الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:12541 رأيّ غير ملزم . القصيدة الحديثة

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2022 / 7 / 27
الادب والفن


##القصيدة العامودية هي الميزان الذي تُمتحن به شاعرية الشاعر المبدع. بينما القصيدة الحرة فهي أكثر قدرة على التعبير عن مكونات النفس الإنسانية وهي السماء التي أحبّ أن أحلق بها .( القصيدة الأممية ).
منذ أكثر من ثلاثين عاماً في مقابلة معي قلتُ :عن القصيدة العامودية ، الخليلية. بأنها الميزان الذي تُمتحن به شاعرية الشاعر المبدع ، وأنّ قصيدة التفعيلة أو الحرة. السماء التي أحبّ أن أحلق بها .
ولو قرأنا ما ينشره شعراء العامود على الساحة العالمية سنجدهم حقاً قلة قليلة قياساً على من يكتبون القصيدة الحديثة. وأغلب هؤلاء القلة مع الأسف لم يخرجوا عن (الطوطمية الخليلية) وما استنزفته التجربة الشعرية خلال ألف سنة .سواء أكان في الأغراض الشعرية أو في الخيال أو في الصورة ، أو في المعاني والمحسنات وغيرها.
إذْ نجدُ أغلب التجارب ــ أقول أغلب وليس الكل ـــ التي نقرأها اليوم نرى بوضوح التكلف وطغيان النظم على الشعر. وكأننا أمام واجب مدرسي نكتبه .وكما تعلمون فهناك فرقٌ كبير بين الشعر والنظم.
قد تكون عبقرياً في اللغة العربية وتُشكيلُ الكلمات كما وكأنكَ أحد الخطاطين المحترفين ،وتكون مُجيداً في الأوزان الشعرية وبحورها الخليلية والبحر الأخفشي ومع التكرار فإذنك تتعلم آلية الموسيقى التي تُحدثها الأحرف وتتابعها حيث مع المران تتعرف إلى الحروف ومخارجها وما ينسجم منها مع الآخر وقد تُجيد ليس في البحور المعروفة بل بتلك التي تُسمى بالبحور المهملة .ك( بحر المتئد أو الغريب والمتوافر ( أو المتوفر أو المعتمد ) وبحر المستطيل وبحر المطرد وبحر الممتد وبحر المنسرد وبحر المهمل )ولكنك لا تُقدم إبداعاً إضافياً للمشهد الشعري من خلال ما تكتبه من شعر ٍ لأنكَ تدور في نفس الفضاء ما عدا أنك تُحاول أن تُبدع في تقديم مواضيع جديدة ولكن بآلية أصبحت تجتر نفسها ولكلّ قاعدة استثناء كما يقولون.
لأنك َ بكلّ بساطة تدور في رحاب المدرسة الخليلية وتتبنى تقديم نفس الطقوس والتقدمة على مذبح الهيكل الخليلي ليس إلا ّ.حتى أنك لم تجرب في تطوير آليات معرفتك الشعرية لهذه البحور بكاملها .
ومن هنا أعتقد أنكَ لست سوى أحد شعراء الضاد عبر العصور ليس إلا .
إنما المطلوب من أولئك الذين خبروا القصيدة الخليلية وكتبوا في أغلب أغراضها وعلى مختلف أوزانها الكاملة والمجزوءة وأجادوا في صناعة الكتابة وما يعتري البيت الشعري من تغيرات وتبدلات وما هو الضرب وما هو العروض والمعنى والمبنى ً في القصيدة الخليلية . أولئك الذين يعرفون ويُدركون أهمية الوتد والتضمين والإقواء والإيطاء والفواصل والدوائر وعددها (خمسة) ومعنى الخف والزحاف والتصريع والعلة وأقسامها والترفيل والتذييل .
كل هذا لايعفي المبدع من أن يؤهل ويجهز نفسه للدخول لعالم القصيدة الأممية . وأقصد بها القصيدة التي كان من أهم روادها في القرن العشرين الشاعرة العراقية نازك الملائكة والشاعر الجيكوري بدر شاكر السياب وغيرهم من الذين مهدوا لدخولنا لعالم التغيرات مع تذكيري بما قدمته التجربة الأندلسية في الموشحات وغيرها لأنني لا أتحفظ على قولي بأن القصيدة الحديثة كانت لها جذور اً رأينا منها في العصر الأموي والعباسي وما تلاهما .ومع هذا فأهمية أن نكون على استعداد للتجربة الحداثوية في الشعر مهمة إبداعية وتحمل العديد من الضرورات الحياتية والجمالية .
لأنّ القارىء هو ابن اليوم ولا يعرف معنى أغلب الكلمات التي استخدمها شعراء الجاهلية لا بل نحن دوما ترانا نتخلى بشكل لا واعي عن ألفاظ لم نعد نسمعها إلا من كبار في السن ولهذا يُفترض علينا استخدام لغة وألفاظ وكلمات جديدة وأن نُجيد في أسس التجربة الحديثة في الشعر ونغوص في معرفة تاريخيتها ونقرأ التجارب العربية والعالمية لنكون متسلحين بمعرفة حقيقية للمولود الذي يفرض نفسه علينا بقوة اليوم .
مع إقرارنا والحفاظ على دور الشعر العامودي في الحياة الاجتماعية والجمالية عبر ماسبق من أزمنة .
ومثالنا على مَن ْ كتبَ القصيدة الحديثة وأبدعَ فيها نذكر ما قدمه الشاعر السوري أدونيس (علي أحمد سعيد إسبر) .وأنسي الحاج ومحمود درويش وأغلب شعراء فلسطين والشاعر الأشوري سركون بولص والشاعر الأب الدكتور يوسف سعيد والشاعر السوري عبد الأحد قومي والشاعرة السورية مها بكر وغيرهم .
أعتقد أنّ الأجيال الحالية ستتبنى قصيدة الفعيلة ،وأغلبهم القصيدة الحرة لأنها أكثر قدرة ً للتعبير عن المتغيرات بكلّ أنواعها وأشكالها وحالاتها ومحمولاتها النفسية والعاطفية والعقلية .
لا بل تُعتبر القصيدة الحديثة الضامن الحقيقي للشعراء المشرقيين الذين يكتبون بلغة الضاد للولوج إلى رحاب الثقافة والأدب العالميين . مع تحفظي على أساس عدم الإغراق والاستغراق في الرمزية المفرطة .فإذا ابتليت بها القصيدة الحديثة فهي أحد أنواع الهذيان ليس إلا .لأنها بكل بساطة تستلزم منا استحضار أطباء وعلماء نفس ليفكوا شيفرة هذه القصيدة أو تلك .
ونخلص إلى تلخيص الجزئية فنقول:
لأنّ ما نقرأه اليوم في الشعر العامودي هو اجترار للقصيدة العامودية وأغراضها .عدا قلقة قليلة تأخذنا قصائدهم إلى رحاب الله الواسعة وقد يكون بيتاً من القصيدة أو أكثر والمهم هو أن نقرأ شعراً ولهذا علينا أن نعترف بوجود تجارب حقيقية تدلكَ على موهبة متأصلة ٍ ومعرفة حقيقية تتجلى من خلال الخبرة والتجربة في معرفة الأدوات الشعرية والأدبية للشاعر .كما ونقر بأن القصيدة العامودية الخليلية ستبقى . المحج الأول للشعر
عدم الوقوف في منطقة واحدة ٍ لكن نجد على الساحة الشعرية تنوعاً يشبه المناطق الجبلية والسهلية أوقات الربيع الذي تنتشر فيها ا لإزهار والورود هكذا الشعراء وقصائدهم.
أما أهمية القصيدة الحديثة ( التفعيلة أو القصيدة الحرة).فلا ندخل ونوغل في هذا الجانب المهم .بل نقول أنها أقرب إلى النفس وتلقفها لجماليتها ورشاقتها وسحر حروفها وكلماتها . والقصيدة الحديثة ليس من المهم أن تكون طويلة ، ملحمة شعرية . إنما تلك التي تأتي خطفاً وتأخذنا إلى رحاب الله الواسعة. وتبقى أكثر دقة وتعبيراً عن مكنوّنات النفس الإنسانية لأنها تنضح من بئر ٍ عميق من أغوار اللاشعور وتجلب لنا لفحات جمالية لايمكن للشعر العامودي أن يأتي بها .وتبقى القصيدة التفعيلة أو القصيدة الحرة . تُشكل بانوراما جمالية غير جامدة ومتقوقعة بطريقة قوالب. كما ولها القدرة على البقاء من خلال الترجمة لأنّ القصيدة الحرة سهلة الترجمة إلى اللغات العالمية بعكس القصيدة العامودية .
للحديث متابعة%
. اسحق قومي. 26/7/2022م.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما


.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا




.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة