الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول - الكتلة التاريخية -

محمد علي سليمان
قاص وباحث من سوريا

2022 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


الإشكالية الرئيسية في المجتمع العربي المعاصر هي إشكالية التحديث _ النهضة والدخول في العصر الحديث، وهذه الإشكالية الرئيسية تضم في داخلها إشكاليات فرعية، حتى يبدو أن الفكر العربي يدور في متاهة من الإشكاليات الفرعية _ فالوحدة إشكالية، والديمقراطية إشكالية، والاشتراكية إشكالية، والعلمانية إشكالية، وهذه الإشكاليات الفرعية تكبر أحياناً، وهذه الـ " أحياناً " تقارب الـ " دائماً " في الوطن العربي، حتى تصبح أهم من الإشكالية الرئيسية. وهكذا يعلن المفكرون العرب إن النهضة لن تتحقق إلا أذا تحققت الوحدة أو إذا تحققت الديمقراطية ويصل الأمر بأحد المفكرين العرب إلى القول " أن البداية الحقيقية لأية نهضة عربية لن تكون إلا بزوال المشروع الصهيوني وتحرير الإرادة العربية والثروات القومية من سيطرة الاحتكارات ". وكثرت المشاريع العربية التي تقوم على تلك الإشكاليات، ومن تلك المشاريع تكوين " الكتلة التاريخية ". ويلاحظ أنه بدل أن تكون النهضة كعملية اقتصادية بقيادة قوى اجتماعية مهيمنة هي التي تأخذ المجتمع العربي على طريق الوحدة والتحرر، وتكون المدخل إلى زوال المشروع الصهيوني، أصبحت قضية فرعية وغابت في متاهة فكر يلتهم نفسه. ولكن لا بد من القول إن القضايا الفرعية للنهضة تؤثر في النهضة كقضية رئيسية بقدر ما تترسخ هذه النهضة كعملية اجتماعية -اقتصادية.
والسبب في ظهور النهضة وقضاياها كإشكالية " البيضة والدجاجة " هو، كما أعتقد، أن المفكرين العرب المعاصرين يدورون في فلك البنية الفوقية _ الإيديولوجية، وهذا الدوران ترسخ بعد انهيار الاتحاد السوفيتي مما يظهر في محاضراتهم ومؤتمراتهم حول النهضة وقضاياها. إنهم يبحثون عن حل لإشكالية النهضة في البنية الفوقية _ الأيديولوجية في حين أن البحث يجب أن يكون في البنية التحتية _ الاقتصادية، ولذلك فإن أكثر حلولهم تبدأ وتنتهي بالتوصيات، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء بحث واقع القوى الاجتماعية التي ستطبق هذه التوصيات وكيف ستجد هذه التوصيات طريقها إلى داخل المجتمع العربي بحيث تخلق حالة نهضة. وهذه التوصيات تبدأ بشكل عام بـ " يجب "، وهذه الـ " يجب " تنطلق من عالم الفكر وليس من الواقع الاجتماعي " مضمرة أو معلنة وكمثال، يقرر مفكر عربي معاصر لحل إشكالية النهضة، أن شرط النهضة العربية الجديدة " هو الإنسان الحر، والأنظمة الديمقراطية، واحترام الحقوق الأساسية للإنسان العربي ". وأيضاً كمثال آخر ما يقرره مفكر معاصر آخر لحل إشكالية الديمقراطية " ويجب أن نبدأ ببناء مؤسسات المجتمع المدني، وترسيخ مبدأ فصل السلطات. ويجب أن تتكامل هذه البداية مع تحقيق مبادئ سيادة القانون وتكافؤ الفرص والتعددية السياسية وتوسيع قاعدة صنع القرار "، ويرغب المرء حقاً أن يكون التفاهم بين نظام الحكم والشعب لتحقيق الديمقراطية عبر تلك الـ " يجبات " ممكناً بهذه السهولة ولكن ليس كل ما يرغب به المرء يتحقق، والتغيير لن يحصل بمجرد وعي ضرورة التغيير، لقد وعى العرب أن التنمية الاقتصادية أصبحت ضرورة تاريخية، وأنه لا بد من نهضة الوطن حتى يدخل إلى العصر الحديث كقوة فاعلة، لكن كافة مشاريع التنمية في عصري " النهضة " و" الثورة " قد فشلت لأسباب داخلية وخارجية، ودخل المجتمع العربي في مرحلة الهزيمة الحضارية، مما دفع الدكتور فوزي منصور لوصف العرب بأنهم يعيشون في مأزق تاريخي، حدده مترجم الكتاب بأن " العرب يخرجون من التاريخ ". وكان شبلي شميل قد لاحظ أن " من ينتظر الإصلاح عفواً من أية حكومة كانت يجهل بلا شك تاريخ نشوء الأمم في العمران، وها التاريخ يعلمنا أن الحكومات في كل زمان ومكان هي آخر من يدعو إلى الإصلاح ". ويوضح أرنست فيشر رأي ماركس بهذه القضية " إن الشيء الجوهري في فلسفة التاريخ التي طورها ماركس هو أنها تنطلق دائماً من الواقع الاجتماعي وليس من مقولات متجردة، من عملية تطور الإنتاج المادي للحياة المباشرة لا من أفكار جاهزة، مصنوعة مسبقاً، إنها تنطلق من الممارسة لا من أوهام تولد وتتطور وتفني ذاتها بذاتها ".
في مقدمة كتابه " التجدد الحضاري " يطرح الدكتور طارق البشري السؤال " كيف يمكن أن تجتمع الأمة وإن اختلفت فصائلها؟ أي كيف يمكن أن نختلف من دون أن نفترق؟ وكيف يمكن أن نقيم التوازن في أمتنا وجوداً وحركة؟ ". وهذا السؤال هو خير مدخل إلى إشكالية الكتلة التاريخية، ولأن النهضة (التقدم الاجتماعي الاقتصادي السياسي والفكري) قدر كل مجتمع متخلف، ولأن الدولة العربية " ليست دولة قوية، كما يقول نزيه الأيوبي، لأنها تفتقر إلى البنية التحتية التي تمكن الدول من النفاذ في المجتمع بشكل فعال.. وتفتقر إلى الهيمنة الأيديولوجية، بالمعنى الغرامشياني، التي من شأنها أن تجعلها قادرة على تشكيل كتلة اجتماعية تاريخية تتقبل شرعية الطبقة الحاكمة ". وهذه الكتلة التاريخية التي تخلق الدولة العربية القوية، والتي تعطي الشرعية لتلك الدولة وطبقتها الحاكمة هي ما لجأ إليه المفكرون العرب وكذلك السياسيون العرب من أجل مواجهة تلك الدولة التي عجزت عن إدخال المجتمع في آليات الدولة الحديثة. وعلى رأي الدكتور محمد عابد الجابري فإن ما يحتاج إليه النضال العربي في هذه المرحلة الراهنة هو شيء أقرب إلى " الكتلة التاريخية ". أو كما يقول أدونيس " جبهة مدنية عربية "، ففي مقاله يرى أدونيس أن " البادرة الأولى في هذه المواجهة هي الانخراط العملي في جبهة مدنية عربية، للخروج من عالم التقاليد الماضوية كلها وبناء عالم المستقبل، عالم الإنسان الحر، وعالم الحياة الإنسانية المدنية ".
أن ضرورة التحالفات الوطنية أدرك ضرورتها، كمثال، الحزب الشيوعي اللبناني في مراحل نضاله، وفي عملية نقد ذاتي قام به في المؤتمر الثاني للحزب جاء فيه " إن عدم رؤيتنا تطور ونمو هذه النقمة الشعبية منعنا من القيام بواجبنا في تعبئة هذه القوى الوطنية والتعامل معها. فقد غاب عن هذه الفترة من سياستنا شعار الجبهة الوطنية غياباً تاماً، ولم نعمل بسبب اتجاهنا اليساري وهجومنا الاتهامي على جميع القوى دون تمييز، لإيجاد الأشكال السياسية الملائمة للعمل المشترك مع القوى الوطنية للإسهام في توجيه الضربة للقوى المغرقة في رجعيتها والمتآمرة. وكان من نتائج هذه العزلة والبقاء على الهامش، إننا لم نسطع أن نؤثر في سير الأحداث التي وقعت فيما بعد تأثيراً فعالاً ".
