الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقد الذاتي لشخصية الكوردي عامة و شخصيته في اقليم كوردستان خاصة

هشيار بناڤی

2022 / 7 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


شخصيتنا معقدة جداً بسبب الظلم التاريخي الذي تعرضنا له و الذي شكل لدينا عقد عديدة يصعب حلها لعدم توفر فترة زمنية كافية نشعر فيها بالهدوء و راحة البال لكي نراجع فيها ما التصق بنفسيتنا و عقليتنا و انسانيتنا من اردان الماضي التعيس.
من اهم سلبياتنا هي: التناقض الحاد في سلوكنا و افكارنا و تصرفاتنا. صحيح ان هذه الحالة عامة لدى جميع الشعوب ذو الاكثرية الاسلامية و لكنها تبرز عندنا أكثر. فنحن نهمل مشاعر الاخرين و نغضب ان اهمل احدهم لمشاعرنا!. نذوب وجداً و عشقاً في أسم ((كوردستان))، و نكره الاسماء العنصرية لمحتلي بلادنا!، و نتعجب ان كرهت قومية تعيش معنا اسم قوميتنا المطلق على بلدَنا ألمشترك!. لا نهتم بما تجري من مآسي للشعوب الجارة لنا و نتهجم ان انكر غيرنا لمآسينا!. نكره العراق و نطالب العراقيين لكي يحبوننا!.
يقول المثل الكوردي: لا يدخل الافعى الى جحره إلا بعد أن يستقيم.
و علينا تقليد الافعى في استقامته ان اردنا العيش مع الشعوب الكبيرة و الصغيرة التي تعيش معنا. لا يجوز لنا بعد الان ان نربي اطفالنا على حلم كوردستان الكبرى و التعايش السلمي مع الاخرين في نفس الوقت!، لان ذلك الحلم لن يتحقق إلا ببحور من الدماء تسال منّا و من غيرنا!. لا نرى غرابة منطقنا الاعوج إلا عندما نشاهد غرابة المسعور اردوغان المتناقض مع نفسه و مع الشعوب التركية و كذلك نرجسية العربان الذين يحلمون بختم ما يسمونه بالوطن العربي بختم قوميتهم و تحت شعار (امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة!) رغم اكذوبة شعارهم هذا لان العرب يتألفون من عدة امم و لم يكونوا امة واحدة قط و لن يكونون كذلك ابداً.
لا اصادر اراء الكورد الاخرين فهم احرار لتبني شعار ـ (كوردستان أو الموت!) او ـ التخلي عن الاحلام القومية العنصرية.. و لكن الذي يؤلمني هو:
مرض الفصام ـ الشيزوفرينيا الذي نعيشه.
منذ اكثر من عقد و أنا اكافح لحل هذه العقدة المرضية بمئات المقالات و منها ايجاد اسم غير عنصري لاقليمنا ككيان سياسي و ليكن أقليم كركوك مثلاً ليشمل جميع لواء شهرزور ـ الموصل التاريخية.
كم سيكون اعادة تكوينه اسهل بألف مرة من المطالبة بحقوق عنصرية بين جيران عنصريين لحد العظام؟!.
كم سيكون مباركاً عندما تتخلى سوريا الجديدة عن ذيلها العنصري (العربي!) الملحق بها جزافاً؟!.
كم من المشاكل الكبيرة ستحل بجرة قلم ان اقدم الدولة المسمات ظلماً بالتركية الى تبديل اسمها باسم تاريخي يرى جميع شعوبها انفسهم فيه كدولة ((اندول)) او ((آسيا الصغرى)) مثلاً؟!.
هذا الامر يشملنا ايضاً فبتخلينا عن موروث عقدنا المرضيّة سنوفر جهود جبارة و اموال طائلة تتهيأ لبناء وطننا و تربية اجيالنا القادمة تربية تنويرية انسانية صحية غير عنصرية.
برلين
25.تموز.2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة