الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طَوِقُ السفينة .. كما هي بيروت ؟..

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2022 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


طَوِِقٌ السفينة .. كما هي بيروت ؟..

كما هي السنين تمر سراعا !..

عام 1982 م ، عندما تم محاصرة بيروت من قبل الصهاينة ، الذين قاتلوا قتال الشجعان المدافعين عن العِرض والنفس والنفيس ، على امتداد الأيام الاثنتان والسبعون يوما متواصلة .

كان قتال مرير وفريد ، قًلَ نظيره ، يشبه المدافعين عن الجمهورية الفتية ، دولة العمال والفلاحين والجنود ، أول دولة اشتراكية في التأريخ ( كومونة باريس 1871 م قبل قرن نصف ) .,,,

واليوم تعيدنا الذاكرة إلى خمسون عاما ، وإلى استبسال وصمود وتضحيات القوى الوطنية اللبنانية والمقاتلين الفلسطينيين وقادتهم الأماجد ومنظمتهم ، منظمة التحرير الفلسطينية ، الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني .

حينها تكالبت كل قوى الشر والعدوان الغربي ، وخذلان النظام العربي المهزوم ، ولم ينتصروا لقضيتهم المركزية فلسطين ، ولإذلال الشعب الفلسطيني وإلحاق الهزيمة بثورته الجبارة .

القضية الفلسطينية أَبَتْ إلا أن تبقى تقض مضاجع الصهاينة والدولة الإمبريالية أمريكا والأنظمة الجبانة الخانعة ، كانوا مصممين على خوض المعركة حتى أخر رجل مقاوم في بيروت .



وبعد مفاوضات عسيرة وتدخلات أجنبية ودولية ، ومن أجل الحفاظ على ماء وجه النظام العربي !..



توصلوا إلى اتفاق يقضى بخروج منظمة التحرير ومن معهم من المقاتلين بأسلحتهم والتوجه إلى تونس .



تحية لكل من وقف مدافعا عن بيروت وعن القضية الفلسطينية ، والمجد للشهداء والمصابين ولكل من وقف مع نضال الشعوب للخلاص من العبودية ومن أجل الاستقلال الناجز ، وفي سبيل الحرية والديمقراطية والسلام .



القضية العراقية يراد لها لن تبقى محاصرة ، وشعب يدفع ثمن كل هذا الفشل الذي يقاسيه جراء الاحتلال الأمريكي في 2003 الغاشم ومن جاء به المحتل ممن لا يمتون بصلة إلى العمل السياسي .



هذا الشعب لن يرى على أيدي هؤلاء أي بارقة أمل على امتداد عشرين عاما تلوح في الأفق !..





فشهد العراق تراجعا مريع ، في مناح الحياة المختلفة ، وعاش تجارب انتخابات فاشلة ، مزورة وعزوف كبير للمرة الخامسة على التوالي !..



تتنافس على الكعكة العراقية ، نفس الوجوه وبنفس الأدوات ونفس الأسماء دون تغيير ، وتتكرر هذه الشخصيات على امتداد الدورات الخمسة ، تتبادل الأدوار والمواقع كل حسب ثقله المالي و( السياسي .. وحجم الميليشية التابعة له وما تمتلك من سلاح .. ومقدار وحجم الدعم الذي تحصل عليه من الدول الإقليمية والدولية .. وحجم ماكنته الإعلامية ، والمنابر الدينية التي تتبناه وتزكيه وتطبل له وتصدر له الفتاوى لتظليل الناس والخداع والكذب ، من خلال الوعود بإنجازات وتحقيق مكاسب للناس .. ولكنها بقيت وعود لا وجود لها على أرض الواقع ، هدفهم ، إقناع البسطاء بالسير وراء هذه القوى الفاسدة ! ) .



اليوم وقبل فترة غير قصيرة ، برهن الشعب من خلال ثورة تشرين العظيمة في الأول من أكتوبر 2019 م وما قبلها وما بعدها ، على أن هؤلاء لا يمكنه خداع الناس بعد اليوم ، وأصبح كل شيء مكشوف ومفضوح عند القاصي والداني .


بعد صراعات وسجالات وتنابز وشتائم وتخوين وتخويف ، واستخدام لغة الطائرات المسيرة والراجمات والكاتيوشا ، والتفجيرات والعبوات والاستعراضات ، كرسائل سياسية للخصوم ومن يختلفون معه ، لتحقيق أهداف سياسية مكشوفة للعيان .



مضى على إجراء الانتخابات الأخيرة ما يقرب على التسعة أشهر ، ونسمع جعجعة ولا نرى طحين !..


السلطة أصبحت هي أس المشكلة وهي الهدف والغاية ، وعلى مبدأ ( ما ننطيه .. مثل ما قالها المالكي قبل سنوات ) .

سياسة لي الأذرع والمحاصصة وتقاسم المغانم هي الأساس ، وباتت سمة تميز برامج المتنفذين والمتسلطين على رقاب الناس ، ووفق مسميات وعناوين قديمة جديدة وبهندام جديد مطعم بالوطنية والديمقراطية .. وبصبغة دينية منفتحة !.. وبحجة الدفاع عن المذهب والطائفة .. وعن العقيدة والرموز كونها خطوط حمر لا يجوز المساس بها ، والتهديد بقطع الأيدي والألسن لمن يحاول المساس والتماس لهذه الخطوط الحمر كون هذه وغيرها فوق القانون والدستور حسب ادعائهم ؟؟؟!!! ...


هذه وغيرها والغاية منها ، هو الإبقاء على العراق في ( ألا دولة .. وألا قانون .. وألا أمن وألا رخاء . الإبقاء على الدويلات والإمارات والمشايخ والأغوات .. وقانون كلمن إيد إله !..) ..



وتخوين كل من يخرق هذه الفلسفة وهذه السياسة وهذا النهج .



والسبب معروف ، ويعرفونه أنفسهم قبل غيرهم ، ولا يحيدون عنه أبدا ..

وإن وافقوا على عكس ذلك ( لا سامح الله ههههههههه !.. ) فيعني نهايتهم ولا أشك في هذا الاستنتاج أبدا .


أوجه السؤال للجميع وبالأخص أحزاب الإسلام السياسي الممسك بمقاليد السلطة ؟..



قانون الأحزاب الذي شرع من قبل مجلس النواب ، الذي ينص على عدم السماح لأي حزب أو جماعة أو فرد لديه مجاميع مسلحة ، وتحمل سلاح خارج المؤسسة الأمنية والعسكرية ( خارج مؤسسة الدولة ) فلا يسمح له بخوض الانتخابات مطلقا واستنادا إلى الدستور .


جميع هذه الأحزاب لها فصائل مسلحة ، منذ الانتخابات الأولى في 2006م وما زالوا كذلك ، وهذا يعني ، أن جميع الانتخابات كانت مخالفة للدستور والقانون ولا شرعية لها ، ولا يحق لأي حزب من هذه الأحزاب

المشاركة في الانتخابات إلا بعد تصفية كل هذه الفصائل ونزع أسلحتهم ومصادرة ممتلكاتهم .



ربما سيخرج علينا هؤلاء، بأن هذه الفصائل تعمل في إطار خيمة الحشد الشعبي !..



نقول لهؤلاء ... هذه شماعة مشروخة ومكسورة ولا تصلح بعد اليوم ، الحشد الشعبي وجوده غير شرعي وغير قانوني وهو معوق لإعادة بناء دولة المواطنة ،


ومعوق لإعادة الأمن والسلام والسلم الأهلي وللتعايش .

فإما أن نقوم بإعادة بناء دولة المواطنة ، أو الإبقاء على فوضى السلاح والميليشيات وعصابات المخدرات وتجارة السلاح والتجارة بالبشر ، وسياسة هات إيدك والحئني ؟..


قانون من أين لك هذا ومسائلة كل من يشغل وظيفة خدمة في الدولة ، ومطالبتهم بالكشف عن ذمته المالية ومصدر ثروته قبل دخوله الوظيفة .



لماذا لم يتم تشريعه= القانون وجعله نافذا والعمل به قولا وفعلا ؟..



نسأل عن مصدر أموال هذه الأحزاب وميليشياتهم وما تملكه ، وما كانوا يملكونه قبل 2003 م وما يمتلكونه اليوم ؟..


ما هو مصدر تموين الفضائيات والمؤسسات الإعلامية ومالكيها ، ومسائلة من يبث سموم الطائفية ومن يفتي من خلالها بما يساهم في زعزعة السلم المجتمعي ؟..


ونسأل الحكومة والقضاء وهيئة الاتصالات والإعلام عن منح هذه الفضائيات حقوق النشر وما يتفق ودولة المواطنة والدستور ، ما تبثه بعض من هذه القنوات من سموم وكراهية وعنصرية مخالف لهوية دولة المواطنة .



من يقوم بمراقبة هذه القنوات ومحاسبتها ؟..


تتحمل هذه الجهات المسؤولية المطلقة ، عن كل هذه الخروقات وما ترتكبه من جرائم كبيرة وكثيرة ، بتسويقها فلسفة الكراهية والتفرقة والعنصرية والطائفية المدمرة لتماسك المجتمع وللتعايش والمحبة والتعاون .

لا أدري أين القضاء من كل هذه الخروقات للدستور وللتوقيتات الدستورية ، وضرورة التمسك المطلق بما جاء في الدستور !..



ونسأل البرلمان وأعضائه ؟..

هل تضعون الدستور كمرشد وموجه للقرارات والقوانين التي يتم تشريعها وضرورة تطابقها مع الدستور وجوهره وفحواء ؟..

إن كان الجواب نعم .. فكيف لهذا المجلس لا يلتزم بهذه التوقيتات الدستورية ، على وجه الخصوص انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف الكتلة الأكبر وتعيين رئيس لمجلس الوزراء ؟..


السؤال الأخير ... سوف أترك المفاصل الأخرى ، مثل المال السياسي والمفوضية المستقلة للانتخابات وقانون الانتخابات ، فقد تم تناولهما وغيرها وبإسهاب ممل .



السؤال هو :



هل الانتخابات المقترح إجرائها سوف تكون هي الحل والمخلص لهذا الانهيار والتخلف والدمار ؟..


وهل سَتُخْرِجُ العراق من أزماته المزمنة ؟..


أم هي محاولة أخرى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه للمتسلطين ، ولإبعاد الحبل عن أعناق الفاسدين ؟..



أم لا هذا ... ولا ذاك .. مجرد بهرجة إعلامية ( وعرس انتخابي هدفه إبعاد العريسين .. والإبقاء على اللصوص يتحكمون في البلاد والعباد !) وإلهاء الناس والتشويش المتعمد لبوصلة السواد الأعظم من الناس التي تترقب وتبحث عن مخرج يتنفس فيه الناس الصعداء !..


أم ماذا ؟..


أقول لكم يا سادة ... كل هذه الألاعيب البهلوانية ..والأفلام الهوليولدية وروزخونات المتطفلين على السياسة وعاض المتأسلمين ، سوف لن تنقذ قاربكم المخروم المتداع ، الذي لا يصلح أن يكون قاربا ومشروع نجاة لشعب تمرس على مواجهة الصعاب ، والمتصدي للرياح العاتية التي تقرع أبواب وطننا ، سيقوم بفتح هذه الأبواب على مصراعيها، ويواجه بشجاعة من استمر قي تدمير حاضر وطنه وشعبه وتهديد مستقبله ، والسخرية من إرادته الجبارة التي لا تقهر ، ولن يسمح بعد اليوم من الضحك عليه وسرقة بسمته وبسمة أطفاله ، و إذلاله وتجويعه !..


سيقول هذا الشعب وبصوت عال .. توقفوا عن نهبكم وخيانتكم للشعب والوطن وفشلكم في إدارة الدولة وغادروا قبل أن يأتيكم الغضب الأعظم ويمحقكم ويلفظكم وإلى الأبد !..


فأم الشر في بطنها فرد .. وأم الخير فيها تؤام ، وإن غدا لناظره قريب ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .


28/6/2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة