الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الكريم فرحان بين تجربة سلطة وحصاد ثورة

ابراهيم خليل العلاف

2022 / 7 / 17
سيرة ذاتية


ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
عبد الكريم فرحان أحد الرجالات الذين خدموا العراق في ميدانين اثنين هما الميدان العسكري والميدان المدني .كان واحدا من اربعة ضباط في اللجنة العليا لتنظيم الضباط الاحرار ممن كتبوا مذكراتهم وهم عبد السلام محمد عارف وصبيح علي غالب ومحسن حسين الحبيب وعبد الكريم فرحان . كما كان واحدا ممن خطط للقيام بثورة 14 تموز 1958 واسقاط النظام الملكي وتأسيس جمهورية العراق .. امضى حياته بين السلكين المدني والعسكري وكان اخر منصب عسكري تولاه هو "قائد للفرقة الاولى " . وقد كتب عن ذلك وبعنوان " الانتقال الى الموصل " فقال :" اتصل بي هاتفيا يوم 14 شباط 1963 رئيس الجمهورية المشير الركن عبد السلام عارف وهنأني بأسناد منصب قيادة الفرقة الاولى لي ونقلي من موقع بغداد ...فشكرته وذكر ان مقر الفرقة الرئيسي في الموصل بسبب حركات الشمال " ......
اصبح وزيرا للثقافة والارشاد في وزارة الفريق طاهر يحيى الاولى بعد حركة تشرين الثاني 1963 ، وامينا عاما للاتحاد الاشتراكي العربي عام 1964 وعضوا في القيادة السياسية بين مصر والعراق . يتحدث عن استقالته في كتابه "حصاد ثورة :مذكرات ..تجربة السلطة في العراق 1958-1968 " " فيقول :" قدر لي ان اشارك في الحياة السياسية في فترات صعبة حافلة بالمناورات والدسائس والمكر والخداع على حساب الاهداف الكبرى والمبادئ والقيم ابتداء
من 18 تشرين الثاني 1963 حتى 23 حزيران 1965 حين قدمت استقالتي من وزارة الثقافة والارشاد وامانة الاتحاد الاشتراكي وعضوية مجلس قيادة الثورة والقيادة السياسية الموحدة بعد ان تأكد لي عدم جدوى البقاء لتعذر تقديم ما ينفع الناس والوطن والامة .وقد اشار الى الاستقالة فيما كتب كل من الاستاذ احمد الحبوبي والسيد عبد الرزاق الحسني .عاد واشترك في السلطة وعين وزيرا للاصلاح الزراعي الاصلاح الزراعي سنة 1967 وقد استقال في 30 حزيران سنة 1968 .
اعتقل 4 مرات خلال حياته وتعرض لألوان من التعذيب وقال فيما بعد انه لايزال يعاني من بعض اثار تلك الاعتقالات واضطر الى اتلاف بعض الاوراق والمذكرات وعندما ألف كتابه "حصاد ثورة " اشار الى انه اعتمد على ذاكرته واضطر للتوقف عن الكتابة بسبب مرضه وبعده عن الوطن وتقدمه في العمر لذلك فكتابه ليس كتاب تاريخ أو يوميات أو اعترافات ذاتية ..انه حصاد ثورة (يقصد ثورة 14 تموز 1958 ) حصاد ثورة مر لثورة سرعان ما انحرفت وسجل لحقبة حفلت بأحداث مؤلمة ومؤامرات ودسائس .
كتب عنه الصديق الاستاذ ياسين الحسيني فقال بأنه عمل مستشارا في قسم اللغات السامية بجامعة اوبسالا-كندا وانتسب لقسم الدكتوراه في جامعة لوند كما انهى دراسة القانون في كلية الحقوق وهو من الضباط القوميين العروبيين" .
علمت بأنه توفي يوم الأحد 07 حزيران (يونيو) 2015 عن عمر 93 عاما.. رحمه الله وجزاه خيرا على ماقدم .
أبنه أحد من كانوا يعرفونه وهو الاخ الاستاذ محمد عبد الحكم دياب عندما كتب مقالا في جريدة ( القدس العربي) عدد 24 حزيران سنة 2015 http://www.alquds.co.uk/?p=361808 قال فيه:"رحل في صمت أحد قادة ثورة 14 تموز (يوليو) 1958 العراقية.. ففي يوم الأحد 07 حزيران (يونيو) 2015 انتقل إلى رحمته تعالى المرحوم عبد الكريم فرحان عن عمر 93 عاما،‪ ‬وهو آخر من تبقى من الأحياء من قادة هذه الثورة.. ومات في منفاه في مدينة «أوبسالا» السويدية.. وقد لعب أدوارا بارزا في الحياتين العسكرية والسياسية. وكان أحد ضباط أربعة تشكلت منهم اللجنة العليا لتنظيم الضباط الأحرار العراقي، ومن بين قلة كتبت مذكراتها عن تلك الثورة في ذلك الزمن؛ ضمت الرئيس العراقي الراحل عبد السلام محمد عارف، وصبيح علي غالب، ومحسن حسين الحبيب، والفقيد عبد الكريم فرحان. ووقفت تلك النواة وراء التنظيم الذي خطط لثورة 14 تموز، وأسقط النظام الملكي وأسس الجمهورية العراقية.
وكانت سيرة الفقيد الذاتية غنية ومتنوعة؛ فقد قام الفقيد بأدوار عسكرية ومدنية هامة منذ ما قبل حصول على إجازة العلوم العسكرية من الكلية العسكرية ببغداد حتى تخرجه من كلية أركان الحرب العراقية.. وفي الوقت الذي التحق فيه بالسلك العسكري درس القانون بكلية الحقوق بجامعة بغداد.
وكانت آخر مسؤولية عسكرية تولاها هي قيادة الفرقة الأولى في الجيش العراقي. ومع تطورات أحداث ما بعد ثورة تموز تولى وزارة الثقافة والإرشاد القومي عام 1963. ثم تقلد منصب الأمين العام للاتحاد الاشتراكي في العراق 1964، وعين عضوا في القيادة السياسية المشتركة لمصر والعراق. واستقبله الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في ذلك العام باعتباره من أبرز الشخصيات الوحدوية والعروبية. وحمل حقيبة الزراعة والإصلاح الزراعي عام 1967، واستقال في 30/ 06/ 1968 واعتزل العمل السياسي. ومارس مهنة المحاماة لعدد من السنوات.
دخل المعتقلات أربع مرات، دون اتهام محدد، وكانت مشكلته صلابته ووعيه وثقافته وجرأته وإيمانه بالوحدة العربية.
وحين اعتقل بعد انقلاب 17 تموز (يوليو) 1968 تعرض للتعذيب الشديد في «قصر النهاية» والسجن رقم 1 ببغداد.. ولما شقَّت عليه الحياة في العراق؛ طلب اللجوء السياسي، وبعد الإفراج عنه بفترة حصل عليه من السويد.. واستقر فيها منذ 1977 وبقي بها حتى وفاته بداية هذا الشهر.
وفي السويد عمل مستشارا في قسم اللغات السامية في جامعة «أوبسالا»، والتحق بقسم الدكتوراه في جامعة لوند وكانت رسالته في القانون الدولي عن أسرى الحرب
وعرفته شخصيا مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وهي فترة شهدت تعاون عناصر وطنية ووحدوية مستقلة جمعت شخصيات مصرية وعراقية، أدى ذلك التعاون إلى إصدار صحيفة «الناصرية».. واستمرت أعوام 1982 و1983 و1984.. وكان الفقيد قريبا من هذه التجربة ومشجعا على استمرارها.
صدرت للفقيد عدة كتب ومؤلفات منها: معركة كريت، وثورة 14 تموز في العراق، وأسرى الحرب في التاريخ، وكتاب بعنوان حصاد ثورة؛ احتوى مذكراته وذكرياته وما مرت به ثورة 14 تموز من مد وجزر.."
وللفقيد وللفقيد أربع بنات كما يقول الاستاذ محمد عبد الحكم دياب ، هن: رضاب، ومليحة، وعبير، ونهى عبد الكريم فرحان.. وقد نَعَيْنه بهذه الكلمات:
‬بِسْم الله الرحمن الرحيم " وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي ارض تموت" صدق الله العظيم‫..‬
عبد الكريم فرحان كان وسيبقى رجلا وطنيا امينا مع نفسه ووطنه. كافح وجسد مع رفاقه الضباط الاحرار في 14 تموز عام 1958 أحد ايام التاريخ التي لا تنسى‫..‬ حلما راودهم؛ ايقنوا انه الحل الأمثل لتحرير "الجزء الأثير" لديهم من وطنهم العربي‫.‬
وأيا كانت النتائج التي توصل اليها والدنا، ورفاقه رحمهم الله جميعا، فإنها وغيرها لم تكن معزولة عن البيئة التي انجبتهم والأرض العربية التي غذتهم، وانعكاسات العصر بإرهاصاته القومية في وطنهم العربي الكبير؛ في تلك الآونة الذهبية، التي لا تنسى من تاريخنا العربي. كان لكل ذلك بالغ التأثير على وجدانهم ونفوسهم. لقد تعرض والدنا ورفاقه وثورتهم في مختلف مراحل حياتهم لكثير جدا من حسابات التقييم، وفقا للاتجاه، والموقع السياسي، و…ميزان الأرباح والخسائر، الذي اختاره أصحاب التقييم لأنفسهم. اما عنهم (ونعني الفرسان حقا) فقد كانوا تعبيرا أمينا مخلصا حد الفناء في حب هذا الوطن بأرضه وشعبه وأصالته‫.‬
ولا شك أن هناك سلبيات في تجربتهم، ولكننا لا يمكننا وتحديدا في هذه الآونة العصيبة من الزمن الخائب، الذي نحن فيه ان نتخذ من هذه السلبيات نقطة للوثوب على الجوانب الإيجابية من ثورتهم
وبعد ماذا يمكننا ان نقول عن والدنا؛ الرجل الذي نتشرف نحن الشقيقات الأربع بحمل إسمه ونفخر بالانتساب اليه… تتغير الألوان وتتشابك الخطوط والآراء، ويبقى التوصيف الوحيد والسمة البارزة هي – العراق- القاسم المشترك الذي التحم معه – رغم البعد – وكونا معا صورة حقيقية موجعة.. منسجمة.. وبالغة الدقة‫".
كان ذلك نص ما كتبته كريمات الراحل الكبير عبد الكريم فرحان في وداع والدهن‫.‬
وبدورنا ننعيه ونواسي أسرته الصغيرة وبناته، وأهله داخل العراق وخارجه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا