الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محكوم على زيارة ستيفان دوميستورا بالفشل .

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2022 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


محكوم على زيارة ستيفان دمستور بالفشل
بشكل مفاجئ ، حل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، الإيطالي السويدي السيد Staffan de Mistura بالمغرب ، لمحاولة خلخلة الملف الذي لم يتزحزح من مكانه منذ سنة 1975 .. فكم مبعوث شخصي للأمين العام بملف نزاع الصحراء مر، وانتهت مهمته بالاستقالة .. وكان اخرهم الألماني Hearst Köhler الذي استقال ، لأنه وجد الملف اكبر منه بكثير ، تتحكم فيه الدول الكبرى ، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية ..
فرغم نجاحه في تنظيم مائدة مستديرة جمعت اطراف النزاع ، الاّ ان الاجتماعات كانت تنتهي بالفشل ، لأنها كانت تدور في حلقة مفرغة .. فتباعد مواقف الأطراف المتنازعة ، يجعل من المستحيل التوصل لحل يرضي كل اطراف النزاع ، ضمن لا غالب ولا مغلوب ، رغم حضور الجزائر وموريتانية كأطرفة ملاحظة .. وتفرق الشمل ، وانتهى بواقعة الگرگرات في 13 نوفمبر 2020 ، ولا تزال متواصلة ولو بشكل خجول ومحتشم ، مقارنة مع حرب قبل اتفاق 1991 ..
السؤال الذي يتبادر طرحه . كيف سينجح Staffan de Mistura فيما فشل فيه سابقوه ، وهو الذي فشل بتسوية الملف السوري ، حين بدأ يتلاعب بالمواقف تلبية لتعليمات الإدارة الامريكية ..
ان اول عقبة ستقف في وجه مبادر Staffan de Mistura ، هو قراره بعدم الاجتماع مع الجزائر الطرف الرئيسي في النزاع ، وهي من تقف وراءه منذ سنة 1975 . وموريتانية التي زاغت عن الحياد عندما اعترفت بالجمهورية الصحراوية في سنة 1979 ، وذكّر مرتين الرئيس ولد الغزواني بهذا الاعتراف الذي اعتبره استراتيجيا ..
فتجاهل المبعوث الشخصي للأمين العام ، لقاء النظام الجزائري ، والنظام الموريتاني له ما يبرره . من جهة ان النظام الجزائري اعتبر انْ لا دخل له في النزاع الدائر بين جبهة البوليساريو ، وبين النظام المغربي . ومن جهة النظام الموريتاني وهو طرف غير محايد ، ليس لهما ما يضيفانه لجوهر النزاع غير التمسك بحل الاستفتاء وتقرير المصير ..
لكن هل سينجح السيد Staffan de Mistura ، في تجميع اطراف النزاع حول المائدة المستطيلة ، او المستديرة ، وهي المائدة التي فشل فيها المبعوث الاممي الألماني Horst Koehler ، حينما ادرك حقيقة النزاع ، وادرك حقيقة الأطراف الدولية التي تتحكم فيه ، ففضل الاستقالة متضرعا بسبب المرض . فالمبعوث الشخصي السابق للأمين العام السيد Horst Köhler ، ومن خلال تجربته القصيرة ، ادرك ان النزاع عصي عن أي حل ، ليس بسبب رغبة اطراف النزاع . لكن بسبب دول الفيتو داخل مجلس الامن ، التي تتدبره كما تريد ، وبما يخدم مصالحها الضيقة التي تلعب فيها بالأساس ، ومن بعيد ، الدولة الصهيونية التي تبحث عن نشوب حرب بين النظامين المغربي والجزائري ، لتدمير المنطقة كتكملة لتدمير دول الشرق الأوسط ...
اذن لماذا مجيئ المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بملف الصحراء Staffan de Mistura ، وفي هذا الظرف الحرج بالذات . وهو يعرف مسبقا ان مصيره سيكون مصير من سبقوه من المبعوثين ، أي الفشل .. فهل جاء السيد De Mistura ليكرس الفشل المنتظر حتى قبل البدء في اجراءاته الروتينية ..
كيف للسيد De Mistura ان يتجنب ، او يتجاهل لقاء النظام الجزائري بالأساس ، وهو الذي يقف وراء نزاع الصحراء .. فهل سيقبل النظام المغربي بعدم لقاء الممثل الشخص للأمين العام للأمم المتحدة ، بالنظام الجزائري ، وهو ما يعني . إنْ مرّر النظام المغربي اللقاء بينه وبين جبهة البوليساريو ، ودون حضور النظام الجزائري ، يكون النظام المغربي قد قدم خدمة وبالمجان للنظام الجزائري ، الذي يدعي ثنائية الصراع بين النظام المغربي وبين البوليساريو ، وانّ الجزائر التي لا علاقة لها ، ولا دخل لها بما يجري بالصحراء ، تكون قد حصرت الصراع في زاويته الضيقة . وهذا سيعطيها أوراقا ستستخدمها ، من جهة لمواصلة دعم حل الانفصال . ومن جهة لإخراج نفسها مما يتهمها به النظام المغربي ، بدورها الرئيسي في النزاع ، وان جبهة البوليساريو مجرد كمبراس تستعمله الجزائر في تصفية حساباتها مع النظام المغربي ، الذي تعتبر عيونه لا تزال مفتوحة على الصحراء الشرقية ..
فكيف سينجح Staffan de Mistura في لملمة اطراف النزاع المتباعدين ، والمتناقضين حول قضية تبدو محلية ، لكنها في الحقيقة دولية ، خبَرها السيد Horst Koehler من موقع المسؤولية K حين قدم استقالته متضرعا بسبب المرض ...
واذا كان السيد Staffan de Mistura ،يخضع لتعليمات الولايات المتحدة الامريكية عند مباشرته الملف السوري الذي انتهى بفشله . فهل السيد De Mistura الذي يعلم بفشله المسبق ، سيحاول الاصطفاف مع مخططات الغرب ، وخاصة الولايات المتحدة الامريكية عند معالجته ملف الصحراء . لأنه هنا كيف للغرب ، الاتحاد الأوربي الذي وقف ضد اعتراف Trump بمغربية الصحراء ، وإدارة الرئيس John Biden التي رمت بهذا الاعتراف في الزاوية ، ستترك Staffan de Mistura يواصل مهمته المستحيلة ، لإيجاد حل لن ترضى به اطراف النزاع ، اذا لم يكن يخدم مصالحها الضيقة ..
ان وجود ممثل شخصي للأمين العام للأمم المتحدة بملف نزاع الصحراء ، هو في حد ذاته مشكلة وعقبة .. والرئيس الأمريكي John Biden عند تشديده على تعيين المبعوث الشخصي ، تحت طائلة تهديد الطرف الذي يقف وراء هذا التعيين . فهو كان بذلك يرمي اعتراف Trump بمغربية الصحراء .. وكان يؤكد على الأمم المتحدة ، والمشروعية الدولية التي تعكسها قرارات مجاس الامن منذ سنة 1975 ..
فهل يستطيع السيد De Mistura التصرف خارج تعليمات واشنطن ، ويعارض مواقف الاتحاد الأوربي التي تتمسك بالحل الاممي ..
ان الدول الاوربية التي شجعت حل الحكم الذاتي ، واعتبرته جدي .. ربطته بموافقة اطراف النزاع الاخرى عليه .. ولم تعتبره الحل الوحيد . بل اعتبرته حلا من الحلول المطروحة ، وعلى رأسها حل تقرير المصير كحل ديمقراطي ، عند رفض النظام الجزائري ، وجبهة البوليساريو لحل الحكم الذاتي الذي لا يزال يراوح مكانته منذ 11 ابريل 2007 ..
فأمام رفض النظام الجزائري والبوليساريو لحل الحكم الذاتي .. الذي يتشبث به النظام المغربي رغم اعترافه بالجمهورية الصحراوية في يناير 2017 ، ليصبح عضوا بالاتحاد الافريقي ... فهل يستطع النظام المغربي تنزيل الحكم الذاتي من جانب واحد .. ودون استشارة الأطراف طرفي النزاع اللذين يرفضانه ..
فكيف سينزّل النظام المغربي حل الحكم الذاتي ، من دون التفاوض مع مجلس الامن ، ومع الجمعية العامة للأمم المتحدة ، طالما ان ملف نزاع الصحراء بأيديهما ...
فانْ تجرأ النظام المغربي على هذه المغامرة ، سيكون بمن ينتحر . لان السؤال .. هل الصحراويون الذين يعيشون في الأراضي الجنوبية ، ليسوا مغاربة ليفرض عليهم النظام المغربي حل الحكم الذاتي ، والحال انهم من المفروض فيهم تشبتهم بمغربية الصحراء ..
وامام رفض الأطراف المعنية لحل الحكم الذاتي الذي طرحه النظام المغربي في 11 ابريل 2007 .. وامام تشبتهم بحل تقرير المصير الذي يعتبرونه غير قابل للتصرف .. فكيف سيتصرف السيد De Mistura الخاضع لتعليمات وتوجيهات الاتحاد الأوربي ، ولتعليمات ، وتوجيهات الولايات المتحدة الامريكية .. هل سيجاري اختيار النظام المغربي باعتماد حل الحكم الذاتي الذي تجاهله المجتمع الدولي ، حين ركز على الأمم المتحدة ، وعلى المشروعية الدولية .. ورفضته جبهة البوليساريو ، والنظام الجزائري الذي يقف وراء النزاع ، واستغله لخدمة اجنداته بسبب أخطاء استراتيجية غير مقبولة قام بها النظام المغربي ..
ام انه سيتبنى حل تقرير المصير الذي اصبح مطلبا دوليا بعد نهاية الحرب الباردة ..
لكن كيف للسيد De Mistura ان يتصرف بنوع من الاستقلالية ، في ملف بيد الكبار بمجلس الامن ، وليس بيد الصغار الأطراف المتنازعة ، والجمهورية الصحراوية أصبحت واقعا اوربيا ، يجلس معها كدولة في عاصمة الاتحاد الأوربي Bruxelles ، ورئيسها إبراهيم غالي ، حظي بنفس بروتكول الرؤساء الذي حضروا اللقاء بين دول الاتحاد الأوربي ، ودول الاتحاد الافريقي .. بل ان كل دول الاتحاد الأوربي اعترضت رافضة اعتراف Trump بمغربية الصحراء .. وكيف ان يتجاهل John Biden هذا الاعتراف لصالح المشروعية الدولية ، ولصالح الأمم المتحدة ..
بل كيف سيتصرف السيد Staffan de Mistura في الملف ، والنظام المغربي اعتراف بالجمهورية الصحراوية في يناير 2017 ، ونشر اعترافه في الجريدة الرسمية للدولة السلطانية عدد 6539 ... فكيف سيزاوج السيد De Mistura بين طرح النظام المغربي لحل الحكم الذاتي ، وبين اعترافه بالجمهورية الصحراوية امام العالم في يناير 2017 ..
اذا كان النظام المغربي لا يزال يراهن على حل الحكم الذاتي ولوحده .. فمراهنته خاسرة .. من جهة لان تنزيل الحكم الذاتي تفرض مناقشته من قبل المعنيين به الذين يرفضونه .. ويفرض ان تجري المفاوضات تحت اشراف الأمم المتحدة .. أي ان حل الحكم الذاتي سيأتي بإجراءات اممية ، وطبقا لمقتضيات القانون الدولي .. ومن جهة ، فمع من سيجلس النظام المغربي للتفاوض تحت اشراف الأمم المتحدة ، وهذا الطرف يرفض الحكم الذاتي ، والأمم المتحدة تتجاهله . والدليل انه منذ ان طرح النظام المغربي حل الحكم الذاتي في 11 ابريل 2007 ، لم يسبق في القرارات التي دأب مجلس الامن يصدرها منذ سنة 1975 ، ان اشارت ولو بشكل خجول لحل الحكم الذاتي الذي يتعاملون معه بالتجاهل ، وكأنه لم يكن ادبا ..
ان تقزيم السيد De Mistura للدور الجزائري والموريتاني ، بعدم حضور الاجتماعات التي يخطط لها بشكل سينمائي ، سيدفع بالنظام المغربي الى رفض الجلوس رأسا لرأس مع الجبهة البوليساريو .. وسيباعد مواقف الأطراف المتصارعة .. وستكون جولة De Mistura لا تفي بالمقصود ، ومحكوم عليها بالفشل حتى قبل ان تنعقد الجلسات الطاولة المستديرة ، او المستطيلة .. ولو نجح في هذه المهمة الشاقة Horst Kohler بما اوتي من حنكة وتجربة ، لسينجح من بعده De Mistura الذي فشل في الملف السوري بسبب تعليمات واشنطن وتل ابيب ..
لن تكون هناك لا مفاوضات ولا شبيهها .. لا طاولة مستديرة ، ولا طاولة مستطيلة ..
المخطط الحقيقي الذي يشتغل عليه De Mistura ، وسيفاجئ به النظام المغربي ، هو الاستفتاء وتقرير المصير .. ولن يكون هناك لا حكم ذاتي لأنه مرفوض ، ولن يكون هناك تقسيم للصحراء كغنيمة على غرار اتفاقية مدريد الثلاثية .. لان البوليساريو والجزائر يركزون على الاستفتاء الذي نتيجته ستصل الى 99 في المائة لصالح الانفصال / الاستقلال ..
وهنا على النظام المغربي ان يسأل نفسه . لماذا ستصوت نسبة 99 في المائة من الصحراويين المفروض فيهم انهم مغاربة على الانفصال / الاستقلال ، دون الاخذ بأصوات جبهة البوليساريو ..
وانّ النظام المغربي الذي يدعي ان الصحراويين بايعوه ، وان البيعة مرتبطة بعنقهم ، وانهم معه .. فليجرب تنظيم الاستفتاء تحت اشراف الأمم المتحدة ، ليرى حقيقة وضعه إزاء الصحراويين . بل حتى إزاء المغاربة الذين يعيشون بتلك الأقاليم الذين ستصوت اعدادا كبيرة منهم مع الانفصال / الاستقلال .. خاصة وهم يرون بأم اعينهم ، اعتراف النظام المغربي بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 ، دون استشارتهم ، واستشارة الرعايا بواسطة الاستفتاء ..
لقد اعترف الحسن الثاني بهذه الحقيقة عندما قال . ملكنا الصحراء . ولم نملك قلوب الصحراويين .. الذين اعترف بهم محمد السادس كشعب ، عندما اعترف بالجمهورية الصحراوية .. فهل من جمهورية بدون شعب .. وهل من ارض بدون شعب ...
لكن الحسن الثاني الذي تساءل ، لم يطرح الجواب الذي هو مكانة النظام لدا الصحراويين .. لماذا يكرهونه .. لماذا يريدون الانفصال / الاستقلال ..
الصحراء مغربية . لكن الله ابتلاها بمحام فاشل ، محام القضايا الخاسرة L’avocat des causes perdue ..
نزاع الصحراء سيتم حله امميا ، مجلس الامن ، الجمعية العامة ، الاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي في غضون السنتين القادمتين ، وربما سيتم حله قبل هاتين السنتين اذا حصل فراغ في الحكم في المغرب ، وتطورت الأوضاع المرشحة للتصعيد ، بسبب تجاوزات ، واعتداءات البوليس السياسي ، والجهاز السلطوي لوزارة الداخلية ، وبسبب الفقر والتفقير .. ولن يضع حدا للأخطار المرشحة ان تنتشر انتشار الجحيم ، سوى محاكمة وتتريك اباطرة البوليس السياسي ، والجهاز السلطوي القروسطوي ( من اين لك هذا ) .. ورميهم في السجون مع مجرمين معتقلي الحق العام .. فالأمير الحسن قبل ان يصبح الملك الحسن الثالث ، عليه ان يشرع في تصفية هذا الملف العاجل الذي طال ( ........ ) .. فلا بد من الانتقام ..
الانتقام قادم .. امّا من يتسنون الجمهورية .. فأطمئنكم والله لن تكون هناك لا جمهورية ، ولا ملكية اوربية ... النظام سيستمر لكن على الملك القادم الانتقام .. للتغلغل وسط الشعب .. بتصحيح الاختلالات ، وبالترشيد ، وببناء دولة العدل ، ودولة المساواة .. اما الدولة الجبر ، والظلم ، والاعتداء ظلما على الناس ، وفبركة وتزوير المحاضر البوليسية لرمي الناس في السجون ، وسرقة أموال الشعب التي على الحسن الثالث ارجاعها ... فمآلها السقوط ...
ان هذه الدولة الظالمة التي تغول فيها البوليس السياسي الفاشي ، والجهاز السلطوي القروسطوي .. هي سبب الوضع الذي توجد فيه وعليه الصحراء اليوم ...
لن ندخل في الفوضى ، لن تدمر الدولة ، لن نعيش Kao ولا احد يقبل بالفتنة .. لكن للتغلغل وسط الشعب .. لا بد من الانتقام الذي سيشمل بسبب ( ........ ) ، وتلك المهمة الرئيسية للملك الحسن الثالث ....
المغرب مستهدف ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض


.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا




.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24


.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح




.. -ليش رحتي يابا-.. أب يبكي بحرقة طفلته الصغيرة التي قتلها الق