الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا العراق ؟

حسن شنكالي
كاتب

()

2022 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


هذا العراق؟
حسن شنكالي
بعد تحرير العراق من براثن الدكتاتورية والنظام الشمولي والتحول الى الفضاء الرحب من الديمقراطية استبشر العراقيون خيراً لا لسواد عيون مراهقي سياسي الصدفة , بل لفك الاصفاد التي قيدت معاصمهم لسنوات خلت ناهيك عن ظاهرة التجسس والتي وصلت الى داخل البيت العراقي حتى خشي الناس من حيطان منازلهم وكانوا يتهامسون في مجالسهم واحاديثهم الخاصة وكان هاجسهم الوحيد يوماً النجاة مما هم فيه .
ومرت الاحداث متسارعة لتسرق فرحة العراقيين وتحولها الى نقمة عليهم من خلال تأجيج نار الفتنة الطائفية والمذهبية وبات القتل على الهوية هو المشهد السائد في بلاد كانت تكنى بدار السلام ومبعث الانبياء والأولياء الصالحين، وتلتها هجمات التنظيم الارهابي بتمويل ومساعدة الأجندة الخارجية التي لها مصالح في بقاء العراق ضعيفاً لتحتل ثلث مساحة العراق وتفرض على المواطنين العزل احكاماُ اسلامية حسب اعتقادهم وكأن العراقيون خارجون عن الملة ويكفرونهم بدون استثناء ليتحول العراقيين الى نازحين داخل بلدهم ومهاجرين الى اوطان الغربة , حتى تصدت القوات الامنية بكل صنوفها بالتعاون مع قوات البيشمركة والحشد الشعبي وقوات التحالف لتلك الهجمة البربرية وتوقفها عند حدها ببسالة وشجاعة ابناء العراق وتقضي عليهم في عقر دارهم وينتهي بذلك مسلسل الارهاب الاعمى , ونتيجة للفشل السياسي الذي اعترف به متنفذي العملية السياسية فيما بعد , وبعد سنوات من العجز السياسي عن تقديم افضل الخدمات للمواطنين نتيجة للخلافات والتقاطعات السياسية وتهميش البعض من الشركاء السياسيين والتفرد بالقرارات المصيرية وتكريس مفهوم الاغلبية في صورتها الدكتاتورية بوجه اخر حتى تعالت الصيحات وانطلقت الحناجر في شوارع بغداد والمحافظات تنادي باسقاط النظام وتغيير العملية السياسية في اضخم تظاهرات شهدها العراق صاحب ذلك مواجهات بين المتظاهرين والقوات الامنية وتفشت ظاهرة الاغتيالات المنظمة بتوجيه وتخطيط يمهد للانفلات الامني وانتشار عصابات المافيا وتمادي حائزي السلاح المنفلت في ظاهرة لم يشهدها البلد منذ سنوات خلت للنزاعات العشائرية في وسط وجنوب العراق امام انظار القوات الامنية , ناهيك عن تدخل دول الجوار وانتهاك لسيادة البلد من خلال قصف الطائرات والقصف المدفعي لقرى وقصبات كوردستان مما ادى الى نزوح مئات القرى وترك مزارعهم بحجة ملاحقة عناصر حزب العمال الكوردستاني , بالاضافة التي جعل العراق سوقاً رائجاَ لتجارة المخدرات وتهريب كل ما يمكن تهريبه من اجل حفنة من الدولارات وكذلك تفشي ظاهرة انتحال صفة ضباط كبار في المؤسسة الامنية العسكرية , الى متى يبقى العراق على التل ؟ وتبقى الدولة في دور المتفرج على المشهد المريب الذ لم يألفه العراقيون , اما آن للبلد ان يستقر امنيا وسياسيا بعيدا عن تغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تضرب إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟ • فرانس 24


.. إدانات دولية للهجوم الإيراني على إسرائيل ودعوات لضبط النفس




.. -إسرائيل تُحضر ردها والمنطقة تحبس أنفاسها- • فرانس 24 / FRAN


.. النيويورك تايمز: زمن الاعتقاد السائد في إسرائيل أن إيران لن




.. تجدد القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة