الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة صناعة السينما في إيران

رضي السماك

2022 / 7 / 24
الادب والفن


مع أن إيران تعد واحدة من أعرق دول الشرق الأوسط في الفن السينمائي الحديث، إذ تعود بداياتها إلى مطلع القرن الماضي حينما اُفتتحت أول دار للسينما، إلا أن صناعة السينما مازالت تواجه عراقيل وتحديات خطيرة شتى في ظل نظام الملالي الحالي الذي تأسس بُعيد ثورة 1979، حيث جرى تهميش صناعة السينما، وتم تشديد الرقابة على الأفلام وحظر الكثير منها، كما جرى التضييق على المخرجين البارزين ، وحُصر أنتاج الأفلام في الموضوعات الدينية والتاريخية وفق رؤية متشددة، ومُنعت الأفلام الاجتماعية المعاصرة، وبضمنها أفلام الحُب والأفلام التي تتخللها أغاني وموسيقى معاصرة.
وفي أواخر التسعينات مع بدايات عهد الرئيس محمد خاتمي، جرى أنفتاح نسبي بفضله تم أنتاج أفلام سينمائية لافتة، وأخذ المخرجون الإيرانيون يحصدون مراراً جوائز في مسابقات سينمائية دولية، إلا أن مأثرتهم الحقيقية تتجلى في أن الأفلام التي فازوا بجوائز عليها جرى أنتاجها في بيئة طاردة لهذا الفن؛ جراء عدم تبنيهم ثقافة النظام الشمولي الأحادية والتي يفرضها على مجتمع برمته متعدد الثقافات، إذ تُقيّم أعمالهم الإبداعية بمنظور الغلو الديني المتحجر، كما يُحظر عليهم توظيفها للنقد الاجتماعي أوالسياسي. ولذا فإنهم يجترحون معجزة مقاومة الحصار المفروض عليهم بتمكنهم من أن يبزوا مخرجين عالميين توفرت لهم كل سُبل البيئة الصحية لازدهار ودعم صناعة السينما، فلو كان هؤلاء المخرجون الإيرانيون يعيشون في دولة اخرى ديمقراطية غير معادية للفن السينمائي لمنحتهم أرقى الأوسمة وأرفع الجوائز،في حين أن مكافآت النظام لهم تتمثل في تطفيشهم؛ لعدم سيرهم على نهج ثقافته الظلامية وذلك من خلال وسائل شتى، تبدأ بالرقابة على أعمالهم، ومروراً بمنع أكثرها، فسحب جوازت سفرهم، وأنتهاءً باعتقالاتهم وتلفيق تهم واهية لهم، كتهمة "الإخلال بالنظام" أو" الدعاية ضد النظام"بينما السبب الحقيقي يكمن في مضامين أفلامهم الناقدة للمظاهر السلبية الاجتماعية والسياسية التي يقف خلفها النظام، فضلاً عن أنشطتهم السلمية المناوئة له.
ولعل آخر حلقة في سلسلة أضطهاد المخرجين المبدعين ما جرى مؤخراً من أعتقالات تعسفية بحق ثلاثة منهم في إسبوع واحد،وهم كل من: محمد رسول آف،ومصطفى آل أحمد، وجعفر بناهي. ويتبوأ المخرجان الأول والثالث منزلة سينمائية دولية سامقة، فالمخرج آف نال جائزة "الدب الذهبي" لمهرجان برلين 2020 عن فيلم "لا وجود للشيطان"وسحبت السلطات جواز سفره للتوجه لإستلامها ثم أعتقلته، أما المخرج بناهي الذي حُكم عليه قبل أيام بالسجن ست سنوات فقد نال جوائز دولية عديدة، من أهمها جائزة "الدب الذهبي" لمهرجان برلين السينمائي في 2015 عن أفضل فيلم " تاكسي طهران"، وفي 2018 فاز فيلمه "ثلاثة وجوه" بأفضل سيناريو في مهرجان "كان".( نص المقال كاملاً على الموقع الأليكتروني).
ومنذ أعتقال أولئك المخرجين الثلاثة تتوالى التنديدات من الجهات السينمائية والحقوقية الدولية والمطالبة بالافراج الفوري عنهم، ومن هذه الجهات: مهرجان البندقية الذي يُعد أعرق المهرجانات السينمائية العالمية،ومهرجان برلين السينمائي،وإدارة المهرجان الفرنسي، وغيرها من المؤسسات السينمائية الدولية الأخرى. ومن المؤلم حقاً أنه في الوقت الذي تجري حملة تضامن عالمية مع هؤلاء الفنانين الكبار في بلد مجاور لنا تربطنا به علاقات تاريخية وثقافية،فإن مؤسساتنا ورموزنا السينمائية العربية وجُل مثقفينا وكتّابنا العرب يلوذون بالصمت المطبق، تماماً مثلما تعودوا اللوذ بالصمت عن الأنتهاكات التمييزية لحقوق المرأة الإيرانية، ومصادرة حرياتها الشخصية، ومن بينها حقها بعدم فرض الحجاب عليها جبرياً، وهو حق مكفول في كل البلاد العربية.
وإذا كان صمت بعض المؤسسات السينمائية العربية والخليجية والمثقفين والكتّاب العرب قد يكون ناجماً عن لا مبالاة أو سهو، فليس سراً أن صمت أكثرية منهم جاء عن قصد ممالئةً -للأسف - لإيران وحزب الله بذريعة أنهما من قوى " الممانعة" لأسرائيل وأميركا، أو تحت تأثير أرهابهما الفكري!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با