الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 6

مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)

2022 / 7 / 9
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


The nuclear arms race and the humanitarian catastrophe 6

بعد أن وصل الامر في الاعلام الى حالة التشويش على الناس ونشر بعض التحليلات غير الصحيحة كان بامكاني القول ان نشر مثل هذه المعلومات في هذه السلسلة المهمة لهو ضروري جدا في هذا الوقت خاصة. فنلاحظ الكثير ممن يسمي نفسه محللا سياسيا بات يسير في طريق كله شوك ساحبا بعض الجمهور معه! ليشرّق ويغرّب ويصل بنا الى ان الوضع ينبئ بحرب عالميّة نوويّة بين كل الاطراف وستؤدي بقتل ثلثين من نفوس العالم!وهنا لا أريد أن أتطرّق الى روايات قد أختلف في شرحها وتفسيرها ولكنّ الكثير مما توضّح في كل الاديان وتاريخها هو التركيز على الجوانب الروحية والمعنوية اكثر من التركيز على الجوانب المادية، واقصد عند الحديث عن القتل والروع وغير ذلك ضع في حسبانك القتل المعنوي والقتل في نفوس الناس، والقتل لا يعني انك تتحدّث عن السلاح النووي لتشير الى الفناء رغم خطورته! لتذهب بعيدا الى قتل الملايين وتتحجج بالسلاح النووي! هذا هو المغزى الذي اريد ان اشير اليه لاجيب على رسالة جاءت الي تقول معي فيما اشير الى خطورة السلاح النووي! وتقول: فالسلاح النووي سيقتل ثلثي العالم كما في الروايات!! قلت له اذهب وإقرأ رحمة الله ورحمة الاديان ومغزى نزولها ونشرها بين الناس، وهنا أقول كفى لاترك لنفسي الحديث عن موضوعي المهم!
من العناصر المهمة في تسليح الجيوش بالسلاح النووي هو الوقود الذي يحدث الانشطار النووي وقوة انتشاره لمساحات واسعة بالاضافة الى نشر الغيمة الاشعاعية على نوعين اما الى مساحة ضيّقة على الهدف ومحيطه او على مساحة انتشار تدميرية بشكل عشوائي تكمن خطوته في الانواع المتعددة من النظائر المشعة والحرارة المستمة في التولّد وتغلغل الاشعاعات الى كل الكائنات الحية بالاضافة الى تغلغلها في المباني التي تتحول الى حطام لا سكن فيها بعد الان رغم وقوفها على سطح الارض! ومن الوقود الذي يستخدم لهذه الاغراض كما اشرنا سابقا هو اليورانيوم 235 في القنبلة الانشطارية كوقود للمفاعل المتحرك والبلوتونيوم كوقود لهذا السلاح للمواصفات التي ذكرناها سابقا ونستمر هنا مع البلوتونيوم:
عملية إعادة معالجة البلوتونيوم Plutonium Reprocessing
يمكن إنتاج البلوتونيوم ـ 239 في جميع المفاعلات النووية عندما تمتص نوى اليورانيوم ـ 238 في المفاعل النيوترونات البطيئة فتزداد كمية البلوتونيوم في عناصر وقود المفاعل بإحتراق اليورانيوم.
كيف يتم التعامل مع اليورانيوم؟
إن اليورانيوم المستخدم في السلاح النووي يكون من نظير اليورانيوم ـ 235 والذي تكون نسبته في اليورانيوم الطبيعي وفق نسب تزداد وتنقص حسب الطلب اي حسب نسبة التطعيم المطلوبة. وعملية زيادة النسبة أو التطعيم يطلق عليها بعملية التخصيب. ويمكن زيادة نسبة اليورانيوم ـ 235 عن الطبيعي إلى أكثر من %40، ويفضل أن تكون النسبة %95. لكن كلما زادت نسبة نظير اليورانيوم ـ 235 إلى اليورانيوم الطبيعي كلّما قلّت الكتلة الحرجة المطلوبة، لذلك فإن النسبة المذكورة وجدت على أنها أفضل نسبة لأفضل كتلة حرجة لازمة لحدوث الإنفجار المطلوب. إن لعملية تخصيب اليورانيوم ثلاث طرق تطورت إلى إستخدام أفضل الآلات والمعدات لتحقيقها. هذه الطرق هي:
طريقة الإنتشار الغازي وطريقة الطرد المركزي للغاز إضافة إلى طريقة التخصيب بالليزر. أما الطريقة الأكثر إستخداماً هي طريقة الإنتشار الغازي. لكن ولتوفر المواد المستخدمة في عملية التخصيب مثل ألياف الكربون وغيرها فقسم من الدول تستخدم طريقة الطرد المركزي. وفكرة هذه الطريقة تعتمد على القوة الظاهرة التي تسعى الى سحب جسم دوّار عن مركز دورانه. ومصطلح قوة الطرد المركزي يستخدم للإشارة إلى واحد قوتين متميزتين: القوة الوهمية التي تستند الى القصور الذاتي وقوة رد فعل مقابلة لقوة طرد مركزي تفاعلية.
ونشير الى ان الحصول على اليورانيوم بعملية الاستخراج غالبا ما تكون نسبة نظيره 238 هي 99 بالمئة او اكثر بقليل وتكون نسبة النظير 235 (وهي المهمة هنا) حوالي 0,7 بالمئة والنسبة المتوقعة والضعيفة للنظير 234 وهي نسبة واحد بالعشرة آلاف. وقد قلنا تكمن الاهمية بالنيوترونات التي تنبعث من النواة لتقوم بعملها بتقسيم نواة الوقود. هنا وجب علينا ان نقوم بزيادة نسبة النظير 235 الى نسبة اعلى حسب الطلب لتكون هي الفعّالة في عملية الانقسام لكلا نوعي النيوترونات السريعة والبطيئة. وفي المفاعلات يستخدم اليورانيوم 235 بتركيز اعلى من اليورانيوم الطبيعي. وفي السلاح النووي تكون النسبة عالية جداً تصل الى تسعين واكثر بالمئة. وفي عملية اعداد السلاح النووي يتم اعداد الوقود المناسب لعملية الانشطار المطلوبة ويكون ذلك باجراء التخصيب حينما يوضع غاز سادس فلوريد اليورانيوم (يحتوي الغاز المذكور على نظير اليورانيوم ـ 238) في اسطوانة غاز وتدور بسرعة عالية. فينتج عن هذا الدوران قوة طرد مركزي قوية تحرّك جزيئات الغاز الاثقل بالقرب من المركز الى سطح الاسطوانة، بينما تتجمع الجزيئات الاخف (التي تحتوي على النظير 235) بالقرب من مركز الاسطوانة. يتم سحب الكمية المخصبة والحائزة على القليل من نظير 235 فتدخل في جهاز الطرد المركزي التالي اي الى المرحلة التالية الأعلى. بينما يتم إعادة تدوير التيار المستنفد اي بتركيز من النظير 235 أقل مرة أخرى إلى المرحلة الأدنى التالية. وهكذا الى ان يتم التخصيب بالنسبة المطلوبة، حيث تحتوي منشأة الطرد المركزي على صفوف طويلة من اسطوانات التخصيب الدوارة وترتبط هذه بتشكيلات متسلسلة متوازية. وبعد ان عرفنا كيفية اجراء تخصيب اليورانيوم وزيادة نسبة النظير 235 الى النسبة التي تسمح لكونه وقوداً للسلاح النووي بالنسبة العالية نتحدث عن انواع الاسلحة النووية:
أنواع الأسلحة النووية:
لقد إستخدمت العديد من الأسلحة التي تتضمن الوقود النووي، وقد تطورت هذه الأسلحة وفق متطلبات تدمير الهدف الأعقد والأصعب جغرافياً أو هندسياً بالإضافة إلى قيمة الهدف المؤثر على العدو المفترض! من هذه الأسلحة التي تدرس في الأكاديميات العسكرية والبحثية العسكرية هي:
القنبلة الهيدروجينية Hydrogen Bombأو H Bomb
لقد تم التفجير الأول لمثل هذه القنبلة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية عام 1952، والتفجير الثاني كان من قبل الإتحاد السوفييتي السابق عام 1953 (بإستخدام مواد أدت إلى حدوث مثل هذا الإنفجار الذي وصلت قوته إلى 58 مليون طن من مادة تي أن تي وهو ما يعادل حوالي 3000 مرة بقوة قنبلة ناكازاكي). وإستمرت التجارب في هذا النطاق من قبل كل من بريطانيا العظمى، وفرنسا، والصين (قامت هذه الدولة بإطلاق تفجير نووي حراري كامل بعد عامين ونصف من تجربة الإنشطار الصينية الأولى)، والملاحظ أن الدول التي قامت بعملية التفجير الأولى هي دول النادي النووي. والتي كانت وما زالت لديها القدرة على إنتاج الأسلحة النووية بمختلف أشكالها! وحصر العملية برمتها بأيديها. وقد تضمنت الترسانة النووية الروسية مثل هذا السلاح على أراضي كل من روسيا البيضاء وأوكرانيا وكازاخستان، إلّا أنّ الدول المذكورة قد قامت بترحيل هذه الترسانة إلى روسيا، والتخلي عن جميع الرؤوس الحربية النووية. وهناك العديد من الدول التي تمتلك القدرة على إنتاج مثل هذا النوع من السلاح ولكنها لا تريد أن تصرح به، بل وقد إمتلكت بعض الدول منها هذا السلاح بالفعل كما لدى الكيان (الإسرائيلي). كما تدّعي دول أخرى بإمتلاكها لمثل هذا السلاح مثل الهند وباكستان (يعتقد أن الهند وباكستان قامتا بمثل هذا التفجير في تجاربها الأخيرة في شهر آيار 1998). بالإضافة إلى أن هناك ست من هذه القنابل قد تم تفكيكها بالفعل في جنوب أفريقيا.
لقد قلنا أن هناك عمليتين أساسيتين للحصول على الطاقة النووية، الأولى كانت الإنشطار النووي أما الثانية فهي الإندماج النووي، حيث تصل قدرة الإنفجار في الأولى إلى عشرات الآلاف من الأطنان من مادة تي أن تي. أما الثانية فتنتج درجات حرارة تعادل ملايين الدرجات المئوية (أحياناً). وعملية الإندماج النووي هي عكس الإنشطار النووي، حيث يحصل في الإندماج أن تندمج نواتان خفيفتان لتصبح نواة أثقل، حيث يحصل في الأسلحة النووية أن تنصهر النظائر الأثقل للهيدروجين (الديتيريوم والتريتيوم) لتشكل نواة الهيليوم وتنتج طاقة مصحوبة كذلك بإنبعاث النيوترونات. إلا أن هذه العملية لا تحتاج إلى كتلة حرجة من الناحية النظرية لإحداث الإنفجار المطلوب من عملية الإندماج النووي.
إن التركيب المفترض للقنبلة النووية الحرارية هو وجود قنبلة نووية إنشطارية في المركز يحيط بها طبقة من ديوترايد الليثيوم (مركب من الليثيوم والديتيريوم)، حوله الطارد
tamper
ثم طبقة سميكة من خارجية تكون في كثير من الأحيان من المواد الإنشطارية والتي تحمل بهذا الشكل للحصول على أكبر إنفجار وتحرر الكميات الكبيرة من النيوترونات التي تنطلق إلى تقسيم الليثيوم إلى الهيليوم، التريتيوم والطاقة. وهذه الطاقة الهائلة تؤدي إلى دمج الديتيريوم مع التريتيوم والتريتيوم مع التريتيوم لتنطلق حرارة تصل إلى خمسين مليون درجة مئوية و400 مليون درجة مئوية على التوالي.
ما الذي يحدث في العملية؟
إن الذي يحدث في عملية الإندماج النووي، أن تعطى طاقة كافية لإنصهارها وتغلبها على القوى الكولومية المسماة بقوة التنافر الإستاتيكي (بسبب شحنتها الموجبة)، فتقوم هذه الطاقة برفع حرارة مادة الإنصهار النووي، حيث تكون الحرارة محورها الرئيس، لذلك تسمى أحياناً بالقنبلة النووية الحرارية
thermonuclear bomb
وفي هذه القنبلة ينصهر الهيدروجين الثقيل بنظيريه (الديتيريوم والتريتيوم)، لكننا نحتاج إلى طاقة حرارية لدفع حرارة الخليط من هذين النظيرين إلى المستوى العالي الذي يسمح بإجراء العملية الثانية. لذلك لايمكن أن نحصل على مثل هذه الطاقة إلا من خلال (العملية الأولى) وهي الإنشطار النووي. بحيث تؤمن القنبلة النووية الإنشطارية في لحظة الإنفجار. لذلك فإن القنبلة النووية الحرارية تتكون من إنشطار نووي أولا ليساعد في حصول التفاعل الثاني وهو الإندماج النووي. ونطلق على هذه العملية (هنا) بالمطلق أو القاذف
trigger
للسلاح،اما المرحلة الأخرى فهي إنصهار نظيري الهيدروجين المذكورين بواسطة الحرارة التي تتولد من خلال المطلق.
إن من أنواع هذه القنابل قنبلة نطلق عليها إسم السلاح التعزيزي
boosted weapon
وهو سلاح انشطاري كقنبلة نووية تستخدم فيها كمية صغيرة من وقود الاندماج لزيادة معدل التفاعل الانشطاري وبالتالي إنتاجه. تضيف النيوترونات المنبعثة من تفاعلات الاندماج إلى النيوترونات المنبعثة بسبب الانشطار ، مما يسمح بحدوث المزيد من تفاعلات الانشطار الناتج عن النيوترونات. وبالتالي فإن معدل الانشطار يزداد بشكل كبير بحيث أن الكثير من المواد الانشطارية تكون قادرة على الخضوع للانشطار قبل أن يتفكك القلب بشكل متفجر#.
وفيه توضع بعض مواد الإندماج النووي في مركز كرة البلوتونيوم في قنبلة نووية عادية (إنشطارية). أي أن الطاقة الناتجة عن عملية الإندماج النووي تضيف طاقتها إلى طاقة الإنشطار النووي فتصبح قوة التفجير مضافة، حيث أن النيوترونات الناتجة خلال عملية الاندماج تؤدي بل تزيد من عمليات الإنشطار للبلوتونيوم (وقود السلاح) فيصبح أكثر كفاءة وتأثيراً. من ذلك نلاحظ أن تصميم القنبلة الهيدروجينية أصعب بكثير من تصميم القنبلة النووية الإنشطارية. والسبب لأنها تحتاج إلى دقة كبيرة. فإن أي خطأ يحدث لأي سبب من الأسباب فإنه سيؤدي إلى نسف السلاح وتفتيته قبل حدوث الصعق بالقدر الكافي.
القنابل الإندماجية Fusion Bombs
إن القنابل الإندماجية توضع على أساس إندماج نويتين خفيفتين، كنوى الهيدروجين والهيليوم حيث يتركبان سوية إلى أن يتحولا إلى عناصر ثقيلة، وبفعل عملية الإندماج هذه تتحرر كمية هائلة من الطاقة. لأن عملية الإندماج النووي المذكورة تحصل للوقود المستخدم فيها وهو الهيدروجين هنا، ويمكن أن يطلق عليها كذلك بالقنبلة النووية الحرارية
thermonuclear bomb
لأن عملية الإندماج النووي تحتاج هنا إلى كميات هائلة من درجات الحرارة لحصول التفاعل المتسلسل (كما ذكرنا أعلاه). لذا تنشأ مفاعلات الإنشطار النووي جوار تلك التي تجري عملية الإندماج أو في عملية التسليح وجب أن يكون هناك مفاعل إنشطاري يرافق حصول عملية الإندماج النووي. ويمكن أن يطلق على مثل هذه القنابل إسم القنابل الهيدروجينية.
القنابل القذرة -dir-ty Bombs
وهي أسلحة تصنف بالأسلحة الإشعاعية أيضاً إلا أنه لا تتوفر فيها المادة التي تحدث الإنشطار أو التفاعل المسمى بالتفاعل الصناعي الذي يتدخل في إجرائه الإنسان، إلا أنها تحتوي على مواد إشعاعية، تحصل فيها عملية الإنحلال الإشعاعي الذاتي لعدد من النظائر التي تستخدم فيها. أي أن تلك العناصر أو النظائر توضع في حاوياتها الخاصة بالسلاح. وعند إنفجار القنبلة تنتشر هذه النظائر إلى المسافات التي تعمل فيها على نشر الأشعّة النووية المتسربة بفعل الإنحلال الإشعاعي إلى المحيط الخارجي، لتحدث التلوث للإنسان والحيوان والنبات بل وللمحيط كله. والخطورة تكمن في عملية العصف الناتجة من هذه القنابل، حيث ينتشر إلى مسافات شاسعة فتسبب الأضرار الصحية الكبيرة.
لقد إستعملت وتستعمل مثل هذه القنابل بشكل كبير من قبل العديد من الدول، حيث إستخدمت في حروبها العديد من النظائر المشعّة ذات الأعمار النصفية الطويلة والتي يستمر فيها الإنحلال الإشعاعي إلى آلاف بل وإلى ملايين السنين. فقد إستعملت الولايات المتحدة هذه الأسلحة في حروبها في فيتنام وكذلك في عام 1991 حينما قامت بما يسمّى عملية (تحرير الكويت) وقد إستخدم السلاح القذر بشكل كبير إلى الدرجة التي وصلت إلى أن ينتشر التلوث في العديد من المحافظات العراقية المتاخمة لساحة العمليات، كالبصرة والناصرية والسماوة. بل وأصابت هذه القنابل المساحات الواسعة من الكويت نفسها وقسم من أراضي السعودية، حيث إزدادت نسبة الاصابات المستمرة لسنوات تالية في تلك الدول بشكل واضح!
وقد عدت هذه المناطق من المناطق المتضررة باليورانيوم، كواحد من هذه النظائر المشعّة حيث أنتشر السرطان بشكل لم يسبق له مثيل في تلك المنطقة وفي المناطق المحيطة بها. حيث يشير فريق بحث عراقي عام 1993.
إن مستويات الإشعاع قد بلغ داخل دبابة مقصوفة 12 ضعف الحد الطبيعي. وفي عام 1996 أثبت فريق آخر التلوث الإشعاعي الناجم من اليورانيوم المنضب في التربة والهواء والمياه، وفي مناطق متفرقة وعلى مستويات عالية من سلسلة اليورانيوم ـ 238 في الأنسجة النباتية والحيوانية. وقد تم التثبت من وجود اليورانيوم المنضب في أجسام الأفراد المتعرّضين، من قبل الدكتور هاري شيرما من جامعة والترو. وأشار بحث علمي لثلاثة باحثين من منظمة الطاقة الذرية العراقية السابقة من خلال 11 عينة مختارة لمناطق في البصرة منها سفوان، والمنطقة منزوعة السلاح، وقد إستعملت في البحث الطريقة الرياضية المتبعة في الهيئة الدولية للتحري عن اليورانيوم المنضب، حيث ظهرت سبعة نماذج ملوثة بشكل واضح، والأخرى بنسب متفاوته وحسب قربها من الدروع المدمرة، وقد تبين من خلال الدراسة والزيارات المستمرة للمنطقة إلى أن التلوث ناتج عن اليورانيوم المنضب. وإستخدمت ثلاث باحثات هن ندى فاضل ونجيبة عبد الله وصبيحة عبد الجبار عينة من المياه لإكتشاف اليورانيوم فيها بإستعمال كواشف الأثر النووي
CR-39
في الحالة الصلبة
SSNTDS
من خلال 11 نموذجا لمواقع مختلفة في مياه دجلة والفرات وتبين لهن وجود مستويات متفاوتة من هذا النظير المشعّ في مياه دجلة (القرنة) إلى الصويرة 50 كم جنوب بغداد. وكشف فريق آخر عن مستويات التلوث بالإستعانة بالكاشف
BPADAP
المستعمل من قبل لجنة الطاقة الذرية الإسترالية. ونتيجة فحص العينات من مكان العمليات في جنوب العراق التي تعرّضت للقصف بقذائف اليورانيوم المنضب، إتضح أن النسبة تصل فيها إلى %10. وأجرى الباحثان فارس جاسم الإمارة من مركز علوم البحار وقحطان عدنان من جامعة البصرة دراسة مقارنة لعام 1983 ومقارنة مع السنتين1996 و2001 من خلال مقارنات قياس جرع الإشعاع بتقنية التألق الحراري لمدة ثمانية أشهر تقاس بشكل دوري كل شهر في أبي الخصيب والزبير والهارثة وكانت النتائج تؤكد إرتفاعا ملحوظا نتيجة إستخدام اليورانيوم المنضب خلال الحرب على العراق عام 1991. وخلال جولات ميدانية في عام 2000 لمناطق الرعي في البصرة تم جمع عينات من دم الماشية من قبل فريق علمي مقدارها 18عينة بحجم 30سنتمتر مكعب وأظهرت النتائج بطريقة التألق الإذابي
lyoluminescence
وكواشف الأثر
track detectors
أن هنالك تراكيز من المواد المشعّة في دم هذه الحيوانات وبالأخص تلك التي ترعى بصورة دائمة في المناطق القريبة من الدبابات المعطوبة. وتطرقت دراسة أخرى إلى عينات من أوراق النباتات المائية والبرية ورواسب المستنقعات ومن خلال محلل متعدد القنوات أظهرت أن العديد من العينات إحتوت على نسب محسوسة من تراكيز العناصر المشعّة. بالإضافة إلى ما أجرينا من تحليل لعدد من العينات التي وردت من مدينة السماوة ومن مناطق متعددة عام 2004، جمعت وأتي بها إلينا. وقد أجري الكشف عنها في قسم الراديولوجي (في مدينة مالمو السويدية التابع لجامعة لوند، والعينات متعددة كانت إحدى عشرة عينة: خصلة من شعر طفل، كمية من التراب، نواة من نوى التمر في المنطقة علاوة على كمية من المياه الصالحة للشرب. وقد أشارت النتائج إلى وجود مادة اليورانيوم بنسبة ضئيلة ووجود نسبة من السيزيوم 137).
سنتحدث قليلا في الحلقة القادمة عن بعض التاثيرات بهذا الاتجاه، فلنا عودة إن شاء الله تعالى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
# https://web.archive.org/web/20080708193625/http://www.isanw.org/facts/weapons.html#node8
د.مؤيد الحسيني العابد
Moayad Alabed








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح