الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقابات الأطباء... عجز ام موافقة ضمنية

صوت الانتفاضة

2022 / 7 / 8
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


لا يوجد في هذا البلد شيء من الممكن ان تقول عنه انه بخير، فمنذ مجيء الإسلاميين الى السلطة والانهيارات تتوالى، وعلى كل المستويات، وفي الحقيقة لا يبالغ أحد إذا قال: "لقد انهار كل شيء"، وهم اليوم يجرون البلد الى سيناريو مظلم ومستقبل مجهول، بصراعهم المسعور على تقاسم حصص النهب.
المنظومة القيمية والأخلاقية تردت بشكل ملموس وواضح، وهذا ليس غريبا ولا عجيبا، فالمثل يقول "الناس على دين ملوكها"، وملوك اليوم هم الأسوأ والاقبح، فقد نشروا ثقافة النهب والسلب والفساد، ثقافة الخضوع والعبودية والتذلل، ثقافة القتل والاختطاف والتغييب والاغتصاب والتهجير وتدمير المدن، ثقافة نشر الجهل والامية والمرض بين الناس.

أحد اهم الأشياء التي انهارت بشكل تام هو الواقع الصحي، فلم تشهد البنية التحتية للصحة اية تجديد او ترميم او توسيع لها، بالرغم من الزيادة السكانية، فالمستشفيات بقيت كما هي فقط تغيرت تسمياتها، فبدلا من مستشفى الچوادر صار الامام علي، وبدلا من القادسية صار الصدر وبدلا من الحبيبية صارت الزهراء... وهلم جرا؛ بل ان خدمات تلك المواقع الصحية تراجعت بشكل ملحوظ.

اليوم الأوبئة والامراض تفتك بالناس، خصوصا المناطق الفقيرة والمعدمة من اية خدمات، ونخص بالذكر العشوائيات الكثيرة، والمنتشرة في بغداد وبقية المحافظات، ناهيك عن المهجرين من مدنهم ونزلاء السجون.

من خلال هذا الواقع الصحي المتردي تتجه الناس الى العيادات والمستشفيات الخاصة، والتي انتشرت بشكل كبير، فنحن نتجه بشكل جنوني نحو خصخصة كل شيء؛ هناك تبدأ فصول مأساة أخرى أكثر ايلاما، عملية استغلال بشعة جدا، فمنذ ان تطأ قدماك باب "المستشفى او عيادة الطبيب" تبدأ سمفونية سلبك و"مصك"، اجرة "الكشفية" العالية والمرتفعة جدا، او أسعار العمليات الباهظة الثمن، او أسعار الاشعة المختلفة، او أسعار التحاليل المختبرية، او أسعار الاسنان، فضلا عن توزيع بعض الأموال "للفراشين-ات"، واخيرا يقوم "الصيدلاني" بكسر ظهرك.

هذا إذا كنت سعيد الحظ ممن يملكون وفرة مالية، اما إذا كنت تعيس الحظ "معطل عن العمل او صاحب چمبر بمريدي او الشورجة او باب الشرجي" فيكون علاجك على مستشفيات الدولة البائسة، المتغيرة اسمائها فقط، او تلجأ للخرافة بذهابك لأحد الاولياء او السادة او المشايخ، وحتما فان نسبة علاجك سيئة جدا.

امام واقع كهذا تقف نقابات الأطباء "نقابة الأطباء، نقابة الصيادلة، نقابة أطباء الاسنان" متفرجة على عملية "الگصابة" التي تجري للناس، فالأطباء باتوا قوة بورجوازية تامة، لقد بلغ ثرائهم شيئا مهولا، حتى ان الناس اضحت تردد الشعار الاتي: "تريد ابنك او بنتك يعيشون بخير دخلهم بكلية الطب ".

الشيء المؤكد ان نقابات الأطباء ليست عاجزة عن المساهمة في التخفيف من جشع الأطباء واستغلالهم بالضغط عليهم، لكنها موافقة تماما عما يجري، فقد يكون لها نسبة من الأرباح، فلا تفسير غير ذلك، مثل العلاقة القبيحة بين عيادة الطبيب والصيدلاني.

ان قبح "رسل الانسانية" وجشعهم ما هو الا انعكاس لأخلاق سلطة الإسلاميين، فبعض الاطباء اليوم هم مساوين تماما لأي قائد ميليشيا او تاجر مخدرات، فلا يهمهم سوى الثراء والمزيد من الثراء، انهم يعملون كمصاصي الدماء، الذين يتجدد شبابهم على دماء الناس.
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية