الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصمت يغذى القمع، إستمرارية حصاد الأعضاء البشرية القسرى فى الصين، و اضطهاد ممارسى الفالون غونغ

عبير سويكت

2022 / 7 / 23
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


لا تصمت، الصمت يغذى القمع

ضد الإبادة الجماعية الخفية لممارسي الفالون غونغ

عبير المجمر(سويكت)

منظمة السودان الجديد Lns(Le New Soudan)، بالتعاون مع جمعية الصحفيين و الكتاب المستقلين
‏JEI(Journalistes et Écrivains Indépendantes)،
نراقب عن كثب تطورات الوضع الحقوقي و الإنسانى فى العالم بصورة جمعاء، كما كنا حضورنا فى الوقفة التضامنية مع ممارسى الفالون غونغ بباريس (Place d’Italie), نأسف و ندين بشدة أستمرار نزع الأعضاء البشرية القسرى فى الصين لأغراض تجارية ، و استهداف أقليات بعينها مثل فالون دافا (والمسماة أيضا فالون غونغ) بهذا السلوك الإجرامي المنتهك لحقوق الانسان و للكرامة البشرية.

من المعروف أن النظام الصيني قد شارك منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في الإبادة الجسدية الجماعية لممارسي الفالون غونغ ، وجعلها وسيلة لإثراء القادة الشيوعيين، و قتلهم عند الطلب لتزويد سوق زراعة الأعضاء الصيني، و قد سبق ذلك عمليات
‎الاختطاف، والسجن، و الاعتقال الجماعى، و التعذيب لممارسى الفالون غونغ، و انتهاك حقوقهم،
و محاولات غسيل المخ المنهجي للعدول عن منهجهم، وإعادة التثقيف من خلال التعذيب،
و سفك أرواحهم، بعد أن أتبع النظام الحاكم الصينى سياسة إعلامية ممنهجة لبث خطاب الكراهية و العنصرية و التحريض ضدهم، مستخدمًا الإعلام المُغرض لزرع الفتنة بين ابناء الشعب الصينى، و تعبئتهم ضد الصينين من ممارسى الفالون غونغ، خوفًا من جماهيرتهم المتصاعدة، و الشعبية
التى باتوا يتمتعون بها.

أكثر من حوالى 70 مليون صينى يمارسون الفالون غونغ ، و يؤمنون بقدرته فى إصلاح و تهذيب الإنسان، و تحسين السلوك الفردى و الجماعى، فالفالون غونغ عبارة عن ممارسة تأملية تتمركز على مبادئ :
الأصالة, اللطف(حسن المعاملة)، والصبر (Zhen-Shan-Ren)، هى ‎أكثر من مجرد ممارسة رياضية بدنية ، حيث يعود جذور الفالون دافا إلى تاريخ ممارسة القدماء ، مؤكدين على الحاجة إلى ممارسة الفضيلة، والاستيعاب للخاصية الأساسية (الصدق - التراحم - التحمل).

و قد حققت نجاحًا كبيرًا فى عام 1999 ، انغمس ما بين 80 إلى 100 مليون شخص يوميًا لهذه التدريبات في الصين، حتى أصبحت الفالون دافا أكبر منظمة تطوعية في البلاد ، وتمت الإشادة بآثارها الصحية و عكسها للتفوق الحضارى الصيني ‎طبيًا، حتى أصبحت تمارس الآن في أكثر من 100 دولة، ويتم تدريسها مجانًا من قبل المتطوعين.

اليوم الفالون غونغ تحظ بشعبية كبيرة فى جميع أنحاء العالم ، و أتباع من شتى انحاء العالم، الأمر الذى أقلق النظام الصينى منذ 20 يوليو 1999، حيث تعرضت الفالون دافا(فالون غونغ) للاضطهاد الوحشي في الصين من قبل الحزب الشيوعي الحاكم،فقد كان هناك نوع من الإجماع من أعضاء الدكتاتورية في الصين أن شعبية هذه الممارسة، وعودتها إلى الثقافة الصينية التقليدية يشكل تحدٍ لسلطة قادة الحزب الشيوعي، فانعكس هذا الذعر في حملتهم القاسية، والغير قانونية للقضاء على الفالون داف، بعد ان شعر النظام الحاكم بقوة البطش، بسحب البساط من تحت قدميه، فقرر القضاء الفورى عليهم، مطلقًا تلك الحملات الأعلامية الدعائية التلفزيونية الضخمة، و المُغرضة للتحريض ضد الفالون غونغ بشتى الأساليب، بتشويه سمعتهم تارةً، و تارةً اخرى بتصنفيهم و وصفهم (بأعداء الشعب )، و زرع الفتنة بين ابناء الشعب الصينى الواحد متبعًا نهج ("فرق تسد، و تدوم فى السلطة") ، لذا عمل النظام الحاكم عبر مؤسساته على تعبئة، و تجيش جميع الصينيين على الإبلاغ عن ممارسى الفالون غونغ ، والمشاركة
في اعتقالهم .

من جانب أخر، عمليات الرصد و المتابعة المهنية، و التقارير الدولية كشفت عن إستمرارية حصاد الأعضاء البشرية القسرى، و أزاحت الستار عن ‎الإبادة الجماعية الخفية للنظام الشيوعي الصيني.

فبالرغم من محاولات العديد من الدول إدانة هذه الممارسات، و الحد منها ، إلا ان جميع المؤشرات توضح انها فى تنامى و تصاعد، ‎و قد أكد السير جيفري نايس ، المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، على إستمرارية ‎حصاد الأعضاء بالإكراه على نطاق واسع في الصين منذ سنوات.

و العجيب المثير فى الأمر، انه بالرغم من ان الصين ليس لديها نظام عام للتبرع بالأعضاء البشرية، ‎و رسميًا تم تسجيل 37 شخصًا فقط في جميع أنحاء البلاد ليصبحوا متبرعين ، مع ذلك ، فقد زاد العدد السنوي لعمليات الزرع، ومراكز الزرع بشكل كبير من عام 2000 إلى عام 2006 عندما تصاعد اضطهاد فالون غونغ، و كذلك ‎عمليات الإعدام التي تم تسجيلها في العشرين عامًا الماضية،
و قد أصبحت الصين قبلة السياح الباحثين عن أعضاء بشرية ، و تتراوح الأسعار فيها على النحو الآتى:

‎القرنية 30.000 يورو، ‎ القلب 130.000 يورو، ‎ الرئة 150.000 يورو،‎ كبد 100000 يورو،‎ الكلى 55000 يورو، البنكرياس 130.000 يورو.

‎في عام 2006 ، أوضح اللاجئين الطبيين الصينيين في الولايات المتحدة أن ممارسي الفالون غونغ المسجونين يتم استخدامهم "كبنك أعضاء حي" لسوق زراعة الأعضاء الصينية المربحة.

بينما أكدت ثلاث دراسات استقصائية دولية منذ ذلك الحين أن عدد عمليات الزرع التي يتم إجراؤها كل عام في الصين أعلى بنحو 10 أضعاف من الإحصاءات الرسمية ، التي لا تعترف إلا بـ 10000 عملية زرع سنويًا. فى ذات الوقت، لم يتم تقديم أي تفسير لهذه الوفرة من الأعضاء ، والتي بدأت مباشرة بعد حملة القمع على فالون جونج التي بدأت في عام 1999.

بالرغم من التفاعل الدولى مع هذه القضية، و شجب البرلمان الأوروبي، والكونغرس الأمريكي، ومنظمة العفو الدولية ، والعديد من الكيانات الأخرى اضطهاد الفالون دافا في الصين، و الدعوة إلى إنهائه على الفور، و تضامن كبار محامي حقوق الإنسان ، الذين وصفوا تلك الممارسات بالاضطهاد، و بالإبادة الجماعية، إلا ان عديد من المؤشرات تؤكد على أستمرارية تلك الممارسات.

‎كذلك بالرغم من أجراء تحقيق مستقل فى عام 2006
من قبل ديفيد كيلغور ، وزير الخارجية الكندي السابق (آسيا والمحيط الهادئ) وديفيد ماتاس ، محامي حقوق الإنسان، و
‎ التقرير الذي أكد نهب الأعضاء من ممارسي الفالون غونغ في الصين الذى صدر رسميًا في يوليو 2006، ونُشر لاحقًا في كتاب Bloody Harvest (2009).

و التقارير الدولية التى كشفت عن إساءة استخدام عمليات الزرع في الصين ، و التي نُشرت في عام 2012 ، مبنية على تعاون الأطباء في جميع أنحاء العالم ، و التى قدمت لمحة عامة عن المشكلة ، وتقارير عن العمل المنجز حتى الآن ، جمعيها مجتمعة دعت إلى متابعة الجهود لمكافحة هذه الانتهاكات.

فى ذات السياق، مع ثبات عمليات حصاد الأعضاء البشرية القسرى فى الصين لأغراض تجارية، من المعلوم ان هناك شراكات "فرنسية - صينية "، قد تكون قامت على أسس نية سليمة من الجانب الفرنسي حتى تساهم في دعم و تطوير الكادر الطبى الجراحى الصينى على زراعة الأعضاء، حيث شارك الجراحون الفرنسيون في تدريب الجراحين الصينيين على عمليات الزرع.
لكن من جانب اخر، و نظراً لتورط النظام الصينى و مؤسساته الجراحيه فى نزع الاعضاء البشرية قسرًا لأهداف تجارية كما سبق و ذكرنا، و بالأدلة المتراكمة، عليه ندعو الجانب الفرنسي لإعادة النظر فى تلك الشراكات المهنية، و إحداث مراجعات تضمن و تكفل ان لا يستفاد من هذا التدريب، و التبادل المعرفى فى أغراض غير رشيدة.

ختامًا، حرصًا منا على الوضع الحقوقي و الإنسانى فى العالم بصورة جمعاء، و إيمانًا منا بأهمية الدور التوعوي و التثقيفي فى مناهضة تلك الممارسات اللاإنسانية، و تسليط الضوء عليها، ندعو الجميع ‎لكسر حاجز الصمت الذى يغذى عملية الصمت، و يعطيها فرصة التوسع و التمدن، لآبد من التعبير عن رفض و إدانة تلك الممارسات، و جمع اكبر قدر ممكن من التوقعيات على الالتماس ضد الاتجار بالأعضاء البشرية.

#لا تصمت، القمع يتغذى على الصمت#.
#ساعد بالنشر و التوعية و التثقيف#.
# لا، لتعبئة بنك الأعضاء الحية قسريًا من الفالون غونغ و غيرهم#.
# لا، لسوق زراعة الأعضاء الصينية الغير شرعى#.


أدناه تذكير بالمبادرات الدولية و الجهود المبذولة فى هذا الشأن :

‎ مارس 2008 - وزير الصحة الإسرائيلي يقترح "قانون زراعة الأعضاء" الذي من شأنه أن يؤدي إلى وقف كامل لسياحة زرع الأعضاء الإسرائيلية في الصين.

‎ يوليو 2010 - يعاقب قانون العقوبات الإسباني الأشخاص المرتبطين بسياحة زرع الأعضاء ، بما في ذلك المتلقون الذين يعرفون المصدر غير المشروع للعضو.

‎ سبتمبر 2012 - الكونجرس الأمريكي يعقد جلسة استماع بشأن "اقتلاع أعضاء الحزب الشيوعي الصيني من المنشقين الدينيين والسياسيين" ، لإدانة هذه الممارسة.

‎ مارس 2013 - مجلس الشيوخ الأسترالي يمرر قرارًا يحث
‎ الحكومة لمعارضة حصاد الأعضاء القسري من
‎ السجناء.

‎ يونيو 2013 - قدم الكونجرس الأمريكي القرار H.RES.281 الذي يطالب الحكومة الصينية بإنهاء ممارسة نهب الأعضاء من جميع السجناء.

‎ تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 - وقع ما يقرب من 1.5 مليون شخص من أكثر من 50 دولة على عريضة دافو إلى مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ، والتي تدعو إلى وضع حد لحصاد الأعضاء القسري في الصين.

‎ ديسمبر. 2013- البرلمان الأوروبي يتبنى قرارًا ضد حصاد الأعضاء غير الأخلاقي في الصين.

‎ مارس 2014 - اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية
مع برلمان الاتحاد الأوروبي في إعلان مشترك أن ممارسات شراء الأعضاء في الصين "فضيحة" و "وصمة عار على
الإنسانية" و "يجب أن تتوقف على الفور".

‎ L’association LNS(Le New Soudan)
L’association JEI( Journalistes et Écrivains Indépendants)
Paris/ France

منظمة السودان الجديد
و جمعية الصحفيين و الكتاب المستقلين
باريس/فرنسا
22/07/2022
I








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن