الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والطقسنة القاتلة

زكرياء مزواري

2022 / 7 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لكل الأديان أهداف نهائية ومقاصد غائية، تُضفي على حياة معتنقيها معنىً، وتمنحهم سعادة، وترسم لهم طريق خلاص. هذا البعد النظري للأديان، يحتاج إلى قنوات لتنزيل هذه المعاني، وجعلها تسري في حياة الناس، وتأتي الشعائر والطقوس بغرض القيام بهذه الوظيفة.
عملية التنزيل هذه، تمحي عن الدين مثاليته المطلقة، وتجعله في حالة تفاعل مستمر مع الواقع، الأمر الذي ينتج عنه تنوّع في أشكال فهم وتأويل هذا الدين، ومن ثم الحديث عن التدين.
هذه المسافة بين الدين والتدين مهمة في عملية تفسير الظواهر الدينية، وهي بالنسبة للناظر مَرجعٌ يهتدي به متى تاه في التفاصيل والجزئيات. لنأخذ شعيرة/طقس الأضحية في الإسلام، وننظر في مقاصدها (ما ينبغي أن يكون) وواقع تنزيلها (ما هو كائن)، نجد البون بادٍ بين الدين كتعاليم ومعتقدات تسمو بإنسانية الانسان، وبين التّدين كممارسة وتجسيد للتفاعل مع البنية الاجتماعية والثقافية.
هذا التدين أخذ تمظهرات كثيرة في تاريخ المسلمين، لكن أخطره هو ما نشاهده الآن، وهو في حالة تناغم مع الاقتصاد المتحرر من أي قيمة، والمحرض على العملية الاستهلاكية. هذا الانقلاب في طقس الذبيحة /"الحولي" يغذيه اليوم بقوة عالمنا المرسمل، كعالم لا يضع عداوة بينه وبين الدين أو يبشر بأفوله، بل يجيد الاستثمار في الطقس/الغنيمة، ويفرغها من داخلها، ويحولها إلى مجرد مسألة استهلاكية، خاضعة لمقاييس السوق، وميكانيزمات العرض والطلب.
أمام ابتلاع الاقتصاد الرأسمالي للدين، وتسليع شعائره، يزجّ أفراد المجتمع بقوة إلى حلبة الصراع الدارويني، ويتحول الطقس إلى آلية لتكريس التفاوت الطبقي، وتعميق الحقد الاجتماعي، بدل قيم الرحمة والتراحم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير