الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق إلى شرم الشيخ 1 - فجوة الابتعاثات

ماهر عزيز بدروس
(Maher Aziz)

2022 / 7 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تستضيف مصر على أرضها في شرم الشيخ في نوفمبر القادم المؤتمر السابع والعشرين للقمة العالمية للمناخ المعروف اختصاراً : COP27.

وهو تحديداً مؤتمر أطراف الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ،
Conference of the Parties (COP) of the United Nations Framework Convention on Climate Change (UNFCCC)
وسوف تطرح على مائدة هذا المؤتمر القضايا الكبرى المتعلقة بالتغير المناخى، وأخطر هذه القضايا هي ما اصطلح على تسميتها "فجوة الابتعاثات" Emissions Gap.

فعلى الرغم من أثر جائحة كوفيد-19 على التقليص النسبى لابتعاثات غازات الدفيئة في الغلاف الجوى خلال عامي 20-2021 تستمر غازات الدفيئة في الارتفاع، غير أن النطاق غير المسبوق لتدابير الإنعاش الاقتصادى المترتبة على كوفيد-19 يقدم فرصة نادرة للانتقال إلى الاقتصاد منخفض الكربون، الذى يهيئ التغيرات الهيكلية المطلوبة للحد من الابتعاثات المستمرة لغازات الاحتباس الحرارى، ويُعد اغتنام هذه الفرصة أمراً بالغ الأهمية لسد فجوة الابتعاثات.

لقد قدمت الدول تقارير "مساهماتها المحددة المعتزمة وطنياً" إلى مؤتمر الأطراف الحادى والعشرين الذى عقد في باريس عام 2015، وفى هذه التقارير تعهدت الدول بخفض طوعى لابتعاثات غازات الدفيئة
عام 2030 يبلغ 4 مليارات طن فقط من غاز ثانى أكسيد الكربون (CO2) المكافئ، بينما كشفت دراسات السيناريوهت المختلفة للجهود المطلوبة على كل الأصعدة عن وصول إجمالي ابتعاثات غازات الدفيئة عام 2030 في إطار السياسات الحالية إلى حوالى 59 مليار طن CO2 مكافئ، وفى ظل المساهمات غير المشروطة يصل إجمالي الابتعاثات إلى حوالى 56 مليار CO2 مكافئ، وفى ظل المساهمات المشروطة المحددة وطنياً يصل إلى حوالى 54 مليار طن CO2 مكافئ، مما يشير إلى فجوة خطيرة في الابتعاثات يتعين على العالم عبورها في مدى زمنى قصير بكل المقاييس.

ولكى نتفهم فجوة الابتعاثات على نحو جيد نتخذ من حالة المساهمات المشروطة المحددة وطنياً خط الإسناد الضرورى لبلوغ زيادة في درجة حرارة جو الأرض لا تتجاوز 1.5 درجة مئوية.


فعلى نحو ما تبين لنا فيما سبق أقل كمية من غازات الدفيئة تبتعث في حالة المساهمات المشروطة المحددة وطنياً لكل الدول هي 54 مليار طن CO2 مكافئ ، بينما أعلى كمية تبتعث من غازات الدفيئة عام 2030 كى لا تزيد درجة حرارة جو الأرض على 1.5 درجة مئوية هي 32 مليار طن CO2 مكافئ، وذلك معناه أن فجوة الابتعاثات التي يتعين تقليصها تحت كل الظروف هي 22 مليار طن CO2 مكافئ.

أما إذا قبلنا بأعلى درجة لحرارة جو الأرض لا تزيد على 2 درجة مئوية فإن أعلى مقدار لغازات الدفيئة في جو الأرض يتعين ألا يتجاوز 38 مليار طن CO2 مكافئ، مما يعنى أن هنالك فجوة في الابتعاثات يجب تقليصها تصل إلى 16 مليار طن CO2 مكافئ.

وسواء أردنا ألا تزيد درجة حرارة جو الأرض على 1.5 درجة مئوية أو 2 درجة مئوية لحماية كوكب الأرض من التأثيرات المدمرة لتغير المناخ فإن فجوة الابتعاثات بين الإجمالى العالمى للابتعاثات بحلول
عام 2030، وفق سيناريوهات المساهمات المحددة المعتزمة وطنياً ووفق المسارات التي تحد من الدفيئة العالمية لما دون 1.5 أو 2 درجة مئوية، هي فجوة ضخمة جداً.

لقد أضاف الافتقار إلى إجراء ناجع لتقليص غازات الدفيئة حتى الآن إضافة هائلة لتحدى تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ، والفشل في خفض الابتعاثات العالمية بشكل كبير بحلول عام 2030 سيجعل من المستحيل الإبقاء على الدفيئة العالمية عند حدود 2 درجة مئوية، وتلك هي القضية الأكبر على مائدة التفاوض في شرم الشيخ بنهاية هذا العام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة