الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوارات وطنية

صلاح بدرالدين

2022 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


صلاح بدرالدين

في مقالتها المنشورة بوسائل الاعلام ( ١١ – ٧ – ٢٠٢٢ ) تحت عنوان : " كرد سورية وايران ضحايا المناطق الآمنة " تكرر شريكتنا بالوطن الكاتبة القديرة السيدة – سميرة المسالمة – نفس الخطأ السابق الذي يقترفه البعض من الأصدقاء السوريين المعارضين للنظام ، لدى التطرق الى الموضوع الكردي السوري ، وهو على أي حال في عداد السهو المنهجي – اللاتاريخي - الذي تترتب عليه انزلاقات جانبية قد تؤدي الى نوع من مساهمة تعتيمية ، في تشخيص حقيقة الحالة السياسية الكردية الواقعية وليس ( الافتراضية بالتمني ) وهو امر مؤسف ، وصادم ، لنا نحن الذين لم نغفل يوما مايجري في بلادنا بكل تفاصيله الصغيرة ، في حين نجد بعض كبار الكتاب ، والمثقفين السوريين من شركاء المصير المفترضين يجهلون ، او يتجاهلون حقائق ساحتنا الخاصة ضمن العام الوطني .
لست بصدد مناقشة رؤى ، وتحليل الكاتبة للأوضاع السياسية الراهنة في سوريا ، ودور القوى الإقليمية ، والدولية فيها ، واشاراتها حول مشاريع قيد التنفيذ في شمال وجنوب البلاد ، فقد اتفق مع ماذهبت اليها او اختلف وهذا ليس هدف تعقيبي هذا ، ومايلفت النظر حقا ان مضمون المقالة لايتوافق مع عنوانها – المثير ! - بشكل عام فثلاثة ارباعها تتعلق بمسائل أخرى ، وليست ذات صلة بالكرد ، ومايهمني هنا هو الخطأ الكبير في تعريف الكرد السوريين من خلال ( الأحزاب ) وليس العكس ، والأحزاب ( الكردية ) الراهنة التي تجاوزت الثمانين تناسلت ضمن معادلة صراعات أحزاب طرفي الاستقطاب بعد اندلاع الثورة السورية ، ولم تتجاوز اعمار غالبيتها العقد من الزمن ، والاغرب بالموضوع هو اقتران الكرد بحزب لايعترف بانه حزب كردي ، ويتبرأ من مبدأ حق تقرير المصير الذي تقتصر نضالات جميع الشعوب ، وحركاتها القومية الديموقراطية وممن بينها الحركة الكردية بالتمسك به ، واتخاذه سبيلا لحل القضايا القومية ضمن الوطن الواحد الموحد ، وعلى قاعدة العيش المشترك .
أمانة للواقع المعاش ، ولحقائق التاريخ ، واحتراما للشعب الكردي السوري ، وحركته القومية – الوطنية السياسية ، لايجوز اختزال الكرد بحزب معين او أحزاب ، ولايجوز اعتبار القائد الحزبي الفلاني ، او العسكري جنرالا كان او ماريشالا ، رمزا للشعب الكردي ، ومعبرا عن طموحاته ، وممثلا شرعيا لحركته الا في حالة انتخابه بشكل ديموقراطي حر، وتخويله من الغالبية الشعبية ، عن ( جنرال الامر الواقع ) السيد مظلوم عبدي اتحدث .
يمكن اعتباره قائدا عسكريا لفصائل مسلحة مثل سائر القادة العسكريين للفصائل المسلحة والميليشيات في سوريا الراهنة خلال الثورة الوطنية المغدورة ومابعد اجهاضها وبغض النظر عن انتمائاتهم السياسية وآيديولوجياتهم ، ومواقعهم مثل : المقدم حسين الهرموش ، والعقيد رياض الاسعد ، زهران علوش ، أبو محمد الجولاني ، أبو ليلى ، أبو عمشة ، اللواء سليم ادريس ، والقائمة تطول .
انهم ( جماعات ب ك ك ) يقايضون قضية كرد سوريا بماهي قضية وطنية ، ديموقراطية ، وانسانية ، بامور جزبية ، ومسائل النفوذ ، والسيطرة ، والعقائد الأيديولوجية ، مثلا التراجع عن اعتبار قضية كورد سوريا كقضية قومية تهم مصائر الملايين من المنتمين لقومية من السكان الأصليين ، تعرضوا للتجاهل ، والتهميش والانكار منذ قيام الدولة السورية ، ، في اطارمبدا حق تقرير المصير الى مفاهيم مبتذلة ، وتعبيرات غامضة مثل الامة الديموقراطية ، واطلاق تسمية ( شمال شرق سوريا ) المجتزأة كتعريف جغرافي على المناطق الكردية او المختلطة قوميا ؟
قادة ب ي د ، وكل المسميات الأخرى التي نسمعها في الساحة الكردية السورية ، ( ي ب ك – تف دم - الإدارة الذاتية – قسد – مسد .... ) ترعرعوا في كهوف قنديل وتربوا بكنف الأيديولوجيا الخاصة بهذا الحزب الذي ارتبط بقضية كرد تركيا ، وفي نطاق الجغرافيا التركية ، ولكن من دون تحقيق أي هدف هناك ، حيث ان تحركاتهم ، وامتدادهم ، رهن قرار الدوائر الأمنية – العسكرية في الانظمة بالدول المقسمة للكرد ، وذلك على ضوء الاستراتيجية الأساسية لها ، واجندتها .
انطلقت هذه المجموعة من اطار العمل مع ايران الخميني ، وتدخلت بالتنسيق مع الحرس الثوري وقاسم سليماني في شؤون كردستان العراق ( والحشد الشيعي في سنجار ومنطقة كركوك وغيرها ، ومن احدى وظائفها تصفية انجازات شعب كردستان العراق بالفيدرالية ، التي تحققت بفضل دماء الشهداء ، وكفاح مستمر منذ عقود ، والتي تعتبر محصلة الحوارالكردي العربي السلمي بالعراق الحديث ، والتوافق الحر بعد اسقاط الدكتاتورية ، وماحصل امر تاريخي هام يعد مفخرة للشعبين ، ويشكل نموذجا لحل القضية الكردية في الجوار .
رصيد هذه الجماعة الوحيد محصور بالعلاقة الإشكالية مع النظام السوري ، والتحالف الجديد بالمرحلة الثانية بني على اتفاقية اصف شوكت – مراد قرايلان بمركز قنديل ( ٢٠١١ – ٢٠١٢ ) بوساطة كل من الرئيس الأسبق للعراق جلال الطالباني ، وقائد فيلق القدس المقبور قاسم سليماني لمواجهة الثورة السورية ، وتقزيم قضية كرد سوريا الى موضوع مواجهة مع تركيا للتخفيف على النظام السوري وحتى تبرئته ، الذي يعتبر العدو الأول والأخير للحركة الكردية ، وليس حلها عبر التحالف النضالي مع المعارضة الديموقراطية السورية .
قبل الادعاء بلبس لبوس الثورة السورية واالزعم اللفظي المبتذل بإقامة جبهة وطنية سورية كما حصل في عدة اجتماعات بالسويد وبحضور بعض مدعي المعارضة السورية ، والوافدين من مؤسسات النظام ، على هذه الجماعة اجراء مراجعة ، وممارسة النقد الذاتي ، والاعتذار للكرد وللسوريين ، وفك الارباط بالاطراف الخارجية تنظيميا وفكريا وسياسيا ، ثم قبول العمل الجماعي الوطني الكردي السوري ، واعتبار النظام الحاكم استبداديا مجرما يجب العمل على اسقاطه ، والرضوخ لنداء عقد المؤمر الكردي السوري الجامع ، لتوحيد الحركة ، وإعادة بنائها ، واستعادة شرعيتها ، وانتخاب هيئاتها ، وصياغة المشروع الكردي للسلام .
القضية الكردية السورية بدات قبل اكثر من قرن ، وتفاعلت واستمرت و،امتزجت بالقضية الوطنية السورية قبل ظهور ب ك ك بعقود ، والذي يسعى الى قلب مفاهيم الحركة ، ونسف تقاليدها الديموقراطية ، والسطو على تاريخها ، ورفض الاخر المخالف ، وتخوينه ، وازالته بوسائل العنف .
فهل تقبلون بذلك أيها الشركاء ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا