الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع التاريخي بين الدين و العلم و السبيل لخلق التجاور و التضامن بينهما .

ابراهيم ماين
كاتب و طالب باحث

(Brahim Maine)

2022 / 6 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ما فتئ عالمنا العربي اليوم أن ينفك من التطاحنات الفكرية الناتجة عن الاستماتة الذهنية عند النخبة المثقفة من العرب و المستمدة من التيار التقدمي و الحداثي المتسامي في أوروبا ، فدار نوع من الجدل الطاحن بين صدى مطرقة العلم و رجة الوعي الديني و القدسي عند الإنسان ، أو بتعبير نيتشه تلك المطرقة التي تسببت في أفول الأصنام و تبديد المسلمات ، حتى أصبحنا نتحدث عن حتمية الصدام بين العلم و الدين ، و انطلاقا من نماذج تاريخية عديدة ابتدأت بالغزو الفلسفي للفكر العربي الإسلامي مع نخبة من الفلاسفة الذين كان لهم رأي خاص حول الدين ، و لو أنه لم يكن رأي اضحا و شموليا يحيط بالدراسة و النقد جانب الممارسات و النصوص الدينية ، إلا أنهم في آخر المطاف تعرضوا لاتهامات لاذعة بالهرطقة و الزندقة ، منهم من أحرقت كتبه كابن رشد و منهم من اتهم بالإلحاد كالفارابي و ابن سينا و الكندي و الرازي ... و منهم من تمت تصفيتهم و محو آثارهم كابن المقفع ... ، و هذا دليل كافي لإتباث شدة التصادم بين الدين و العلم ، و العلم في هذه الحالة لا نقصد به فقط تلك المعرفة الممنهجة الوضعية التي تعتمد على التجربة لاستقراء الواقع بما سماه فرانسيس بيكون بالأورغانون الجديد كتعبير على إزاحة الأورغانون القديم أو الإستقراء الأرسطي من ساحة الأبحاث العلمية ، و إنما نقصد بالعلم كل معرفة نابعة من العقل و ممنهجة بمنهج يرشدها الى طريق المنطق و الرجاحة ، يعني و بالضرورة فكل فكر نقدي هو فكر علمي ، و كل فكر علمي هو فكر عقلي ، و كل فكر عقلي هو فكر منطقي . و كذلك لا نقصد بالدين ديانة خاصة ، بل قصدنا الأديان جميعا بدون تفريق بينها ، و لو أنا قصدنا بالعلم مجرد معرفة لكان الدين علما في رأي الوضعيين الذين ينظرون إليه كواقعة اجتماعية و تاريخية و لكان العلم بعض آثار الدين الذي أحاط بكل شيء علما .لكن دعنا لا نقتصر على قطب واحد في هذا الصرع ، فالعلم كذلك أو بالأحرى من يمتلك الخزان العلمي في العالم العربي قد يلجأ أحيانا الى تبخيس المعتقدات الدينية و الحط من قيمتها و التهكم من الممارسات الدينية من تعبد و صلاة ، اعتقادا منه أن العلم استولى على الحقيقة الكونية ، بحيث أن كل نظرية علمية هي حقيقة ، مغفلا في ذلك أو مستغفلا أسس النظرية ، و التي تتجلى في تفسيرات مرجحة قابلة للدحض و التراجع ، حيث أن التاريخ العلمي شاهد على مبدأ التراكمية ، و حيث أن الواقع المفسر تنبق عليه الرؤية السيمانطيقية ، و الواقع معرض للتغيير و التغير ، هذا مبدأ كوني ، فالشيء التابث الوحيد في هذا العالم هو التغيير المستمر كما قال هيراقليطس ، التالي فتغير الحقائق العلمية خصوصا في العلوم الإنسانية رهين بتغير ملامح الواقع بجميع الأصعدة ، الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و الفكرية . و بعد أن قمنا بتغطية لنماذج الصدام بين الدين و العلم ، يمكننا بالتالي معرفة الدواليب المحركة لهذا الصدام ، و ذلك عندما توضع أهدافهما و موضوعاتهما أو مناهجهما بموازاة مع بعضها أو قريبة من بعضها ، و عندما تتضمن أهداف الدين تقديم شروحات للموضوعات و العمليات الطبيعية تقارع التفسيرات العلمية ، و عندما تحادي مواضيع الدين مواضيع العلم في التطرق للظواهر الطبيعية و الإجتماعية و الإنسانية بصفة عامة ، و عندما يوضع منهج الدين على قدم المساواة مع منهج العلم أو على الأرجح عندما لا يتم تمييزه بشكل واف عن منهج العلم ، فإن ميدان التصادم معد بما يكفي ليشهد على احتدام حامي الوطيس لن تنصك ناره مادام الزمان لم ينصف أحدهما على الآخر . و لربما يصبح الحديث منصبا على نموذج الاستقلالية في الحقول المختلفة ، فكل حقل في هذه الحالة ملزم بمراعاة ما يخصه فقط ، دن التدخل في حقول أخرى بغية اختراقها بادعاءات امتلاك الحقيقة ، و أنسب صورة نصور بها انغلاق الدين العلم عن بعضهما هو أنهما منعزلان تماما ، كما لو أنهما قد وضعا داخل حجرتين مغلقتين بإحكام ، و القاعدة هنا هو الفصل العنصري و ليس التصادم . و سنرى فيما سيأتي بتمعن تاريخي سياقات تاريخية دافعت عن الاستقلال و أخرى أقرت بالتداخل و الصراع ؟(فقرة وقفات تاريخية) . ما تجليات هذا الصراع بين الدين العلم أو كما عبرنا عليه بين القدسي و العلمي ؟

الأسبقية التاريخية :
لا شك أن العلم قديم ، لأن أبسط المعارف هي أولى درجات العلم ، فمنذ رأى الإنسان الأول مشرق الشمس و مغربها ، و منذ رأى المشرق و المغرب يتكرران كل يوم عرف أن هذا بعض نواميس الوجود و إن لم يدرك سره ، و منذ رأى النجوم لاحظ ثبات بعضها باتجاه معين فاتخد منه هاديا في مسراه ، من ذلك الحين كانت المعارف الأولى و ما تزال نواة العلم ، و على توالي الأجيال تكاثرت و تداولت هذه المعارف التي تقع تحت الحس ، و التي استنبط الإنسان منها نظام حياته بين الموجودات الكثيرة و المختلفة التي تقع نصب ملاحظته ، و استطاع أن يستفيد بعلمه ما يزيده سلطانا على الوجود و بسط سيطرته على مظاهره .

و لا ريب أن الدين قديم أيضا ، فمنذ استبصر الإنسان نظام هذا الكون العظيم يعجز عقله الضعيف و علمه المحدود عن إدراك كنهه أو تفسيره ، و من تلك الحقبة آمن بأن هذا الكون مملوء بالمخارف و الآمال ، و الذي ينتهي هو فيه الى الموت قبل أن يحيط بكثير من أمره خبرا ، لابد لوجودهو لتدبيره من قوة أعظم من الكون و من كل ما فيه أضعافا مضاعفة ، و أن هذه القوة الخارقة المدبرة لا تحيط بها الأفهام و لا تدرك كنهها العقل ثارة ، و متجسدة ثارة أخرى .

وقفات تاريخية :
سنقوم بإطلالة خفيفة أولا على فترة العصور الوسطى(من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر) لنستشف منها أبرز معالم الفصل بين الدين و العلم ، و دعائم هذا الفصل المتمثلة في أشكال التفكير الثنائي الذي يجمع العناصر الميتافيزيقية و الابستيمولوجية ، و انطلاقنا من العصور الوسطى ليس محض عبث ، بل ينبثق من السياقات الفكرية الموسومة بالفكر اللاهوتي مع دانز سكوطس و توما الأكويني و الذين تركزت جهودهما خصوصا الأخير على النموذج المثالي لأفلاطون مع الاقتداء بالفكر الأرسطي،حيث اعتبر أن العقل مستقل في عمله على الإيمان الداخلي و الدين . ما شكل ثورة في الفكر الديني مع تأسيس الأرسططالية المسيحية في القرن الثالث عشر و كان ذلك بمثابة انقلاب ضخم على الفلسفة المسيحية ، و التي كانت تحافظ على بنائها المثالي الأفلاطوني ، لمدة ألف عام . و مع انجذاب الإسكولائين (التومائية نسبة الى توما الأكويني) أكثر الى علم المنطق و المعرفة و فلسفة الطبيعة و نبذ نفحات اللاهوت و علم النفس ، و استطاع بذلك توما الأكويني أن يبرهن بأن الأرسططالية تتفق مع المعتقدات المسيحية و غير المسيحية ، كتلطيف منه على تمييزه السابق الذكر بين المعرفة و الإيمان عبر مفهوم البرهان . و عموما فكل أفكار القديسين الفلاسفة مع مخالطة الفكر اللاهوتي تفضي بنا الى ما يسمى بالعقلية القروسطية و التي تقسم الواقع الى عالمين ، عالم الطبيعة و عالم خارق للطبيعة أو ما بعدها ، فالله حقيقة ، و حقيقته خارقة للطبيعة و متسامية عليها ، و نفس الشيء بالنسبة للروح ، هذا من جهة ، و من جهة ثانية يشكل العالم الطبيعي العالم الدنيوي ، و من جهة ثالثة يرى الموقف القروسطي من الناحية الإبستيمولوجية العالم الخارق للطبيعة يمكن أن ينكشف بالكامل من خلال الوحي الإلهي ، في حين أن عالم الطبيعة يمكن التعرف عليه باستمرار من خلال التقنيات الملائمة التي تستخدم في البحث العقلي و النبش عن الحقائق ، و هكذا نستخلص من الكلام أعلاه و بصيغة مشفرة أن مواضيع مناهج اللاهوت أو الدين مختلفة كل الإختلاف عن نظيرتها في العلم .

لننتقل الى العصر الحديث لنسلط الضوء على الحركات الفكرية المسبغة بالدينية و التي دافعت بشكل شديد على انفصالية العلم على الدين ، أو العكس ، و من هذه الحركات نذكر :البروتيستانتية أو الأرثودكسية الجديدة و الوجودية وحركة التحليل اللغوي ، فالأولى جاءت لتقر بمحورية المسيح و دور الوحي الإلهي في معرفة الله ، مع التأكيد على تجسيد المسيح للذات الإلهية ، حيث و على حد تعبير عالم اللاهوت السوسري كارل بارث فإن الخطيئة التي اقترنت بعصيان الجنس البشري لله قد أعمت العقل البشري عن معرفة الله بالتالي تشكلت هوة عميقة بين العبد ربه ، حتى أصبح من الضروري قطعا على الله أن يردم هذه الهوة و يتجلى بنفسه في شخصية يسوع ، و بالنسبة لبارث فاللاهوت هو الذي يزود الناس بالمعرفة الدينية البعيدة تماما عن متناول الإدراك العقلي للإنسان(خارقة للطبيعة) ، أما العلم فهو عبارة عن بحث مستمر في عالم الطبيعة موظفا في سبيل ذلك الملاحظة و التجريب و الفروض و الاستنتاج ، و بالتالي فالهدف الأسمى للعلم هو فهم و تقريب الأنماط التي يقوم عليها العالم التجريبي ، أما بخصوص الثانية(الوجودية) ، سنعقد مفارقة بسيطة بين قطبين رئيسيين في التيار الوجودي ، القطب الأول ينادي الى فهم معنى الوجود البشري و ذلك بالإنخراط بشكل شخصي حر في اتخاذ القرارات ، فحياتنا تتوسم بالمعنى لو اتسمت بالأمانة و الأصالة و لو تحملنا مسؤولية إنسانيتنا ، و بمقدور الإنسان بلوغ المعنى الأنطولوجي لوجوده دون العودة إلى الله مع تفنيد فكرة الأقدار ، و يمثل هذا القطب كل من فريديرك نيتشه و جون بول سارتر . أما القطب الثاني فعلى العكس من الأول ، و الذي يدعو الى ضرورة الرجع الى الله حتى ندرك المعنى الكامن للحياة و الوجود ، فالدين في هذه الحالة يشكل توجيها شخصيا و ذاتيا لشخصانية الفرد ، أما العرف فيدور في فلك دراسة الأشياء الطبيعية و كيفية التلاعب بها ، و يمثل هذا القطب الفيلسوف سورين كيركيغارد . و هنا مرة أخرى نجد نقطة التفرقة بين الدين و العلم ، فالأول يتعامل مع عالم الوجود الشخصي للفرد ، و الثاني يتعامل مع عالم الأشياء كيفية عملها . و أخيرا سنتوقف عند حركة التحليل اللغوي مع لودفيغ فيتغنشتاين و الذي اعتبر أن الدين و العلم هما شكلين من ألعاب اللغة ، يختلفان و لكنهما يتميزان بمشروعية واحدة ، حيث أن كل حقل له مفرداته و تصنيفاته اللغوية و مفاهيمه الخاصة و منطقه الخاص ، و بالتالي فاستخدام اللغة في السياقات الدينية يختلف عن استخداماتها في السياقات العلمية ، و اللغة الدينية ليست هي اللغة العلمية ، فالأولى تسعى الى تزكية أو بلورة أسلوب واحد للحياة باستعمال لغة ناجعة في عملية استنباط مجموعة معينة من المواقف ، مع الحث على ارتباط ذلك بخلفيات أخلاقية و قيمية محددة،و بما أن اللغة الدينية خالية من التجريبية فبحسب التحليل اللغوي هي لغة فارغة من المعنى ، أما الثانية فترتكز على الشرح و التنبؤ و التلاعب الفني بالظواهر التي تتعرض للملاحظة ، و بالتالي فلغة العلم هي لغة دقيقة و تجريبية و اختبارية . و منه نستخلص أن الدين و العلم هما نشاطان لغويان منفصلان .

إن حديثنا في العصر الحديث يقترن بعصر الحداثة كمفهوم رنان و ربما مخاتل ، حيث أن بروز الحداثة كنمط خاص من النظرة حيال الكون و الإنسان ، قد أدى الى انبثاق أسئلة و إشكالات و أزمات أنطولوجية من حالة القلق و الاغتراب ، و الذي جاء كإحساس بخطر المداهمة إنتاب علماء الإلهيات جراء الثورة العلمية الكبرى التي بدأت مع كوبرنيكوس و بعده غاليلو و أبت أن تنطفئ شعلتها ، و اكتسحت جميع الميادين و المجالات فتراجعت بذلك المعتقدات و ضعف الإيمان عند الناس و أصبح التهليل بالعلم هو المستحوذ . فراح يتفوق في أدائه على مستوى الوصف و التخمين الأكثر دقة بالطبيعة ، إضافة الى تزايد أهليته لمنح الإنسان قدرة أكبر على الهيمنة على الطبيعة و استغلالها و كذا القدرة على التكيف مع جميع الظروف . و منه أصبح التأسيس للحوار بين الأديان أمرا ممكنا خصوصا إبان الطفرة الحاصلة في العلوم الإنسانية مع ظهور الفلسفة الوضعية ، فبات الحديث منصبا على علم الأديان المقارن و على انكباب العلوم الإنسانية من سوسيولوجيا و أنثروبولوجيا و أركيولوجيا و سيكولوجيا على دراسة الظاهرة الدينية دراسة علمية تستجيب لشرط الموضوعية . و بالتالي يمكننا القول أن المواجهة الأولى بين الدين و العلم في العصر الحديث نشبت بسبب النجاحات البارزة للمناهج العلمية ، و خصوصا المنهج التجريبي الذي يكتسي طابع الوثوقية في اكتشاف الحقيقة ، فبدأ الأصوات تتعالى لتعتبر أن العلم هو الأسلوب الوحيد الذي يقصد بالدراسة الأشياء المحسوسة ، إضافة الى تميزه بالعقلانية و العمومية و التكرار و التراكمية و التنظيم ، بينما الدين هو أمر عاطفي و شخصي و محدود يقوم على التقاليد و النقل . و نستنتج من هذا أن هناك مستويات مختلفة و متباينة تعكس درجة الخلاف التباين بين الدين و العلم ، بداية بالتعارض على مستوى النفسي بين الروح الدينية و الروح العلمية أو بين العقلية الدينية و العقلية العلمية ، مرورا بالتعارض على مستوى المضمون بين الاكتشافات العلمية و الظواهر الدينية ، وصولا الى التعارض على مستوى المنطلقات و الإشكالات القبلية و الفروض المسبقة و لوازم العقائد الدينية و نظيراتها في العلم.

بين أنصار الدين و أنصار العلم :
في العصر الحديث بدأ الشعور بالإحباط من الأديان ينتاب العامة من الناس و هذا ما يبرر إرتفاع نسب الإلحاد و الربوبية و اللاأدرية و اللادينية في العالم العربي أو في خارجه ، هذا ليس بالأمر المهم ، لكن نلاحظ أن الناس يعتبرون العلم و ما يكشف عنه من مخترعات جديدة و قواعد للعيش ملاذا من شأنه أن يهبهم من رفاهة الحياة مزيدا و من نعمها جديدا ، و أن يرفع عنهم بؤسها ما رزحوا تحت أعباءه سنينا طويلة ، و تنامت حركات الدفاع و الإذعان و الخضوع لمخرجات العلم .

و إذا نادى الدين بعقم العلم و بجمود العلماء و الفلاسفة ، و إذا شعر أنصار الدين أن الناس قد أترعوا بآثار العلم فتاقت نفوسهم إلى جدة روحية نفسانية لا يستطيع العلماء في جمودهم عن تقديمها ، حيث أن الدين يقدم الغذاء الروحي لكل من يطمح الى تحقيق الطمأنينة و الراحة النفسية ، فإن الخصومة حقا هي قائمة بين أنصار الدين و أنصار العلم .

فض النزاع :
نستطيع القول دون تخاذل و بكل موضوعية أن هناك أمل لعقد اتصال بين العلم و الدين داخل تركيبة النفس الإنسانية ، فكل ما يتعقبه الإنسان سواء أحاط به الحس و حدده أو أحاط به الحس و عجز عن تحديده ، أو لم يقع تحت الحس و وقع تحديده ، هو دائما يبقى محط تفسير للكون الحسي و ما وراء الحسي ، فهذا مصدر العلم و مبعث الإيمان ، فالمعلومات التي تقع تحت الحس تقاس إليها المعلومات التي لا يحيط بها الحس إحاطة كافية ، و ينهض الكل دليلا ملموسا على ما هدى إليه الإلهام ، و الإلهام يفسر ما تعجز الحواس عن تحديده تفسيرا يكفل للإنسان الهوى في حياته ، و كذلك تضامن الشعور و الإدراك ، القلب و العقل ، و بالتالي الإيمان و العلم ، تضامن من أجل وضع سنن الحياة الإنسانية التي تخول إمكانية خلق سعادة للإنسان في الحياة (العلم) و بعد الموت (الدين).

فعلم الإنسان المحدود كان ضئيل الفائدة إلى جانب ما يفيده إيمانه في الحياة من قوة على الحياة ، فلم يكونا ليدفعا عنه غائلة المعتدي و لا ثوران الطبيعة ، و لا كانا يؤديان إليه نعمة الحياة المادية أكثر مما تهديه إليه سجيته الفطرية ، أما الإيمان فكان يحل له كل العقد التي تستعصي على الحل ، من قبيل ما وراء الموت و ما وراء الكون و الروح ...
الدين بحاجة إلى العلم إذا أراد أن يتجنب الإنغماس في الخرافات ، و العلم بحاجة لهداية الدين كي لا يصبح مصدر شر العالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امتنان واعتراف.
Hasna Lehkim ( 2022 / 10 / 26 - 02:54 )
اعتز وافتخر بكونك كنت زميلي في الدراسة،وسأظل كذلك داىما.
تبارك الله عليك.


2 - أنسنة العلم بالادب والفن لا بالدين
منير كريم ( 2022 / 10 / 26 - 12:36 )
الاستاذ الحترم ابراهيم ماين
العلم والدين مختلفان بالموضوع والمنهج والنتائج
خسر الدين الصراع مع العلم في المجال المعرفي فتحول نحو المجال الاخلاقي
انسنة العلوم والبشر عموما انما ياتي بالادب والفن وليس بالدين الذي فشل في القرون العديدة الماضية ومازال
الادب والفن ينميان الحس الجمالي ويرتقيان بالذوق البشري ويصنعان ضميرا انسانيا جديدا
شكرا


3 - الاعتراف بأن العلم والدين لا يجتمعان شجاعة
ليندا كبرييل ( 2022 / 10 / 27 - 07:00 )
الأستاذ الفاضل
العلم والدين على طرفَي نقيض ما بينهما 180درجة، أي أن نتيجة الصراع يا هازم يا مهزوم وهنا على المهزوم القبول بشروط المنتصر
العلم لا يستند إلى معتقدات دينية تفترض الصحيح دون إثبات بعكس العلم الذي يقوم على الأدلة والححج المنطقية لإثبات نظرية ما
الدين الحقيقي الخالص ضد إيقاع الحياة الجارية
فتهاويم الميتافيزيك وغربة النظرية وفوضى التغسيرات عائق لتعايش الإسلام مع الحداثة التي تتطلّب أن يعتمد الإنسان على عقله وذاته لا أن يُجَرَّ من الأمام أو يُدفَع من الخلف
والدين(بكل ألوانه)عاجز عن إدراك المتناقضات في معطياته وهو بذلك يصيب العقل المؤمن بالجمود والعجز
نحتاج إلى معجزة للخروج بالعقل المسلم من الاستعلاء العرقي العنصري الذي وُضِع فيه فهو مُكْتفٍ بكتاب الله وتفاسير العقل الأوليّ الفج ويرفض الأخذ بحضارة الكفار
في ظرف الأمية الأبجدية والنظام المعرفي أسير الغيب والجهل والاستبداد السياسي الذي يشتد بالاستبداد الديني تصبح مقولة حاجة الدين إلى العلم أو العكس وهْما لم يتأسس على قواعد سليمة
نحتاج إلى الشجاعة للاعتراف بأن العلم والدين لا يجتمعان

ت2 للأستاذ منير كريم طرح إنساني راق

احترامي


4 - الى منير كريم
nasha ( 2022 / 10 / 29 - 03:00 )
عنوان تعليقك:أنسنة العلم بالادب والفن لا بالدين

ممكن من فضلك ان تشير الى ما هو الفرق بين (الدين) من جهة والادب والفن من الجهة الاخرى؟

استفسار آخر يا اخ منير: ماذا تقصد بكلمة (دين) ؟ . هل هذا التصنيف ساري على كل الافكار الدينية على السواء بدون حدود؟

اي كما يقال بالمثل الشعبي : هل كل من ضخمن وجهه صار حداد؟

تحياتي للكاتب وللحضور


5 - رد على سؤال الاستاذ ناشا
منير كريم ( 2022 / 10 / 29 - 22:08 )
الاستاذ المحترم ناشا
الدين والعلم والادب والفن توضحها الموسوعات
المقارنة بين الاديان تدرس في علم الاديان المقارن
اعتقد ان المعايير الاساسية للافكار هي
العقلانية
الانسانية
الديمقراطية
ولك ان ترى الاديان وفق هذه المعايير
موضوعنا كان الانسنة ورايت في الادب والفن خير من يقوم بانسنة العلم
هل لك ان تخبرني لماذا لم تستطع الاديان ان تحقق المدينة الفاضلة كما تبغي لعشرات القرون من الزمن ؟
شكرا لك


6 - الى الاخ منير كريم المحترم
nasha ( 2022 / 10 / 30 - 00:25 )
سؤالك: هل لك ان تخبرني لماذا لم تستطع الاديان ان تحقق المدينة الفاضلة كما تبغي لعشرات القرون من الزمن ؟

سعيد جداً بسؤالك هذا!! . هذا ما ابحث عنه دائما ! جواب سؤالك هذا يوضح الالتباس الذي جعلك تفصل بين الفن والادب من جهة والدين من جهة ثانية.


لا فرق بين الجهتين ، كلاهما قصص ادبية (آداب) وفنون

المشكلة يا عزيزي كريم هنالك قصص ادبية كاذبة وفنون هدامة تخدم اسياد المجتمع ، وتبرر افعالهم وقصص ادبية وفنون اخرى بناءة تخدم المجتمع ككل دون تفرقة بين اسياد المجتمع (النخبة المتسلطة سواء الدينية او السياسية) وعوام المجتمع(العبيد الرازحين تحت حكم السلطة بالقوة والبطش والتنكيل)
لا الاديان ولا الاداب والفنون استطاعت ان تحقق المدينة الفاضلة . اليس كذالك؟
هل بامكانك الاشارة الى اي مجتمع انساني استطاع تحقيق مدينة فاضلة ولماذا؟

اذا اعتبرت ان الليبرالية الغربية اليوم ناجحة الى حدٍ ما فانت مُخطئ تماماً
الليبرالية الغربية في طريقها الى الفشل كما فشلت قبلها كل النظريات السياسية منذ فجر التأريخ

هنالك حل مطروح ولكن على المثقفين ان يبحثو عنه ويكتشفوه !
تدوير نفس الكلام جهل ودوغما
بانتظار ردك
تحية





7 - الى ليندا كبرييل
nasha ( 2022 / 10 / 30 - 02:30 )
قولك:فتهاويم الميتافيزيك وغربة النظرية وفوضى التغسيرات

ممكن من فضلك ان تشرحي ما معنى كلمة الميتافيزيك ؟
هل هي كلمة علمية ام دينية؟

اليس عقلك الذي تشرحين وتفسرين بواستطه ميتافيزيك؟
اليس الدين وفكرة الاله ، والافكار العلمية بمجموعها دون استثناء وعلى رأسها علم الرياضيات ميتافيزيك؟

اما فوضى التفسيرات فهي حتمية لا تقبل الجدل! اليس كذلك؟ انها حتمية ، لان الانسان الفرد يملك عالمه الذاتي الخاص لا يشاركه فيه احداً ، اليس كذلك؟

الوجود الموضوعي المادي منفصل عن الوجود الذاتي الروحي اليس كذلك؟
والعقل و(الروح البشرية) الجمعي مفصول ايضاً عن العقل والروح الذاتية اليس كذلك؟

المسألة من الفها الى يائها هي ايمان ميتافيزيكي سواء بالعلوم والتكنولوجيا او بالفكر الادبي
الفني بشقيه الديني اللاهوتي والفلسفي المادي.

هدية من نزار قباني


إني خيرتك فاختاري

ما بين الموت على صدري..

أو فوق دفاتر أشعاري..

إختاري الحب.. أو اللاحب

فجبنٌ ألا تختاري..

لا توجد منطقةٌ وسطى

ما بين الجنة والنار..

ارجو ان لا تأخذي كلام القباني حرفيا بل روحياً . تعرفيني جيداً انا لا اغازل احداً يا ليندا

تحياتي يا ليندا


8 - الميتافيزيك يتعالى عن الواقع يسبح في أفق وهمي
ليندا كبرييل ( 2022 / 10 / 30 - 04:31 )
الأستاذ ناشا المحترم

الفكر الميتافيزيكي عالم القيم والأخلاق المثالية المجافية للواقع ، فلسفة تسبح في أفق متخيل وهمي ، فكر يتعالى عن الواقع باعتنائه بعالم غير مادي
وأنا هنا أتفق مع طرح الفاضل الأستاذ منير كريم الذي رأى أن (الأدب والفن ينميان الحس الجمالي ويرتقيان بالذوق البشري ويصنعان ضميرا انسانيا جديدا)
أعتقد أنه لا يمكن التحرر من الفكر الميتافيزيكي ولكن
يجب أن يُقرَأ بعين المفكر أو الأديب أو الفنان من خلال تجاربه الإنسانية لينطلق به إلى آفاق مستقبلية لاكتشاف الجديد متحررا من الموروث التقليدي الذي يضفي أوهام الذات على الواقع

المعذرة لا أستطيع أن أقدّم شرحا أفضل أو أكثر توسُّعا، إذ ليست لدي قاعدة فلسفية لأنطلق بإسهاب في شرح المفردات الفلسفية وخلفياتها وتاريخها
أنا قارئة فقط( وأركز على كل اكتشاف جديد) وتخلو جعبتي للأسف من تحليلات ونظريات فتصبح مساهماتي المتواضعة مكررة.
وشكراً


9 - الى الاخت ليندا
nasha ( 2022 / 10 / 30 - 08:17 )
لم تُجيبي على السؤال
السؤال كان : ما هو الفكر الميتافيزيكي وبماذا يختلف عن فكرك الشخصي؟

قبل ان تُطرح الكلمة يجب ان يفهم طارحها ما اصل هذه الكلمة ومن اين جائت وكيف دخلت
الوجود

الكلمة هي ذاتها الفكر . هي رمز صوتي للفكر وكذا الفن هو ترميز للفكر سواء كان الفن صوتاً على شكل موسيقى او ترميز صوري على شكل رسم ثابت او نحت ثلاثي الابعاد او تمثيل بالرقص والحركات والايمائات بالصوت والصورة

الميتافيزيك هو هذه الرموز التي تعبر عن العالم الداخلي الذاتي للفرد
الميتافيزيك ليس مادة وانما فكر غير خاضع للمادة والزمان والمكان

عندما تتحرين من فكرك الميتافيزيكي الذاتي فقط وفقط ستحررين من الاساءة الى الفكر الميتافيزيكي المثالي العصي على فهم حضرتك
تقولين:
الفكر الميتافيزيكي عالم القيم والأخلاق المثالية المجافية للواقع
ههههه! ولماذا يجب ان يكون فكرك والفكر اللاديني عامة فكراً ميتافيزيكياً ادبياً وفنياً لايجافي الواقع؟

هل تعتبرين مثلا ادب وفنون الخلاعة باختلاف انواعها واشكالها تعبيراً عن الواقع؟
قليلا من التركيز في ما بُرمجنا عليه يخلصنا من الحماقة الدوغمائية المدمرة للمجتمعات

تحياتي يا ليندا مجدداً


10 - العلم مقابل الميتافيزياء
منير كريم ( 2022 / 10 / 30 - 20:02 )
الفكرة المتافيزيائية هي فكرة غير قابلة للتحقق التجريبي اوالرياضي
هي فكرة مستمدة من التخمين وليست اكثر من فرضية
كما في الافكار الاسطورية والدينية والايديولوجية المنتشرة
اما الحقيقة العلمية فهي ناتجة عن التجربة العلمية او البرهان الرياضي
شتان بين العلم والميتافيزياء
شكرا لكم


11 - العلم والميتافيزياء
nasha ( 2022 / 10 / 31 - 00:30 )
اخي العزيز منير كريم
الفكر سواءً العلمي او الفكر الادبي ميتافيزياء
العلم مبني على فكر شخص عاقل واحد او مجموعة اشخاص يقررون ما هو الصواب .لا اكثر . والدليل، الفضيحة العالمية الجارية الان حول مصدر مرض الكورونا وتأثيراته ...الخ وكذا
اللقاح الفاشل المُنتج .

والعلم ايضا فكرة مستمدة اساساً من التخمين وليست اكثر من فرضية

هات اثبات واحد على صحة فرضية نشوء الحياة من المادة (لا يوجد!) ، اليست هذه فرضية؟

اما قولك : المتافيزيائية هي فكرة غير قابلة للتحقق التجريبي اوالرياضي

اصل الكون (الانفجار الكبير) ما هو سوى حل لمعادلة رياضية ناتجة من وعي ميتافيزيقي
هل الكون نشأ من العدم؟ وهل يُعقل ان هذا الكون بكامله كان محصور في نقطة؟

تقول ايضا:الحقيقة العلمية فهي ناتجة عن التجربة العلمية
وماذا تقول عن التجربة العلمية البايولوجية التي تجري في كل انحاء الارض تلقائياً

كيف يتكون جنين اي كائن حي من بذرة صغيرة تحمل المعلومات اللازمة لانتاج كائن حي آخر؟
من اين جائت هذه المعلومات الجينية اصلاً؟

علم الفيزياء بكامله مبني على افتراض ان سرعة الضوء ثابتة ، وطريقة قياسها فيها تلاعب واضح.
تحياتي وشكراً




12 - لافرق بتاتاً بين العلم والادب (الفلسفة)
nasha ( 2022 / 11 / 1 - 01:25 )
الفلسفة والعلم وجهان لعملة واحدة، كلاهما فكر ميتافيزيقي لا مادي
وكلاهما مبنيان على افتراضات وتخمينات ميتافيزيقية لا مادية
وكلاهما يمكن ملاحظة ،وممارسة ، تجربتهما على ارض الواقع المادي والروحي والاجتماعي

كليهما تعرض ويتعرض الى التخريب والعبث والكذب ، لصالح الفاسدين عديمي الضمير من البشر المتسلطين

ولذلك جاء المسيح ليضع حداً للتسلط والكذب والدجل الذي مارسه ويمارسه المتسلطون على
المجتمعات وعلى الدول والعالم باسره
-اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ.- (يو 10: 10).

جاء المسيح لا لينقض اساس القانون (الوصايا العشرة) بل ليكمله بنبذ الكذب والتدليس وبنكران المصلحة الذاتية الانانية ووضعها فوق القانون.
-بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ.- (مت 5: 37)

وصية المسيح هي محبة الاله(العدل) ومحبة الغير (عدم تفضيل الذات على الغير
-بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ».- (مت 22: 40)

اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة