الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكراً لهديتكم ((شهادة الدكتوراه الاتحادية)).

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2022 / 7 / 6
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لن أصلح العالم وفساده وأعرفُ ذلك وأنا على يقين مما أقوله. إنما لن أسكت عن الحق عندما تُمنح لمبتدئ شهادات تقديرية وأيقونات خلبيه.
وأما من قضى عمره نحتاً وبرياً في الثقافة والأدب والإعلام نراه نسياً منسيا.
وبدوري أقدمها لأرواح شهداء وطني سورية.
الإخوة في اتحاد لقاء الوحدة العربية للشعر والثقافة في الوطن العربي والمهاجر.
الأخ رئيس الاتحاد، الأخت مسؤول الإدارة العامة والأخ أمين الاتحاد العربي وجميع من هم في منصات الاتحاد في الوطن العربي والمهاجر وبقية المنصات الثقافية والأدبية والعلمية الأخرى.
ببالغ التقدير والتثمين تلقيتُ هديتكم (الدكتوراه الاتحادية برقم ................وتاريخ ...........) التي تأتي بعد جهود سنوات ٍ قاربت على الستين ونحنُ نُعاقر الكلمة.
وإذا كان هناك من معنى رمزي ومعنوي. فإن هديتكم في هذا الوقت بالذات تُشكلّ محطة هامة ً وسجلاً ذا قيمة ً غالية يعزّ عليّ إلا َّ وأن أشكركم أولاً ُ وأُعاهدكم وأُعاهد المشهد الثقافي العربي والإنساني أينما وجد بالعمل دوماً لمتابعة عناصره ومختلف مفاصله. وسنبقى على العهد لرفع سويته وتقديم إضافات إبداعية ما استطعنا إليها سبيلا.
وأما هديتكم الثمينة التي أقدرها وأيُّ تقدير. فإني أرى أنّ من يستحقها هو وطني الجريح وليس أنا اسحق قومي. أجل وطني سورية وشعبها الذي قدّم الشهداء الأبرار ومن بقي على قيد الحياة يعيش ضمن ظروف لم يصبر عليها أيوب ذاته.
إِني وبكلّ إرادة ٍ وبحرية ٍ. أقدم هديتكم الثمينة هذه لشهداء وطني، لأرواحهم، لدمائهم التي سُفكت في خضم معارك هدفها الأول والأخير كان الحضارة السورية ومنجزها الإبداعي على مرّ العصور. ذاك الوطن المبدع والذي يعرفُ كيف يرش الغبار في عيون الشمس سيبقى رغماً عن المتآمرين في الداخل والخارج، رغماً عن السفهاء والحاقدين ورغماً عن الأزمنة وعن الحكام والتجار والسماسرة والمبتورين والعنصريين والشعوبيين وسفاحي التاريخ.
على الرغم من أني أحملُ رغبةً صادقة ٍ في تقديم اجتهادات سياسية وإدارية وحقوقية أعتقدها مفصلية في سبيل شفائه من مرضه العضال لو طُلب مني ذلك.
ولهذا أقول لكم. شكراً من الأعماق على هديتكم في هذا الوقت بالذات.
التي أعتبرها مسؤولية إضافية وليست امتيازاً يُمنح لي.
علماً أنّ مثل هذه الشهادة المهمة والضرورية كحافز لأيّ مبدع كان. جاءت متأخرة بالنسبة لي. حيثُ كنتُ أتمنى أن تَمنحها لي عاشقتي ووجهتي دمشق، عاصمة وطني سورية. وذلك كتقدير ٍ لما قدمتهُ من جهدٍ إبداعي خلال فترة قاربت على الستين عاماً وأخص فترة هجرتي التي بدأت منذ عام 1988م وحتى اليوم.
أجل لقد جاهدتُ بالكلمة لرفعة ومكانة وطننا التي يستحقها بجدارة عبر وسائل إعلام مختلفة سواء أكان في أمريكا من خلال إذاعة ساوث أورنج أو خلال عملي في الصحافة أو في مجال التأليف أو عبر المواقع الإلكترونية التي تُعتبر بمثابة صحافة ورقية (منتدى مملكة الحبّ والنهار) وموقعي (اللوتس المهاجر). وغيرها من مواقع حررتُ بها وتجاوزت أكثر من مئة موقع. وأذكرُ هنا موضوع تأسيسي للروابط سواء أكان (رابطة المثقف السوري الحر المستقل) أو (الرابطة المجهرية للإبداع المشرقي). أو عندما كنتُ مستشاراً في المعهد الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط أو مستشاراً في اللجنة الموحدة لتأسيس البرلمان الأشوري في المنفى. (يوكاب).
ولهذا أقول مع كلّ تقديري للظروف القاسية التي يمر بها وطننا والجوع والعري والحرّ والقرّ الذي يُعانيه المواطن السوري والقهر والحرمان الذي تعيشه أسر الشهداء والفقراء.
كلّ هذا لا يمنعني من ذكر مبادرة ٍ اقترحتها منذ زمن ٍ طويل على وزير المغتربين الأستاذ جوزيف سويد على أساس مد الجسور بين المغتربين والوطن والمبادرة كانت تقضي أن تقوم وزارة المغتربين بالاشتراك مع وزارة الثقافة والإعلام بمهرجان كل خمسة أعوام مرة في دمشق يُدعى له كلّ المبدعين من كلّ المهاجر وفي نهاية المهرجان تُطبع أعمالهم في كتاب يبقى ذخيرة للأجيال والتاريخ. ويكون هذا المهرجان تقليداً راسخاً يتكرر كلّ خمس سنوات.
أجل وأخص هنا أصحاب المشاريع الثقافية التي تمّ تأسيسها في المهاجر كحالة تشجيعية لهم وللأجيال المهاجرة تباعاً وعلى وجه الخصوص تلك المشاريع التي لا تأخذ صبغة قومية عنصرية ً أو حزبية أو دينية تُخالف التطلعات العامة لسورية
لكنني أرددُ مع الشاعر:
(بلادي وإن جارت على ّ عزيزة /وأهلي وإنْ ضنوا علي كِرام).
كما واستغل هذه المناسبة الهامة.
لأقول كلمتي لجميع المواقع الثقافية التي تحترم نفسها. أن تتوقف عن تقديم وخلع شهادة الدكتوراه الفخرية أو الاتحادية لمن هبّ ودب، لئلا تفقد هذه الشهادة منزلتها العلمية الرفيعة وقيمتها ومعناها من خلال سلوكية بعض الغوغائيين وتقديمها لمن لا يستحقها.
كما وأرى أنّ من يحقّ لهم منح مثل هذه الشهادات تلك المواقع المرخصة وطنياً أو عالمياً ذات الشأن الثقافي ذي المصداقية العلمية. على أن يُرفق الترخيص ورقمه ومصدره في خلفية الشهادة. وأن تُمنح من خلال جلسة نظامية برقم وتاريخ معين. وتؤكد تلك الجهة مسؤوليتها القانونية والأدبية والوجدانية أثناء منحها لأيّ مستحق كان وأن هذه الشهادة ليست ورقية، أوخلبية بل هي شهادة ذات قيمة قانونية مسجلة..
لهذا أرى ألاّ تُمنح بشكل اعتباطي إلا بعد أن يُحيط مجلس تلك المواقع بحقيقة الشخص الممنوحة له. وتقديم إثباتات ٍ وشروط تفرضها الجهة المانحة على من يتقدم لنيل مثل هذه الشهادة.
وعلينا أن نحترم المشهد الثقافي العربي والعالمي والإنساني والكف عن الإصدارات الخلبية أو حتى الحقيقية التي لا يستحقها هذا أو ذاك.
أو تحت دعوى أن هذا الشخص خدم الموقع لمدة شهرين أو أكثر وهو متابع فيه وكقيمة تشجيعية نقدمها له.
كما لا أريد أن أسهب في تأثيرات رأس المال والهدايا والرشاوى في هذا الأمر الذي أوصلنا إلى حالة أصبحنا نستهزئ بالدكتوراه الفخرية أو غيرها من تسميات التي تُخلع على شخصية مستحقة تفوق ثقافة ً وعلماً وجهداً أغلب من منحت لهم تلك الشهادات. وهنا لا أستثني أولئك الذين يحملون الدكتوراه الحقيقية عن بحث قدموه وهو لا يتجاوز ال 80 صفحة أو ليكن كتاباً من مئتي صفحة. وحصلوا على تلك المراتب من جامعات أوروبية أو مشرقية سوفيتية ومن كان يدور في فلكها. بينما هؤلاء بالحقيقة لا يعرفون أسس البحث العلمي ولا من يحزنون .ومعروف من أعد لهم تلك البحوث . أجل وما أكثر هم لكن مع الأسف عندما تسأل عن هذا الدكتور أو ذاك ما هو تأثيره في المشهد الثقافي ومدى عمره الأدبي أو العلمي؟ لأصابكَ الدوار من سيرته وثقافته وعليك أن تُغادره حالاً. لهذا علينا أن نضبط هذه العملية بكلّ جديدة لئلا نُساهم في تقديم حالة من الغثيان تُصيب المشهد الثقافي والأدبي والتاريخي والعلمي.
وفي الجهة الأخرى علينا أن نكف، ونتوقف عن ظاهرة بدأت تغزو صفحات التواصل الاجتماعي. حيث نراها مليئة بأيقونات خلابة نقرأ داخلها نصاً مهزوماً ومبتوراً على أساس أنه من الشعر أو النثر لأحد الهواة وهو لا يزال في طور ه الجنيني ونرفعه لمستوى شاعر أو مفكر أو مبدع ونُقلده منزلة الشاعر فيطوف كالزبد على وجه الأمواج العاتية وفي هذه الأعمال غير المسؤولة أدبياً وأخلاقياً نعمل على انحطاط الأدب والقيمة الحاملة للمشهد الثقافي برمته .
كما أننا بسلوكنا هذا نظلم الشعراء والأدباء المستحقين للاهتمام بهم وتكريمهم وهم أحياء وليس بعد أن يموتوا نُصبح سبحان الله جميعنا أصدقاء لهم خاصة الكبار منهم قيمة ومقاما. لهذا يجب أن يكون لدى كل منبر ناقد أو أكثر.
أجل لنتوقف عن العبث والمشاركة في خفض منسوب الأعمال الإبداعية الحقيقية ونُسفه للمستحق حقه.
أنا لا أقول بأن لا نشجع الولادات التي تستحق. وإنما في حدود المعقولية.
وتكريمكم لي منحني هذه الفرصة لتوجيه إشارات لمثل هذه المحطات التي لو استمرينا عليها لقدمنا نصوصاً مشوهة ً لا يمكن أن تمت للإبداع بصلة وستمثل مرحلة ظلامية في المشهد الثقافي العربي والعالمي والإنساني.
في النهاية أعاهدكم على العمل ما بوسعي في هذه الحديقة الغنّاء وأن أقدم جميع ما أملكه من خبرات ٍ لهذا الجهد الثقافي والإعلامي.

ملاحظة: يُنسب البيت الشعري الذي استشهدنا به إلى شاعر مكي هو قتادة بن أدريس المتوفي سنة 617 هجرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال