الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مريم العذراء والعلاقة المحرّمة (2)

باسم عبدالله
كاتب، صحفي ومترجم

(Basim Abdulla)

2022 / 7 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كان سيمون ماجوس simon Magus المعروف أيضًا باسم سيمون الساحر، شخصية دينية تم تسجيل مواجهتها مع فيليب في أعمال الرسل 8 : 9-24. تم تسمية فعل السيمونية، على اسم سمعان الذي حاول شق طريقه إلى الرسل. وفقًا لأعمال الرسل، كان سيمون سامريًا أو شخصية دينية في القرن الأول الميلادي وتحول إلى المسيحية توجد روايات لسيمون من قبل كتّاب القرن الثاني، لكنها لا تعتبر قابلة للتحقق. تظهر التقاليد الباقية عن سيمون في النصوص الأرثوذكسية، ان المراهقة مريم هيرود مع تيبيريوس عندما عاد إلى روما لرؤية والده الإمبراطور في وقت مبكر من 9 قبل الميلاد، وقد حمل ابناها التوأم عن طريق الاغتصاب أو الزنا من قبله في زمن. كان من الممكن أن تكون مريم هيرود قد تزوجت بعد ذلك، لأن التقاليد في ذلك الوقت قبلت الزواج المبكر للفتيات الصغيرات ... سميت ماريمني هيرود ابنيها يشوع ويهوذا وأطلق عليهما السكان فيما بعد لقب "بن بانثيرا" ( ابن بانثيرا) على اسم "الزاني الآب. ثم تم نطق اسم يشوع ونطقه باسم يسوع في ترجمات اللغة الإنجليزية ” (1) لقد اختلط التشابه في اسم يسوع او يشوع او حتى يشو، ممكا يدلل على صعوبة العثور على شخصية حقيقية وقعت عليها بعض الاحداث التاريخية واتفقت على ذكرها كل المصادر التاريخية، هناك من يظن ان يسوع شخصية اسطورية تبنى وجودها التاريخي في اسفار العهد القديم الكثير من محرري النص الديني، لقد اجتمعت كذلك اشارات تاريخية كثيرة الى اسم ” يشو” تم انتسابها الى بانديرا الجندي الروماني، كان يشو يحمل صفات يسوع المسيح بقدراته الهائلة وقد قتل بالطريقة التي قتل فيها المسيح، لقد اصدرت عليه المحكمة اليهودية حكم الموت، وكان بحسب الشريعة اليهودية ان يعلق على شجرة كما اشار ذلك اليها بولس في رسالته الى اهل غلاطية من الاصحاح الثالث ” المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب: ملعون كل من علق على خشبة ” فأذا كان المسيح افتداه بدمه، كان من العار صلب الخارج عن الناموس ويعلق على شجرة. لم يشاهد بولس صلب يسوع وفترة تعليق يشو على خشبة تتزامن ذات الأحداث بما وقع ليشوع المسيح. هناك قرائن تستنطق الحقيقة ليس هناك شخصان بل شخص واحد، اما ان يكون يشو ابن بانديرا او ايسوع ابن مريم من علّق على الشجرة او علّق على الصليب. اشارت الحقائق التاريخية ان بعض الباحثين ذكر ان هناك اشارات الى يسوع في عدة مقاطع من التلمود وقد ورد اسم يشوع، وكان لفظاً آرامياً للإسم العبري يشو. هذا الإختلاط في ذكر اسم يشوع و يشو قد تسبب في صعوبة التعرف على حياة يسوع الشخصية، وخاصة في علاقة مريم او ماريمني ام يسوع وعلاقتها بالرومان. لقد اثبت التاريخ ان زوج ام يشو بن بانديرا قد تحدّث مع عكيفا بن يوسف قبل اعدامه، فهذه الأحداث ممكن انها وقعت بالفعل قبل ولادة او صلب يسوع (2) في القرن الثالث عشر تشككت الكثير السلطات الكاثوليكية بمصداقية التلمود فتم حدف الكثير من المقاطع والنسخ التاريخية التي تم درجها في التلمود هي الاخرى قد اختفت نتيجة خوف اليهود في الاضطهاد لكن يبدو ان التلمود استعاد بعض الاجزاء التي فقدت لكن الخلاف حوال التلمود بين المسيحيين واليهود باق لن يزول.
لا احد يعلم تاريخ ميلاد ووفاة مريم او ماريمني، ان انجيل متى الوحيد الذي اخبرنا ان مريم كانت حاملأ قبل ان تمارس الجنس مع يوسف، واثباتاً لذلك اقتبس متي نبؤة من العهد القديم تقر أن ” العذراء ستحبل وتلد ابناً وسيسمى عمانوئيل، اي الله معنا، لكن يبدو ان اسمه صار يطلق عليه يشو او يشوع. ورغم ان مجلس الكنيسة في روما اعتبر مريم عذراء حتى بعد ولادتها يسوع،. كل هذا بالرغم من إعلان الأناجيل أن ليسوع إخوة وأخوات كما ورد مثلاً في مرقس اصحاح 3 ، متى اصحاح 12 . بحسب العقيدة الكاثوليكية ولدت مريم بلا خطيئة لكن وفقاً للاهوت ولد كل إنسان بالخطيئة الأصلية التي ورثها من آدم وحواء وهو أمر لا يستقيم مع العقيدة المسيحية بخصوص مريم. بحسب سليسوس Celsus الفيلسوف اليوناني من القرن الثاني، ومعارضاً للعقيدة المسيحية، وكان يرى ان لاهوت المسيحية هي جزء من الافلاطونية وكان يدافع عن المعتقدات المقبولة. اقر ان ماري او ماريمني كانت على علاقة غير شرعية مع جندي يدعى بانثيرا او بانديرا. لقد اعترف الوثنيون في القرن الثاني بأن المسيحيين يؤمنون بالولادة من عذراء. لم يكن هذا شيئاً مكتوباً في الكتب المقدسة، لكن تم ذكره فيما بعد، كان المسيحيون قادرين على تقبل ادعائات يسوع دون اعمال العقل في اقواله، وكان الاستعداد الفطري قوي في العقول المتدينة ان تتقبل اي شي يربطها بعالم الغيب، فمن السهل خداعهم، وقد ذكر ضمن صفاته انه الساحر، خاصة ان قصة الولادة قد دخلت احد الاناجيل في القرن الاول. لقد بنيت اصلا الولادة من عذراء بلا دليل عقلي وهي مسألة شخصية تعلقت بين مريم ويوسف لا غير، فلا يمكن بناء عقيدة سماوية الأمر فيها شخصي ولا يمكن البرهان عليه. بولس نفسه ” لا يتحدث في رسائله عن والد يسوع ولا يذكر والدته بالاسم ... لا إشارة في رسائل بولس الى ان يسوع ولد من امرأة عذراء .. ما تقوله الأناجيل عن يسوع نجد الاربعة منها تجمع على ان والد يسوع كان يسمى يوسف ” (3) كذلك لم توجد اشارة في انجيل مرقس ويوحنا الى ولادة يسوع من عذراء، تناقض رواية متي ولوقا كما اسلفنا لا يتفق مع القول بولادة يسوع من عذراء، المصادر المتوفرة عن هيرودس وعن عهده لم تأت على اي ذكر لقيامه بقتل جميع الذكور من اطفال بيت لحم اليهودية وجوراها في اي وقت.
القصة الحقيقية ليسوع هي قصة يشو بن بانتيرا ومريم بن ستادا والدته، التي تربطها علاقة غير شرعية مع بانتيرا، جندي روماني، الذي تعلم فنون السحر في مصر و "ضلل الكثيرين" بحسب التلمود حيث يمكن للمرء أن يجد هذه المعلومات مخفية بعناية بعيداً عن أعين غير اليهود. اشارت مخطوطات البحر الميت الى علاقة يشوع بالأسينيين، اذ كان تأثيره على الحركة الإصلاحية كبيرا، فلقد كان معروفاً لمسيحيي القرن الاول ويعرف بإسم يسوع او يشو او جيسوا بن بانديرا، لقد اخبر اوريجانوس ان خصمه اللدود سيلسوس سمع من يهودي في القدس ان يسوع او يشو بن بانتيرا ولد من مريم نتيجة اغتصاب من قبل جندي روماني يدعى بانتيرا ، وأنجبت الطفل سراً ، لماذا اخفيت طفولة يسوع ان لم يكن بن بانديرا او غيره او حتى ان كان بن يوسف على الناس، لماذا لم يتم التعرف على ماضيه الا بعد ان تجاوز 12 عاماً من عمره؟
إن خوف المسيحيين في القرن الأول من وجود بعض الحقيقة في هذه الإشاعة يتضح من حقيقة إحراج مَرقس الواضح فيما يتعلق بأصل يسوع. لم يذكر مرقس، الكاتب الأول للإنجيل الكنسي، يوسف على أنه الزوج الفعلي لمريم. كان من العادات الرومانية وعادات اليهود تضمين اللقب الأبوي كجزء من الاسم الكامل للشخص؛ ومع ذلك، لم يظهر في أي مكان في العهد الجديد لقب يسوع أو يوسف، لهذا الأمر. هناك إشارة تلمودية واحدة على الأقل إلى Jeshu على أنها الابن غير الشرعي لبالغ تدعى Mary Magdala هناك العديد من الإشارات المثيرة للاهتمام الى Yeishu ha Notzri لاحظ تشابه الاسم مع "يسوع الناصري"، هذه المراجع التلمودية من Baraitas و Gemara ، وبالتالي يفترض العلماء المسيحيون أنها معادية للمسيحية؛ لقد رفضهم المدافعون المسيحيون ببساطة على أنهم يشيرون إلى شخص آخر أو أنهم دعاية ملفقة. ولكن إذا كانت حقيقية، وكانت تشير بالفعل إلى يسوع الذي يتحدث عنه المسيحيون، فإنهم يضيفون دليلاً على الادعاء بأن قصة يسوع الناصري مبنية حقًا على حياة Yieshu ha Notzri ، ربما يكون معلم الاستقامة الإسيني. " تشير الدلائل إلى كونه مؤسس النوتزري كما عُرفت الطوائف في فلسطين في القرن الأول، وحركات يسوع للعلماء المعاصرين.
تجدر الإشارة هنا إلى أن نسخة التلمود لا تزال مستخدمة من قبل معظم العلماء المسيحيين المعاصرين، وهي عادة النسخة المعروفة التي تم تحريرها بشكل كبير من قبل المسيحيين بحلول القرن السادس عشر على الأرجح لإزالة الإشارات الخطيرة إلى Yeishu ha Notzri وأتباعه، و Notzrim ، روايتها غائبة عن هذا الإصدار. لكن النسخة الأصلية، التي لا تزال تستخدم من قبل العلماء اليهود، تعطينا بعض التفاصيل الغنية. اعتبرت سلطات المعبد في ذلك الوقت Yeishu ha Notzri مهرطقاً مثيراً للمشاكل، وعندما سئموا منه أخيراً ، قدموه للمحاكمة. أدين بالهرطقة، وحُكم عليه بالتجول في المدينة لمدة 40 يومًا، وكان أمامه منادي، وهو يصرخ أنه إذا كان لدى أي شخص سبب يمنعه من إعدامه، فعليه التقدم. عندما لم يفعل ذلك، رُجم حتى الموت، وعُلِّق جسده على شجرة عشية عيد الفصح. لاحظ الموت عشية الفصح. أيضاً تعليق الجسد على الشجرة، في ذلك الوقت، علامة على الحقارة، وتشابهها مع أسطورة الصلب.
مثلا عندما يقول المسلمون بوضوح أن رجلاً يدعى يسوع والدته تدعى مريم، قد شفى المرضى، ومشى على الماء، وأنجبته أمه عذراء، وتكلم في المهد، والمسيح القادم في اواخر الايام، انما في الحقيقة يسوع آخر ومريم أخرى، ذلك ان الأختلاط التاريخي رغم الصورة الإيجابية عنه، إلا القرآن ليس مرجعاً تاريخياً لسببين، الاول ان الفرق الزمني يقترب من 600 عام سبق ظهور الإسلام، فالمراجع يفترض ان توثق احداث وشهود وقرائن في زمن الحدث، ثانياً ان القرآن قد خلط بين مريم ام المسيح، ومريم اخت موسى، ذلك ان النص القرآني قد شهد ان مريم اخت هارون بنت عمران، بينما عمران كان والد موسى وهارون ومريم اختهما في فترة سبقت ولادة المسيح بعدة قرون، فليست هي مريم التي اشار اليها القرآن، كذلك ليس مستبعدا ان يتم هناك الخلط بين أن يكون رجلاً آخر يُدعى يشو او يشوع من علاقة بانديرا بمريم الذي قُتل في سن 30- 34 تقريبًا. تم إخفاء التلمود الحقيقي الذي احتوي على الكلمات غير المحررة والجمل بعيداً عن الجمهور وتم طباعة إصدار آخر يحتوي على كلمات محذوفة للجمهور، بهدف ازالة النسب الحقيقي ليسوع، وهذا ما تعرض له اليهود في فترات سابقة، من التنكيل والترهيب، لا يوجد سبب للاعتقاد بأن Yshu ha Notzari ويسمى كذلك Yshu Ben Pandera ليس يسوع المسيح، وماهي القيمة التاريخية لظهور ملاك ليوسف في حلم ان يأخذ يسوع وامه الى مصر، كما ورد في انجيل متي، فلقد كانت مصر داخل يهوذا وجزءاً من الامبراطورية الرومانية، بحيث يسهل على هيرودس احضارهم، فليس الأمر مبررا الهروب لمصر لمجرد علاقة زنى تعرضت لها امرأة يهودية. القول ان هيرودس ظن بجنون العظمة أن الطفل سيهدد عرشه، ويسعى لقتله وانه اطلق مذبحة الأبرياء على أمل قتل الطفل، قطعا رواية ملفقة. اشار التلمود بأن الأب الحقيقي ليسوع كان جندياً رومانياً يُدعى بانتيرا أو بانديرا أو بانثيرا. ظهر لأول مرة في السجل التاريخي لأوريجانز كونترا سيلسوس، الفيلسوف الوثني قال عن مريم "عندما كانت حاملاً، تحولت خارج الأبواب من قبل النجار الذي كانت مخطوبة له، لكونها مذنبة بالزنا، وأنها حملت طفلاً لجندي معين اسمه بانثيرا " ظهرت هذه الحكاية الخاصة أيضا في التلمود في القدس واليهودية الساخرة المناهضة للإنجيل والتي تسمى Sefer Toledot Yeshu كتاب الأجيال والتاريخ، يتحدث عن حياة المسيح، بعض النصوص اليهودية القديمة المتأخرة تسمي يسوع "ابن بانتيرا" او ابن يوسف النجار وتشير ضمناً إلى أن القصة نشأت في القرن الأول الميلادي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س


.. كل يوم - د. أحمد كريمة: انتحال صفة الإفتاء من قبل السلفيين و




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: صيغة تريتب أركان الإسلام منتج بش