الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناسا: وجهاً لوجه مع قريش

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2022 / 7 / 18
كتابات ساخرة



تمعنت في تلك الصور البديعة، التي يحتار المرأة في تصديقها أم لا؟ وهل هي حقيقة ام مختلقة كما ذهبت جحافل الفرقة الناجية، التي أصابتها تلك الصور في مقتل، وبدأت على الفور معزوفة التخوين والرفض والتكذيب لتلك، لأنها تنسف معتقداتها، وتدحض أساطيرها، وتفنـّد كل روايتها، وتزلزل كيانها الإيديولوجي والعقائدي، وتطيح بتراث 1400 عام من الدجل والتزوير والفبركة والتأويل والتضليل والترقيع والتأليف وترويج وفرض الأوهام والأساطير بالسيف والغزو والتكفير.....
ولكن مع الاختراقات العلمية الكبيرة التي حققها بنو البشر في الكثير من المجالات، ومع غزو الفضاء، وثورات التكنولوجيا الرقمية المتسارعة والمتعاقبة، لا بد للمرء إلا أن يخضع ويستسلم أمام حقيقة تلك الصور، التي جاءت في وقت دقيق جداً من حالة استقطاب وسباق وتنافس علمي هائل بين قوى عظمى، وفي ظل عدوان روسي شرس على أوكرانيا، لتحمل معها تلك الصور والتسريبات، رسائل تحذيرية صارمة وواضحة ومباشرة لروسيا، وقيصرها المنتشي بانتصاراته على أطفال أوكرانيا العزّل وتدميره لبينيتها التحتية، بأنه من المبكر جداً لروسياً أن تحلم بمنافسة الغرب "الأمريكي تحديداً"، و"بأنك يا بوتين تقارع هؤلاء"، وأن الهوة والمسافة الرقمية والعلمية كبيرة جداً بين الجابين، وعليه أن يقلع عن نزواته الإمبراطورية وأحلام اليقظة القطبية الخادعة بالعودة لزمن القياصرة، والاتحاد السوفييتي المنهار والمدحور.
كما لا تخفى دلالات وإشارات ورسائل نشر الصور تزامناً مع زيارة بايدن للسعودية، وهي مهبظ الوحي (الكائن الوهم المتخيل من قبل مؤسس الإسلام ) تقول بأن لدينا ما ينسف شريعتكم، وشرعيتكم، رسالة مبطنة وتهديد للنظام السياسي القائم برمته على العقيدة والفلسفة المحمدية للكون او ما يعرف بالإسلام، ورسالة هامة ومؤثرة من جو بايدن، المتعثر والمضطرب والحائر في أوكرانيا، الى منظومة قريش البدوية برمتها، بأننا سنحطم أصنامكم ومعتقداتكم ودينكم فيما لو لم تنتظموا معنا وتصطفون جانبنا في حربنا مع القيصر الهائج الطموح.
ولكن، والأهم، وبعد التسليم المطلق بحقيقة تلك الصور، فهل يعقل أن خالق هذه المجرات اللامتناهية "المفترض" طبعاً، كان على تلك الصورة البائسة والمزرية والعاجزة والضعيفة التي حاول عرب الصحراء "مؤسسو الإسلام" وثقافة البدو تصويره عليها؟ ومن تلك الصورة المحزنة التي رسمها بدو الصحراء عنه بأنه كان في نهاية الأمر، يشتغل "خطـّابة" و"مأذون" شرعي عند راعي غنم بالصحراء ويسمسر له، ويستجيب لكل نزواته الغريبة، و"يطبـّق" له النسوان، كما حصل مع زينب زوجة ابنه المختطفة، ويوافقه على زيجاته الكثيرة، حتى من طفلة صغيرة، ويشرعن له ولهه بالنساء ويكتب له الفرمانات و"المراسيم" الإلهية فيما يتعلق بغزواته وشهواته الجنسية ولا يتحفظ أبداً على مجامعته لعشرات النساء في يوم واحد دون أن يغتسل (بغسل واحد)، لا بل إن خالق و"صانع" هذه المجرّات، وفق التصور الديني، يعظم من شأن ذاك الرجل ويقدسه ويصلي هو ومعاونوه وحاشيته من السكرتارية العبرانيين (الملائكة) على ذاك الرجل "الأمي" ذاك ويعظـّم من شأنه كثيراً، وحمـّله أمانة ورسالة خالدة تتلخص فقط في أن يخبر الناس بأن خالق تلك المجرات موجود في الطابق السابع من هذه المجرات (الصور لا تشي بوجود سماء لا أولى ولا سابعة)، وعلى البشر أن يعلموا بوجوده ويطيعوه في كل ما يقوله لهم، واعتبره "حبيبه المصطفى"، وأن هذا المبدع "المفترض" للكون الهائل طلب وتوسل، في نفس الوقت، من "شوية" دواعش زناة قتلة سباة قاطعي رؤوس وصعاليك ونخاسين ولصوص وطالبي غنائم ومنتهكي أعراض نساء، أن ينصروه على أعدائه وبعض مخلوقاته المشاغبين والمشركين الذين يشككون بوجوده، ولا يعبدونه، ولا يصدّقونه ولا يعترفون بألوهيته رغم أنه قد صرح في أحد كتبه بأنه لم يخلقهم هم والجن (كائنات غير مرئية يحكى أن خالق الكون أوجدهم) إلا ليعبدوه، ومع ذلك، ويا للغرابة، لم يعبدوه، وبات في حيص بيص، لذلك طلب من دواعش بالصحراء "الجهاد" وفرض القتال عليهم في صفـّه، وفق فلسفة قريش، كي يجعل أولئك "المشاغبين" يعبدونه، (أحد هؤلاء الدواعش الذين نصروا خالق هذا الكون كان قد طبخ رأس غريمه، واسمه بن نويرة، كي يزني بامرأته في ذات الليلة، وأطلقوا عليه لقب سيف الله المسلول أي أن ذاك البدوي القاتل هو اليد اليمنى لمبدع هذه الصور الكونية وهو سيفه الذي يضرب به بشراً آخرين كفروا بمبدع الكون وأشركوا به وطبعاً وقتها خالق الكون لم يكن يعلم بوجود الصواريخ وما كان هناك صواريخ فرط صوتية التي يستخدمها بوتين ضد الشعب الأعزل وإلا لأطلقوا عليه لقب كروزر الله المجنـّح مثلاً).
غير أن الأهم من كل ذلك، هو تلك الحقائق العلمية العظيمة التي أسست لها الصور، ورسمت تصوراً جديداً للكون، ونسفت في نفس الوقت خزعبلات الأديان، وخرافاتها، وزعبراتها وأضاليلها، وأكاذيبها، ودجلها وتصوراتها المتواضعة والضحلة عن الكون، وزلزلت كل تلك المسلـّمات، التي حاولت ترسيخها عبر قرون طويلة، فالأرض ليست محور الكون، ولا تكاد ترى من بين مليارات المجرات التي لا أحد يعلم لماذا خلقها مبدع الكون و"خسر" عليها دون فائدة والتي لم نكن لنعرفها لولا ناسا (الأديان وخالقها في كتبه لم يتكلموا أبداً عنها)، ولا وجود بالمطلق للسماء السابعة، ولا وجود أصلاً لشيء اسمه "سماء" رفعت كسقف و"دون عمد"، والكون فسيح لا متناه، والأرض ليست مسطحة أبداً كما كتب خالق الكون في كتبه، وأما الشمس فهي ثابتة ضمن نظام ومجموعة شمسية لا تجري لمستقر لها، ولا تذهب مساء لعين حمأة، ولا تسجد لعرش غير موجود وغير ظاهر في تلك الصور، تقول الأساطير الدينية أن الله المفترض يجلس عليه، ويدير الكون من خلاله، وكان قد صنعه وأنجز ذلك العرش خلال ستة أيام من العمل والشغل و"الدوام" ثم بعدما أنهى عرشه (خلصت الورشة)، جلس عليه في اليوم السابع، وأما الجنة التي عرضها السموات والأرض (سموات وليس سماء واحدة)، فلا تظهر بالصور، ولا جهنم وبئس المصير التي أعدّت للكافرين الذين لا يصدّقوا خزعبلات وأساطير الأولين..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي