الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جفاف وتصحر وصراع القوى الإسلامية والقومية على حصص النهب

صوت الانتفاضة

2022 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


في مثل هذا الشهر من العام الماضي حذرت منظمة اليونيسيف من خطر الجفاف على اطفال العراق قائلة: أن "قرابة 3 من بين كل 5 أطفال في العراق ليس لديهم وصول إلى خدمات الماء الآمن، كما أن أقل من نصف المدارس في عموم البلد تمتلك خدمات الماء الأساسية، مما يعرض صحة الأطفال للخطر، ويهدد تغذيتهم، ونموهم المعرفي، وسبل عيشهم المستقبلية"؛ اما مستشار وزارة الموارد المائية فقال بصريح العبارة "خطر زوال الرافدين حقيقي وموثق دوليا منذ سنة 2009"؛ فيما أعلنت بلاسخارت "أن العراق فقد 73 بالمائة من مياه دجلة والفرات".

إيران قطعت تماما كل الروافد النهرية التي تدخل العراق، لقد "صفرت" كليا الحصص المائية، فقد حولت مجاري هذه الروافد "40 رافدا" الى داخل أراضيها، اما تركيا فبعد افتتاح سد اليسو العملاق ها هو سد "الجزرة" يبدأون بتشييده على نهر دجلة، وهي التي بنت أكثر من 700 سد على نهر الفرات حسب ما تشير الكثير من التقارير، وهو ما يعني النهاية الحتمية لنهري دجلة والفرات.

وزارتي الزراعة والموارد المائية قللت نسبة مساحات الأراضي الزراعية الى النصف بسبب شحة المياه، مدن تصحرت وأخرى في الطريق، الغبار يكاد لا يفارق سماء العراق، لقد أصبح بلدا موحشا جدا.

بما ان سلطة قوى الإسلام السياسي هي سلطة ذيلية وتبعية خالصة، فأمام هذه المأساة تراهم يتنافسون في القاء اللوم على بعضهم البعض، فذيول الجانب التركي يقولون ان إيران هي المسؤولة عن هذا الجفاف، وذيول الجانب الإيراني يرمون المسؤولية على تركيا، ولا تقف الذيلية عند هذا الحد، فهناك لجنة نيابية تريد التحرك لتدويل قضية المياه، وهي تمثيلية مفضوحة، ووزارة الموارد المائية تقول لا داعي للتصعيد.

الإسلاميون لا يكفون ابدا من السخرية من مأسي الناس ومعاناتهم، فهم دائمي الاستهزاء بهم، من "اكل النستلة" عند جلال الدين الصغير، الى "الفقر في الدنيا لا يهم" لأحمد الصافي، مرورا ب "إطفاء السخانات في الصيف" لوزير الكهرباء قاسم الفهداوي، الى "تصدير الكهرباء" عند حسين الشهرستاني، الى "الإصلاح احنا تعنينا" والى الى الى....، واخرها واكيد ليس اخيرها، ما قاله مدير دائرة "البستنة والغابات" من انه يجب محاربة التصحر والجفاف ب "صلاة الاستسقاء"، يا لبؤس هذا العصر الذي تحكم فيه هذه العصابات القروسطية الظلامية الهمجية والمتخلفة.

في خضم هذا الواقع البائس والمزري، تتقاتل قوى الإسلام السياسي على حصص النهب، وهم يسيرون بالبلاد الى مستقبل أكثر قتامة ومجهولية، ولن يكون هناك أي حياة في هذا البلد بوجود هذه العصابات، فكل شيء سيتصحر، حتى العقول.
#طارق_فتحي





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجرب التاكو السعودي بالكبدة مع الشيف ل

.. لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس



.. بعد 200 يوم.. كتائب القسام: إسرائيل لم تقض على مقاتلينا في غ

.. -طريق التنمية-.. خطة أنقرة للربط بين الخليج العربي وأوروبا ع



.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: حزب الله هو الأقوى عسكريا لأنه م