الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرار رئيس سيريلانكا

خالد بطراوي

2022 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


سيريلانكا .... نلك البلد التي إرتبط إسمها – لشديد الأسف – في عالمنا العربي "بالسريلانكيات" القادمات الى منزلنا البعض منا "كخادمات" بل وصل التفاخر بين بعض النساء العربيات المترفات بالتسابق على عدد "السيريلنكيات" لدى كل منهن.
وكم هي القصص التي تناقلتها وسائل الاعلام حول المعاناة التي تعاني منها الخادمات القادمات من البلاد الفقيرة وبضمنها سيريلانكا في منزلنا العربية، لدرجة الضرب والقتل والتحرش الجنسي والعبودية.
سيريلانكا التي "إستقلت" في عام العام 1948 لم ينجح قادتها المتعاقبين إلا بملىء جيوبهم بأموال الغلابى.
سيريلانكا ... تنتفض الان .. وتقول لا .. ويقلب شعبها الطاولة والمعادلة رأسا على عقب، على نحو أربك الدوائر العالمية الاستعمارية حول ما الواجب إتباعه كي تبقى هذه الدولة خاضعة للاستعمار ونهب الخيثرات وكي يبقى شعبها فقيرا.
يبدأ رئيس البلاد أول ما يبدا بطلا شعبيا فقد أطاح بمن قبله، وكما في هذه الحالة عندما تحول في العام 2009 ماهيندا راجاباكسا بطلاً في أعين الأغلبية السنهالية فقد هزمت حكومته تحركات "التاميل" بعد سنوات من الحرب الأهلية والصراعات الداخليه وعيّن شقيقه غوتابايا، الذي كان وزيراً للدفاع في ذلك الوقت رئيسا لسيريلانكا، فأحكموا سيطرتهم على مقاليد الحكم، وجرى تعيين الأخ الأكبر للرئيس ماهيندا كرئيس لمجلس الوزراء وتوزيع كافة المناصب الهامة على أفراد العائلة الحاكمة وأئنابها.
لكنهم جميعا ... وببساطة .. هربوا أيها الأحبة ... ولوا الأدبار ... مطبقين بإحترافية المثل القائل " الهريبة ثلثين المراجل" و " يا روح ما بعدك روح"، ومن يستطيع أن يقف أمام هذا الشلال الهادر من الشعب السيريلانكي الذي خرج بكل مكوناته (السنهاليون والتاميل والمسلمون) موحدين مرددين "بالبونط العريض" أن كفى لكل عمليات الذل والاهانة التي يتعرض لها هذه الشعب المكافح وآن الآوان للتغيير.
بالطبع فإن ما حدث هو حصيلة تراكم حالة من السخط الشعبي ولم يكن هناك أي ىخطيط من القوى والأحزاب السياسية أو الدينية أو العرقية ولا حتى من الجيش للاطاحة بهذا النظام المستبد، ما يجعل من الأمر والحدث مربكا للجميع وخاصة الدول الاستعمارية التي تطبق الاستعمار الجديد على الشعوب التواقة للحرية والاستقلال الحقيقي والتخلص من التبعية للغرب والاستعمار.
فما الذي سيحدث في سريلانكلا الان؟
من المبكر، بل من المبكر جدا القول أن قيادة ثورية حقيقية ستقود دفة البلاد، بل وبصراحة فمن المستبعد جدا، فلا يوجد قوى طليعية بديلة تحظى بإجماع شعبي.
لذلك ستعيد الدوائر الغربية بعض المعادلات كي تحافظ على سيطرتها على البلاد، أولا بتنصيب قادة جدد على الأرجح من العسكر لفترة انتقالية، ثم تبدأ معزوفة الانتخابات الديمقراطية، وسيتم منح بعض التسهيلات الاقتصادية وإدخال تحسن جزئي غير ملموس على حياة الشعب ربما يتعلق بتخفيض بسيط على أسعار السلع الرئيسية، لكن كل ذلك سيكون ذرا للرماد في العيون وامتصاصا لحالة الغليان الشعبي ليس أكثر.
ثمة مجموعة من الحقائق أصبحت معروفة في تلك الدول التي يسمونها " دول العالم الثالث" أولى هذه الحقائق أن أنظمتها هشة للغاية تسقط كما " البسكوت" عند أول "عطسة" تحرك جماهيري شعبي، وثانيها أن هذه الأنظمة تعتمد على العسكر وليس على رصيدها الديمقراطي، فإن صمت العسكر ... إنهارت فورا، وثالثها أن الابتعاد عن مفاهيم السيادة الحقيقية من سلطة تشريعية منتخية وسيادة للقانون وخضوع السلطة التنفيذية لهما تزداد أكثر فأكثر ويبقى القرار الأول والأخير " للباب العالي".
ما زلنا بحاجة الى " فت خبز" لتأصيل دولة المؤسسات والقانون، لكننا في ذات الوقت فرحون ... نعم فرحون ... فقد هرب الرئيس السيريلانكي وحاشيته ونتمنى في قرارة أنفسنا أن يعودوا مكبلين بالأصفاد لتتم محاكمتهم في بلدهم على هذا الكم من الجرائم التي إرتكبوها بحق شعبهم.
وللسيدات في مجتمعنا العربي المخملي أقول ... عليكن أن تحترمن من تعمل لديكن ممن تغربن لأجل لقمة العيش وتعاملوهن وعائلاتكن بمحبة واحترام والان ... أن تحترموا فيهن أنهن يمثلن شعبا تجرأ وتمرد وسار كالطوفان الهادر وكنس كل ظالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254