الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العملية السياسية.... نعل مقلوب

صوت الانتفاضة

2022 / 7 / 20
كتابات ساخرة


عندما كنا صغارا كان الاهل يوصوننا بأنه إذا رأيتم "نعلا مقلوبا" فيجب "قلبه، تعديله" بشكل صحيح، لم نعرف تلك العادة او ذلك التقليد من اين اتى؟ فقط كانوا يجيبونا عن سؤالنا المكرر: لماذا "نقلبه" –أي النعل المقلوب-؟ لأنه "يغم الله"، وكنا مقتنعين جدا بهذا الجواب، فالإله في كل الديانات يسكن "فوق-في الأعلى"، وفي بعض الأحيان يقولون لنا انه "يجيب الفگر" أي النحس، والظاهر ان هذا التقليد موجود في الكثير من الثقافات، خصوصا المجاورة لنا؛ على العموم فان هذا السلوك لازال ساريا عند الكثير من شرائح المجتمع.

اليوم النظام السياسي القبيح "الإسلام السياسي+القوميين" الذي جيء به بعد احداث 2003، يمر بأزمة خانقة جدا، تتفاقم وتشتد يوما بعد آخر، بل ان اشتداد هذه الازمة قد يأخذ مديات أخرى مأساوية، فالسيناريو الأسود حاضر وبقوة، فالجميع يعتقد ان هذه القوى انتهت صلاحية وجودها، فلا مبرر ابدا لبقائها، أضحت منبوذة ومكروهة جدا، شرط بقائها "رضا، قبول" الرعاة الرسميون بها، اما اجتماعيا "شعبيا" فقد أعلنت افلاسها تماما.

الازمة وصلت الى الإطاحة ب "المؤسسين" الأوائل، وجوه كانت في يوم ما تسن دستورا وتحكم وتؤسس ميليشيات جديدة، اليوم أضحت مطلوبة من قادة ميليشيات من ذات العملية السياسية؛ اخوان الامس، رفاق الامس، أصدقاء الامس، باتوا أعداءً لدودين اليوم، يتجهزون للقتال والحرب، يضمر أحدهم للأخر الكره والحقد والضغينة، وصلت حد الإعلان عن ذلك في الفضائيات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

رفاق النهب والقتل والخطف والخراب والذيلية والتبعية صاروا أعداء، هذا ما آلت اليه امورهم؛ بعد عشرين عاما من حكم ميليشياتي عصاباتي تبعي، ها نحن نرى كيف بدأ التأكل ينهشهم، ينخر جسدهم، لقد قصرت الانتفاضة من عمرهم كثيرا، انهم في حالة ضياع وتيه، رأس يضرب-يصدم رأساً آخر، خياراتهم للبقاء محدودة، وطعم كل هذه الخيارات امر من المر ذاته.

نظام الإسلام السياسي والقومي هو "نعل مقلوب"، لا يمكن "تعديله-إصلاحه"، انه "يغم-يقهر" المجتمع كلما طال بقاؤه، يجلب المزيد من "النحس" من الخراب والدمار لهذا البلد، ويجب ازالته وانهاؤه.

#طارق_فتحي
ملاحظة:
هناك رواية بأسم "نعل مقلوب" للروائي سعد عودة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حفل تا?بين ا?شرف عبد الغفور في المركز القومي بالمسرح


.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار




.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها


.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع




.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض