسـة للـذين يستخدمون الـدين لأغراضـهم السياسية سواء أكان هذا الدين هو اليهودية أو المسيحية أو الإسلام، أو الهندوكية أو أي دين. فالأصولية الدينية من أخطر أعداء التضامن بين الشعوب في صراعها مـن أجـل العدالـة والديمقراطية والسلام. تقسمهم، وتعيدهم إلى الوراء فتسـهل مهمة الاستعمار الأمريكي الجديد في السيطرة علـى العـالم، وعلى بلاد الجنوب بالذات.
عندما أنهيت كلمتي صفق لي الحشد وقوفاً، واحتضنتنى رئيسة الجلسة ، ثم أهدتني شارة المنظمة النسائية البرازيليـة التي ترأسها. حملتها معى عائدا إلى مدينـة "بورتلانـد" ، حيث كنت أستاذا زائرا أقوم بالتدريس .
في الخارج كانت تسقط الثلوج لتغطى كل شئ، الأسقف، والحدائق، والشوارع، والسيارات، والأشجار تبـدو غصـونـها كـالريش الأبيض. بعد قليل سأذهب إلى الجامعة لأجلس بين الطلبـة، والطالبات. سأحدثهم عن " بورتواليجري" ، عـن الأمـل الـذي حملته معى. فرغم اقترابي الحثيث من سن الثمانين ، عدت مـن هناك كأنني استعدت شبابي وأمامي سنين طويلة مـن الجـهـد أستطيع أن أقوم به.
من كتاب " يوميات روائى رحّال " 2008
--------------------------------------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا