الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد الأضحى وطريق انتصار ثورة ديسمبر

علاء الدين أبومدين

2022 / 7 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


بقلم: علاء الدين ابومدين

أعاد الله عيد الأضحى المبارك على كل أحبابنا وأهلنا وأصدقائنا ومعارفنا بالخير واليمن والبركات.
وجعله الله مناسبة يستذكر فيها السودانيون قيم ثورة ديسمبر 2018 في الحرية والسلام والعدالة والتوق للرفاهية، ويستلهمون من روحها وقيمها العالية وتضحياتها الغالية، أسباباً لوحدة قوى الثورة على أساس من نسب التمثيل العادل للفصائل السياسية وليس الكتل.. وكذلك آلية ديمقراطية لاتخاذ القرار قائمة على موافقة ثلثا قوى الثورة في القضايا الدستورية مثل: التوجه الاقتصادي للدولة، وطبيعة العلاقات الخارجية، ونظام الحكم؛ والعلاقة بين المركز والأقاليم، ونوع مدنية الدولة وعلاقتها بالأديان وكريم المعتقدات والأعراف، وكذلك العلاقات ما بين الأقاليم.. إلخ.
على أن تكون آلية اتخاذ القرار قائمة على موافقة نصف قوى الثورة زائدا واحد ( 50 + 1) فيما دون القضايا الدستورية.. وذلك حتى نكون أقرب لمنهج وممارسات الديمقراطية التي نناضل من أجل تحقيقها..
ففي مثل ذا القول من اقتباس من دين غالبية السودانيين في هذا العصر {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} ما يتطابق مع دارج القول المأثور (فاقد الشيء لا يعطيه).. في معنى أن التغيير الحقيقي إنما يبدأ في دواخلنا أولاً، ثم ينتقل إلى مؤسساتنا المدنية السياسية وغير السياسية، ثم يتحقق ويصير واقعاً..
فأي تجربة لا يتعلم منها الفرد او المجتمعات أو الشعوب والدول، تتكرر كما حدثت من قبل أو تتكرر بطريقة أكثر حدة.. وفي قول آخر (التاريخ يعيد نفسه)..
ومن تجاربنا المتكررة: الانقلابات العسكرية على تجاربنا الديمقراطية (قصيرة الأجل) سواء كما حدث في انقلاب 17 نوفمبر 1958، أو في انقلاب 25 مايو 1969، او انقلاب الإسلاميين في 30 يونيو 1989 أو حتى الانقلاب الحالي.. فكل تلك الانقلابات إنما حدثت بعد اختلافات حادة بين القوى السياسية ترافق معها عجز عن حل تلك الخلافات بشكل ديمقراطي.. الأمر الذي استدعى تدخلاً للعساكر بدعوة من فصيل واحد أو أكثر، وأحيانا جراء انتهاز الفرص من طرف العساكر تأسياً بأقرانهم في المنطقة، وبتحريض منهم في أحيان أخرى؛ مثل ما جرى في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، كظاهرة انتظمت عموم المنطقتين العربية والافريقية وما عرف اصطلاحا بـ "دول العالم الثالث".. والنتيجة أنه من جملة 63 عاماً تمثل عمر استقلال السودان حتى الانتصار الجزئي لثورة ديسمبر المستمرة في 2019.. عاش السودان فترات حكم عسكري شمولي بلغت 52 عاماً، سنوات الديمقراطية فيه أقل من 11 عاماً، إذا قمنا بخصم ثلاث سنوات انتقالية سبقت الانتخابات العامة في فترات الديمقراطية الثلاث السابقة..
وبالطبع لم ينجح الحكم العسكري الشمولي في السودان في تحقيق نجاحات شبيهة بما جرى في دول أخرى مجاورة، إزاء اختلاف طبيعة الثقافة والقيم المجتمعية الحاكمة في السودان، وعلى رأسها سمة الاعتداد الشديد بالنفس كسمة رئيسية غالبة في الشخصية القومية السودانية... وهذا مبحث مهم كنت قد كتبت عنه في 2007 وقد أعود له في مقام آخر.. الشاهد أن السودان القديم قد سبق إمبراطوريات وممالك ودول زامنت نظامه السياسي (القديم) قبل آلاف السنين حين تبنى صيغ ديمقراطية للغاية بمقاييس ذلك الزمان في اختيار قائد الجيش أو/ وزير الدفاع حاليا عبر موافقة أهل الحل والعقد.. وهو أمر نجد مظاهره تمتد حتى دولة الفونج الحديثة نسبياً وطبيعة نظام الحكم الفيدرالي بها.. بل حتى في اختيار العمدة في السودان قبل أو/ رغم تدخلات الانقليز والحكومات الوطنية، مقارنة بالتوريث، ليس في وظيفة العمدة فحسب، بل حتى في المهن الحديثة في حقول الطبابة والقضاء والشرطة والجيش والمخابرات والتمثيل الدرامي.. إلخ، كما جرى عليه الحال في دولة شقيقة وجارة مثل دولة مصر..
كما أنه في ميادين الاعتصام بكل ولايات السودان في ثورة ديسمبر 2018 استحضرت قيم سودانية تعود لآلاف السنين في تأكيد على (ثباتية) معهودة للقيم في معظم الشعوب ذات الحضارات العريقة.. ومن ذلك صور التكافل الاجتماعي النبيلة، والشجاعة حد التهور، والنجدة حد الجود بالنفس؛ لدى المجتمعات السودانية، وكذلك (عندك خت، ما عندك شيل).. كما استدعى السودانيون لقب (كنداكة) وأطلقوه على شريكاتهم في النضال من الثائرات السودانيات.. وريثما نتمثل قيم وروح ثورة ديسمبر العظيمة كما عبر عنها شعار (حرية، سلام وعدالة) والشوق للرفاهية النابع عن إدراك ووعي بمقدرات السودان الطبيعية والبشرية، ثمة تضحية أخرى منتظرة في عيد الفداء الأكبر، ألا وهي: الاشتغال الإيجابي لسمة الاعتداد الشديد بالنفس بأن يكون الأكرم بين الأحياء، من لا تأخذه العزة بالإثم وتبقيه في طور الجمود والتكلس مما يخلق عوائق ملموسة أمام وحدة القوى الثورية السودانية، وبالتالي يعطل أو / يمنع تحقيق أهداف الحرية والسلام والعدالة والرفاهية للشعب السوداني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي