الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
موت الخطاب النقدي، ونهاية مساعي النجاة
سجاد رعد
2022 / 7 / 21مواضيع وابحاث سياسية
لقد افترض أصحاب النظرية النقدية بأن الخطاب النقدي هو الواسطة الحقيقة لتفعيل دور التحرر داخل المجتمعات، وبقي هذا الموضوع من الموضوعات المهمّة التي شغلت حيزاً كبيراً من التفكير في تطوير آلياته وأساليبه داخل المجتمعات، خصوصاً بعد زوال سيطرة الكنيسة، حتى إنه أصبح أهم حدث تاريخي نتج عن الثورة الفرنسية، إلا أنه تلاشى فيما بعد وأصبح مجرد هالة نميّز بها مدعي التحرر لا غير، فضلاً عن استخدامه من قبل العامة بعد أن أنتجت الحداثة وما بعدها تطورًا هائلاً في مجال الاتصالات وأصبح الإنسان يعيش مرحلة انتقال فريدة من نوعها أطلق عليها علماء الاجتماع التفريد أو الأنا الجديدة وانتقل الإنسان من مرحلة المواطن إلى مرحلة الفرد، وكتب من كتب في هذا المجال أمثال "أورليش بيك" و"إليزابيث بيك"و"جول رومان" و"ريتشارد سينية" وكثيرون، محاولة منهم لرسم ملامح الإنسان في فترة ما بعد الحداثة ودراسة طموحاته، والمؤثرات التي قد تؤثر به على جميع الأصعدة والمجالات، فضلاً عن دراسة الفجوة المتنامية بين الفردية بوصفها قدراً والفردية بوصفها المقدرة الواقعية والعلمية التي تأكد على الذات، وبهذا أثبت الجميع إنَّ الإنسان في هذه الفترة انتقل انتقالاً نوعياً نحو البحث عن مصيره الشخصي خلافاً لمصير الجماعة، وبالتالي كبرت دائرة التناقضات في همَّة الأفراد كون السلطة العامة تنذر بعدم اكتمال الحرية الفردية في الذات الفرد، لذا أصبحت وظيفة الفكر النقدي تتجلى في إعاقة طريق الحرية أو إغلاقه تمامًا، بسبب العوائق والمشكلات العامة المستشرية التي تفوق قدرة الفرد في فترة ما بعد الحداثة، وَحَلَّتْ سياسة الحياة بدل من السياسة العامة، وصار الأفراد داخل المجتمع عبارة عن صورة شكلية لا غير، يحاربون آفات تحولات الحياة العامة ومجرياتها بمفردهم بعيدًا عن النصح غير المجدي الذي يدعوه أصحاب الخطاب النقدي، بصفتهم محررين ومنبهين الأفراد من الأخطار، على الرغم من معرفة بعضهم بعدم اهتمام الأفراد بالأفكار التي لا يتم يطرحها هنا وهناك، فضلاً عن علاقة الإنسان مع القوة الخارجية والميتافيزيقية، وما تستطيع أن تقدم له هذه القوة، بغض النظر عن حقيقتها وأهميتها له، فقد آلت مهمة التصميم والتنظيم والحفاظ على هذا الجهد المنظم على عاتق الإنسان نفسه، بعد تعطل الإله أو موته كما يطرح، لأنه في ظلّ هذه التحولات أصبح يعاني من مسألة العيش، وانقضاضه نحو أجله المحتوم من قبل العلم والسياسات العالمية المهيمنة، فزمن الدعاة والفلاسفة والمثقفين وأصحاب الفكر النقدي قد ولى، نتيجة تناقضات الحرية ومحاولة الإنسان في الثبات في زمن التغير، ولم يكتفِ البعض بهذا الحد من عدم المسؤولية تجاه هؤلاء ومشروعهم في إنجاز المهمّة التي أسندت إليهم، إلا أن المنظومة التي انبثق عنها هؤلاء أصبحت تتهم بالعجز والخداع على الرغم من مساعيهم الغزيرة..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رويترز عن مصادر أمنية: 36 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم
.. شعارات الحملات الانتخابية..جدل الإنجازات وسخاء الوعود
.. المرصد: الغارات الإسرائيلية على حلب استهدفت مستودعات أسلحة ت
.. مسؤولون أميركيون: أضعفنا قدرات الحوثيين لكن الحرب ضدهم لم تن
.. كيف نراقب الوزن في شهر رمضان؟ |#رمضان_اليوم