الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة الروح _ جيل السبعينات وجيل الألفية الثانية

ناهد بدوي

2006 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تستعيد الأجيال الشابة العربية الآن لحظة تكوّن جيل السبعينات. ذلك الجيل الذي تكوّن تحت وطأة هزيمة حزيران عام 1967. إذ أن الحرب على لبنان والصمود البطولي للمقاومة خلقا مناخا مشابها لتلك اللحظة رغم اختلاف التفاصيل.
دخل الجيل الذي تكوّن بعد هزيمة حزيران في عام 1967 السياسة نتيجة صدمة الهزيمة المرة التي حصلت. وتوجه ذاك الجيل من المحيط إلى الخليج، إلى المقاومة الفلسطينية الشعبية وعمل معها، لأن الأنظمة العربية خذلته وهزمت في المعركة المهزلة التي سمتها وقتها نكسة في حين أنها كانت هزيمة مرة. وقد سمتها كذلك لأنها لم تنجح في إسقاطها، في حين أن الحقيقة كانت أن تلك الأنظمة سقطت فعلاً ولكن من عيون شعوبها.
والآن يتكرر نفس الشيء ولكن بشكل مختلف. مر جيلان على بلادنا لم يدخلا السياسة لأن هذه الأنظمة العربية شرّبت الأجيال بكأس الاستبداد ضرورة الهزيمة وضرورة الانكفاء عن أي مساهمة في الحياة العامة، وأن تكتفي بالاهتمام بالأوضاع المعيشية والمصالح الآنية الصغيرة. إلى أن جاء عام 2000 وتحرّر جنوب لبنان وبعدها الانتفاضة الفلسطينية واحتلال العراق، ثم الحرب الأخيرة على لبنان وصمود حزب الله البطولي، لتثبت للناس أنه مازال هناك أمل في المقاومة وأن الشعب المسلح والمؤمن بضرورة المقاومة يستطيع أن يهزم أعتى آله عسكرية. ليعود الأمل من جديد ولتتحرك الأجيال من جديد. لقد تسمّر الشباب أمام التلفزيون أثناء الحرب يشاهدون البرنامج الوحيد الذي لم يكونوا يهتمون به من قبل وهو البرنامج الإخباري. كما لم يعودوا يختلفون مع آبائهم، أي مع جيل السبعينات، حول ضرورة العمل في السياسية. بل ربما سوف يختلفون معهم حول شكل العمل بالسياسة.
. لقد فتحت هزيمة حزيران أمام إسرائيل كل الملفات السياسية والفكرية والاجتماعية في حينها. وانعكس ذلك على الحركة السياسية. حيث تكونت أحزاب وحركات جديدة، وانشقت الأحزاب القديمة، وتأسست تيارات فكرية جديدة، في سياق محاولات الإجابة على الأسئلة المطروحة آنذاك.
كذلك اليوم، هؤلاء الشبان الذين شاهدوا بأم أعينهم أن الأنظمة العربية لا تريد شيئاً إلا الاحتفاظ بالكراسي التي تدر عليهم ذهباً، والتقاط الفرصة المناسبة للمساومة على المقاومة في سبيل بقائها. هؤلاء الشبان لن يذهبوا باتجاه المقاومة ضد الاحتلال فحسب بل ضد هذه الأنظمة أيضاً. ولن يفتحوا ملف الاحتلال فحسب، بل ستفتح كل الملفات المتراكمة حول المجتمع والهوية والتحديث والادارة والتنمية والديمقراطية..الخ.
لم يتوقف الشبان عند نقطة ضعف حزب الله المتمثلة في أنه يقتصر على طائفة واحدة. فقد عبروا عن قناعتهم بشكل جلي بأن المقاومة هي واجب كل الطوائف والأديان عندما اصطفوا جميعهم في صف دعم المقاومة.
لذلك ربما يحق لنا أن نحلم بأن يعمل هؤلاء الشباب على تأسيس جبهة مقاومة عريضة تضم الشيعي والمسيحي والسني والعلوي والدرزي والكردي والعربي والارمني.......الخ، وهذا يعني تجاوز المسألة الطائفية والاثنية، وكذلك تضم اليساري والقومي والإسلامي......الخ لأنهم جميعاً مستهدفين في وجودهم بالمنطقة. وكذلك أن تكون المقاومة على كافة المستويات، وعدم الاقتصار على المقاومة العسكرية، بل أيضا المقاومة الثقافية والاقتصادية الاجتماعية والمدنية.......الخ. وكل ذلك يتطلب انتزاعا لحق المواطنة الذي يعتبر شرطاً لازماً لتأسيس حركة المقاومة الجديدة الشاملة.
ربما يحق لنا أن نحلم أن يعمل هؤلاء الشبان أيضاً على الانضمام إلى جبهة المقاومة العالمية في مواجهة العولمة المتوحشة، تلك الجبهة التي تضم العربي والأوروبي والأمريكي والأسيوي والإفريقي كما تضم المسلم والمسيحي واليهودي والبوذي، لأنه لا يمكن في زمن العولمة فصل المقاومة المحلية عن العالمية، وذلك لان مخطط العولمة الليبرالية الجديدة والعولمة العسكرية المتوحشة بزعامة الولايات المتحدة كوني، ومقاومته ينبغي أن تكون ذات بعد كوني أيضاُ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي