الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايات العندليب -2-

احمد جبار غرب

2022 / 6 / 30
الادب والفن


اصرار على النجاح ظهر المطرب العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ في وقت كانت الساحة الغنائية المصرية تكتظ بكبار النجوم جماهيرية وحلاوة صوت ومنهم كارم محمود وعبد الغني السيد وفريد الأطرش وعبد العزيز محمود ومحمد فوزي وإبراهيم حمودة اضافة الى كوكب الشرق ام كلثوم وموسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب كان مجرد تفكير اي مغني ان يكون مطربا وسط هذه الاسماء يصاب بالاعياء والدوخة بسبب طغيان شهرتهم وجماهيريتهم الكبيرة التي حلقت في الافاق لكن عبد الحليم كان ذا طموح قوي واردة صلبة لاتنهار في احلك الصروف والصعوبات حتى انه استقال من مهنة التدريس الموسيقي واتجه آلى الإذاعة للعمل كعازف على الة الابوا النفخية الهوائية الصعبة التي تحتاج الى انفاس عميقة وهو ذو الجسم النحيل القصير لكنه برع فيها واستطاع ان يلفت الانظار كعازف أبوا ولم تكن رغبته كمطرب ضمن أولوياته كان مغرم بالعزف وكانت اغنية ياسيد الورود ياورد الجنائن للمطربة هدى سلطان احدى الاغنيات التي عزف فيها اللحن الجميل ..وبإلحاح من صديقه في معهد الموسيقى كمال الطويل استطاع إقناعه بان يتحول الى الطرب وكلمه بجد وحماسة بوجوب ان يغني كونه يمتلك صوتا جميلا فيه ابعاد مؤثرة وتقدم للاختبار ثلاث مرات وفي كل مرة يفشل في الاختبار اذا كان الطرب والتطريبميزة ذلك الزمان حيث تمايل الأجسام وتشنيف الاذان والذوبان في التطريب بعد سماع الاغاني الدسمة التي اعتادت عليها الجماهير انداك مثل اغاني السيدة ام كلثوم وعبد الوهاب وكارم محمود وقوبل حليم بالرفض من قبل اللجان كون صوته يشبه (الخواجات) على حد رأي اللجان والحقيقة هذه مقولة مبتدعة فقط لان طريقة أداءه لاتساير مايقدمه المطربين في ذلك الوقت ولم يألفوا هذه الاحاسيس في صوته لكن حليم لم يستكين وواصل اصراره وطموحه نحو الغناء ووجد هاجسا ذاتيا اشبه بالنداء يحيد به نحو الغناء وبعد الثورة تغيرت اللجان الفنية وجائت لجنة جديدة تتكون من محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وحافظ عبد الوهاب ومحمد فوزي وقد دعمه كثيرا الاذاعي حافظ عبد الوهاب لإصراره على ان يكون مطرب فسمعته اللجنة ونجح وقد تهيأت فرصة ان يلحن له الملحن الشاب انذاك كمال الطويل لاثبات مقدرته اللحمية ولتأكيد مقبولية صوت عبد الحليم فقدم له قصيدة لقاء للشاعر صلاح عبد الصبور واحد اقرباء حليم ومن سكنة محافظة الشرقية التي يسكنها حليم ولم ينجح اللحن ذلك النجاح المتوقع لكنه قدم لنا صوتا مثقفا خالي من الشوائب بسبب عدم تعود الناس على سماع القصائد وانغماسهم بالتطريب ويكفي فخرا لحليم انه استهل مشواره بغناء قصيدة وذلك هو التحدي والطموح الكبير لكن حليم لم يهدأ حتى قدم له صديقه محمد الموجي وهو من دفعته بمعهد الموسيقى والذي كان يطمح ان يكون مطربا فقدم له لحن جديد يتحدث عن النيل واسمها (ياحلو ياأسمر )ويذكر الارشيف الغنائي للإذاعة المصرية ان حليم قدم عشرات الاغاني تتسم بالهدوء والامل والإشراق مثل ذاك عيد الندى ويافرحتنا وياهنانا ونسيم الغجرية والأصيل وسكون الليل وغني يابلبل وافرح هيص واصحى وأقوم وعشرات الاغاني الاخرى لكنها كانت مجرد ارقام اذا لم يكن هناك من يستطيع ان يهيء حليم في قوالب لحنية جديدة تلائم صوته وتجعله يغرد ويصدح عاليا وبعد التغيير في يوليو 52 انفتحت افاق جديدة داخل المجتمع المصري في تغيير كثير من الإشكاليات السائدة انتفاض على القديم السائد في كل المجالات وفي عام 52 قدم محمد الموجي لحنا لعبد الحليم حافظ اسمه (صافيني مرة )من كلمات سمير محجوب (وضع الموجي لحن الأغنية سنة 1949 لمطربة كانت تعمل في أحد الملاهي واسمها زينب عبده وهي شقيقة المطربة رجاء عبده، لكنها تزوجت وابتعدت عن عالم الغناء. تعرّف الموجي في الأثناء على عبد الحليم حافظ في مبنى الإذاعة المصرية، وبما أنه كان شديد الإعجاب بالأغنية وراغبا في إعطائها حياة جديدة مع صوت آخر، عرضها عليه وكان حليم في بداياته فنصحه بتقديمها لفنانين مشهورين للحصول على الشهرة والاعتراف به كملحن على أوسع مدى ممكنعمل الموجي بالنصيحة واقترح الأغنية على المطرب عبد الغني السيد فرفضها، وفعل الشيء نفسه مع المطرب محمد عبد المطلب ورفضها هو الآخر، فما كان منه سوى العودة إلى عبد الحليم والإصرار عليه لتقديمها بصوته.غنّاها حليم أول مرة في الإسكندرية واستقبله الجمهور بطريقة سيئة جدا، )وفشل فشلا ذريعا وحاول الجمهور إنزاله من المسرح بقوة لكن متعهد الحقل المعلم صديق طلب منه ان يغني اغنيات عبدالوهاب حتى يسكت الجمهور من الهياج ضده فرفض حليم وقال له انه لايغني سوى اغنياته وقرر الانسحاب من الحفلة وقد وقفت معه الفنانة تحية كاريوكا ودعمته وانسحبت هي الاخرى من الحفلة تضامنا و احتجاجا على سلوك المتعهد ويقال انها اعطت حليم 5جنيهات وهي معروفة بمواقفها النبيلة وانسحب محمد الموجي كذلك لكن هذا لم يثن من عزيمة الثنائي، الموجي وحليم، إذ قاما بإعادة تقديمها مرة أخرى في العيد الأول لثورة يوليو. 1953كان الفنان القدير يوسف وهبي حاضرا وهو من قدّم عبد الحليم على المسرح، وكان الموجي مع الفرقة ونجحت الأغنية أخيرا واستقبلها الجمهور بحرارة، وكانت فاتحة خير على كل من مؤدّيها وملحنها.
وقد غناهافي حدائق الاندلس في القاهرةفي أعياد الثورة الأولىى ونجحت نجاحا باهرا وتدوي الأغنية في أقاصي البلاد وطولها وينتشر اسم حليم على المستوى العربي بعد ان قدم له كمال الطويل اغنية على قد الشوق من كلمات محمد علي احمد وقد ضربت رقما قياسيا في المبيعات ويعتبرها حليم انها الجسر الذي كان بينه وبين الجماهير وقد استغلها المخرج ابراهيم عمارة ليقدمها في فلم حليم الاول (لحن الوفاء )الذي عرض عام 55 وقد توالت نجاحات العندليب وتتصاعد وترتفع اسهم النجومية لديه وعلى حساب النجوم الاخرين واخذت الصحافة والصحفيين يهتمون بهذا الشاب النحيل الفقير القادم من قرية فلاحية وبدت بعض الاقلام بتبنيه ومساعدته لبلوغ ارفع المستويات ومنهم مصطفى امين وإحسان عبد القدوس وجلال معوض ومعروف ان الاسماء الخاملة تتحرك وسط الاسماء النشطة اذا هي عملية تخادم بين الطرفين واستغلال كل طرف اهمية ماينتجه الطرف المقابل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار


.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها




.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع


.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض




.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا