الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السمات العامة لعلاقات اضطهاد المرأة في المغرب

عبد السلام أديب

2022 / 7 / 17
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


رغم المكانة المركزية للمرأة في عملية انتاج وإعادة انتاج الحياة المباشرة الا ان علاقات اضطهاد المرأة ضلت تاريخيا تقتات على اعتبارات طبقية ودينية فتكرس هيمنة أبوية تزداد حدة مع تعطش أنماط الإنتاج المتعاقبة العبودية والاقطاعية والرأسمالية فالامبريالية الى المزيد من الاستغلال الاقتصادي والتحكم السياسي. ويبدو اليوم ان ان اقتلاع جدور علاقات اضطهاد المرأة يشكل اهم اهداف الصراع الطبقي ضد الرأسمالية والامبريالية. وتعاني المرأة المغربية من علاقات اضطهاد مزمنة نقد حولها فيما يلي أهم خصائصها:

1 - أصول اضطهاد المرأة في المغرب

تعود أصول اضطهاد المرأة في المغرب الى سيرورة الغزو العربي الإسلامي لشمال افريقيا وفرض نمط ثقافي مستورد من منطقة الشرق الأوسط معروف باضطهاده للنساء نتيجة هيمنة العلاقات الابوية وتكريس تلك العلاقات دينيا. ونظرا للطابع الاقتصادي لعلاقات اضطهاد المرأة فقد ظلت راسخة رغم تعاقب أنماط الإنتاج العبودي والاقطاعي والرأسمالي ولكونها تتيح للذكور الاستفراد بالثروات وبالسلطة ونقلهما للأجيال اللاحقة من الذكور فقد تحولت علاقات اضطهاد المرأة الى منظومة سياسية واقتصادية واجتماعية وقانونية تفترض صراعا طبقيا لاقتلاعها من جذورها. خاصة وان النظام الامبريالي العالمي اصبح اليوم يتغذي على بقاء واستمرار هذه المنظومة لانها تضمن له استمرار واستقرار علاقات الاستغلال الرأسمالي.

2 – علاقات اضطهاد المرأة تخترق مختلف الطبقات

لا تقتصر علاقات اضطهاد المرأة على علاقات الاستغلال الطبقية، بل نجد هذه العلاقات تخترق مختلف الطبقات. فاضطهاد المرأة متواجد وسط الطبقة البرجوازية حيث يستغل الذكور منظومة العلاقات الابوية والاغتراب الديني الذي تكرسهما القوانين السائدة، من أجل اضطهاد المرأة البرجوازية وتضييق حدود تصرفاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى تضل تحت سيطرة الرجل مطلقة. وتعاني أوساط البرجوازية الصغرى أيضا من اضطهاد المرأة حيث يلجأ الذكور الى تكريس اضطهادهم للمرأة البرجوازية الصغرى من خلال القوانين التي تتيح هذا الاضطهاد وتحميه. إن الاغتراب المتولد عن المنظومة الدينية والابوية القوانين السائدة ترفع من حدة اضطهاد المرأة وسط الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء، فالدراسات الانتربولووجية تجد ان العمال والفلاحين الفقراء يجدون في منظومة اضطهاد المرأة توع من تفريغ حدة الاستغلال الطبقي الذي يتعرضون له من طرف الطبقات المسيطرة. ونظرا لهذه العلاقات المعقدة من اضطهاد النساء وتداخلها مع علاقات الاستغلال الطبقية وهيمنة العلاقات الأبوية، فإن نضال النساء ضد النظام الابوي والرأسمالي والامبريالي لم تعد قضية طبقة نسائية معينة بل تتطلب انتفاضة نسائية عارمة تخترق كافة الطبقات.

وتبدو أهمية هذا النضال النسائي المشترك انطلاقا من التحديات التي تتزايد مع اشتداد ازمة الامبريالية الرأسمالية وتحويل تكاليف الأزمة على كاهل العمال والعاملات في كل مكان، ونتيجة لذلك ترتفع حدة البطالة والفقر، وحيث نجد أن النساء هن أول من يعانين من تخفيضات الأجور ومن الطرد من العمل وحيث لا زالت النساء يتقاضين أجورا أقل بكثير من أجور الرجال عن نفس الوظائف.

3 – اشكال استمرار علاقات اضطهاد المرأة المغربية

على المستوى الحقوقي والقانوني لا زال المغرب بعيدا عن تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في كافة المجالات بما فيها الحقوق المدنية والسياسية. فرغم توقيع المغرب على اتفاقية سيداو، فإنه ابقى على التصريحات التي تمس بجوهر الاتفاقية، ولا زال لا يفي بالتزاماته الدولية بإلغاء القوانين التمييزية ضد المرأة في التشريع، في تناقض تام مع تصريحاته الرسمية المعلنة بخصوص انخراطه في المنظومة الكونية لحقوق الانسان.

فلا زالت النساء تتعرضن للعنف الاقتصادي في المؤسسات الشغلية في القطاعين الصناعي والزراعي والذي ازداد على الخصوص خلال انتشار جائحة كوفيد 19، في ظل غياب المساواة في الشغل واحترام الحق في الامومة وتعريض النساء للعنف والهشاشة، كالأمهات العازبات والمهاجرات وذوات الإعاقة وضحايا الاغتصاب والسجينات واللواتي يعانين من أمراض عقلية ونفسية والنساء ضحايا الاتجار في البشر.

4 - نضالات نسائية ضد الاضطهاد

وتختلف أشكال نضال النساء في المغرب حسب انتمائهم الطبقي حيث لا زالت خذه النضالات المتفاوتة لم تعرف أي نوع من الدمج رغم ان علاقات اضطهاد تبقى في نهاية المطاف ذات طابع مشترك. فجميع النساء في المغرب يعانين من قانون تعدد الزوجات القرسطوي ومن تفضيل الذكور على الإناث في قضايا الإرث حيث لا تستحق المرأة الأرملة قانونا ودينيا سولا الثمن من ارث زوجها المتوفي حيث الافقار المباشر لها عقب الوفات، نفس الشيء بالسبة للبنت التي لا تستحق سوى نصف ما يرثه الولد عقب وفاة الأب.
فنضالات النساء في المغرب ذات واجهات متعددة خاصة منه النضال ضد العنف بكافة اشكاله الجسدي والنفسي والاقتصادي والاجتماعي. كما توجد النساء المغربيات في طليعة النضال ضد غلاء الأسعار ومن أجل الحق في الماء ومن اجل المساواة في الإرث وضد اغتصاب الأراضي السلالية حيث يعوض الذكور دون النساء.

5 - مطالب نسائية مغربية عاجلة

تتلخص أهم المطالب العاجلة التي تناضل من أجلها المرأة المغربية حسب أولويتها في ما يلي:

- المراجعة الشاملة لمدونة الأسرة، بما يضمن المساواة التامة بين الجنسين في الأسرة، بما فيها المساواة في النيابة الشرعية على الأبناء وفي الإرث وفي حق التزوج بغير المسلم، كما يضمن الإلغاء التام لتعدد الزوجات، والقضاء على تزويج القاصرات...؛
- الإصلاح الجذري للقانون الجنائي والمسطرة الجنائية من أجل ضمان العدالة الجنائية للنساء؛
- تعديل القانون المنشئ لهيئة المناصفة ومحاربة جميع أشكال التمييز لأنه همش المرجعية الكونية لحقوق الإنسان وحصر دورها في إبداء الرأي الاستشاري؛
– تعديل القانون 13-103، لعدم تلاؤمه مع المعايير الدولية للقوانين الخاصة بحماية النساء من العنف، ونظرا لارتفاع معدل العنف ضد النساء، مما يستوجب وضع حد للإفلات من العقاب؛
- احترام حق المرأة في الوقف الإرادي للحمل تحت الرعاية الطبية، وفي تملك جسدها وفي الرغبة والاستعداد للحمل والولادة؛
- رفض مقتضيات القانون الخاص بحماية العاملات في البيوت (السن ـ الأجرـ ساعات العمل ـ الحماية الاجتماعية ـ المراقبة...)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يعاني علم المصريات من الاستعمار الثقافي؟ • فرانس 24 / FRA


.. تغير المناخ.. تحد يواجه المرأة العاملة بالقطاع الزراعي




.. الدكتورة سعاد مصطفى تتحدث عن وضع النساء والأطفال في ظل الحرب


.. بدء الانتخابات التمهيدية الخاصة بالمرأة في الحسكة




.. ضجة في مصر بعد اغتصاب رضيعة سودانية وقتلها