الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرن من المقاومة.. في الذكرى المئوية لتأسيس الشيوعي الياباني

رشيد غويلب

2022 / 7 / 20
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


في 15 تموز الجاري، احتفل الحزب الشيوعي الياباني، الذي يعد الحزب الأقدم في البلاد، بمرور قرن على تأسيسه. ومنذ التأسيس امتلك الحزب شبكة تنظيمية تغطي جميع انحاء اليابان. وتبلغ عضوية الحزب اليوم 300 ألف رفيقة ورفيق. ويمتلك الحزب 2600 ممثل يتوزعون على البرلمانات الإقليمية والمحلية، بينهم 10 نواب، من مجموع 465 نائبا في البرلمان الوطني وبالتالي فان الحزب واحد من الأحزاب الحاضرة في مشهد البلاد السياسي.

تعدد أشكال القمع
تعرض الحزب في مراحل مختلفة من تاريخه إلى حملات قمع متكررة، وكان على الحزب تقديم العديد من الشهداء ليحافظ على استمراره، وشهدت السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية سقوط العدد الأكبر من الشهداء. وقبيل عام 1950 قدم الحزب العديد من الشهداء في سياق ما يسمى بـ "التطهير الأحمر". ويعتز الشيوعيون اليابانيون بشهدائهم، ويرجعون استمرار الحزب لتضحياتهم الكبيرة. وعلى الرغم من أن عضوية الحزب لا تكلف صاحبها اليوم حياته، الا أن الحزب يخضع كالسابق لرقابة الأجهزة الأمنية، التي تعتبره "معاديا للمجتمع".

العضوية في الحزب الشيوعي الياباني ليست مسألة هينة، فهي تعني ان يقدم الأعضاء 1 في المائة من رواتبهم للحزب، ويتابعون جريدة الحزب "أكهاتا" (العلم الأحمر)، ويحضرون اجتماعات منظماتهم، ويقدمون خدمات اجتماعية. ويعتبر الشيوعيون الأكثر ولاء لوطنهم اليابان، ولا ينافسهم في ذلك، الا الذراع السياسي للطائفة البوذية سوكا غاكاي. وتعد توزيع جريدة الحزب مهمة أكثرية أعضاء الحزب اليومية. لقد جعل هذا الالتزام الحزب الشيوعي الياباني أحد أكبر الأحزاب الشيوعية غير الحاكمة في العالم.

ويعود استمرار نشاط الحزب، بين أمور أخرى، إلى عدم تعرضه للحظر خلال عقود الحرب الباردة، كما حصل للحزب الشيوعي في المانيا في عام 1956. في عام 1950، فكر رئيس الوزراء الياباني آنذاك شيجيرو يوشيدا في حظر نشاط الحزب، ردا على التوجه نحو اليسار في المجتمع الياباني بعد الحرب العالمية الثانية. وكذلك ردا على الأنشطة والاضرابات العنيفة التي نفذها الحزب، لكنه وضع الفكرة جانبا، لقناعته بان احتمال قيام الاشتراكية في اليابان غير وارد.

لقد اختط الحزب طريقه الخاص في وقت مبكر. ومنذ أوائل الخمسينيات، لم يكن طرفا في الصراع السوفيتي – الصيني، ولم يتبن سياساتهما. لقد أدى الضغط الخارجي، في فترة ما إلى تقسيم الحزب. وبعد بضع سنوات من الاضطرابات، تمكن الحزب الشيوعي الياباني من التغلب على الانقسامات والتخلص تدريجياً من نفوذ موسكو وبكين. وفي عام 1955 تم اتخاذ قرار متابعة الثورة بالطرق السلمية. بعد ذلك، تطور الحزب الشيوعي الياباني ليصبح ناقدًا رئيسيًا للسياسات الصينية والسوفياتية ولاحقًا الروسية. لقد خرج الحزب من عقود الحرب الباردة سالما نسبيا.

تراجع النفوذ
على الرغم من محاولة الحزب الاحتفاظ بخصوصيته، الا انه دفع أيضا ثمن تداعيات تفكك الاتحاد السوفياتي والبلدان الاشتراكية في شرق اوربا. لقد انخفضت عضوية الحزب، خلال الثلاثين عاما الماضية إلى النصف، وكذلك قراء جريدته المركزية من ثلاثة ملايين في عام 1990 إلى مليون في عام 2020 فقط، مع الاخذ بالاعتبار أيضا تأثير تطور تقنيات الاعلام في بلد مثل اليابان. ويواجه الحزب مجموعة من المصاعب منها: ارتفاع متوسط عمر أعضائه وناخبيه، والاختلافات في صفوف تحالف يسار الوسط، الذي تأسس في عام 2015، بمشاركة الشيوعيين، خصوصا فيما يتعلق بالعسكرة والسياسات الأمنية. وهناك حساسية مفرطة تجاه الشيوعيين، خصوصا بين الفئات العمرية 40 – 60 عاما، التي شهدت تفكك الاتحاد السوفيتي.

مواقف واهداف تحتفظ بحيويتها
بالأمس كان كل شيء خاضعًا للإمبراطور، وكان الحزب الشيوعي الياباني يناضل من أجل المزيد من الديمقراطية. واليوم تحكم الولايات المتحدة والشركات الكبرى في الواقع اليابان، والحزب الشيوعي الياباني هو القوة التي تدين هذه الانتهاكات بوضوح تام. وبينما كانت كوريا، في العشرينات، مستعمرة يابانية، وكانت توظف كنقطة انطلاق للتوسع في الصين، ناضل الشيوعيون من أجل السلام. واليوم يلعب الحزب دورا رئيسيا مناهضا لسياسات العسكرة، التي ينتهجها الديمقراطيون الأحرار الحاكمون. وينطبق الشيء نفسه، على نضال الحزب للمساواة بين الجنسين، أو خفض ساعات العمل، حيث لا تزال العديد من الأوضاع تراوح مكانها، ويقف الحزب في مقدمة المناضلين من أجل الأفضل. وفي نظام الأسرة القديم، كانت المرأة اليابانية تابعة لزوجها، وحتى لأبنائها. وتواجه اليوم تمييزًا في مواقع العمل أكثر بكثير من النساء في أوروبا.

ويتابع الحزب أسئلة الواقع الجديد، فيدعو إلى الانتقال إلى الطاقة المتجددة، والحفاظ على الموارد وحماية المناخ، ويطالب بالتخلص التدريجي من الطاقة النووية والوقود الأحفوري.

ويرى الحزب أن الناس هم الذين يصنعون التغيير في السياسة والمجتمع، وليس الأحزاب، لهذا يدعم الحزب ويشجع على الانخراط في الحركات الاجتماعية، وعلى هذا الأساس يقف الشيوعيون في مقدمة المناضلين من أجل السلام، ومكافحة الفقر، وتوفير الرعاية الطبية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران