الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياجياع العالم اتحدوا وعلى المحتكرين والفاسدين انتفضوا

عبدالقادربشيربيرداود

2022 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


تبدو فصول مسرحية جديدة اكثر سوداوية وبؤسا تنتظر امبراطوريات الفساد وسراق المال العام من الحكومات ؛ والمتمثلة بثورة الجياع العارمة تكتسح العواصم تلو الاخرى لانهم وصلوا الى مرحلة الانفجار حيث لم تعد صرخات الجياع وانين الفقراء ينفعان ...
اليوم وبعد 17 سنة من الحكم يقتحم فيلق الجياع مقر رئيس ورئيس وزراء (سريلانكا ) بعد هروبهما الى جهة غير معلومة تاركين البلد يغرق في مستنقع الديون حيث كانوا من قبل يتحدثون عن انجازات وهمية ؛ ومشروعات عملاقة ؛ وبنية تحتية لدولة عصرية ؛ وتجربة جمهورية جديدة ؛ في وقت كان الملايين من السريلانكيين غير قادرين على سد احتياجاتهم الاساسية في الحياة ؛ حتى طفح الكيل وصار ما صار بأيد ثوار الجوع ليعلنوا بعد ذلك عن حالة الطوارىء في البلاد ...
هذا مثال على مايمكن ان تفعله الحكومات المتخبطة ؛ وما اكثرها في الشرق الاوسط وشمال افريقيا حيث تتناوب بضع عائلات سياسية على السياسة ومقدرات الدولة ؛ وتقوم بخدمة مصالحها والدفاع عن هيمنتها ما يؤدي الى نتائج كارثية على البلاد والعباد ...
مايجب التوقف عنده في التجربة السريلانكية هو ما يمكن تسميته ب ( الاقطاعية السياسية ) ان صح التعبير ؛ والتي كان لها الاثر الكبير في تشكيل الازمة والوصول بها الى وضعها الراهن بحيث وصل الامر في ظل الاقطاعية السياسية الى اغلاق المدارس مصدر العلم والمعرفة ؛ لعدم قدرة الحكومة على توفير الورق والاحبار ؛ وان المستشفيات الغت الكثير من العمليات الجراحية لعدم توفر خيوط الجراحة بسبب استمرار الحكومة بسياسات مالية متخبطة ؛ وفساد حكومي ؛ ومحاباة لعائلة الرئيس ففشلوا في الادارة فشلا ذريعا وهوى ببلاده الى هذا الحال الميؤوس منه ؛ ومثال ماوصلت اليه سريلانكا هو مثال حي على ما يمكن ان تفعله الحكومات المتخبطة ؛ وسيمتد الحال لامحال الى دول كثيرة مشابهه انتهجت السياسات ذاتها؛ وستصل حتما الى النتائج نفسها ...
من هذا المنطلق ؛ وليس من باب المبالغة وسبق الاحداث اذا اردت ان تعرف ماذا قد يحدث في بعض العواصم العربية في الاشهر القليلة القادمة فما عليك الا ان تتعرف - من باب العبرة - على اسباب الاحتجاجات الشعبية الهادرة التي اجتاحت العاصمة السريلانكية ؛ ولا نبالغ اذا قلنا ان سيناريو سريلانكا قد يتكرر في بعض عواصمنا العربية من التي بدأت تواجه ازمة غذاء بسبب ارتفاع فاحش في اسعار الحبوب اكثر من 50 % في الاسواق العالمية ؛ علاوة على انخفاض حجم صادرات الحبوب نظرا للحرب الاوكرانية ...
على ضوء هذه التداعيات الخطيرة ؛ لا أستبعد من باب استشراف المستقبل ان تقتحم فيالق الجياع من العرب قصور رؤسائهم وملوكهم ؛ وبيوت كبار المسؤولين الفاسدين في بلدانهم احتجاجا على الجوع والفساد المستشري في كل مفاصل الدولة ؛ لأن( الجوع كافر) كما يقولون اما الفساد فهو شرك واثم كبير ؛ وستكون ثورات الشعوب المقهورة سياسيا واقتصاديا هي النتيجة الحتمية في نهاية المطاف ... اللهم هل بلغت ؟ اللهم فأشهد .. وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى