الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تجدد التحذيرات من مخاطر عدم الاستقرار (1 من 3)
نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)
2022 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية
نهاد أبو غوش
انفراطُ عقد الحكومة الإسرائيلية السادسة والثلاثين المعروفة بحكومة التغيير برئاسة الثنائي نفتالي بينيت ويائير لابيد، بعد نحو عام من تشكيلها، والتوجّه إلى إجراء انتخابات خامسة خلال ثلاثة أعوام، أعاد إلى واجهة النقاش في إسرائيل موضوع عدم الاستقرار السياسي وتأثيره السلبي جدا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية كما على الأوضاع الأمنية، وعلى ثقة الجمهور بمؤسساته السياسية، وخصوصا في ضوء غلبة الصراعات الشخصية وحسابات المصالح الذاتية والفئوية على البرامج السياسية للأحزاب وحتى على المصالح العليا للدولة والجمهور. وتشتد أزمة الثقة هذه بالمؤسسة السياسية وبقادة الأحزاب المتنافسة، مع ما تظهره معظم استطلاعات الرأي بأن أي انتخابات مقبلة لن تفعل سوى إعادة إنتاج الخريطة السياسية التي أفرزتها دورات الانتخابات الأربع الماضية في نيسان/ابريل 2019، وأيلول/سبتمبر 2019، وآذار/مارس 2020 ثم آذار .
فوفق هذه الاستطلاعات قد تطرأ تغيرات محدودة وانزياحات طفيفة على أحجام الأحزاب والقوائم وقد يفشل بعضها في اجتياز نسبة الحسم، وربما يتحالف بعضها مع بعض أملا في اجتياز نسبة الحسم بثقة أكبر أو تشكيل قوة مؤثرة، وقد تدخل على المشهد قوائم جديدة، لكن المشهد العام للنتائج لن يتغير كثيرا، وهو سينقسم كما هو معروف ليس بين يمين ويسار، ولا بين مؤيدي السلام والتسوية في مواجهة دعاة الحرب والاحتلال، ولكن بين معسكر مؤيدي بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود ورئيس الوزراء السابق الذي يضم ايضا الأحزاب الدينية وحزب الصهيونية الدينية، وبين معسكر معارضيه الممتد بين طرفي القوس السياسي في إسرائيل.
ومع انهيار حكومة بينيت – لابيد الذي كان متوقعا منذ بداية تشكيلها، خرجت أصوات عديدة من سياسيين ورجال أعمال ومحللين تحذر من مخاطر عدم الاستقرار السياسي وهو موضوع قديم متجدد، لكنه تفاقم وبات يمثل سمة طاغية للحياة السياسية في إسرائيل خلال السنوات الخمس الأخيرة.
مقدمات انهيار "حكومة التغيير" كانت واضحة لمعظم المسؤولين والمراقبين، مع تصدع كتلة حزب يمينا الذي يرأسه بينيت، وتصويت بعض النواب ضد توجهات الحكومة وانسحاب بعضهم الآخر، وكان واضحا أن كل ذلك سوف يقود إلى تفكك الحكومة ثم إلى دوامة حالة عدم الاستقرار السياسي التي قادت إلى أربع دورات انتخابية خلال عامين بين نيسان 2019 وآذار 2021، وقد نبّه رئيس الدولة اسحق هيرتسوغ إلى هذا المصير قبل شهرين بقوله في تصريحات لإذاعة "كان" بتاريخ 14/نيسان/2022 أن عدم الاستقرار السياسي يشكل خطرا كبيرا والجميع سوف يعانون من ذلك.
وأقر رئيس الوزراء نفتالي بينيت بأن الحالة التي تعيشها إسرائيل حاليا يشوبها عدم الاستقرار السياسي، ملمحا في تصريح وزعه مكتبه بعد جولة له على منطقة "غلاف غزة" إلى تأثير هذه الحالة على الاستقرار الأمني، وهو حذر الفصائل الفلسطينية من محاولة تحدي إسرائيل وخرق الهدوء الحالي.
أكثر التصريحات حدّة صدرت عن أفيغدور ليبرمان وزير المالية في حكومة التغيير ورئيس حزب "يسرائيل بيتينو" وحملت اتهاما مباشرا لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو بالمسؤولية عن هذه الحالة، حيث قال ليبرمان خلال المؤتمر السنوي للمعهد الإسرائيلي للديمقراطية الذي عقد في القدس بتاريخ 21/6 أن عدم الاستقرار السياسي يضر بالمجتمع والاقتصاد والأمن، ولم يتردد في اتهام رئيسه السابق قائلا " فليكن واضحا أن الانتخابات الحالية هي نتيجة مؤامرات وأكاذيب ومكائد رجل واحد اسمه بنيامين نتنياهو، مثلها مثل كافة الجولات الأخيرة. ورأى ضرورة وحتمية تغيير نظام الحكم في إسرائيل على الرغم من صعوبة ذلك بسبب عدم وجود أغلبية في الكنيست، لكنه شدد على أهمية قطع الطريق على عودة نتنياهو للحكم من خلال تشريع قانون يمنع شخصا متهما جنائيا من الترشح لرئاسة الوزراء.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. اليوم في #بي_بي_سي_ترندينغ: القنابل غير المنفجرة تهدد حياة ا
.. رغم الحرب.. حالات زواج في غزة دون مظاهر للفرح
.. تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على مواقع عسكرية في جبرين
.. العربية ويكند | تفاصيل جديدة بهجوم موسكو وهكذا تحمي نفسك من
.. إصابة موفد العربية ليث بزاري خلال مغادرته حاملة الطائرات الأ