الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في البرازيل «لولا» مرشحا للانتخابات الرئاسية المقبلة

رشيد غويلب

2022 / 7 / 26
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يريد رئيس جمهورية البرازيل الأسبق، وأحد مؤسسي حزب العمل البرازيلي العودة مرة ثالثة إلى القصر الجمهوري. في مؤتمر صحفي، نظم الخميس الفائت في أحد فنادق ساو باولو، أعلن حزب العمل رسميا ترشيح القائد النقابي السابق لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. لم يحضر لولا شخصيا المؤتمر، لانغماره منذ شهور في نشاطه الانتخابي، ويقوم حاليا بحملة نشطة في شمال شرق البرازيل. لقد وعد “لولا” بإخراج البلاد من المستنقع وتعزيز الاقتصاد ومحاربة البؤس الاجتماعي المنشر في البلاد.

عنف اليمين المتطرف
في الثاني من تشرين الأول المقبل، ستجري الانتخابات البرلمانية العامة، والانتخابات الرئاسية، وكذلك انتخاب مجالس الولايات وحكامها. وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم “لولا” (48 مقابل 27 في المائة)، على منافسه الرئيس اليميني المتطرف جاير بولسونارو. ويدخل الرئيس المؤيد للديكتاتورية العسكرية (1964-1985) الانتخابات الرئاسية عبر بوابة حزب شديد المحافظة ليبرالي صغير. ويعتمد بولسونارو مرة أخرى على تحفيز الاستقطاب الحاد في المجتمع، ويهاجم القضاء ويحاول زرع الشكوك حول نظام التصويت الإلكتروني، على طريقة الرئيس الأمريكي السابق ترامب. ويتلقى الرئيس الحالي الدعم من أوساط في الجيش والطوائف الإنجيلية المتشددة والمؤثرة واللوبي القوي في القطاع الزراعي. ومن المتوقع أن تحسم الانتخابات الرئاسية في الجولة الثانية في 16 تشرين الأول. وستبدأ الدورة الرئاسية الجديدة في الشهر الأول من عام 2023. وليس هناك ضمانات بانتقال سلمي للسلطة، لان أنصار الرئيس الحالي من الفاشيين الجدد، بدأوا سلسلة اغتيالات لكوادر حزب العمل وقادته المحليين، وحتى الترويج لفكرة انقلاب عسكري، بهدف نشر الخوف والرعب في صفوف الناخبين.

تحالف انتخابي واسع
يمتلك “لولا” خبرة انتخابية كبيرة، ويستند إلى تحالف “معا من اجل البرازيل”، الذي يضم بالإضافة إلى حزب العمل، ستة أحزاب أخرى، بضمنهم الحزب الشيوعي في البرازيل، وحزب “الاشتراكية والحرية” اليساري التعددي. واختار “لولا” مرشحا لمنصب نائب الرئيس من قوى وسطية هو جيرالدو الكمين، الحاكم السابق لولاية ساو باولو. ولم تقابل هذه الخطوة التكتيكية بالكثير من الحماس من قبل أقلية من أنصاره.

في سنوات 2003 – 2011، شغل “لولا” منصب الرئيس لدورتين انتخابيتين متتالية، ولا يسمح له الدستور بالترشح لأكثر من دورتين متتاليتين. وشكلت سنوات عهده عصر ازدهار اقتصادي واجتماعي. وفي الأول من كانون الثاني 2011، غادر منصبه باعتباره الرئيس الأكثر شعبية في تاريخ البرازيل.. وخلفته القيادية في حزب العمل ديلما روسيف، التي اطيح بها بانقلاب برلماني عام 2016. وشنت حينها حملة إعلامية واسعة، لشيطنة اليسار من قبل مؤسسات الاعلام السائدة والمملوكة للرأسمال. وكان “لولا” الهدف الرئيسي للحملة. وتم استبعاده باعتباره المرشح الأوفر حظا في الانتخابات الأخيرة، بعد أن حكم القاضي الفاسد اليميني المتطرف سيرجيو مورو على “لولا” بالسجن لمدة طويلة بتهم ملفقة. واعتبارًا من تشرين الثاني 2019، دخل “لولا” السجن، وظل فيه طيلة 580 يومًا. لقد كافأ بولسونارو القاضي مورو، بمنحه منصب وزير العدل بعد فوزه في الانتخابات. لكن حبل الكذب قصير. وتم إسقاط جميع الادعاءات ضد” لولا”. والآن يريد تتويج حريته بعودة غاضبة، والانتصار على بولسونارو وتحقيق شعار حملته الانتخابية وإسعاد البرازيل مرة ثانية.+

استقطاب اجتماعي حاد
تشهد البرازيل حاليًا استقطابا اجتماعيا حادا. من ناحية يتمتع “لولا بدعم واسع، حتى من فئات لم تدعمه من قبل. ومن ناحية أخرى، فإن المعسكر الاستبدادي حول الرئيس جايير بولسونارو منظم بشكل أفضل اليوم مما كان عليه قبل أربع سنوات، عندما فاز في الانتخابات في وضع فوضوي للغاية، معتمدا على خطاب شعبوي حرك المشاعر المناهضة للفساد. اليوم، مشروع بولسونارو معروف جيدا، لكن معسكره يمتلك موارد هائلة جدا. ولذلك فان مهمة انصار “لولا” هي الانخراط في حوار مع القواعد الشعبية و فضح زيف الدعم الاجتماعي المفترض، الذي يطرحه اليمين المتطرف، في محاولة لشراء الأصوات.

برنامج الحكومة المقبلة
عرضت مؤسسة البحوث التابعة لحزب العمل البرازيلي بالاشتراك مع أطراف التحالف المدعوم من الحركات الاجتماعية واسعة التأثير، الخطوط الرئيسية لبرنامج الحكومة المقبلة، الذي يدعم بهدف استعادة الديمقراطية، وازاحة الفاشيين الجدد من قمة السلطة.

منذ الإطاحة بالرئيسة المنتخبة ديمقراطيا ديلما روسيف في عام 2016. تم تفكيك الدولة في مرافق كبيرة، وخاصة تلك التي تتعلق بحقوق العاملين. وقد ركز البرنامج على استعادة الأشياء الأساسية في البرازيل. وسيكون الإجراء الأول هو رفع تجميد الإنفاق على تحسين الظروف المعيشية للعاملين ومكافحة الجوع، الذي وصل عديد ضحاياه إلى ارقام فلكية. والخطوط الرئيسية تتحدث بوضوح عن مقاومة الخصخصة. وسيتم تعزيز الحقوق الاجتماعية وحماية البيئة والسيادة الوطنية مرة أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل