الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


23 يوليو 1952

حسن مدن

2022 / 7 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


مرت أمس ذكرى ثورة 23 يوليو/ تموز في مصر عام 1952. وعلى جري العادة حين تمر هذه المناسبة نسمع ونقرأ تعليقات متضادة حول ما عنته هذه الثورة لمصر وللعالم العربي عامة، بين مؤيد لها ومعارض.

يبرز المؤيدون ما يحسبونه أوجهاً إيجابية لها، فهي لم تكن تعني مجرد انتقال مصر من النظام الملكي إلى الجمهوري، وإنما عنت تحولها إلى دولة ذات وزن وتأثير لا في محيطها العربي فقط، وإنما أيضاً في المحيط الإفريقي، وصاحبة كلمة مقدرة في حركة عدم الانحياز التي شكلت محوراً دولياً مؤثراً في «موازنة» الوضع الدولي فترة الحرب الباردة.

والحق أن مصر مهيأة من مختلف الأوجه لأداء هذا الدور، فإضافة إلى «عبقرية المكان» الذي تحتله، حسب وصف الراحل جمال حمدان، فإنها تمثل عمقاً تاريخياً وحضارياً، وللدولة فيها جذور تاريخية راسخة، تعود إلى آلاف السنين، وهي أول بلاد العالم التي كوَّنت وحدتها السياسية في حين أن ألمانيا أو إيطاليا، مثلاً، لم تحققاً الوحدة إلا مع بدايات الثورة الصناعية.

وإذا ما توفرت الإرادة السياسية، كتلك التي كانتها التجربة الناصرية، فإن مصر تتحول إلى قاطرة للعالم العربي نحو أن يكون فاعلاً ومؤثراً في محيطه وفي العالم، لكن التجربة تأثرت بما مر على مصر من تحولات بعد هزيمة يونيو/ حزيران التي كان بالوسع تدارك ارتداداتها لولا الرحيل المبكر لجمال عبد الناصر نفسه، ومجيء أنور السادات خلفاً له الذي قوّض القاعدة الاجتماعية والسياسية الداعمة للنهج الناصري، وصولاً إلى اتفاقيات «كامب ديفيد»، قبل أن يسقط قتيلاً على أيدي الجماعات التي كان هو من أطلق لها العنان، لتعيث خراباً لا في مصر وحدها، وإنما في العالم العربي كله.

وجهود خصوم عبد الناصر الكثر متواصلة في تسفيه تجربته ودوره، وهؤلاء من مشارب شتى، بينهم بعض جماعات «الإسلام السياسي» التي رأت فيه نداً قوياً لها، وبينهم بعض من يتشبهون بالليبراليين وهم أبعد ما يكونون عنهم، بزعمهم أنه لولا ثورة 1952 لكانت بواكير التجربة الديمقراطية في مصر يومها قد تطورت وتحولت إلى ديمقراطية راسخة على غرار النماذج الديمقراطية الأخرى في أوروبا.

وهذا القول ينقصه التشخيص التاريخي الملموس، فالتاريخ لا يكتب بالرغبات وإنما بمجريات الواقع وسطوته، فلا جدال أنه كانت هناك ثمة بواكير للديمقراطية في مصر آنذاك، لكن كان هناك فقر مدقع وحرمان من العيش الكريم للغالبية الساحقة من المصريين، وكانت هناك نسبة أمية مرعبة، ولا نعلم أي ديمقراطية يمكن أن تتطور في غياب حواملها الاجتماعية.

ويبقى إن أخطاء التجربة الناصرية ليست قليلة، وبعضها فادح، لكن منجزاتها أكثر من أن تحصى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا سيدي خليك في البحرين / فأهل مصر أدري بشعابها
صلاح الدين محسن ( 2022 / 7 / 25 - 02:14 )
أحيلك لكاتب مصري هو أديب وباحث وضابط جيش متقاعد ( موش ضابط محدود الفهم ب 50% ثانوية عامة ..بل كان متفوقاً نابهاً ) شارك في حروب عبد الناصر ثم السادات
محمد حسين يونس : الحصاد المر لإنقلاب 23 يوليو
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762898
وعن جمال حمدان . ومقولته العجيبة - عبقرية مكان - مصر - لا يوجد شيء اسمه عبقرية مكان . بل عبقرية الانسان , ان ظهرت أعطت للمكان مكانة وقيمة, وان غابت , ضاعت مكانة أي مكان / فما هي عبقرية مكان بريطانيا !؟ أو عبقرية مكان اليابان !؟ أو سنجابور !؟ انها عبقرية الانسان
جمال حمدان -أستاذ الجغرافيا - عزف علي نوتة عبد الناصر .. فحمل ما يسميه عبقرية مكان مصر , و تاريخها وأهراماتها ونيلها و ثقلها السكاني , وهويتها , ووضعها كلها - كما عبد الناصر - في جيب أمة أخري تبعد عنها جغرافيا , اسمها: الأمة العربية ..!! راجع كتاب : شاعر الجغرافيا - جمال حمدان
عبد الناصر مارس الانحياز الدولي ولعب مع كتلة عدم الانحياز والتعايش السلمي ! وهو يتهافت علي الحروب , وأشعلها , وساعد في اشعالها بأماكن كثيرة
عفواً أستاذ حسن , ومعذرة
مع الشكر والتحية


2 - الأنقلابات العسكرية لا تبني دولا بل تدمرها
د. لبيب سلطان باحث عراقي كاليفورنيا ( 2022 / 7 / 26 - 09:10 )
السيد الكاتب المحترم
مهما كانت مبررات الأنقلابات كالفقر والأمية فهي تفشل في بناء دولة تعالجها بل تخرب ماهو قائم ولا تشيد غير صرح القائد العسكري الذي قام بالأنقلاب بدل الدول المستقرة ، هذا حال مصر وسوريا وليبيا والعراق بعد الأنقلابات القومية فيها ،وعبد الناصر تحديدا دمر العراق وسوريا وجعلهما ساحة للأنقلابات القومية تحت شعار الوحدة العربية ودمرت انظمة ديمقراطية لتحل محلها انظمة ديكتاتورية الشخص الواحد وهذا لا يشرف الأحتفاء بهذه الأنقلابات فهي دمرت هذه البلدان ولليوم لايمكنها اعدة بناء دولتها ومؤسساتها بل والأنكى انها جعلت من اقوى الدول العربية واكثرها ثقافة وعمقا حضاريا دولا متخلفة ..قياسا بقدراتها فلايوجد ما يحتفل به غير البؤس وليس كما تشيرون من انجازات وهمية كحركة عدم الأنحياز فشعوبنا بحاجة للتنمية والديمقراطية وبنء مؤسساتها الكفوءة وليس لشعارات مثل معاداة الأمبريالية والنضال للوحدة العربية وماشابهها

اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا