الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- الناتو - - - ب ك ك - - كرد سوريا

صلاح بدرالدين

2022 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


صدر بيان مشترك ثلاثي بين كل من ( تركيا والسويد وفنلندا ) وبرعاية مباشرة من حلف شمال الأطلسي – الناتو – بتاريخ ٢٩ – من الشهر المنصرم ، كاستجابة للشروط التركية للموافقة على انضمام البلدين الاسكندينافيين الى الحلف ، وجاء فيه توسيم ( ب ك ك و ب ي د و ي ب ك ) منظمات إرهابية لايجوز العلاقة معها ، او دعمها ، وستخسر هذه المنظمات كل ماحققته في السنوات الماضية من امتيازات ، وعلاقات ، وصداقات ليس مع الدولتين فحسب بل مع جميع دول الناتو ، ومن المتوقع وحسب التسريبات ان تعيد الولايات المتحدة النظر بالموضوع بقادم الأيام ، او الأشهر ،او الأعوام وسارعت تلك المنظمات الى اتهام دول الناتو بمعاداة الكرد ، في حين ان الموقف موجه فقط الى منظمات سياسية وليس الى الكرد السوريين وقضيتهم .
هل هي متلازمة ستوكهولم ؟
في تعريف "متلازمة ستوكهولم " بالمعاجم ، والأبحاث العلمية ، فان سماتها العامة ، واعراضها كمرض نفسي هي : ( المشاعر الإيجابية تجاه المعتدي ، والسلبية تجاه العائلة ومن يريد انقاذهم ، ودعم وتاييد فكر وسلوك المعتدي ، وعدم القدرة على المشاركة في تحرير الضحية ، وتعاطف مع من يسيئ ، والشفاء هو بان يتخذ المصاب قراره المستقل بنفسه .. ) .
هذا التعريف ينطبق بشكل عام على الكثيرين من المتننفذين في قيادات أحزابنا الكردية السورية الراهنة وبالأخص وبشكل كامل على قيادات – ب ك ك – السورية ، ويفسر من دون الدخول في التفاصيل ماحصل في مدريد مكان انعقاد قمة الناتو عشية ( ٢٩ – ٦ ) ، والبيان المشترك بين الوفد التركي ووفدي السويد ، وفنلندا ، وكما هو معلوم المسألة تتعلق بالسويد بالدرجة الأولى التي استضافت ثلاثة لقاءات بمدينة ستوكهولم بالاونة الأخيرة بتغطية من مؤسسة – اولف بالمة – دعا اليها جماعات – ب ك ك – باسم – قسد ولان قياداتها مصابة " بمتلازمة ستوكهولم " زعمت انها هي من اشعلت الثورة السورية ؟! ، وستقود ( جبهة وطنية سورية لإنقاذ وقيادة البلاد ..) وهي تمارس الازدواجية حيال كل قضية ، او طرف إقليمي ودولي مستغلة ورقتها الوحيدة وهي قواتها المسلحة ، ودماء الشابات والشباب المراقة ، تتواطؤ سرا وعلنا مع نظام الأسد الذي يعتبر العدو الرئيسي للكرد ولجميع السوريين ، وتواصل تقديم الخدمات له ، وفي الوقت ذاته تقف ضد وحدة الحركة الكردية السورية ، وبسبب سلوكها هذا تبقى غير مقبولة ، بل محل نفور لدى غالبية الكرد السوريين ، ويبدو ان اجتماعات ستوكهولم هي من ( قصمت ظهر البعير ) كما يقال .
الأحزاب من الفشل الى الحاق الضرر
لم يجري احد استفتاء شعبيا لمعرفة نسبة رضا الشعب الكردي السوري عموما عن الأحزاب وادائها ، حيث ان ذلك غير متاح ، ولكن بات من حكم المؤكد بحسب القراءات ،والتقديرات ، والمعطيات ، والقرائن أن الغالبية الساحقة من النخب القومية من كافة الطبقات ، والفئات الاجتماعية خصوصا الشبابية من النساء والرجال ، وبينها وطنييون مستقلون ، وحتى انصار التنظيمات الحزبية من القاعدة ، فقدوا الامال ، واسقطوا الرهان ليس على جدوى التعبيرات الحزبية لطرفي الاستقطاب فحسب ، بل باتوا في وضع يقيسون من منها اكثر ضررا للكرد ، وقضاياهم ، ومستقبل اجيالهم .
استحضار الاحتلال
منذ نحو عشرة أعوام توجسوا شرا من محاولات جماعات – ب ك ك – في استحضار الجيش التركي نحو مناطقهم عبر الاستفزازات ، ورفع صور اوجلان ، وتحويل قضية كرد سوريا الى مجرد صراع اعلامي مزايد مع تركيا لترضية نظام الأسد وطهران بالدرجة الأولى ، ولدواعي الاستهلاك المحلي أيضا ، وليس من اجل حل القضية الكردية السورية ، وتعزيز قوى الحركة الكردية السورية ، وتوحيد خطابها ، ومطالبها ، وتوسيع تحالفاتها ، وتشخيص الأعداء ، والخصوم ، والأصدقاء ، وترسيخ علاقاتها القومية على قاعدة التعاون ، والتنسيق ، وعدم التدخل بشؤون البعض الاخر ، وإعادة الاعتبار لاستقلالية القرار الكردي المستقل ، ووضع حد لتجاوزات مركز – قنديل – واستهتاره بدماء الكرد ، ومصائر اجياله ، نعم ليس من اجل ذلك كله .
وهكذا وبسبب مزايداتها اللفظية جلبت الاحتلال لاكثر من نصف مناطق كرد سوريا ، وابتعدت قادتها وجنرالاتها اكثر من ثلاثين كيلومترا عن الحدود المشتركة ، واحتمت في القواعد العسكرية الامريكية ، وبسبب مزايداتها ( الوطنجية ) الطنانة التي لاتخلو من الاحتيال السياسي وهذه المرة متخذة من ستوكهولم قاعدة لبثها فقد قدمت خدمة كبرى لمن تعتبرهم زورا أعداء لها ، ولم يناط اللثام بعد عن كافة خيوط اللعبة ، من اين بدأت ، وأين ستنتهي .
احتيال سياسي
كمالاحظ الكرد السورييون بغالبيتهم وخصوصا الذين شاركوا بالانتفاضة السلمية ووقفوا الى جانب الثورة السورية باستغراب محاولات يائسة ، ودعوات ملفقة من كوادر تلك الجماعات لخداع المجتمع الدولي على انهم ليسوا جزء من – ب ك ك – وهم اشعلوا الثورة ؟! وانهم يسعون الى تزعم جبهة وطنية سورية لقيادة البلاد !! فلم تنطلي الحيلة مطولا على الأوروبيين ، والامريكان لانهم على اطلاع بكل خبايا علاقاتهم مع النظامين السوري والإيراني ، واعتقدوا انهم نجحوا في خداع دولة السويد المعروفة بديموقراطيتها ، وسعة صدرها امام اللاجئين ، واحترامها لحقوق الانسان ، خاصة عندما احضروا معهم عناصر سورية انتهازية تدعي المعارضة ( بينهم احد البعثيين من مستشاري بشار الأسد حتى الامس القريب ) للتلاقي بستوكهولم تحت مظلة مؤسسة ( اولف بالمة ) ، وسرعان ماانكشفت اوراقهم ، وظهروا على حقيقتهم امام جميع الدول الأوروبية وامريكا ، وأعضاء الناتو : فرع سوري ل – ب ك ك – علاقات متقدمة مع نظامي الأسد وايران ، خطوط ممتدة مع روسيا ، دكتاتورية ، وفساد ، ونهب في سلطتهم الامر واقعية على البقية الباقية من المناطق ، معاداتهم لاي مشروع يهدف الى إعادة بناء الحركة الكردية السورية ، مشاركتهم في زعزعة الاستقرار بإقليم كردستان العراق .
وإزاء كل ذلك ومن الطبيعي جدا ان تحقق تركيا ماارادت من حلفائها في الناتو .
حلقة من مسلسل المأزق الحزبي
ولان الضربة موجهة أساسا الى تلك الجماعات الخائبة ، ولان المفضوح امره الى حدود الإدانة لايمثل الشعب الكردي السوري ، ولايعبر عن إرادة الكرد ، ولايحمل مبادئ الحركة الكردية السورية ، فقد تكون نتيجة افتضاح امرها لمصلحة شعبنا ، وقضيتنا عالميا واوروبيا ، اذا تم توضيح الامر اكثر للراي العام ، وتنويره بالخصوصية الكردية السورية التي تعبر عن نفسها بفشل الأحزاب وتشكل اصطفاف سياسي جديد تتصدره الغالبية الشعبية الوطنية المستقلة ، وماحصل ليس موجها ضد مصلحة الكرد السوريين ، ولاتشكل مأزقا الا لاحزاب معنية أيضا اذا ما تم تجيير الحدث لمصلحة المحاولات الجارية لاعادة بناء حركتنا ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها من خلال التعاون ، والتشارك في توفير شروط عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا