الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن نومِ أصحاب المصلحة في الكهف العراقيّ العظيم

عماد عبد اللطيف سالم

2022 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


نحنُ الآنَ(كما كُنّا دائماً).. "أُمّةٌ" مُنقَسِمةٌ على ذاتها، وماهيّتها، وفحواها.. يتحكّمُ بها "رُعاةٌ" فاسِدونَ ومُستَبّدون.. و يرزَحُ تحت ثُقلِ قيودها المُذِلّة، رعايا خانِعون .
ليس سهلاً إعادة تشكيل هذه العلاقة، أو إعادة هيكلتها .
وما يختصرهُ البعضُ بضرورة التأسيس لـ "عقدِ اجتماعيّ جديدٍ" بين طرفي المعادلة المجتمعيّة هذه، هو مطلبٌ طوباويّ.. تماماً مثلما يقفُ رجلٌ مُتحضِّرٌ قادمٌ من بلَدٍ مُتحَضّرٍ على باب أحد الكهوف، وهو يتوسلُّ لساكنيهِ أن يخرجوا الى المدينة، ليُوَقّعوا معهُ "عقدا اجتماعيّاً جديدا"، يُنظّمُ علاقات الاقتصاد والسياسة، والجغرافيا والتاريخ، والثروة والسُلْطة، بينهُ وبينهم .
أنظروا الى الشاشات الآن.. واستمِعوا لما يُقال.. وأقرأوا ما يُكتَب.. ولن تجدوا غير ضجيج اللغو حول السيفِ والقبيلة، وصَخَبِ الراياتِ والقصائد، ونُذُر الخرابِ في نزاع "الزعامات"، و الغبارِ المُصاحِبِ لحروب الماء والكَلأ.
نعم.. حروب الماء والكَلأ.. وقد أُضيفَ إليهما النفط.. وفيما عدا ذلك لا توجدُ حربٌ من أجل الحقوق، ولا صراعات هويّة، ولا تطلّعات شعوبٍ الى حياةٍ أفضل .
كيفَ سيتمُّ اخراجُ "أصحابُ المصلحةَ Stakeholders "الجائعونَ وأشباهِ العُراةِ، من البوادي والكهوف.. لإقناعهم بأنّ ثمّة من يضحك عليهم، وأنّ بإمكانهم أن لا يموتوا أبداً من الجوع، وأن لا يخافوا أبداً من "الحيوانات المُفترِسة"، بل أنّ هذه "الحيوانات"هي التي تخاف منهم في واقع الأمر، وأنّ ما يحتاجونه من أجل هذا كلّه هو القليلٍ من التضامن و القليل من التعاون والقليل من الثقة فيما بينهم.. وأنّ في غابات بلدهم وانهاره و جباله و سهولهِ وبواديه ما يكفيهم ويَفيض.. وأنّ هناك مشاكل قد تعترضُ التوزيعَ العادل للثمار والدفء(كما في كلّ بلدٍ آخرَ في هذا العالم).. وأنّ هذا كلّه يمكنُ "التوافق" عليه في اطار "قانونٍ" يكتبهُ الجميع، ويحفِظُ حقوق الجميع، ويعرف تفاصيلهُ الجميع.. وأنّ لا حاجة لهم بعد ذلك لـ "زعماء" يُلَوّحونَ بـ الرماح، ولا لـ "قادةٍ" يمتشقون السيوف، ولا لـ "شيوخ، و أغوات، و سادة" يتأبّطونَ الخناجر، ويصرخون.. ونمضي نحنُ، كُلّنا، الى حتوفنا معهم.
قولوا لنا كيف سنُخرِجُ هؤلاء المساكين"أصحاب المصلحةِ" الحقيقيّين من كهوفهم "الطوعيّة".. قبل فوات الأوان..
وإلاّ سنبقى واقفين في باب كهوفهم و"كهوفنا"هذه، ولا من مُستَجيب ..إلى أن تبدأ الرائحة..
ويالها من رائحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على