الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تجليات فقه - القفة - فى ذبح نساء الأمة
منى نوال حلمى
2022 / 7 / 7العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تجليات فقه " القفة " لذبح نساء الأمة
------------------------------------------------------------------------
التجلى الأول :
--------------------
بعد أكثر من 1400 سنة نكتشف أن الحجاب فريضة، غيابها معصية . معنى هذا أن ملايين النساء والفتيات المصريات غير المحجبات ، حتى منتصف سبعينيات القرن الماضى ، كن عاصيات لله ؟؟ .
منطق الحجاب هو أن الذكر المسلم المتدين بفطرته ، يحمل شهواته أينما ذهب ، يثيرها خصلة من شِعر فتاة أو امرأة . والحل هو ترك الشهوانى غير المنظبط ، وعقاب المرأة بالتغطية .
كيف تقبل المرأة أن تعتبر أداة جنسية وتتغطى ؟؟. وكيف يقبل الرجل أن يعتبر ذئبا سعرانا ؟؟. بدلا من تجديد الخطاب الدينى والخطاب الأخلاقى نحو السمو فوق الغرائز ، ونطالب الذكور بالتهذيب وعلاج أمراضهم الجنسية والنفسية ، نغطى النساء نصف الحياة .
وقالت دار الافتاء التى أجازت شرعا ترقيع غشاء البكارة ، حتى نمنح المرأة العفة والتوبة والستر ، أن الحجاب فرض باجماع العلماء والفقهاء ، ومنْ ينكره مثل د . سعد الهلالى ، يخالف المعلوم من الدين بالضرورة . ماذا فى الحجاب ، أجبرهم على الاتفاق ، وهم مختلفون فى تفاسير آيات القرآن ، والسُنة القولية أو السلوكية ؟؟. وأين الآن الاجماع على الرق والجوارى والاستعباد ؟؟.
نصف قرن من الدعاية للحجاب ، مع غياب لأصحاب الآراء الأخرى التى ترى الحجاب غير فريضة ، وخاضع للعادات وطبيعة المناخ والعرف . وهى دعاية " سياسية " دشنته رمزا للاخوان خاصة ، والاسلام الوهابى السلفى عامة . والنتيجة كما قال قادة الاخوان عند خروجهم من الحكم السياسى فى 30 يونيو 2013 : " لم نُهزم .. يكفينا أننا حجبنا فتيات ونساء مصر وهذا انجاز تاريخى ". فعلا ، حكم العقول أهم وأخطر أنواع الحكم والسيطرة . ومنْ
التغيير ، يبدأ بالنساء ، لأنهن معيار تخلف أو تقدم المجتمعات .
التجلى الثانى :
------------------
الملاحظ أن الدين ليس منشغلا ، الا بما يخص المرأة ، منذ ميلادها وحتى الموت ، من شَعرها حتى أظافر قدميها .
لا نرى أى انشغال بالجهاد الدموى لداعش وغيرها ، أو بالبطالة والفقر وتلوث البيئة ومنغصات ذوى الاحتياجات الخاصة ، وكبار السِن ، والعنف ضد الأطفال ، وأخطاء الأطباء ، واهمال المستشفيات ، والتجارة بالأعضاء ، وجرائم الشرف غير الشريفة ، والتمييز لصالح الذكور فى بعض القوانين .
المرأة عليها الطاعة المقدسة للذكور " خلفاء الله فى الأرض " . ورأيها متهم مسبقا بالنشوز واغضاب الله وتكدير للسلم وتماسك الأسرة . وهى حتى لو فى حالها ، مُدانة ، ومشبوهة ، ومثيرة للشكوك . واذا أخطأت حتى بدون قصد ، ينزل عليها أشد أنواع العقاب ، والنبذ ، وتشويه السُمعة والشماتة .
هل خرج الذكور من بطون النساء ، ليكونوا أوصياء عليهن ، وليذيقهن مرارة العيش ؟؟.
التجلى الثالث :
------------------
يُفسر قتل وذبح المرأة ، بأنه " بعد عن الدين " .
ان المؤسسات الدينية الرسمية بملحقاتها ، الرسمية وغير الرسمية ، العلنية والخفية ، شغلها الشاغل هو بث المواعظ الدينية ، ولدينا قانون ازدراء الأديان الذى يلاحق منْ يفتح فمه فى أمور الدين ، خاصة النسائى منها . تضخم فى المظاهر الدينية الملتحمة حرفيا بتفاصيل حياتنا ، والفتاوى السلفية مزدهرة ، والنساء مطيعات محجبات ومنقبات . ثم يقولون " البعد عن الدين ". أعتقد أنهم يريدون أن الاقتراب من الدين الذى ينقصنا ، هو اقامة الخلافة الاسلامية ، وتطبيق حدود الشريعة الاسلامية ، واباحة الرق والجوارى والغزو والسبى ، وحبس النساء على فراش النكاح وفى المطابخ ، واعتماد تكفير المسيحيين واجبارهم على دفع الجزية ، واهدار دم المختلفين واللادينيين والمختلفين ، واحلال الدية والقصاص الشرعى محل العقوبات القانونية ، وألا يتساوى دم المسلم منهم بدم الكافر ، وألا يتساوى دم الذكر بدم الأنثى . يقصدون الغاء الدولة المدنية بكل تفاصيلها ، ومظاهرها ، وتحريم الغناء والرقص والموسيقى والنحت والسينما ، وكل شئ يعلن صراحة أن الانسان ليس حيوانا هائجا بشهواته المنحصرة فى النصف الأسفل من الجسد ، المثارة بخصلة من شعر فتاة أو جزء من كتف امرأة ، وعليها التغطية .
التجلى الرابع :
------------------------
أصبح لدينا فقه " القفة " ، يحذر المرأة ، لو أرادت السلامة من " الذبح " ، فعليها لبس " قفة ".
" فقه " ، و " قفة " تشتركان فى الحروف و أشياء أخرى . وهذا متوقع . فالمرأة منذ ولادتها وهى فى المعتقلات الذكورية ، وهى " الحائط المائل " ، و" أرض البطولات المزيفة " للذكور المهووسين بالنكاح ، وهى "شماعة " لتعليق الهزائم ، و "الريشة فى مهب الريح " ، وهى التى " وقعت من قعر القفة " .
اذن " القفة " ليست مستحدثة عليها .
كلمة " مراحيض " شقان ، الأول " مرا " وتعنى المرأة باللهجة الدارجة الشعبية . والثانى " حيض "
أى العادة الشهرية . أذكر فى فترة ما ، أن شركة كانت تعلن عن قاعدات المرحاض التى تصنعها ، وقد أعطتها أسماء نساء . اهانة ما بعدها اهانة . لكنها تعكس النظرة المتجذرة فى العقول والوجدان ، أن المرأة " سلة نفايات " . الآن أصبحت " قفة نفايات " .
ان " تحجيب " المرأة ليس مجرد وضح " طرحة " قماش على رأسها . انها حرب شاملة ضد " رأس " المرأة نفسها أى " عقلها " وليس شعرها . الختان ، عدم الاختلاط ، عدم العمل بأجر ، تحديد وظيفتها فى الزواج وخدمة الزوج والأطفال ، تصويرها بالضعف ونقص العقل والذاكرة ، وأنها الشيطانة وأصل الشرور والفتن ، وعدم اعتبارها أصلا انسانة وصية على نفسها وعلى حياتها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مسلسل الحشاشين الحلقة 18.. سوزان نجم الدين تأمر بقتل إحدى حو
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك
.. واحدة من أبرز العادات الدينية لديهم... لماذا يزور المسيحيون