الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يختارون الضعيف بدل القوي الامين؟

عدنان جواد

2022 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا ينصبون الضعيف بدل القوي الامين؟
ان العرب وقبل ان يصبحوا امة موحدة، كانوا يفضلون الفرقة والتناحر على الوحدة، فارسل الله سبحانه تعالى الرسول الكريم محمـد صلى الله عليه واله وسلم، والذي كان يوصف بالصادق الامين، لكنهم مع الاسف تصدوا له ولرسالته بعنف وقتل وتشريد له ولاتباعه، الى ان اقتنع الناس بالرسالة وامنوا به وبرسالته فاسقطوا اعظم امبراطوريات العالم في ذلك الزمن، ولكنهم عادوا للتشرذم والتناحر بعد وفاة النبي، فلم يقبلوا على توزيع العطاء بين الناس، وان يتساويا العبد وسيده ، وهذه بدعة ابتدعها الرسول ولا تنفع في هذا الزمن بعد توسع الدولة وبناء القصور وكثرة الولاة والخدم والحشم، لكن كان هناك رجالا لا يزالوا يؤمنون بمنهج الرسول في توزيع العطاء، تصدوا لهذا الانحراف وفي مقدمتهم الامام علي عليه السلام وابو ذر، لكنهما تعرضوا للقتل والاغتيال لان المزايا والمناصب والعطايا والهبات لا يمكن ان تعطى لمن هب ودب، بل يجب منحها لأبناء الذوات، وثار بعدها الامام الحسين عليه السلام على هذا النظام الذي يسرق حقوق الناس ويهبها للحواشي والاتباع ويحرم مستحقيها، وايضاً كانت النتيجة قتله واصحابه واهل بيته وسبي عائلته ، لأنه نادى بمنهج العدالة .
ففي كل زمن في ارض العرب وخاصة في العراق، من يتسلم الحكم يقول بشرع الله وتعاليم الانبياء والاوصياء والصالحين وانه خادم وليس حاكم، ولكن يحدث العكس، فيفقر الشعب ويحرمه من ابسط حقوقه، ويستغني هو ومن يلوذ به، واليوم تعاد المعادلة وبعد 19 سنة على التغيير الى الديمقراطية من نظام الدكتاتورية، لكن هذه الديمقراطية خلقت دكتاتوريات متعددة، اتفقت فيما بينها في تقاسم السلطة والمال والمناصب، لذلك زعماء ما سمي بالكتل السياسية غالباً ما يتوافقون على اختيار الوزراء والوكلاء والمدراء العاميين، حتى تضخمت اموالهم وعلت قصورهم وكثرت شركاتهم، وبالمقابل زادت معاناة الشعب من ناحية العمل وتوفير لقمة العيش، وازمة السكن وتوفر السكن الملائم لعيش البشر في دولة تعد من الدول الغنية، ونقص الكهرباء والماء، والعجز في الجانب الصحي وتوفير العلاج، فلم يبقى صبر عند الناس وفقدت الثقة بمن يقودها، وانهم مجموعة من اللصوص، فشرعت للتظاهر للمطالبة بالحقوق ، وقاطعت الانتخابات للتخلص من تلك الطبقة، لكنها في كل مرة تحتال وتجد مبرر لبقائها، واليوم وبعد مضي (9) اشهر على اخر انتخابات عام 2021، لم يتفقوا على تشكيل الحكومة، وان سبب الخلاف هو تقاسم الحصص، واختلاف التسمية بين الاغلبية والتوافق، وبعد انسحاب التيار ينوي الاطار تشكيل الحكومة، ويتم البحث عن شخصية ضعيفة لتولي اخطر منصب في الدولة، يكون من التوابع لزعماء الكتل الفاعلة والذي لا يستطيع ان يتخذ اي قرار بدون اخذ راي زعيم الكتلة التي رشحته ومصالح الكتل المتحالفة معها، فهؤلاء الضعفاء المرشحون لرئاسة الوزراء في الحكومة القادمة ان شكلت، سوف يقومون بخدمة كتلهم ويلبون طموحات ورغباتها، ولا يحركون اي شكوى او تطبيق القانون على كتلهم وزعمائها حتى وان ثبت سرقتهم للمال العام، كان المعول على قادة الشيعة الذين يدعون انهم من اتباع علي السير على نهج علي، باختيار شخصية قوية تملك الكفاءة الادارية والشجاعة بالوقوف بوجه الفساد والفاسدين، وان اختيار شخصية ضعيفة سيزيد معاناة المواطنين وتزداد منافع وامتيازات القيادات، وستتكرر ضربات تركيا للمدنيين ولا نملك غير الشجب والتنديد والاستنكار واصدار البيانات، فتلك الاحزاب تفضل شخصية ضعيفة وحسب الطلب، فهي تخشى على مستقبلها السياسي واستمرار نفوذها، وعدم ضعفها وتعرضها للعقوبة والمسائلة، فالتأخير في تشكيل الحكومة جريمة بحق العراق واهله، والناس تعبت من الانتظار وكل اعمالها معطلة تعيش في حالة خوف وترقب، ومن المعيب العودة لنفس الاسلوب القديم اسلوب المغانم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة


.. قوات الاحتلال تعتقل شابا خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس ا




.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد حرب إسرائيل


.. واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل وتحذر من عملية




.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را