الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصنيف الإنسان في نظر الحضارات القديمة

لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)

2022 / 6 / 29
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كُل الأديان السماوية وحتى الأديان الوضعية في بدايتها في اروع ما تكون وفي قمة الرقي الإنساني والقيمي حتى بدأ بعض افرادها في فرض وصايتهم على الأخرين ، ويبدأ الاجتهاد فيتشظى الناس ويصيروا طرائق قددا ثم يأتي الغلو فـالتطرف في فرض المعتقد والفكرة ، وتحدث الحروب وتحصل المتاعب والمصائب ، ان اهم اصل من اصول الأديان هو ايجاد العلاقة بين الفرد والرب او المعبود وتنظيمها بدون وجود شخص او وسيط لتنظيم تلك العلاقة .. وجعل تقييم الإنسان وتصنيفه مرهون بحُسن تعامله مع الاخر وليس بحسب دينه ومعتقده .

هنالك رائعة تاريخية هو مقطع من نص أوغاريتي كُتب منذ أكثر من سبعة آلاف سنة محفوظ في متحف اللوفر بباريس ،يمثل جلسة محاكمة علنية لروح أحد المتوفين قبل ان تلتحم روحه بجسده مرة أخرى ليعيش السعادة والخلود في العالم الأبدي الجديد
تبين تلك المقطوعة نظرة الحضارات الأولى للإيمان ومفهوم عبادة الرب والتركيز على النقاء الروحي للشخص وحُسن تعامله مع الاخر اما إيمان الشخص فـ لنفسه وبينه وبين ربه ..

يسأل قاضي محكمة الارواح روح المتوفي :
– أيها الروح هل كذبت؟
– نعم كذبت على زوجتي في مدح جمالها وجودة طهوها
-هل عذّبت حيوانًا؟
-كلا .. عدا العصفور الذي أعجبني صوته فحبسته لمدة يومين ثم أطلقته
-هل أسلت مرة دماء حيوان دون ذنب؟
ـ كثيرا يا سيدي ..حين كنت أقدّمه قرباناً للاله كي أطعم الفقراء
-هل كنتَ سبباً في دموع إنسان؟
ـ نعم ..أمي حين مرضتُ بين يديها
-هل لوّثت مياه النهر؟
ـ نعم حين سبحت فيه مرة وأنا في وقت عملي
-هل قتلتَ نباتاً أو زهوراً ؟
ـ نعم ..حين اقتلعت زهرة لحبيبتي
-هل سرقت ما ليس لك؟
ـ نعم .. سرقت قلب وحب جيراني من غير ملّتي وديانتي
-هل تعاليتَ على غيرك بسبب علوّ منصبك؟
ـ لا .. كنت أرى نفسي أضعف الخلق أمام عظمة الرب
-هل ارتفع صوتُك أثناء حوار؟
ـ لم اكن احاور سوى ربي باكياً هامساً
-هل خاض لسانك في شهادة زور؟
ـ قلتُ زوراً حين سترت على جارة لي
-هل قبلتَ رشوة؟
ـ نعم، كثيراً جداً .. قبلات من طفلتي لتلبية طلباتها
-وماذا فعلت عملاً صالحاً أيضاً؟
ـ كنتُ مرة عينًَا لأعمى، وأخرى يداً لمشلول، وساقًا لكسيح، أباً ليتيم، قلبي نقيّ، يداي طاهرتان، غنيت وضحكت وقهقهت ورقصت وعزفت على الناي في فرح جار لي من غير الأوغاريتيين!
ـ مبروك أيها الروح .. لقد نجحت في المرحلة الأهم !
قالها القاضي وهو يقفل المحضر تحت نظرات الاستغراب من الروح
ـ ياسيدي القاضي ألن تسألني عن ايماني، عبادتي، صلاتي، صيامي، نسكي؟!
ـ لا أيتها الروح الطاهرة ، تلك قضية لا سلطة لأحد عليها، تلك يحددها الرب وحده فقط .. يحددها الله وحده !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير