الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنشيط دبلوماسية المياه له من دلالات قوة الإنتماء الى حضن العراق الوطن..؟

رمضان حمزة محمد
باحث

2022 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


بات من الضروري بل ومن الحالات الملحة جداً أن يتحرك العراق دبلوماسياً وينتهج "الدبلوماسية المائية الوقائية" مع تركيا وإيران فانها ستضمن بعض حقوقها المائية من الدولتين المتشاطئتبن لأن خيبة أمل الرئيس التركي أردوغان في إمكانية تصحيح مسار سياساته الخارجية، بهدف الاصطفاف إلى جانب التحالف الغربي من جديد؛ أصبحت تعاني صعوبات جمة .وما الغياب التركي عن الكثير من التحالفات الجديدة ومنتديات الغاز، وإلى جانب تقوية النفوذ الأمريكي في اليونان بدل من تركيا، ما هي إلا إشارات واضحة عن وجود نية في استبعاد تركيا عن هذه التحالفات والتقاربات، وفرض عزلة دولية عليها؛ لإبقائها دولة منكمشة على ذاتها، ضمن الحدود المرسومة لها سابقاً، الأمر الذي يتنافى مع سياسات الحكومة التركية التوسعية. ولان اللعب على الكثير من الحبال في آن معا لم يفيد تركيا كثيراً في ظل المستجدات في المنطقة ...أما إيران فان في مؤتمر جدة كانت الرسالة القوية لها بتحجيم النفوذ ومراعاة عدم التدخل في شوؤن الدول الاخرى ..وهذا التقلص في نفوذ الدولتين وعملاتهم الوطنية في إنحدار مستمر يقابله تضخم كبير في الاقتصاد سيؤثر الى حد بعيد في طريقة تعاملهم مع العراق الدولة الغنية بموارها الاقتصادية والبشرية، وخاصة اذا طالبت العراق بحقوقها المائية القانونية والتاريخية لذا، فإن هدف التوجه العراقي نحو تنشيط “الدبلوماسية المائية”،مع الدولتين وأن تستغل هذه الظروف لصالحها ، والامر سيكون متعلق بالمحاولات الجدية للحكومة العراقية وهي حالياً في الاصطفاف إلى جانب الدول القوية عالمياً وإقليمياً مما يستدعي بناء علاقات استراتيجية معها وان يكون الملف المائي على رأس اجندتها السياسية، فالعراق التي لم تشعر بالدفء بسبب تبدد "الانتماء الوطني ” بعد العام 2003، حان الوقت لأن تشعر بالدفء والبوصلة تتجه الى مصالع العراق أولاً وأخيراً.؟
بل إيلاء الجدّية التامة في اتخاذ قرار بتنشيط البدلوماسية المائية والعمل على تدويل ملف المياه في العراق مع تركيا وايران او حتى التلويح المستمر به الذي سيكون له بعده الكبير في توقيته وظروف إطلاقه وشكل في الواقع لإضاءة الإشارة الحمراء الضمنية لهم.؟
لأنه إذا تفاقمت الأزمات المائية في العراق فانها ستتحول الى كوارث إنسانية لا سامح الله ... فهذا يعني انزلاق البلاد نحو فوضى ناشئة عن الازمات المعيشية والخدماتية والصحية والاجتماعية والذي سيثير قلقاً على كيان الدولة واستقرارها السياسي بسبب التحكم الشبه الكامل لدول الجوار المائي كل من تركيا وايران على تصاريف المياه المشتركة التي تدخل الحدود العراقية...باختصار فإن السنوات القليلة المقبلة تبدو مفصلية بكل ما للكلمة من معنى استناداً الى المواقف الحاسمة التي إتخذته دول الجوار المائي كل من تركيا وايران والذي لا مغالاة في القول ان هذا الموقف سيرسم بدوره مصير الفصل الأخير من جفاف عمود نهري دجلة والفرات وروافدهما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي