الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوبزبوم والتاريخ ج3

ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)

2022 / 7 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


• التاريخ فرع قائم بحد ذاته ولايقبل التجزئة ....وان الكثير من المؤرخين يبدون اهتماما متقدا بمصائر افراد مجموعات بشرية من النادر ان يعتقد عالم متخصص في بيئة الحيوانات مثلا انها مصائر تستحق كتابة ابحاث علمية عنها ، او ينصب اهتمامهم تحديدا على تلك الاحداث والمواقف الجزئية ، وفي نظره ان علماء البايولوجيا باستطاعتهم اذا شاؤوا يعاملوا شؤون الحيوانات كما يعامل المؤرخون شؤون البشر ، ويضرب مثلا برواية water ship down تتفق على وجه التحدديد مع ما كان مؤرخ من النمط العتيق وغابر القدم ، مثل زينوفون في عمله المسيرة سيكتبه ، عن الارانب (وهو يفترض ان المؤلف متمكن في علم الحيوان). هو يطالب ان يكون علم التاريخ واعي بذاتنا الانسانية قبل كل شيء ، ان يبني ويتحرك حول اثاث الحياة الانسانية الذي نعيش بينه ، بالنتيجة فان الذوات البشرية هم ذوات التاريخ وصانعيه حسب الرؤية الماركسية .
• فها هو هوبز يتحدث عن تقارب التاريخ والعلوم الاجتماعية في المقام الاول ، فلدينا التاريخ السياسي وهو (عودة الى اعتق اشكال النبش في الارشيف) خلال القرن 19 من كتب ماذا والى من في الحكومة ابان ازمة الحكم المحلي .... الخ. ثم التاريخ الاقتصادي وهوبز يعترض على مفاهيم التاريخ السياسي، الاقتصادي، النفسي ، الاجتماعي ، ... الخ.
فهذا يعتبره (تسويق التاريخ بين المحترفين، مثلما تساعد على تسويق مساحيق التنظيف بين الجمهور الاوسع) فاعتراضه ليس على قيام المؤرخين باستعارة تقنيات وأفكار من العلوم الاجتماعية الأخرى ، ودمج ىخر التطورات في هذه العلوم بعملهم التاريخي ،فاعتراضه على توزيع البضاعة التاريخية في سلسلة من الاواني غير المستطرقة اذ ليس هناك شيء اسمه تاريخ اقتصادي ، اجتماعي، انثروبولوجي ، تحليل نفسي، هناك تاريخ فقط). هوبزباوم يطالب الغوص بروح التاريخ، نعم هو مع المواضيع الراهنة ، من أسرة ، أمرأة ، طفولة ، موت ، طقوس.... الخ. فالتاريخ كلي المشكلة في المؤرخين ان التاريخ مزيج ناقص النضج جدا ، لايوجد فيه خارج الحقوق المتخصصة ، وحتى داخلها ، اتفاق حقيقي حول ماهي المشكلات الاساسية المهمة والحاسمة ، ومن ناحية اخرى ان المؤرخ نفسه يكون داخل موضوعه بطريقة لايكون بها ممارس العلوم الاخرى غير الانسانيات ، اما التطورات المستقبلية حول التاريخ فيوجزها هوبزباوم بما يلي :
1- ان الوقت مناسب للتوجه مرة أخرى الى تحولات بشرية ، والتي هي مسألة التاريخ الرئيسية ، وان نسال لماذا انجزت الرحلة بأكملها من الصيادين القاطعين، الى المجتمع الصناعي الحديث في منطقة واحدة من العالم ، وليس في المناطق الأخرى ، ويطالب باعتماد الاسس العقلانية والعملياتية على اقل تعديل بدلا من توسيع الموضوع عشوائيا.
2- السؤال المركزي المتمثل في كيف تنسجم الاشياء ، فيما بينها ، ولايعني بذلك ، اين يمكن العثور على الاليات الرئيسة في التغير والتحول التاريخيين لان هذا يرد ضمنا في مشكلة التاريخ الكبرى ، وما يعنيه هنا هو : نمط التفاعل بين جوانب مختلفة من حياة البشر ، مثلا بين الاقتصاد والسياسة ، الاسرة والعلاقات الجنسية ، الثقافة بالمعنى الواسع او الضيق او الوعي ، التحولات في نظر هوبزباوم تشكل بنية مترابطة بين التطورات الاقتصادية و(تكنولوجية – علمية ) ويتحدث عن اضمحلال طبقة الفلاحين كتطور تاريخي خارج افريقيا وآسيا واهتمام العلماء بالتطور التأريخي للكون ، هذا حديثه عام 1979 في كلية بيركبيك ، نستطيع ان نظيف اليها، اهتمام الناس اليوم بالكواكب والنجوم خارج المجموعة الشمسية ، الاحفوريات التي كشفت عن اصل البشر ما بعد 2000 م ومنها : هوموناليدي 2013 الذي وصل الحلقة المفرغ بين هومو ايركتوس والهومو السابينيس (الانسان العاقل الحديث) ، ان الاهتمام المتزايد بالطاقة النظيفة /البديلة/ المستدامة ، التي تقود الى تاسيس التنمية المستدامة ، ثورة الاتصالات الكبرى منذ تسعينيات القرن الماضي / العشرين والمتمثلة بالشبكة الدولية للمعلومات /الانترنت التي اسست تطورا تاريخيا جديدا غير معهود ، بل ها هي تستخدم الارشفة التاريخ (صورة وصوت) مما يشكل حتمية تأريخية حقيقية في معرفة المعلومة .
3- ماهو التاثير الذي تمارسه الخبرة والاحداث والمواقف التأريخية ، او لاتمارسه؟ وهذا يشتمل على اسئلة كثيرة من قبيل لماذا كان تاريخ المانيا و والنمسا الفكري في القرن 18 ، على هذا القدر من الاختلاف مع ان كل اثنين من هذه البلدان كانا ينتميان لغويا وثقافيا الى هوية واحدة .
4- ويصل هوبز الى تعريف محدد للتاريخ يفصل من خاله بينه كعلم وبين بقية الفروع الاخرى ، (الدراسة التي يجب ان تبحث في علاقة الاشياء غير المتساوية بالاشياء المتساوية ) وهو كفرع مستقل يتمز عن العلوم الاجتماعية الاخرى ، ذات التفكير التاريخي ،لان الاشياء الاخرى لاتكون متساوية ابدا فيه. النتيجة ان هنالك تطورا تاريخيا للمجتمعات البشرية في العالم وهو تطور معقد ومتناقض ولكنه ليس اعتباطيا عارضا .
• التأريخ الاجتماعي او تاريخ حركات الفقراء .....
• وهذا تاريخ مفعم بالآلام ، اذ هو تأريخ المقهورين والمستغلين (بفتح الغين) من قبل المستغلين(بكسرها) ، هذا التأريخ المؤلم موجود في كل الازمان والحضارات ، ففي حضارتنا الاسلامية نجد انه تاريخ الزنوج وثورتهم في البصرة 255هــ ، وتأريخ القرامطة الذين وقفوا بوجه العباسيين في سنة 278هــ بقيادة حمدان قرمط واقضوا مضجعهم لسنوات طوال، وتاريخ الحركة البابكية والخرمية في اذربيجان التي طالبت بحقوق الناس المهدورة من قبل الترك والعباسيين ، وتأريخ الفتوة وقدراتها الكبيرة في الاخذ بيد المظلوم والمسك على يد الظالم ، وهكذا بقية حركات الاحتجاج في التاريخ العالمي كل حسب منطقته ودولته وقد توقف هوبزباوم عند هذه الحركات وقسمها الى ثلاثة مسميات حسب ما اصطلح عليه (في السابق) بثلاثة معان متداخلة لتفسير معنى التاريخ الاجتماعي :
المعنى الاول: هو تاريخ حركات الفقراء (حركات اجتماعية) واعتبر ان هذا المصطلح هو اكثر تخصصا فيشير من حيث الاساس الى تأريخ الافكار والمنظمات العمالية والاشتراكية . ويعتبر ان هذه العلاقة متينة بين التأريخ الاجتماعي وتأريخ الاحتجاج الاجتماعي او الحركات الاجتماعية .. واعتبر ان هذه العلاقة تميل الى ان تكون عاطفية في التناول.
المعنى الثاني: ان المصطلح اي/ التاريخ الاجتماعي استخدم للاشارة الى اعمال حول طائفة متنوعة من النشاطات الانسانية التي يصعب تصنيفها الا بكلمات من مثل (تسلكات،عادات ،حياة يومية) .
وان هذا النوع من التاريخ الاجتماعي لم يكن موجها للطبقات الدنيا بل على العكس ويعتبره انه شكل الاساس غير المنطوق لما يمكن ان يسمى (النظرة الفضلية الى التاريخ).
المعنى الثالث: وهو ما يميل اليه هوبزبوم (صفة الاجتماعي تستخدم بالتراكب مع التاريخ الاقتصادي وان النصف الاقتصادي من هذا التراكب كان هو الطاغي بشكل ساحق) يقول هوبزبوم( بالكاد كانت هناك تواريخ اجتماعية ذات عيار معادل توضع الى انب المجلدات الكثيرة المكرسة للتاريخ الاقتصادي لبلدان وفترات ومواضيع مختلفة) ويرى هوبزبوم ان ما كان يهم المؤرخين منه هو تطور الاقتصاد وكان هذا بدوره يثير اهتمامهم بسبب الضوء الذي يلقيه على البنية والتغيرات في المجتمع وبصفة اخص على العلاقة بين الطبقات والفئات الاجتماعية . كما اعترف جورج انون George Unwin وحتى كلابهام حسب هوبزبوم جادل بأن التاريخ الاقتصادي هو الاكثر اساسية من بين كل صنوف التاريخ لانه اساس المجتمع. ان هوبزبوم يعتبر ان الاقتصادي يسود على الاجتماعي ويعزو ذلك الى ( نظرة في النظرية الاقتصادية كانت ترفض عزل الاقتصادي عن الاجتماعي،على المستوى المؤسسي وعلى مستوى العناصر الاخرى )وهذه رؤية الماركسيين والمدرسة التاريخية الالمانية . والسبب الثاني( السبق الخالص الذي كان للاقتصاد على العلوم الاجتماعية الاخرى في لحظة الانطلاق)بل يصل الى نتيجة مهمة مفادها بل انها معادلة اقتصادية تأريخية (اذا كان يتعين دمج التاريخ بالعلوم الاجتماعية فان الاقتصاد هو العلم الاجتماعي الذي كان على التاريخ ان يتفاهم معه)وهكذا فان العلاقة التحليلية لاي بحث تأريخي في تطور المجتمعات البشرية في تطور المجتمعات البشرية يجب ان تكون عملية الانتاج الاجتماعي.
ان هوبزبوم وعلى الرغم من اعترافه بحداثة المصطلح (التاريخ الاجتماعي) بواكيره منذ الخمسينيات حسب رؤيته لكن من المتعذر لديه لفت الانتباه الى الاهمية البالغة للثورات والنضالات التي اندلعت من اجل التحرر السياسي والاقتصادي للبلدان المستعمرة(بفتح الميم) وشبه المستعمرة موجهة اهتمام الحكومات والمنظمات الدولية ومؤسسات البحث ، وبالتالي اهتمام علماء الاجتماع ايضا الى ماهي من حيث الاساس مشكلات ناجمة عن تحولات تأريخية ). كما ويخرج هوبزبوم بنتائج مهمة في هذا المضمار اذ يعتبر ان خيرة ممارسي هذا النوع من التاريخ كانوا يفضلون ان يسموا ببساطة مؤرخين وان يسمى هدفهم (التاريخ الشامل) او(العالمي)شأن الفرنسيين العظام الذين ندين لهم بالكثير حسب قوله. وهنا ننتهي مع قول (فوستيل دي كولان) بان(التاريخ هو ليس ترامك احداث من كل صنف وقعت في الماضي ، انه علم المجتمعات البشرية). للبحث تتمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا


.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد




.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو


.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي




.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل