الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برلمان الازمات -يحظر المثلية-

منظمة مجتمع الميم في العراق

2022 / 7 / 13
حقوق مثليي الجنس


يبدو ان سخافات وهزليات هذا البلد لا تنتهي ابدا، وليس لها نهاية الا بنهاية هذا النظام الديني الذكوري العفن، فها هو مجلس النواب العراقي، القوة التشريعية الوحيدة في البلاد، تفصح عن خوائها وافلاسها بتشريع قانون "يحظر المثلية"، انه الهروب الحقيقي من الازمات الخانقة التي يعيشها البلد، انه الاختباء خلف جدران وهمية.

هل تريدون تصريف ازماتكم؟ هذا ما يقوله المستشارون؛ ارجوكم، افعلوا شيئا، اخلقوا شيئا، فنحن في اشد الحاجة لتغيير البوصلة، اننا نختنق؛ هذا ما يقوله النواب والحكومة وقادة الميليشيات؛ حسنا اذن فلتجرموا التطبيع مع إسرائيل، رافقوها بضجة إعلامية وصخب؛ لقاءات، تصريحات، تغريدات، املأوا مواقع التواصل الاجتماعي، فإذا ما هدأت تلك الضجة، شرعوا قانونا "بحظر المثلية"، واستدعوا القنوات الإعلامية الفاعلة لتنشر لكم الخبر.

تحدثوا عن القيم والأخلاق والعادات والتقاليد التي تحكم المجتمع العراقي منذ مئات السنين، تحدثوا عن تعاليم الدين والعشيرة والرجولة، خذوا حذركم ممن يريد تغيير مسار الحديث والنقاش، قولوا ان المجتمع أصابه الانحلال، شبابنا يتجه نحو التحلل والرذيلة، الالحاد والقيم الغربية تغزو الشباب، اياكم والحديث عن البطالة والفقر والعوز والحاجة، اياكم والحديث عن الفساد والنهب والتهجير والقتل والاختطاف والتغييب، اياكم والحديث عن خراب المدن واستيطان الأوبئة والامراض وتفشي الامية والجهل، اياكم والحديث عن العشوائيات واطنان الازبال والشوارع المتهالكة، اياكم والحديث عن أطفال الشوارع وكبار السن الذين يملئون التقاطعات واشارات المرور، اياكم واياكم واياكم.....

لكن هل صحيح ان المثلية تشكل خطرا حقيقيا على المجتمع في العراق؟ لنفترض ان هناك "250" ألف مثلي-ة موجودين داخل المجتمع، يقابلهم ألف من قادة الميليشيات ورجال الدين ورجال العشائر وأعضاء مجلس النواب والحكومة والنهابين والقتلة وتجار المخدرات والمتاجرين بالنساء والأعضاء البشرية، الان امام هذه المعادلة ترى من يكون الخطر الأكبر على المجتمع؟ هذا إذا افترضنا ان المثلية خطر، وهي حتما ليست كذلك.

ان الحقيقة الناصعة والواضحة وضوح الشمس في رائعة النهار هي ان النظام السياسي في العراق هو نظام متهالك يعيش ازمة مصيرية، وجودية، لهذا هو دائم البحث عن قضايا يصرف بها ازماته، ولا يغيب عن البال تشريع قانون "حظر المواقع الإباحية"، الذي صار موضوعا للتندر والفكاهة، لهذا فان الرؤية الحقيقة لهذا النظام تكمن في النظر الى عمق الازمة التي يعيشها، والتي تنعكس دائما بتشريعاته وقراراته وقوانينه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد


.. أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى -حماس- يغلقون طريقاً سريعاً في




.. غضب عربي بعد -الفيتو- الأميركي ضد العضوية الكاملة لفلسطين با


.. اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق




.. أربك الشرطة بقنابل وهمية.. اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية ب