الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة العربية ..تعدد الاشكاليات وندرة المساءليات ........

ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)

2022 / 7 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هنالك مجموعة من الصفات التي تميز أي مجتمع لكي تضعه في خانة معينة تصطلح عليه اسمها ،فهنالك صفات يسلكها ابناء المجتمع تجعل منهم يندرجون هم ومجتمعهم ضمن تسمية ((المجتمع المتخلف)) وهنالك صفات سلوكية اجتماعية تجعل من ابناء المجتمع يكونون مجتمع نصطلح عليه ((المجتمع النهضوي)) وهي صفات كثيرة تقود الى هكذا نوع من المجتمعات نريد في هذا البحث مناقشتها وسوف نجعل هذه الصفات مدارا نقاشيا واسعا مع مجتمعنا العراقي بشكل خاص والعربي بشكل عام وكيفية ضمان ان تكون متواجدة فيه وباي مقدار؟
1- لكي نكون مجتمعا نهضويا ينبغي ان يرد في صفات السلوك الاجتماعي لافراده حرية التعبير عما يجيش في صدورهم واثارة الاسئلة حول المقدس الذي يلتزم فيه المجتمع وابناءه لان الحرية مطلب عقلي والعقل لا يقف حائرا امام أي شيء دون ان يستفسر عن ماهيته ومنها المقدس بما تحوي هذه الكلمة من معاني والسؤال حول المقدس من باب حرية التعبير لا يعني الاساءة اليه بل على العكس يعني فهمه بصور ادق واشمل والتعق به اكثر بل وتنزيهه حتى عما لا يليق به ،لان السؤال قد تكون اجابته مخلصة للمقدس من كثير من التراهات التي تحيطه ،ان حرية التعبير لو طبقت بما نشير اليه فسوف نضمن اللبنة الاولى من لبنات بناء المجتمع النهضوي ولكن هنا يتجلى سؤال مهم، هل ان المقدسين من ابناء المجتمع سيسمحون لنا باثارة اسئلة حول المقدس؟ كلا طبعا ، لان هذه الاسئلة تثير لديهم الكثير من التساؤلات الاخرى التي لا يجدون لها اجابات سوى ضرب المقدس وتقد تسبب عدم تقديسهم من ابناء المجتمع وبالتالي سيفقدون الحظوة التي تمتعوا بها ،خلال وجودهم المجتمعي وماهو مصير من أدلى برأيه حول اسئلة حول المقدس او ما جاوره، الجواب :هو السجون والمطامير والنهجير والمحاكم والقضاء والتفريق بينهم وبين ازواجهم طبعا حرية التعبير تنطلق من حرية الفكر أي اننا يجب ان نمتلك فكرا حرا كي نستطيع امتلاك حرية في التعبير نستطيع من خلالها تجاوز المالوف والسؤال عنه وفي عمق التفكير تتجلى الرؤية الانسانية الهادفة لحرية التعبير وسلامة الراي ،كما ان حرية التعبير ستصطدم بأول عقب لها الا وهي التحريم وذهنيته فلا توجد حرية للتعبير مع وجود ذهنية للتحريم فالتحريم جزء من ذهنيته العامة والخاصة هو خنق حرية التعبير ومن هنا فان حرية التعبير بمعنى ادق تعني ان نميز بين افكار تخدم نهضتنا الفكرية واخرى تعطلها ،فيجب ان تكون هناك موازنة بين الطموح والمتاح في التعبير عن رغبات التغيير وحدود الاختلاف ،ليس ابتكارا يضطر الى استخدامه طلبا للمواءمة مفكر من العالم الثالث بل هو وارد ايضا في العالم المتقدم وهو ما يذكرنا به المفكر :نعوم تشومسكي بمقال عنوانه (حدود الفكر الذي يمكن التفكير فيه) The Boundaries of thinkable Thought نشعر منذ نحو 20 عاما واراد فيه ان يبين كيف ان المناخ الثقافي العام في الولايات المتحدة الامريكية والاثر الطاغي لوسائل الاعلام فيها وخضوع هذه الوسائل وهذا المناخ لسيطرة مصالح معينة تروج لنوع معين من الافكار ،كل هذا يجعل الفرد الامريكي العادي خاضعا لما يسميه تشومسكي (حدود الفكر الذي يمكن التفكير فيه) فالمسألة ليست فقط ما يستطيع او مالا يستطيع الفرد التعبير عنه بل هي ايضا مسالة ما يستطيع او مالا يستطيع ان يفكر فيه وهنا حرية التعبير يجب ان تتقيد بوجهة الادب والالتزام الاخلاقي فحق حرية التعبير يجب ان يكون لاجل النهضة الفكرية وبالتالي المجتمعية أي تكون في خدمة هذه القضية وبالتالي فان حق توجيه السب والقذف والتهكم على قيم الامة الاخلاقية والروحية والمجتمعية هو ليس من باب حرية التعبير بل هو من باب ضرب المسار الاجتماعي الطبيعي كسلوك افراد نحو المجتمع النهضوي.
2- الاتصال وتفعيل مهاراته: لكي نصنع مجتمعا ذو سلوك نهضوي فعال يجب ان يتمتع افراده بالقدرة عل الاتصال فالحقائق والاراء والافكار والمعاني والمهارات والتجارب والاحاسيس والاتجاهات وطرق الاداء المختلفة تنتقل من شخص الى شخص ومن جماعة الى جماعة ومن جي الى جيل وهذه العملية الممثلة بالنقل والتلقي هي ما يسمى بالاتصال ويقسم بعض المختصون التاريخ المرتبط بتطور طرق الاتصال البشري الى اربع حقب الحقبة الاولى سادت فيها طرق اتصال تعتمد الكتابة اليدوية ويعود تاريخها الى القرن الرابع قبل الميلاد وبدأت مع السومريين، والحقبة الثانية :نمت فيها طرق اتصال تعتمد على تقنيات الطباعة ويعود تاريخها الى مطبعة غوتنبرغ عام 1456 وما سبقها من مساهمات صينية عام 1014 ثم كورية عام 1241 اما الحقبة الثالثة :فقد شهدت ولادة الاتصالات السلكية واللاسلكية مع استخدام صموئيل مورس التلغراف عام 1844 .وعرفت الحقبة االرابعة بحقبة الاتصال التفاعلي مع دخول اول كومبيوتر عالم التشغيل عام 1946 ،واستخدامه الفعلي كوسيلة اتصال مع ظهور الكومبيوتر الشخصي عام 1957م.
كما ويوزع المتخصصون هذه الحقب على ثلاثة انواع من المجتمعات تميز كل واحد منها بوسائل اتصال لها خصائصها وتقنياتها ،اول هذه المجتمعات هو المجتمع الزراعي الذي تميز بوسائل اتصال تفاعلية ولكنها محدودة لجهة الجمهور والانتشار ومن وسائله الكتاب المنسوخ يدويا والاتصال الشفهي الوجاهي .والمجتمع الثاني هو المجتمع الصناعي وتميز بوسائل اتصال جماهيرية لجهة الانتشار ولكنها محدودة لجهة التفاعل ،ومن وسائل هذا المجتمع الراديو والتلفزيون والسينما ،اما المجتمع الثالث فهو مجتمع المعلومات الذي تميز بوسائل اتصال تفاعلية مع انتشار غير محدود ومن وسائله التلتكست الذي بدأ في بريطانيا عام 1976والفيديوتكس الذي ابصر النور في بريطانيا ايضا عام 1979 وبينهما التلفزيون الكابلي التفاعلي الذي انطلق في اوهايو في الولايات المتحدة عام 1977 ،ثم الانترنت السائدة حاليا وغالبية الوظائف والخدمات المتوافرة من خلالها كالبريد الالكتروني وهو في الاساس وجد قبلها وشبكة العنكبوت الدولية (www) وما تقدمه من مصادر المعلومات الالكترونية المتوافرة من خلالها اضافة الى ما توفره من محركات وادلة بحث تساعد في الوصول التفاعلي الى هذه المصادر ،ولا ننسى وسائل الاتصال من المواقع التي وفرها الانترنت ومنها :facebook و twitter وغيرها من المواقع التفاعلية الكبيرة والضخمة والتي ساهمت وما زالت بجمع ملايين البشر فيها .كما وتتميز تقنيات الاتصال الحديثة ومن ضمنها الانترنت وما ترتكز عليه لناحية التقنية والاتصال ولناحية المحتوى باشكاله المتنوعة ،بعدد من الخصائص المفقودة مجتمعة في تقنيات الاتصال السابقة وهي كما يذكرها حسن عماد مكاوي وليلى حسين السيد : التفاعلية Interaactivity ،التفتيت Segmentation ، اللاتزامنية Asynchronicity ،الحركة والرونة Mobility، قابلية التحويل -convert-ibility ، قابلية التوصيل Connectivity ، الانتشار Ubiquity، الكونية Globalization ،ويضاف الى هذه الخصائص ما يعرف بالفردانية Individuality اذن فمجتمع المعلومات يتسم بخصائص معينة لناحية المؤسسات التي تنتج ،تحلل ،تبحث،تجمع ،تعالج وتوفر المعلومات لافراد المجتمع بالاشكال المناسبة والمختلفة والتي تتطابق مع احتياجات المهتمين من المتخصصين ومن الناس بشكل عام ومن هذه المؤسسات نشير الى الجامعات مراكز الابحاث والدراسات ، المؤسسات الاعلامية باشكالها المتنوعة ،المكتبات العامة والوطنية والجامعية والمتخصصة ،المؤسسات والشركات التي تعنى بتطوير البرمجيات وتقنيات الاتصال ... وغيرها من المؤسسات المشابهة التي تعتمد المعلومات في أسس عملها وخدماتها والغالبية العظمى من هذه المؤسسات والمؤسسات المنضوية تحت مجتمع المعلومات تسهل الوصول الى محتواها الرقمي عبر شبكة العنكبوت الدولية وعبر وظائف اخرى توفرها شبكة الانترنت كتلك المرتبطة بنقل الملفات (FTP) او التلنت او غوفر ... الخ.
والجدير ذكره في هذا المجال ان العالم في مجتمع المعلومات بات امام توزيع جديد للدول وما صدر عن القمتين العالميتين لمجتمع المعلومات في كانون الاول ديسمبر /2003 وتشرين الثاني نوفمبر 2005 ،يمهد لتقسيم بلدان العالم الى بلدان غنية معلوماتيا وبلدان فقيرة معلوماتيا وبذلك تدخل المؤشرات المتعقلة بالبنى التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في عناصر التقييم والتصنيف اضافة الى ما تمتلكه البلدان من مؤسسات معلومات وموارد اولية طبيعية وموارد بشرية عاملة ومبدعة في مجال البرمجة والاتصالات.
تعرف اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا في الامم المتحدة ،(الاسكوا) مجتمع المعلومات ب(( المجتمع الذي اصبح فيه توليد المعلومات وتقاسمها وادارتها من اهم الانشطة الثقافية والاقتصادية )) وعلى خلاف المجتمعات الزراعية او الصناعية فانه يعتمد أساسا على استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باعتبارها ادوات رئيسة لتغيير طريقة عيش الناس وتفاعلهم مع بعضهم ولهوهم وتعلمهم وتعلم اطفالهم وانجاز اعمالهم والعناية بصحتهم ويجتاز مجتمع المعلومات الحدود التقليدية عن طريق توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باعتبارها وسيطا مسرعا ومعززا للتغيير في كافة جوانب المجتمع الاجتماعية والتجارية والاقتصادية والطبية والسياسية والتعليمية والثقافية واخيرا يتيح مجتمع المعلومات للبنى التنظيمية التقليدية ان تصبح اكثر مرونة واكثر تضافرا وأقل مركزية وهذا ما يساعد على الانتقال الى الاقتصاد المبني على اساس المعرفة .ان التوقعات والتقديرات الاحصائية المرتبطة بموضوع دائم التغير والتطور لم تكن يوما دقيقة ومتكاملة ولذلك لا يحبذ الدخول في تفاصيل الاحصاءات المتداولة لتحديد مواقع البلدان العربية لناحية قربها او ابتعادها عن مجتمع المعلومات ولكن ما يمكن الاشارة اليه في هذا المجال ان الامم المتحدة ومن خلال القمة الاولى لمجتمع المعلومات التي عقدت في جنيف عام 2003 حددت العام 2015 كمحطة اساسية لجهوزية الدول للالتحاق بركب مجتمع المعرفة والا فانها ستكون في عداد البلدان الفقيرة معلوماتيا لذلك لا بد من التركيز على الاتي:
1- توصف الانترنت بانها ام الشبكات ،ويمكن وصفها ايضا بانها ام وسائل الاعلام فهي توفر المشاهدة والاستماع والقراءة والتفاعل المباشر مع هذه الانواع المختلفة من استقبال الاخبار واعادة توزيعها ،ولكن الانترنت ،باعتبارها شبكة اتصالات ،تفقد اهميتها عندما تتجرد عن المحتوى الرقمي والالكتروني المتوفر من خلالها ، وبما ان المحتوى هو الملك فان السباق القائم بين الدول والمؤسسات هو على امتلاك المحتوى وتوفيره للمستفيدين مقابل رسوم مالية او مجانا لفترة زمنية محدودة ، ولا يعني ذلك تقليلا من اهمية التقنية لناحية القدرة على العر والبث والنشر والتخزين والبحث عن المعلومات واسترجاعها .
2- ولعل الباحث والمهتم بالوصول الى المعلومات في هذا العصر لا يكتفي بصفات الباحث التقليدي فالباحث اليوم هو عصري لناحية القدرة والمهارة ،القدرة على التعامل مع الفهارس الالكترونية ومصادر المعلومات الالكترونية وتقييمها والتمييز بين ما هو معلومات وبين ما هو اضاليل واكاذيب منشورة على المواقع المتوافرة على شبكة الانترنت ،اما المهارة فهي في الحقيقة مجموعة مهارات تبدأ بمهارة تحديد مصادر المعلومات المطبوعة والالكترونية والبحث فيها والوصول اليها دون وسيط Intermediaate ولا تنتهي بمهارة امتلاك اللغات ومهارة تشغيل البرامج وادارة الملفات والمعلومات الالكترونية لذلك فان الباحث هو نصف اختصاصي معلومات والنماذج العالمية الحاضرة تعتمد الجمع بين الباحث المنتج للمعلومات واختصاصي المعلومات الذي يوفرها للاستخدام في مراكز الابحاث والدراسات ومن خلال مواقع المعلومات التي توفر المراجع الالكترونية كثيرة ومتعددة .
3- ان مراكز الابحاث والدراسات ومؤسسات المعلومات العربية مدعوة الى السير في طريق النشر التفاعلي والرقمي الذي يتيح للباحث العربي القدرة على التعبير والمناقشة ويفتح امامه نوافذ الاطلاع على حقائق الامور والبحث عن المعلومات المدققة .ويؤدي الى تعزيز المحتوى الرقمي العربي على الانترنت ويساهم في توفير المصادر المرجعية العربية بشكل رقمي قابل للبحث والاسترجاع والاستخدام والمعالجة واعادة النشر والبث من خلال الانترنت والمواقع الالكترونية المتوافرة عليها ، ما ينبغي تاكيده في هذا المضمار هو ان المجتمعات والعصور لها ، خصائص وسمات ،وسمة مجتمع المعلومات لناحية تقنيات المعلومات انه تفاعلي يعتمد تقنيات الكومبيوتر والنشر الالكتروني ، والاتصال عبر انترنت ، وسمته لناحية الناس الذين يعيشون فيه ،انهم متفاعلون في مختلف شؤونه الحياتية وشركاء فاعلون في نشر المعلومات واستخدامها من خلال تقنيات اتصال حديثة تعتمد الوسائط المتعددة وتوفر الانترنت باعتبارها شبكة اتصال شعبية وعالمية هذه المهام فيما لو تطورت البنى التحتية والبرمجيات المطلوبة لتعزيز المحتوى الرقمي العربي والقدرات والمهارات البحثية والمعلوماتية المنوط بها دور الانتاج العلمي
فيؤلف الاتصال شكلا من اشكال العلاقات بين الناس واداة من ادوات المجتمع يربط بين افراده من خلال الثقافة التي تكون نسيجا يوحد بين افكار وعقائد وميول وانماط سلوك اعضاء ذلك المجتمع، وعملية الاتصال تشبه عمليات التفاعل في الكيمياء فقد يؤدي ذلك التفاعل الى مركب جديد متماسك اذا كانت العناصر المتفاعلة ماخوذة وفق مواصفات محددة ودقيقة او قد يؤدي الى خليط غير متجانس لا يلبث ان يعود بعد حين بعملية بسيطة الى مكوناته الاولى المتباعدة حيث يظل كل عنصر فيه محافظا على خصائصه الرئيسة والاتصال الانساني قد يمضي على شكل جداول هادئة تنساب مياهها بدعة دون ان تبعث خريرا عاليا ويعود الى الاتصال الفضل الاكبر فيما حققته الانسانية من تقدم على مدى الاحقاب وما التاريخ البشري الا سلسلة من عمليات انتقال الافكار بين الافراد والجماعات والاجيال ،لولا الاتصال بين الافراد لما وجدنا وشائج تربط بينهم ولما وجدنا مجتمعا انسانيا او ثقافة انسانية باي شكل من الاشكال ولولا الاتصال بين الاجيال لما وجدنا تراث الانسانية منثورا على المائدة الكبيرة للعالم مثل زاد تنتقي منه الاجيال المتعاقبة ما يلذ لها وتضيف اليه دافعة به نحو الثراء والتنوع ويبدو ان الاتصال كان اقدم اوجه نشاط الانسان ،حيث رافق الحياة منذ بداياتها الا انه كان اساسا للعلاقات بين الافراد والجماعات الصغيرة وعاملا...في التغيير الاجتماعي والثقافي وهو اليوم بأسسه ومبادئه ووسائله المعقدة اشد خطورة ،بسبب سعة التحولات التي تخطوها البشرية في الميادين المختلفة لانه كلما اتسعت خطوات التغيير ازدادت الحاجة الى المعلومات والحقائق والافكار وطرق الاداء والخبرات التي لا تتوفر الا من خلال الاتصال فهو اداة من ادوات التغيير ووسيلة لضبط مساره فالاتصال اليوم يقع ضمن الانترنت والاتصالات الهاتفية الدولية التي اضحى بسببها العالم قرية صغيرة اذن ففعل التكنولوجيا اساسي ومهم لادامة ونقل المعلومات والاتصال بين افراد المجتمع الانساني وتلاقح الثقافات والاتصال الذي نتكلم عنه وينبغي رؤيته في السلوك العام لافراد المجتمع لتحقيق مجتمع نهضوي يتم على اساسين:
أ‌- اتصال بين افراد المجتمع الواحد واذابة أي نوع من انواع الجليد بين افراد المجتمع الواحد وتلاقح الثقافات بين افراد ذلك المجتمع المتكون من قوميات واديان وطوائف مختلفة فبدون اليات اتصال متبادلة بين ابناء ذلك المجتمع سوف لن يكون هنالك تقدم اجتماعي ونهضوي فعال في المجتمع فاذا كانت كل طائفة او مجموعة ثقافية داخل المجتمع منطوية على نفسها سوف يكون هنالك مجتمع متفرق لا يمكن ان يكون مجتمعا نهضويا فعالا لان الطائفة او الدين او القومية او المذهب هي كلها ثقافات متعددة فلكي تحقق نهضة مجتمعية ينبغي ان تسود ابناء ذلك المجتمع المتعدد ثقافة اتصال بينية يستطيع الافراد من خلالها تشكيل وعي بهويتهم الوطنية عبر اليات الاتصال والتفاهم وهذه النقطة بالذات نحن بحاجة اليها في العراق لانها ستسهم اسهامة كبيرة ومباشرة في عملية احداث نهضة مجتمعية .
ب‌- اتصال بين افراد المجتمع والعالم/ وهذه لن تتم الا بالتحقيق النقطة السابقة لان المجتمع اذا لم يكن ابناؤه متصلين فيما بينهم سوف لن يتحقق اتصالهم بالعالم الا على ستوى افراد وليس جماعات ولا توجد فائدة نهضوية في هذا المجال بتاتا سوى انها ستكون نهضوية على مستوى الافراد وليس الجماعات اما اتصال الجماعات فان هكذا نوع من الاتصال بين المجتمع والعالم تكون منطلقا اساسيا لتلاقح الافكار وتلاقي الحضارات ، واسهامة فريدة في بابها لتشكيل وعي ثقافي عالمي مشترك ونهضوي مجتمعي وهذا الاتصال يقع من باب الترجمة لثقافات العالم المختلفة واذابة الجليد بين هذه الثقافات وكذلك يلعب الانترنت اليوم دورا كبيرا في هذه المهمة ، الترجمة من باب والاتصال المعلوماتي من باب اخر فالترجمة اليوم متاحة عبر الانترنت بضغطة زر لاي مقال او بحث او دراسة او رسالة قادمة من اية لغة تدخلها على مواقع الانترنت للترجمة ومنها الGoogle language وتحولها الى اللغة التي تريد الترجمة اليها فتضغط على Enter فيعطيك الدراسة او المعلومة او المقال باللغة التي اردتها وبالتالي فانت حققت التواصل الذي تبغيه فعندما تصل اليك المعلومة ،بالنتيجة ستتلاقح مع معلومتك الاصلية هذه الاليات العالمية بالتواصل هي اساس النظرة الحداثوية والنهضوية للمجتمع .
ونستطيع تلخيص طريقة الاتصال النهضوي للمجتمع بالشكل التالي

اتصال بين افراد المجتمع انفسهم (انفتاح بعضهم على البعض الاخر) ـــــــــ يقود الى ـــــــــــــ اتصال افراد المجتمع مع العالم الخارجي(اتصال فردي او جماعي) عبر الترجمة او الانترنت ـــــــــ يقود الى ـــــــــــــ تلاقح افكار وثقافات ـــــــــ يقود الى ـــــــــ نهضة وتنمية مجتمعية منشودة.

شكل رقم -1-

-هادي نعمان الهيتي،الموسوعة الصغيرة 23، الاتصال والتغير الثقافي، وزارة الثقافة والفنون، العراق،1978،ص5
- حسن عماد مكاوي وليلى حسين السيد، الاتصال ونظرياته المعاصرة، القاهرة :الدار اللبنانية المعاصرة ،ط2، 2001 ، ص107
- اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا في الامم المتحدة ،الاسكوا، الملامح الاقليمية لمجتمع المعلومات في غربي اسيا ،نيويورك، الامم المتحدة ،2003، ص1
- مصادر المعلومات المتاحة على الانترنت ،اساليب البحث ومعايير التقييم ، اعداد:عماد بشير ، معهد الدراسات الاستراتيجية ،بيروت، ط1، 2007، ص12








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س