ويوضح مهدي عامل ضرورة التحالف الطبقي في ممارسة الصراع الطبقي حيث يقول " إن هذا الشكل المنفرد الذي تمارس طبقة محددة صراعها الطبقي بشكل مستقل أو منفرد عن صراع الطبقات الأخرى التي هي معها، موضوعياً، في طرف واحد من التناقض السياسي بحكم وضعها الخاص في بنية علاقات الإنتاج. لأن هذا الشكل المنفرد الذي تمارس فيه صراعها ضد الطبقة المسيطرة يرتد ضدها ويقودها إلى فشل ضروري هو تأكيد لتلك العلاقة من تمحور الصراعات الاجتماعية في تحالفات طبقية حول كل من الطبقتين الرئيسيتين اللتين هما قطبا هذه الصراعات.. والواقع التاريخي يدل على أن الفشل ملازم بالضرورة لكل ممارسة من الصراع الطبقي تنفرد الطبقة الاجتماعية فتخرج عن إطار وجودها في التحالف الطبقي الضروري لنجاحها ". وفي مكان آخر يوضح مهدي عامل شكل هذا التحالف " إن البديل الثوري للقيادة البورجوازية هو هذا التحاف الوطني الثوري نفسه الذي فيه وحده تقوم الطبقة العاملة بدورها القيادي ذاك، وفيه تحتل موقعها الطبقي النقيض وهيمنتها السياسية في هذا التحالف من معنى النضال من أجل أن يكون الخط السياسي الطبقي لممارستها الصراع الوطني هو الخط السياسي للتحالف ككل ". ويتابع تقرير الحزب الشيوعي اللبناني أنه بعد خروج الحزب عن طريق الانحراف اليساري تبين له أنه يمكن التعاون على الصعيد الوطني والخارجي، مع فئات واسعة من الناس، حول مسألة أو مسائل محدودة بالذات، لنا فيها مصلحة مشتركة، حتى لو كانوا لا يتفقون معنا، أو يعارضوننا، في قضايا سياسية أخرى ". وقد تعزز هذا الاتجاه المرن في القرارات الصادرة عن دورة اللجنة المركزية في نيسان 1956 والتي تؤكد " أن مصلحة لبنان الوطنية العليا تقضي بقيام جبهة وطنية تشمل جميع القوى الوطنية والديمقراطية. وهذه القوى هي: العمال والفلاحون بجميع فئاتهم بما فيهم البورجوازية الريفية، والمثقفون الوطنيون، والطبقات الوسطى والصناعيون، وسائر فئات البورجوازية الوطنية ".
ومن المعروف أن " الكتلة التاريخية " تتكون عبر ثلاث طرق:
الطريق الأول _ الطريق الطبقي: هو تحالف قوى اجتماعية وقوى اقتصادية وقوى سياسية وقوى فكرية متجانسة طبقياً في " كتلة تاريخية " تحت لواء طبقة مهيمنة أو مسيطرة بالفعل أو بالقوة.
الطريق الثاني _ الطريق الوطني: أن تجتمع تلك القوى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية المتجانسة وطنياً لإقامة تحالف " كتلة تاريخية " دون هيمنة أو سيطرة أي طرف بحيث يتم الاتفاق على برنامج وطني قومي لمواجهة عوائق تمنع تكون الدولة الحديثة، ويمكن أن تكون عوائق خارجية: مواجهة الاستعمار _ وقد نجحت الكتلة التاريخية التي تكونت لتحقيق الاستقلال بطرد الاستعمار وقيام الدولة الوطنية، أو عوائق داخلية: مواجهة التخلف والاستبداد _ والمطالبة بالكتلة التاريخية يقوم على مواجهة تلك العوائق الداخلية.
الطريق الثالث: الطريق العالمي: وظهر هذا الطريق بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والكتلة الشيوعية، بحيث يتكون من الدول التي لها مصلحة في محاربة العولمة _ الهيمنة الأمريكية على العالم، أي تفرد أمريكا بشكل متوحش في نهب العالم.
تاريخياً، كانت الفرق الإسلامية تكفر بعضها البعض على خلفية حديث الرسول لكريم عن الفرقة الناجية، وكان أن اعتبرت كل فرقة نفسها الفرقة الناجية وكفرت الفرق الأخرى. لكن الأحزاب العصرية، وتاريخها ليس أفضل من تاريخ الفرق الإسلامية، على عكس تلك الفرق وجدت أن صراعها مع بعضها وضعها في مأزق تجاه السلطات الحاكمة، وأنه من الأفضل لها أن تجد مخرجاً للمجتمع العربي من أجل خلق ديمقراطية يمكن من خلالها تداول السلطة. وبدأت تبحث عن إنشاء تحالفات حزبية، والحزب في جوهره تعبير سياسي عن قوى اجتماعية، من أجل خلق ذلك النظام الديمقراطي، ولأنه لا بد من " حامل اجتماعي " تحالف قوى اجتماعية _ طبقة مهيمنة أو تحالف طبقات اجتماعية " من أجل التغيير الاجتماعي، فقد وجد المفكرون العرب المعاصرون ضالتهم عند المفكر الايطالي غرامشي (مع الفارق في الظروف الاجتماعية والتاريخية) وليس عند ماوتسي تونغ " ديكتاتورية الديمقراطية الشعبية التي تضم البروليتاريا والفلاحين والبورجوازية الصغيرة والبورجوازية الوطنية بقيادة الطبقة العاملة "ومعروف أن ماوتسي تونغ اعتمد بشكل رئيسي على الطبقة الفلاحية في الثورة الصينية، وليس عند لينين حيث أن " ديكتاتورية البروليتاريا هي تحالف طبقي بين البروليتاريا وبين الشرائح العديدة غير البروليتارية من الشغيلة _ البورجوازية الصغيرة وصغار أرباب العمل والطبقة الفلاحية والمثقفين "، ولينين اعتمد على الطبقة العاملة في الثورة الروسية كقائدة للقوى الأخرى وخاصة الطبقة الفلاحية. ولا حتى عند ديمتروف و" الجبهة الوطنية الموحدة " التي هي أقرب إلى الكتلة التاريخية " إن جبهة العمل الموحدة تستهدف توحيد جهود البروليتاريا وجميع الجماهير والجماعات والعناصر الكادحة في المجتمع الطبقي الراهن للذود عن مصالحها وحقوقها المتطابقة في اللحظة الراهنة ضد البورجوازية الرأسمالية ورجعيتها ". لقد انتهى الزمن الذي كان يعتبر فيه أن الطبقة العاملة قادرة على تكوين حركة ثورية جديدة تقود السيرورة الثورية في الحركة التحررية الوطنية، ويربط مهدي عامل ذلك في حالة استجابت هذه الأحزاب الثورية لضرورات هذه السيرورة التاريخية. ويرى أن تحقيق الثورة، أي الانتقال من نظام إنتاج إلى نظام إنتاج آخر، لا يتم بفعل الطبقة القائدة وحدها، بل بتحالفها مع بقية الطبقات والفئات الاجتماعية التي لها مصلحة في تحقيق الثورة. وهذا ما كرس غرامشي بأنه المفكر الأكثر حضوراً في الفكر العربي المعاصر لأنه يستمد أفكاره من البنية الفوقية، أو لنقل إنه أعطى للبنية الفوقية هامشاً كبيراً في عملية التغيير الاجتماعي، وخاصة الدور الأساس للمثقف العضوي في الأحزاب، وقد أخذ المفكرون العرب عن غرامشي مفهومه " الكتلة التاريخية " التي سوف تنهض بالمجتمع العربي. وقد فكر غرامشي بالكتلة التاريخية للخروج من التفاوت بين شمال إيطاليا المتقدم وبين جنوبها المتأخر، وكانت تلك الكتلة التاريخية تقوم على تحالف الطبقة العاملة والقوى الإصلاحية والثورية في الشمال، طبقة الفلاحين والقوى الدينية ممثلة بالكنيسة وكبار ملاك الأراضي في الجنوب دون تحقيق هيمنة طرف على طرف آخر في التحالف بحيث تتوافق تلك القوى على برنامج وطني قومي. والكتلة التاريخية عند غرامشي = المجتمع المدني + الدولة الشرعية + الاقتصاد (ضد التخلف _ تغيير البنية الاجتماعية). لكن المعنى الذي عمل به المفكرون العرب هو أن الكتلة التاريخية = المجتمع المدني + السياسة (ضد الدولة الشرعية _ تغيير النظام السياسي)، أي أنها تجمع لقوى مدنية وسياسية يجمعها الحد الأدنى من التحالف لإسقاط الدولة الرسمية الاستبدادية، أو للوقوف في وجه القوى الاستعمارية التي تعيق تقدم المجتمع العربي، بمعنى أن الاقتصاد، الطرف الثالث في معادلة غرامشي، غائب عن الكتلة التاريخية العربية. وقد كانت الهيمنة تقوم عند غرامشي على خلفية اقتصادية طبقية تضم كافة النقابات والهيئات العمالية والشعبية بقيادة الحزب الشيوعي، ولكن المفكرون العرب أخذوا مفهوم غرامشي لـ " الكتلة التاريخية " الذي صاغه في مواجهة التطور اللامتكافئ بين الشمال والجنوب في إيطاليا ومواجهة الفاشية، وهكذا أصبحت " الكتلة التاريخية " عند المفكرين العرب تقوم على خلفية وطنية سياسية تضم كافة الأحزاب من مختلف الأيديولوجيات السياسية التي لها مصلحة في التخلص من الأنظمة الاستبدادية الحاكمة، كحد أقصى، وتحقيق قضية من قضايا النهضة، كقضية الديمقراطية كحد أدنى، وهذا ما ظهر في ندوة مركز دراسات الديمقراطية في الوطن العربي في ندوة بعنوان " نحو كتلة تاريخية ديمقراطية في البلدان العربية ". أي أن بناء " الكتلة التاريخية " يجب أن يقوم على قاعدة الديمقراطية، حيث أنه الطريق السلمي المجرب تاريخياً لإحداث انتقال إلى نظم حكم ديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة