الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أخطأ السيد مقتدى الصدر بسحب النواب الصدريين من المجلس النواب؟

احمد موكرياني

2022 / 7 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ليس من السهل الجواب على هذا السؤال للأسباب التالية:
1. فان المجتمع العراقي اليوم ليس كأي مجتمع آخر في العالم وحتى قبل السقوط، تأسست الدولة العراقية الحالية بعد الحرب العالمية الأولى من قبل القوة الاستعمارية البريطانية، واستوردت حاكما من الحجاز ليحكم العراق، فلم يعير الاستعمار البريطاني أي اعتبار للحقوق الشعب الكردي والقوميات الأخرى والمذاهب والأديان للشعوب اللذين استوطنوا العراق قبل العرب، لتبذر بذور الصراع طويل الأجل في المنطقة، وابقت على قضية ولاية الموصل معلقة الى سنة 2023 فربما ستطالب الدولة التركية المغولية المستعمرة للأناضول بولاية الموصل بعد انتهاء صلاحية معاهدة لوزان او تطالب بتعويضات حصتها من النفط العراقي من أبار ولاية الموصل (الموصل كركوك وأربيل والسليمانية) باثر رجعي الى سنة 1923، ان شهر تموز/يوليو 2023 ليس ببعيد.
• ان إقامة قواعد عسكرية تركية داخل الحدود العراقية هي استراتيجية للتحرك لاحتلال ولاية الموصل إذا توفرت الظروف المناسبة ودعت الحاجة، وخاصة ان الجيش العراقي أضعف من الجيش التركي المغولي المدعوم من حلف ناتو، فعندما احتلت تركيا شمال قبرص لم تتحرك الدول الغربية او حلف ناتو لمنعها لاحتلال شمال قبرص، فلا نستغرب من الروح العدوانية عند المغول الترك فهي المتأصلة في جيناتهم، فجرائمهم في إبادة الأرمن معترف بها دوليا وجرائمهم ضد الكرد موثقة في المكتبات الحكومات الغربية وفي ارشيفهم.
• كتبت الى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في عام 1999 رسالة ارسلته بالفاكس الى فاكسه الخاص في مكتبه في البيت الأبيض، طالبا منه ان يتدخل لإنقاذ المناضل عبد الله اوجلان من حبل المشنقة، فكتبت له في رسالتي: "ليس عندي ما أضيف من المعلومات عن معاناة الشعب الكردي اكثر مما هي لديكم في التقرير حول ممارسات الحقوق الأنسان في دولة تركيا لسنة 1997 في ارشيف وزارة الخارجية الامريكية الذي نشر في 30 كانون الثاني/يناير 1998"، ان الجرائم الجيش التركي في تلك التقرير تقشعر منها الأبدان، فلم تتحرك الولايات المتحدة الامريكية ولا الحلف الناتو وحكوماتها لإدانة الحكومة التركية او الطلب منها إيقاف مجازرها ضد الشعب الكردي.
• ان الحكومة التركية الحالية تعلم بأن الرئيس الأمريكي بيل كلنتون تدخَّلَ لدي الرئيس التركي سليمان دميرل في وقته وطلب منه عدم تنفيذ حكم الإعدام في المناضل عبد الله أوجلان.
• ان الرئيس بيل كلينتون مثقف وانسانا أكثر إنسانية من الرؤساء الذين جاءوا قبله وبعده، والا لما كتبت له رسالة، وعلى الشعب الكردي والحزب العمال الكردستاني تقدير وتثمين دور الرئيس بيل كلنتون في إنقاذ المناضل عبدالله اوجلان من حبل المشنقة.
2. وأن تأسيس النظام الحالي بعد الغزو الأمريكي والاطاحة بصدام حسين وحل الجيش العراقي مبني على المحاصصة الطائفية وكان بمباركة القوة المحتلة، الولايات المتحدة الامريكية، وقسمت نسب المحاصصة وفقا للنسب التقديرية، دون اجراء إحصاء سكاني للقوميات والمذاهب والأديان التي كانت تستوطن العراق في سنة 2003، وكانوا المستشارون (المخططون) للقوات الامريكية يرددون بأن الطائفة السنية حكمت العراق لفترة 1400 سنة، والدور الآن للطائفة الشيعية وهم الأغلبية ان تتولى الحكم في العراق مع العلم ان الولايات المتحدة الامريكية والدول التي تحالفت معها في غزو العراق دول علمانية لا تؤمن بالطائفية الدينية او القومية، ان هذه المحاصصة لم تكن ناتجة عن غباء المستشارين ألأمريكيين او تحيزهم للطائفة الشيعية، ولكنها تمت وفقا لخطة مسبقة لبذر الفرقة بين الشعب العراقي وأعداده لتقسيمه الى ثلاثة دويلات شيعية وسنية وكردية وفقا لمقترح ومشروع برنارد لويس الذي وضعه في سنة 1984 لتقسيم العراق والمنطقة وهذا المشروع معروف ومنشور مع الخرائط.
3. واليوم، لا يمكن لرئيس الوزراء العراق ان يحكم، ولا يملك الجيش العراقي القوة والإرادة للسيطرة على المليشيات المسلحة ولا على العشائر المسلحة تسليحا جيدا، وأصبح الفصل العشائري والدكة العشائرية من الممارسات اليومية فوق الشرع والقانون العراقي.
4. وأقسى من الأسباب أعلاه وجود استعمار غير معلن لإيران في العراق، فلا يمكن لحكومة ان تتشكل بدون موافقة إيران، ووجود قواعد عسكرية تركية مغولية في كردستان العراق وتصب القوات التركية الاستعمارية المغولية القنابل والصواريخ على القرى العراقية وتقتل الأطفال والأبرياء دون ان تتحرك القوات البيشمركة او القوات الجيش العراقي الاتحادي للدفاع عن تراب العراقي وعن الأرواح العراقية البريئة، بل ان القوات البيشمركة هي التي تحمي القواعد العسكرية التركية في كردستان، فلولا حماية البيشمركة للقواعد العسكرية التركية لاحتلوها الشباب الكردي خلال 24 ساعة، ولا تستنكر الدول الغربية و حلفاء تركيا في الناتو الأعمال الإجرامية للجيش التركي المغولي في العراق، بل يتوسلون رضا الدولة التركية المغولية المستعمرة لأرض الاناضول للموافقة على انضمام السويد وفنلندا الى حلف ناتو، والسبب ان دور الدولة التركية المغولية لم ينتهي الى ألآن في المنطقة أي قبل تقسيم المنطقة وفقا لمشروع برنارد لويس.
5. ان معظم ممن شاركوا في السلطة منذ 2003 في الحكومة الاتحادية والإقليم والمحافظات وقيادات الأحزاب والمليشيات فاسدون الى النخاع ولا يخجلون من فسادهم رغم لعنات الشعب العراقي البائس الذي يعاني من الجوع، والفاقة، وقلة الماء، والكهرباء.

بعد هذه المقدمة الطويلة، فلو نظرنا بشكل حيادي دون اعتبار للنقاط أعلاه فأن السيد مقتدى الصدر أخطأ بسحب نوابه من المجلس النواب للأسباب التالية:
1. ان طلبه بانسحاب نوابه من المجلس النواب بعد اختيارهم من قبل الشعب العراقي يعتبر قراراَ استبداديا، جرد نوابه من حقوقهم.
2. تخلى عن قوته لأعدائه، الانسحاب من المجلس النواب، بدون مقابل وهذا خطأ قاتل، ولكنه لم يتخل عن طموحه لتشكيل الحكومة وقيادة الدولة باستخدام الضغط الجماهيري العام مستغلا معاناة الشعب العراقي من طغيان المليشيات المسلحة ألإيرانية وفساد المسؤولين.
3. دعا السيد مقتدى الصدر الى صلاة موحدة، ولكن الأذان والخطبة والصلاة لم تكن موحدة وحيادية وجامعة لكل المذاهب كما كانت في المدينة المنورة في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قبل انقسام المسلمين بين الفرق والمذاهب، وهو من احفاد الرسول، بل فرض تعاليم المذهب "الشيعة الإثني عشرية" على المصلين من المذاهب الأخرى.
4. لم يحضر السيد مقتدى الصدر الصلاة الموحدة، ليشارك الجموع اللذين لبوا ندائه، ان القائد يجب ان يكون في مقدمة اتباعه لا ان يستظل في مكان آمن خوفا من الشهادة دفاعا لمبادئه، فأن الإمام علي كرم الله وجهه لم يحارب اعدائه مختفيا خلف جيشه، بل كان في مقدمة الجيش شاهرا سيفه محاربا طالبا للشهادة في سبيل الله.

كلمة أخيرة:
• الحرية والحقوق الانسان لا يمكن المساومة عليها او نيلها ناقصة او على دفعات، لقد أخطأت القيادات الكردية بقبولها الحصول على حقوقهم بالتقسيط:
1. ففي اتفاقية 11 آذار مع صدام حسين قبلت القيادة الكردية "ملا مصطفى بارزاني" بالهدنة قبل الحصول على حقوقهم كاملة، فأدت الى ضحايا أكبر من الكرد الأبرياء، بأمر من صدام حسين نفسه الموقع على اتفاقية 11 آذار، من حملة الأنفال والسلاح الكيمياوي في حلبجة.
2. وبعد الغزو الأمريكي قبلت القيادة الكردية "جلال طالباني + مسعود بارزاني" بالمادة 140 في الدستور العراقي الجديد التي لم تنفذ الى الآن بدل استرجاع الأراضي المستقطعة من كردستان، فضاعت كركوك والاراضي المستقطعة من كردستان.
3. ,أخطأت قيادة الحزب العمال الكردستاني بوقف النار مع السلطات التركية المغولية دون أي كسب مادي للقضية الكردية.
• لا يصلح العراق الا بشلع وقلع كل من شارك في الحكم والسلطة في العراق منذ 2003، فلا مساومة مع القتلة والفاسدين والعملاء والجهلة، فأن قبلنا بهم فيصيبون قرنائهم في العهد الجديد بفسادهم، "لا تربط الجرباء قرب الصحيحة خوفا على تلك الصحيحة تجرب".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا