الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدية السيد في يوم الغدير

محمد رضا عباس

2022 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


السيد هو مقتدى الصدر , ويوم الغدير هو يوم متعارف عليه بين عامة المسلمين وهو يوم وقوف النبي محمد , صلى الله عليه وعلى اله , في اخر حجة له في موقع يسمى بغدير خم , وهو موقع ما بين مكة المكرمة و المدينة المنورة يدعو فيها المسلمين بموالاة الامام علي وذلك في يوم 18 من ذي الحجة . اتفق المسلمين على الخطبة ولكن اختلفوا على معنى الولاية , وهو غير موضوعنا .
في هذا اليوم والذي احتفل فيه الشيعة في عموم العالم وعطلت الدوائر الرسمية في جميع محافظات الجنوبية من العراق ونشرت وسائل البهجة والافراح في شوارع المدن وتناثرت موائد الطعام في كل زقاق , خرج تصريح للسيد مقتدى الصدر, زعيم التيار الصدري وهو يتهم السيد نوري كامل المالكي رئيس الوزراء الأسبق بانه اتهم السيد الصدر مسؤولية قتله العراقيين وانه عميل لإسرائيل . السيد المالكي رفض الاتهام ونفاه عبر مكتبه , ولكن السيد الصدر اصر على اصدار "استنكار مشترك من قيادات الكتل المتحالفة مع المالكي من جهة , ومن كبار عشيرته من جهة ثانية".
تصريح السيد نغص فرحة عيد الغدير واقلق الشارع العراقي و كهربه, خاصة وان السيد قد كشف عن عظم قوته قبل ثلاثة أيام وهي إقامة " صلاة الجمعة الموحدة" والتي قدر عدد المشاركين فيها بحوالي مليونين ونصف , البعض منهم اتخذ من السيد الصدر قائدا دينيا وسياسيا , وكلماته لا تقل عن كلمات امام معصوم , وهذه هي المشكلة التي تنتظر العراق , خروج الوضع عن اليد واعتبار الشارع هو الفصل , خاصة وان اتباع السيد المالكي لا يقلون عددا وعدة من عدد وعدة السيد مقتدى الصدر . الجنوب العراقي في خطر كبير وكل مخيم يحضر شفرته لذبح الاخر. وبذلك من المعقول ان ندين تصريح السيد على الهواء الطلق في هذا الوقت واذا كان الاتهام قد انطلق فعلا عن السيد المالكي, فانه يمكن حل الغازه عن طريق ممثلو السيد بكل هدوء ومسؤولية. السيد لم يسكت , واختار الحرب العلنية مع اتباع السيد المالكي وهذا ما قد يعرض الأرض والعباد الى دمار قد يفوق دمار الحرب الاهلية التي وقعت عام 2007 و2009 .
من قراءة تصريح السيد والذي اطلقه من خلال منصة " تويتر" لا يصل القارئ من استنتاج الا الى ان العراق ما زال بعيدا جدا عن الاستقرار السياسي والحكم المدني الذي يسوده القانون . السيد طالب اعتذار جميع " قيادات الكتل المتحالفة مع المالكي" , وهو طلب ليس بمحله وكان من المفروض من السيد طلب الاعتذار, ان صح الاتهام, من السيد المالكي نفسه فقط, فهو المسؤول عن ما يتفوه به وليس الاخرين. ولكن طلب السيد الاعتذار الجماعي وضع جميع المتحالفين مع السيد المالكي تحت الاتهام والهدف , او قل تهديداته . بمعنى ان الانفلات الأمني , لا سمح الله, سيعم العراق وليس الجنوب فقط , لعلمنا ان هناك أحزاب وكتل سياسية تؤازر السيد المالكي في عموم العراق.
الامر الثاني ,هو مطالبة السيد اعتذار " كبار عشيرته (المالكي)" , وهو طلب في غير محله ايضا, ما علاقة العشيرة بالخلافات السياسية ؟ السيد رجل سياسي والمالكي رجل سياسي , فما موقع العشيرة بينهما ؟ ففي الوقت الذي يرفض جميع احرار العراق ومحبي حكم القانون التدخل العشائري في الشؤون السياسية , بل حتى الظواهر التي فرضتها العشيرة على الشارع العراقي من قتال تستخدم فيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بسبب مشاجرة أطفال في المدرسة , واذا يخرج السيد بمطالبة عشيرة السيد المالكي ( عشائر ال مالك ) بالاعتذار .انه طلب يخالف القواعد الديمقراطية والتي سمحت للسيد الصدر حصاد اكبر عدد من الأصوات . النظام العشائري يجب ان يقضى عليه اذا رغب العراقيون بحكم مستقر , سلام دائم, عدالة, هيبة للدولة, احترام المراءة, احترام موظف الدولة , واحترام الجيرة . لقد وصل الامر ان الجار يخاف جاره من الدكه العشائرية بسبب مشاجرة أطفال على لعبة كرة قدم.
وقت هجوم السيد الصدر على المالكي كان غير موفق لان الغليان الشارع العراقي الحالي لا يسمح لأي خلاف سياسي من هذا الحجم ويتطلب بدلا من ذلك العمل سويتا لتهدئة الشارع وذلك عن طريق تشكيل حكومة مقبولة ودعم الاقتصاد العراقي وإعطاء امل للعاطلين عن العمل والفقراء , وما اكثرهم , بشيء يتأملوه في المستقبل .
الازمة بين السيد الصدر والسيد المالكي أعطت السبب للمرة المليون للذين يرفضون الأحزاب الدينية في إدارة البلاد .بالحقيقة ان هيمنة الأحزاب الدينية على الوضع السياسي كشف انهم ليس اقل خطورة من النظم الديكتاتورية . نظام صدام حسين لم يسمح للانتقادات , والأحزاب الدينية لا تسمح للانتقادات أيضا, وخير دليل انه لا احد يستطع انتقاد السيد المالكي او الصدر او الحكيم علنا . كانت قوى الامن في عهد صدام هي التي تهيمن على الشارع العراقي ويخافها المواطنين , وهذا اليوم فان انصار الأحزاب الدينية هي التي تهيمن على الشارع العراقي وتفرض رغبتها عليه وعلى سلطات الدولة . حملة رفع التجاوزات على الطرق العامة في بغداد توقفت خوفا من غضب انصار القوى الدينية على امانة العاصمة.
شخصيا , ليس لي عداوة مع أي قوة سياسية دينية , ولكنها أعطت السبب للمواطن العراقي لرفضها لأنها لم تقدم له شيء يسعد به او امل يرجى منه . كلهم يدعون الى حماية المذهب والدين , ولكن الدين والمذهب ما زالا بخير , ومن الاحسن لهم بلا من ذلك المنافسة على تقديم احسن الخدمات للمواطن العراقي . المواطن العراقي يريد دار سكن , يريد ماء و كهرباء بدون انقطاعات , يريد عمل بأجور تمكنه من العيش الكريم , و يريد قوانين يحترمها جميع العراقيون ولا احد فوقها .
لقد كانت تعليقات قراء خبر هجوم السيد على المالكي ليس مفرحا ولم يعفي أحدا من الذين يحكمون العراق بالعمالة لإسرائيل , أمريكا , وايران . حيث يقول احدهم وهو يخاطب المالكي والصدر بالقول " هؤلاء هم احفاد قتلة علي", واخر يقول "كلكم مثل بعض خربتوا العراق", واخر يدعو ويقول " اللهم اجعل باسهم بينهم شديد", واخر يصرح ويقول " طالب جزء من الشعب ان يحكمه شيطان ولا يحكمه حزب البعث , رحل حزب البعث وجاءت أمريكا بأعداد كبيرة جدا من الشياطين " واخرا يقول " الشرارة على وشك الاشتعال ! هؤلاء تقاسموا غنيمة العراق ونهشوا لحمه! الحمد لله عشنا اليوم الذي كنا نتوقعه", فتعضوا يا الو الالباب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى!
سهيل منصور السائح ( 2022 / 7 / 20 - 05:48 )
اذا كان رب البيت بالدف ضاربا ** فشيمة الهل البيت كلهم الرقص
اذا كانت الشيعة وهم الاغلبية منقسمين على انفسهم وكل تيار يكن العداء لمنافسه فعلى العراق السلام. ولا شك ان كل ما يستنتج من كل الاحداث التي يمر بها العراق هو ان العراق مصيره الانقسام الى دويلات تتحكم بها دول الجوار اوسيصبح - لبنان الثانية-. نتمنى من احرار العراق البعيدين عن الطآئفية والمذهبية ان يعيدوا مجد العراق المفقود وان ادى ذالك الى ثورة عارمة تتطلب التضحيات. الاسف كل الاسف على بلاد الرافدين.اثبتت الاحداث في كل الدول التي حدث فيها انقلاب واستولت عليها الاحزاب الدينية ان مآلها الى الخراب وان الاحزاب الدينية ليسو اهلا للحكم.


2 - شكر وتقدير
محمد رضا عباس ( 2022 / 7 / 20 - 19:04 )
اشكر تفضلكم بقراءة المقال واشكر تعليقك الراقي والمهذب واملي ان يكون العراق واهله ان يعيشوا بسلام و تقدم اقتصادي . المواطن العراق تعب ولابد له من حكومة تستجيب لمطالبه

اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي